منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 31 Dec 2007, 09:09 PM
أبو عبد الله اليمني أبو عبد الله اليمني غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
المشاركات: 43
افتراضي من آثار الذنوب والمعاصي

بعض آثار الذنوب والمعاصي مقتبسة من كتاب ابن القيم رحمه اللّه ( الداء والدواء ) قال رحمه اللّه :
وللمعاصي من الآثار القبيحة المذمومة المضرة بالقلب والبدن في الدنيا والآخرة ما لا يعلمه إلا الله
فمنها: حرمان العلم فإن العلم نور يقذفه الله في القلب والمعصية تطفىء ذلك النور
ولما جلس الإمام الشافعي بين يدي مالك وقرأ عليه أعجبه ما رأى من وفور فطنته وتوقد ذكائه وكمال فهمه فقال: إني أرى الله قد ألقى على قلبك نورا فلا تطفئه بظلمة المعصية
وقال الشافعي رحمه الله:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي
وقال اعلم بان العلم فضل وفضل الله لايؤتاه عاصي
ومنها: حرمان الرزق وفي المسند "إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه"
وقد تقدم وكما أن تقوى الله مجلبة للرزق فترك التقوى مجلبة للفقر فما استجلب رزق بمثل ترك المعاصي
ومنها: وحشة يجدها العاصي في قلبه بينه وبين الله لايوازنها ولايقارنها لذة أصلا ولو اجتمعت له لذات الدنيا بأسرها لم تف بتلك الوحشة وهذا أمر لا يحس به إلا من في قلبه حياة وما لجرح بميت إيلام فلو لم تترك الذنوب إلا حذرا من وقوع تلك الوحشة لكان العاقل حريا بتركها .
ومنها: الوحشة التي تحصل له بينه وبين الناس ولاسيما أهل الخير منهم فإنه يجد وحشة بينه وبينهم وكلما قويت تلك الوحشة بَعُد منهم ومن مجالستهم وحرم بركة الانتفاع بهم وقرب من حزب الشيطان بقدر ما بعد من حزب الرحمن وتقوى هذه الوحشة حتى تستحكم فتقع بينه وبين امرأته وولده وأقاربه وبينه وبين نفسه فتراه مستوحشا من نفسه
وقال بعض السلف إني لأعصي الله فأرى ذلك في خلق دابتي وامرأتي
ومنها: تعسير أموره عليه فلا يتوجه لأمر إلا يجده مغلقا دونه أو متعسرا عليه وهذا كما أن من اتقى الله جعل له من أمره يسرا فمن عطل التقوى جعل الله له من أمره عسرا ويالله العجب ! كيف يجد العبد أبواب الخير والمصالح مسدودة عنه متعسرة عليه وهو لايعلم من أين أتى؟
ومنها: ظلمته يجدها في قلبه حقيقة يحس بها كما يحس بظلمة الليل البهيم ادلهَمّ فتصير ظلمة المعصية لقلبه كالظلمة الحسية لبصره فإن الطاعة نور والمعصية ظلمة وكلما قويت الظلمة ازدادت حيرته حتى يقع في البدع والضلالات والأمور المهلكة وهو لا يشعر كأعمى خرج في ظلمة الليل يمشي وحده وتقوى هذه الظلمة حتى تظهر في العين ثم تقوى حتى تعلو الوجه وتصير سوادا فيه حتى يراه كل أحد
قال عبد الله بن عباس: "إن للحسنة ضياء في الوجه ونورا في القلب وسعة في الرزق وقوة في البدن ومحبة في قلوب الخلق وإن للسيئة سوادا في الوجه وظلمة في القلب ووهنا في البدن ونقصا في الرزق وبغضة في قلوب الخلق"
ومنها: أن المعاصي توهن القلب والبدن أما وهنها للقلب فأمر ظاهر بل لاتزال توهنه حتى تزيل حياته بالكلية
وأما وهنها للبدن فإن المؤمن قوته في قلبه وكلما قوى قلبه قوى بدنه وأما الفاجر فإنه وإن كان قوى البدن فهو أضعف شيء عند الحاجة فتخونه قوته عند أحوج ما يكون إلى نفسه وتأمل قوة أبدان فارس والروم كيف خانتهم عند أحوج ما كانوا إليها وقهرهم أهل الإيمان بقوة أبدانهم وقلوبهم؟
ومنها: حرمان الطاعة فلو لم يكن للذنب عقوبة إلا أن يصد عن طاعة تكون بدله وتقطع طريق طاعة أخرى فينقطع عليه طريق ثالثة ثم رابعة وهلم جرا فينقطع عليه بالذنب طاعات كثيرة كل واحدة منها خير له من الدنيا وما عليها وهذا كرجل أكل أكلة أوجبت له مرضة طويلة منعته من عدة أكلات أطيب منها والله المستعان
ومنها: أن المعاصي تقصر العمر وتمحق بركته ولابد فإن البر كما يزيد في العمر فالفجور يقصر العمر ؛ و سر المسألة أن عمر الإنسان مدة حياته ولا حياة له إلا بإقباله على ربه والتنعم بحبه وذكره وإيثار مرضاته.
ومنها : أن المعاصي تزرع أمثالها وتولد بعضها بعضا حتى يعز على العبد مفارقتها والخروج منها كما قال بعض السلف: إن من عقوبة السيئة السيئة بعدها وأن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها.
ومنها : وهو من أخوفها على العبد أنها تضعف القلب عن إرادته فتقوى إرادة المعصية وتضعف إرادة التوبة شيئا فشيئا إلى أن تنسلخ من قلبه إرادة التوبة بالكلية فلو مات نصفه لما تاب إلى الله فيأتي بالاستغفار وتوبة الكذابين باللسان بشيء كثير وقلبه معقود بالمعصية مصر عليها عازم على مواقعتها متى أمكنه وهذا من أعظم الأمراض وأقربها إلى الهلاك.
ومنها: أنه ينسلخ من القلب استقباحها فتصير له عادة فلا يستقبح من نفسه رؤية الناس له ولا كلامهم فيه وهو عند أرباب الفسوق هو غاية التفكه وتمام اللذة حتى يفتخر أحدهم بالمعصية ويحدث بها من لم يعلم أنه عملها فيقول: يا فلان عملت كذا وكذا وهذا الضرب من الناس لا يعافون ويسد عليهم طريق التوبة وتغلق عنهم أبوابها في الغالب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "كل أمتي معافا إلا المجاهرين وإن من الإجهار أن يستر الله العبد ثم يصبح يفضح نفسه ويقول: يا فلان عملت يوم كذا وكذا كذا وكذا فتهتك نفسه وقد بات يستره ربه".
ومنها: أن المعصية سبب لهوان العبد على ربه وسقوطه من عينه قال الحسن البصري: هانوا عليه فعصوه ولو عزوا عليه لعصمهم وإذا هان العبد على الله لم يكرمه أحد كما قال الله تعالى: {وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ} وإن عظمهم الناس في الظاهر لحاجتهم إليهم أو خوفا من شرهم فهم في قلوبهم أحقر شيء وأهونه.
ومنها: أن المعصية تورث الذل ولا بد فإن العز كل العز في طاعة الله تعالى قال تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً ا} أي فليطلبها بطاعة الله فإنه لا يجدها إلا في طاعة الله
وكان من دعاء بعض السلف: "اللهم أعزني بطاعتك ولا تذلني بمعصيتك"
قال الحسن البصري: إنهم وإن طقطقت بهم البغال وهملجت بهم البراذين إن ذل المعصية لا يفارق قلوبهم أبى الله إلا أن يذل من عصاه
وقال عبد الله بن المبارك:
رأيت الذنوب تميت القلوب وقد يورث الذل إدمانها
وترك الذنوب حياة القلوب وخير لنفسك عصيانها
وهل أفسد الدين إلا الملوك وأحبار سوء ورهبانها؟
ومنها: أن المعاصي تفسد العقل فإن للعقل نورا والمعصية تطفيء نور العقل ولابد وإدا طفئ نوره ضعف ونقص . أ . هـ مع شيء من الاختصار

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 31 Dec 2007, 10:12 PM
سفيان القبائلي الجزائري سفيان القبائلي الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
المشاركات: 285
افتراضي

و الله هذا ما وجدته عندما عدت الى الطريق المستقيم فرحم الله ابن القيم
فبارك الله فيك يا ابا عبد الله لكن لم تعرفنا بنفسك
ارجو تكتب بعض لنتعرف عليك فنحن هنا اخوة متحابين في الله و نحب ان
يتعرف كل واحد منا على الاخر
مرة اخرى جزاك الله خيرا
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 01 Jan 2008, 08:20 AM
أبوياسر عبدالحق الجزائري أبوياسر عبدالحق الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
الدولة: الجزائر
المشاركات: 158
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبوياسر عبدالحق الجزائري
افتراضي

بارك الله فيك

التعديل الأخير تم بواسطة أبوياسر عبدالحق الجزائري ; 27 Aug 2017 الساعة 11:47 AM
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 03 Jan 2008, 10:21 PM
أبو عبد الله اليمني أبو عبد الله اليمني غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
المشاركات: 43
افتراضي

إلى الأخ سفيان أقول :
كم يحب الإنسان أحيانا أن يعمل العمل دون أن يُعرف ولكن أرشدك إلى أخي أبي نعيم فهو يعرفني وبارك الله فيك على حرصك
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 07 Jan 2008, 09:26 PM
أبو عبد الله اليمني أبو عبد الله اليمني غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
المشاركات: 43
افتراضي

الحمد لله مشايخ اهل اليمن بخير وعافية أسأل الله أن يديمها عليهم وعلى المشايخ السلفيين أجمعين هم قد ذهبوا هذا السنة إلى الحج ( جلُّهم ) عدا الشيخ محمد بن عبد الوهاب حفظه الله فإنه لم يذهب وهو بخير ولله الحمد ، وقد إلقى محدث الديار اليمنية خليفة الإمام الوادعي رحمه الله الشيخ الفاضل / ابو عبدالرحمن يحيى بن علي الحجوري محاضرة عبر الهاتف إلى 25 منطقة تقريبا شرح فيها رحلته وإلتقاءه بالشيخ ربيع حفظه الله مع إخوانه المشايخ..
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
آثارالذنوب, ابن القيم, تزكية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أثار سلفية و تفاصيل علمية حول الإخلاص لله - جل و علا - أبو تميم يوسف الخميسي الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام 5 31 Dec 2010 08:02 PM
آثار لا إله إلا الله‏ أم عبد الرحمن قــســـــــــــم الأخــــــــــــوات 0 13 Jan 2008 08:02 PM
في اي صنف من الذنوب يمكن اعتبار... هشام الاثري الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام 0 16 Dec 2007 06:17 PM
من طريقة أهل السنة والجماعة‏: ‏اتباع آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم kahled الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام 1 05 Dec 2007 09:26 AM
آثار الشرك وأضراره ابوعبدالله الجزائري الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام 0 06 Oct 2007 11:32 PM


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013