31 Jul 2015, 10:21 AM
|
موقوف
|
|
تاريخ التسجيل: Nov 2014
الدولة: الجزائر ولاية أم البواقي
المشاركات: 438
|
|
قصيدة: لغة الضَّاد
بسم الله الرحمن الرحيم
لغة الضّاد
بديع الشّعر ينطق عن هواها ---- وغوث الحبر يمطر من سماها
وتلك الكفّ قد أسرت لفضل ---- من الإنعام توصله رباها
كأنّ الملك منقطع إليها ---- و هذا النّظم يسرح في حماها
وربّ العرش أوفى حيث رامت ---- من الخيرات ما شاءت حباها
هي الجوزاء ما ارتفعت مناكم ---- وبرج الحمل ينزل من علاها
وبحر الرّوم دون القطر فيها ---- وضوء الشّمس يحجبه سناها
كما البدر التّمام لئن عراكم ---- من الظّلماء نجم قد تباهى
وسرج الفاتحين لها مطايا ---- وباب النّصر يفتح إن رآها
فقل للفاسقين بأرض قومي ---- صدقتم حين خفتم من صداها
فتلك الدّار للجبناء تأبى ---- وتنفي للخبائث عن خلاها
قلاع الضّاد تبغي كلّ حرّ ---- وللشّجعان ربّي قد براها
هي المرج الفسيح لكل عبد ---- عصى الأنفاس ما طلبت هواها
رفيع الهام ينثر قول خير ---- شريف القصد إن وعظت تناهى
كفى فخرا بحرف كان مبنى ---- لقول الربّ يوما ما تباهى
ومنطق خيرة الأكوان صدقا ---- شفيع الخلق إن ضاقت عراها
وقرآن الهداية مدّ منها ---- عمادا ليس تؤوي من قلاها
ودين الله يدرس حيث بانت ---- ويظهر حيثما قربت بُناها
فمن جهل الوسيلة كيف يبغي ---- مقرّا للشّريعة أو سواها
سلوا التّاريخ يخبركم عجيبا ---- من الأنباء عمّن قد هواها
فكم فتنت لحسن من مليك ---- فخلّى الملك حبّا في شذاها
كسالمَ وابن حُجر الحرب ذاكم ---- أمير العُرْب لو جمعت قراها
وكم رفعت بعبد طول ذكر ---- كعنترة ابن عبس مذ شراها
وكم نال الكرامة من بغيض ---- بنى درر القوافي أو رواها
سلوا عنها المفاوز حيث سرتم ---- ستنبئكم بقول من ثراها
بأن القصد يدنوا ما تغنّت ---- قوافلكم حداء من شداها
وأنّ الدّرب تأنس من كلام ---- بليغ بات ينظم في سُراها
وأن المجد يصنع من حروف ---- وأن الحرب تجري من صداها
سلوا الطّلاّب عنها كيف تجلوا ---- بها الأفكار إن فقدت جلاها
وكم يغدوا البعيد بها قريبا ---- وكم يجنى ثمين من جناها
وقولوا للمعلّم كم أمدّت ---- بعون من يجاور في حماها
سلوا العلماء عن أسفار خير ---- بصدق القول ترقم في فناها
ودين ظلّ ينشر ما أمدّت ---- لها الأوطان فاغتنمت هداها
سلوا الشّعراء إنّا قد علمنا ---- بأنّ النّظم فضل من مناها
وليس الشّعر يلفظ من مقال ---- سوى قول ابن يعرب من براها
فيا باغ بها بدلا تمهّل ---- وردّ الطّرف يجلوا من خفاها
أتشري بالرّطانة خير حرف ---- وتطلب بالأميرة ما وراها؟
وترضى من كلامك هذر علج ---- وتبغي عن فصاحتها رداها
ألا إنّا لمازيغ انتسبنا ---- وأشربنا الرّطانة من قراها
وعلّمنا صغارا غير حرف ---- لبربرَ أو فرنجة أو سواها
فلا والله ما ساوت لدينا ---- جمال الضّاد أو قربت مداها
فهذي قولة الإنصاف منيّ ---- أبّلغها لمفتون قلاها
أضعت الخير كلّ الخير لمّا ---- رضيت النّطق عن حرف عداها
فأقصر عن طريق الغيّ أقصر ---- وأسلم للمشاعر مبتغاها
ستلقاها توالي ضاد قومي --- وتحجز للرّطانة في عداها
ويبقى الحكم في سدد المعاني ---- وليس اللّفظ يجمل من غواها
فسبحان الّذي زان المباني ---- برشد القول يصدر من شذاها
وحمّل كلّ حرف منه معنى ---- وأكرم بالفضائل من رواها
وعاب الفحش بالأقوال دوما ---- وإن نظم البذاءة من تلاها
.
|