منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12 Nov 2014, 10:33 PM
أبو إكرام وليد فتحون أبو إكرام وليد فتحون غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
الدولة: الجزائر
المشاركات: 1,798
افتراضي كيف يتحقق الإخلاص في طلب العلم؟...للشيخ : محمد بن هادي المدخلي

بسم الله الرحمن الرحيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيف يتحقق الإخلاص في طلب العلم؟
للشيخ : محمد بن هادي المدخلي

السؤال : هذا يسأل يقول: كيف يتحقق الإخلاص في طلب العلم؟

الجواب :أَن يَستوي عندك في هذا إذا رحلت في طالب العلم ، طالبًا العلم لوجه الله،أن يستوي عندك الأمران ، نقيس بمقياسك العصري
سواء هذا العلم تحصل به وظيفه، أو لا تحصل به وظيفة، إختبر نفسك فإذا إستوى هذا والمقصود أنك ما تطلبه إلا لله ما تريد المال بهِ
حصل ولا ما حصل، هذا إن شاء الله من علامات الإخلاص،تحقق الإخلاص عليك أولاً بمرتبة وهي الدعاء ، أن تكثر من دعائك لربك تبارك
وتعالى بأن يَمُنَّ عليك، بهذه المنزلة الرفيعة منزلة الإخلاص، فإنَّ المُخلِص من خاصة الله- سبحانهُ وتعالى- حتى إبليس يتجنبهم
لا طريقَ له عليهم {إلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} هذا هو ، فمن يَسّر الله لهُ هذه المنزِلة فهو في حفظهِ وعنايتهِ، وكلاءتهِ ورعايتهِ
فعليك بأولِ ما يجب أن تسألَ الله- جلَّ وعلا- أن يرزُقكَ الإخلاص، فادعوا الله مخلصين لهُ سُبحانه بأن يرزُقنا وإياكُم الإخلاص له -جلَّ وَعلا-.

الثاني: أن لا يكون تحصيل هذا العلِم لغرضٍ من أمور الدُنيا الأُخرى كالجاه والرياسة والسُمعة والمنزلة بين الناس، أنتَ أيضًا تعرف هذا مِن نفسِك
أن يستوي عندك المادِح والقادِح.

تعرف أنت هذا أيضًا مِن نفسِك، وتختبر نفسك، واصحب من يُعينُك على ذلك، من أهل الصلاح والخير، الذينَ لا هَمَّ لهم إلا تحصيل
العلم والإرتقاء من ازديادهم من العلِم، فإنكَ إن فعلتَ ذلِك أنِستَ بهؤلاء، وإذا أنستَ بِهِم استوحَشتَ ممن خالفَ طريقتهم
فحينئذٍ تَرْكَن إليهم،

"وهُمُ الْقَوْمُ لا يُشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ "لا تخلط هذا الأمر بأمر الدُنيا، خُذ من الدُنيا البُلغة أهلُ العلِم حيّوا وهم أموات، وأهلُ الدُنيا
ماتوا وهم أحياء، أي شرفٍ بعدُ هذا الشرف؟ فألزَم طلبة العلِم الصادقين الذينَ لا يُريدونَ رياءً ولا سُمعة، ولا يُريدون إلا الإنتفاع في أنفسِهم
ونفع الناس،وقد ذكرنا هذا في عدة مجالِس
أنَّ هذا من الأمور الواجبة علينا الأربعَ المسائل تعرفونها :

الأولى: العلم، صح وإلا لا.

الثانية:العمل بهِ؛ تتعلم لتعمل مهو لتتوظف! تعمل أنت للآخرة، مهو اليوم تعمل لسوق العمل! لا، اليوم تعمل لسوق العمل، قلَّ إقبال الناس
على العلوم الشرعية، وراحوا في الأمور الدنيوية، لأن سوق العمل يبغى نجارين، يبغى حدادين، ويبغى كدادين، وإلخ فيبغون في الدنيا
سوق العمل ما يحتاجنا اليوم أنا وأنت يقولون، طُلاب العلم مثلنا ما تحتاجهم خلاص، تحتاج سوق العمل للأمور الدنيوية، فأنتَ اختبّر نفسك
حينئذٍ، فاثبت على تعلم العلم ولو لم تجد إلا ما تأكلهُ ويقوم بهِ صُلبُك أو أنكَ تميل إلى الدُنيا! فإنَّ الجَفاف في المأكل، والإقتصاد
في الملبس أو القلة في الملبس مع عمار القلب ولذة القلب وأُنس القلب بمعرفةِ شرع الله هذه منزلة لا تعدلُها منزِلة، وتجمُل الإنسان
وسعة الإنسان من الدنيا مع خواء القلب هذه شقاوة لا تصل إليها شقاوة- نعوذُ باللهِ من ذلِك- فأنتَ عليك أن تتعلم العلم اللي ترفع الجهل
عن نفسِك فتعرف ربك- سُبحانهُ وتَعالى- وما يجب لهُ عليك فتعمل على نور ثُمَّ الدعوة إليه هي الثالِثة.

الرابعة:الصبر على الأَذى فيه، فانظروا هذه المراتِب كُلها شاقة من أول وحدة إلى الرابعة!

نستعرضها الأول: العلم، طلب العلِم ماهو سهل {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا} فتبدأَ تَتعلم، ألف باء تاء
حتى تعرف الحروف، ثُمَّ تكتب حتى تتقن الكتابة والإملاء، ثُمَّ تنقُل الكُتُب التي تريد حفظها، ثُمَّ تنتقل بعد ذلك إلى شرحها
ثُمَّ تتفهّم ذلك ثُمَّ تعمل، مشقّة.

ثُمَّ المشقة الأُخرى العمل بِه، أَطر النفس عليه، مع وجود المُخالِف والمُثبِط والمُحارِب هذه أشدّ.

والثالِثة: الدعوة إليه، ستصدم بجميع أنواع المُخالِفين! هذه أشدُ أيضًا.

والرابِعة: قَلَّ من يثبُت ويصبر على الأذى في سبيل إيصال هذه المعلومة الصحيحة إلى الناس وتحذيرهم من المعلومة الباطِلة.

كم سيجد من الاستهزاء بهِ؟
كم سيجد من السُخرية بهِ؟
كم سيجِد من الطعن فيهِ؟
كم سيَجِد من النيل منه؟
كم سيجِد من صرف الناس عنه؟
كم كم كم سيجد، هاه؟
لكن يرجِع إلى الأولى، إلى العلِم الذي تعلمهُ، علِم فيه مما تعلمهُ سيرة النبي- صلى الله عليهِ وسلم-
قرأها من خلال القُرآن والسُنة:

واصْبِرْ عَلى لاحِقٍ مِنْ فِتْنَةٍ وأذَى فِيهِ وفِي الرُّسْلِ ذكرى فاقْتَدِهْ بِهِمِ

يتعلم، تعلم، علِم مما علِم "لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلًا وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِن حُمْرُ النَّعَمِ" فاصبر على الأذى فيهِ وهكذا.

فأنت أيُها الإبن السائِل عليك أن تتعلم لهذا، وليُعلم أنَّ العلم يُوجَد مع قلَّةِ ذاتِ اليدِ وإذا جاءَ الترف الغالِب يفرّ، لأنَّ المرء يأتي حينئذٍ
ويميل إلى الدَعة، يميل إلى الدعّة، إلى الراحة، وأغلب العُلماء يغلُب عليهم الفقر، قلَّةِ ذاتِ اليدِ، أو سداد الحال
وُجِد أغنياء لا نُنكِر في العلماء، لكنهم قلةٌ جدًا، هذا أولًا.

ثانيًا: المُمارسة في لأمور الدنيا في الغالِب ليست منهم لهم وُكلاءَ عليها يقومون بها فيتولون لهم أمورهم هذه، وأما هُم فمنصرفون إلى العلِم
فلذلك أراحوا أنفسهم من الإشتغال بهذا الجانب ووكلّوا عليه من يقوم بهِنيابةً عنهم حتى لا يأخُذَ وقتهم
فحينئذٍ تخلّصوا وخلّصووا أنفسهُم للتعلمِ والتعليم- رحمهم الله.

فأنا أُوصي أَبنائي بالصبر على ما يلحق من الفقر والفاقة، في سبيل هذا العلم وتحصيلة وطلبهِ ، والمشاق التي تعرِض لطالِب العلِم
ينبغي لهُ أن يقرأَ فيها ما نزل بمن سلف قبلهم من أئمة الإسلام، الذين صاروا بعد ذلك أئمة كيف كانوا! وماذا مرّ بهم وعرَضَ لهم
يقرأ فإنَّ حكايات الصالِحين سِياط تُوقِظ القلوب الغافلة، القِراءة في حكايات الصالحين وأخبار الصالِحين يوقِظ القلوب
يَستَصغِر أحدُنا نفسهُ عند هؤلاء، وهمتهُ عند هؤلاء، وصبرهُ عند هؤلاء، فإذا رأى هولاء حاولَ أَن يقرُبَ مما هم فيه:

فَتشبّهوا إن لم تَكونوا مِثلهم إِنَّ التشبّه بِالكِرام فَلاح

فعليك أن تنظُر إلى هذا الجانِب، فإذا مشيت فيهِ على هذا النحو، فأنتَ إن شاء الله تعالى- على خير وإلى خير.

والثالث:ابتعد عن صحبة البطالّين، لابُد من ذلك، سواء من أهل الدُنيا أو من أهل الهَوى، وعليك بالبقاءِ مَع مَنْ تَقَدَم ذِكرُهم.

قالَ -جلَّ وعلا- {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ۚ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ} إيش؟
{لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ۚ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ}، قالَ- جلَّ وعلا- {وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ
{وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبه عَنْ ذِكْرنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْره فُرُطًا}، فانتظمت هذه الآية أهل الدنيا بشهواتها وأهل الأهواء بإغوآتها
فالتأمل في القُرآن حق التأمُل يُنير القلب، {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ}، اقرؤوا هذا القُرآن وأقرؤوا التفسير فيه إقرأوا
أُوصيكم بِقراءةِ تفاسير السلف الصالحين اقرؤوا-، لا يَمر عليكم يوم إلا وتقرأون فيه في التفسير، هذا الكتاب الذي لا تنقضي عجائبهُ
تجد مثل هذا، ولا تقول خلاص أنا قرأت تفسير مُختَصَر، مُجلد، ما عاد تمر، معاني الآية معروفة، كل لحظة تقراَ الآية، وتقرأَ في التفسير
يمرُ عليك شيء ما كُنت تتصورهُ قبل، بل يمر عليك ما تتذكر أنك قبلَ سنة أو سنتين كُنت تبحث عنهُ أو تسأل عنه
فعليكم بتفسير كتاب الله - تبارك وتعالى-
فلابُد من البعد عن هذا وهذا يتحققّ لكَ - إن شاءَ الله- ذلك.
*- ميراث الأنبياء -*

الصوتية بإذن الله من هنا :
http://ar.miraath.net/sites/default/...aady_022_1.mp3

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
محمدالمدخلي, تزكية, علم


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013