منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 26 Jan 2012, 09:05 AM
أبو أنس عبد الله الجزائري أبو أنس عبد الله الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
الدولة: الجزائر المحروسة
المشاركات: 107
افتراضي ..: تنبيه ذوي الأبصار إلى مسائل في العلو للقدير الغفار :..


بسم الله الرحمن الرحيم

..: تنبيه ذوي الأبصار إلى مسائل في العلو للقدير الغفار :..

الحمد لله الذي أرشد وعلّم, وأبان الحق وهدى وألهم, أحمده سبحانه حمدا كثيرا وهو الغني الأكرم, ثم أصلي وأسلّم, على محمد النبي المكلّم, وعلى آله وصحبه وكل من تعلّم وبعد.
فإن شرف العلم بشرف المعلوم, وأشرف معلوم هو العلم بالله عزّ وجلّ وأسمائه وصفاته, فإن من عرف الله بأسمائه وصفاته وأفعاله أحبه لا محالة,وهذا هو الكمال الذي لا كمال للعبد بدونه؛ وله خُلِقَ الخلق؛ ولأجله نزل الوحي؛ وأرسلت الرسل؛ وقامت السماوات والأرض؛ ووجدت الجنة والنار، ولأجله شرعت الشرائع، وأسست الملة، ونصبت القبلة، وهو قطب رحى الخلق، والأمر الذي مداره عليه, وهو بحق أفضل ما اكتسبته القلوب، وحصلته النفوس، وأدركته العقول, وإذا كان القلب محبا لله وحده, مخلصا له الدين, لم يبتل بحب غيره, وتالله إن كل ما يتنعم به القلب من محبة غير الله, هو عذاب عليه ومضرة وألم في الحقيقة, والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله. "الجواب الكافي"(99), "رسالة أمراض القلوب" (26), "طريق الهجرتين" (1/120), "الفتوى الحموية" (29).
وهذا من العلم الممدوح الذي دل عليه الكتاب والسنة وهو العلم الذي ورثته الأنبياء, بل هو أعظم أقسامه:
فالقسم الأول منه _ وهو المشار إليه آنفا _: العلم بالله وأسمائه وصفاته: وما يتبع ذلك، وفي مثله أنزل الله سورة الإخلاص، وآية الكرسي، ونحوهما.
والقسم الثاني: العلم بما أخبر الله به، مما كان من الأمور الماضية، وما يكون من الأمور المستقبلة، وما هو كائن من الأمور الحاضرة، وفي مثل هذا أنزل الله آيات القصص، والوعد، والوعيد وصفة الجنة والنار، ونحو ذلك.
والقسم الثالث: العلم بما أمر الله به من الأمور المتعلقة بالقلوب والجوارح من الإيمان بالله من معارف القلوب وأحوالها وأقوال الجوارح وأعمالها. "مجموع الفتاوى" (11/396).
و دعوة الرسل تدور على تعريف الرب المدعو إليه بأسمائه وصفاته وأفعاله, وكذا معرفة الطريق الموصلة إليه وهي ذكره وشكره وعبادته التي تجمع كمال حبه وكمال الذل له, ثم تعريفهم بما لهم بعد الوصول إليه في دار كرامته من النعيم الذي أفضله وأجله رضاه عنهم وتجليه لهم ورؤيتهم وجهه الأعلى وسلامه عليهم وتكليمه إياهم ومحاضرتهم في مجالسهم. "الصواعق المرسلة" (4/1489).
وأفضل الرسل صلوات الله وسلامه عليه قام بهذا أحسن قيام, فعرف الناس ربهم ومعبودهم, غاية ما يمكن أن تناله قواهم من المعرفة، وأبدأ وأعاد، واختصر وأطنب في ذكر أسمائه وصفاته وأفعاله وأحكامه، حتى تجلت معرفته سبحانه في قلوب عباده المؤمنين, حتى لكأنهم يرونه سبحانه فوق عرشه المجيد, وانجابت سحائب الشك والريب عنها كما ينجاب السحاب عن القمر ليلة إبداره, ولم يدع لأمته حاجة في هذا التعريف لا إلى من قبله ولا إلى من بعده, بل كفاهم وشفاهم وأغناهم عن كل من تكلم في هذا الباب:{أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}[العنكبوت:51]."جلاء الأفهام" (258).

ومن أجل الصفات بيانا في القرآن والسنة, ما وصف الله نفسه بالعلو في السماء, ووصفه بذلك رسوله محمد خاتم الأنبياء, وأجمع على ذلك جميع العلماء من الصحابة الأتقياء, والأئمة من الفقهاء, وتواترت الأخبار بذلك على وجه حصل به اليقين, وجمع الله تعالى عليه قلوب المسلمين, وجعله مغروزا في طباع الخلق أجمعين, فتراهم عند نزول الكرب بهم يلحظون السماء, بأعينهم ويرفعون نحوها للدعاء أيديهم وينتظرون مجيء الفرج من ربهم وينطقون بذلك بألسنتهم, لا ينكر ذلك إلا مبتدع غال في بدعته أو مفتون بتقليد واتباعه على ضلالته."صفة العلو" (12).
وقد بحث أهل العلم في هذه الصفة مسائل مهمة, أردت أن ألخصها وأنقلها لإخواني في هذا المنتدى الطيب _ منتدى التصفية والتربية السلفية _ عسى الله أن يكتب لنا بها حسنة.

فصل


فليعلم في بداية هذا المباحث أن الأئمة الكبار كانوا يمنعون من إطلاق الألفاظ المبتدعة المجملة المشتبهة لما فيها من لبس الحق بالباطل, مع ما توقعه من الاشتباه والاختلاف والفتنة, بخلاف الألفاظ المأثورة والألفاظ التي بُيّنت معانيها, فإن ما كان مأثورا حصلت له الألفة, وما كان معروفا حصلت به المعرفة, كما يروى عن مالك رحمه الله أنه قال: "إذا قل العلم ظهر الجفاء, وإذا قلت الآثار كثرت الأهواء", فإذا لم يكن اللفظ منقولا ولا معناه معقولا ظهر الجفاء والأهواء. "درء تعارض العقل والنقل" (1 / 184).

لكن يجدر التنبيه أن أهل السنة لم يثبتوا بهذه الألفاظ صفة زائدة على ما في الكتاب والسنة، بل بينوا بها ما عطله المبطلون من وجود الرب تعالى و مباينته من خلقه وثبوت حقيقته. " نقض تأسيس الجهمية "(1/445).
ولذلك لما اعترض الخطابي على استعمال لفظة "الحد" بقوله:
"وزعم بعضهم أنه جائز أن يقال: له تعالى حد لا كالحدود, كما نقول: يد لا كالأيدي, فيقال له: إنما أُحْوِجْنَا إلى أن نقول يد لا كالأيدي لأن اليد قد جاء ذكرها في القرآن وفي السنة فلزم قبولها ولم يجز رَدُّها, فأين ذكر الحد في الكتاب والسنة حتى نقول حد لا كالحدود، كما نقول يد لا كالأيدي؟!."اهـ
رد شيخ الإسلام ابن تيمية على قوله من وجوه منها:
أن هذا الكلام الذي ذكره إنما يتوجه لو قالوا: إن له صفة هي الحد، كما توهمه هذا الراد عليهم, وهذا لم يقله أحد، ولا يقوله عاقل؛ فإن هذا الكلام لا حقيقة له إذ ليس في الصفات التي يوصف بها شيء من الموصوفات -كما وصف باليد والعلم- صفة معينة يقال لها الحد. "نقض تأسيس الجهمية" (1/445).

فيعلم بهذا أن مثل لفظ "الحد" و "المماسة"، إطلاق السلف لها ليس من باب الصفات وإنما هو من باب الإخبار، ولهم في حال الإثبات والنفي توجيه تجده في هذا البحث."الصفات الإلهية" (45).

ثم اعلم أيها الألمعي اللوذعي أن باب الإخبار للسلف فيه قولان:
القول الأول: أن باب الإخبار توقيفي، فإن الله لا يُخْبَرُ عنه إلا بما ورد به النص، وهذا يشمل الأسماء والصفات، وما ليس باسم ولا صفة مما ورد به النص كـ:"الشيء" و "الصنع" ونحوها.
وأما مالم يرد به النص فإنهم يمنعون استعماله."رسالة في العقل والروح" لشيخ الإسلام ابن تيمية، مطبوعة ضمن "مجموعة الرسائل المنيرية" (2/46-47).

القول الثاني: أن باب الإخبار لا يشترط فيه التوقيف، فما يدخل في الإخبار عنه تعالى أوسع مما يدخل في باب أسمائه وصفاته، كـ: "الشيء" و"الموجود" و"القائم بنفسه"، فإنه يخبر به عنه ولا يدخل في أسمائه الحسنى وصفاته العليا، فالإخبار عنه قد يكون باسم حسن، أو باسم ليس بسيِّئ، أي باسم لا ينافي الحسن، ولا يجب أن يكون حسناً، ولا يجوز أن يخبر عن الله باسم سيِّئ."بدائع الفوائد" (1/161)، "مجموع الفتاوى" (6/142-143).
فيخبر عن الله بما لم يرد إثباته ونفيه بشرط أن يستفصل عن مراد المتكلم فيه، فإن أراد به حَقًّا يليق بالله تعالى فهو مقبول، وإن أراد به معنى لا يليق بالله عز وجل وجب رده."رسالة في العقل والروح" (2/46-47).

التعديل الأخير تم بواسطة أبو أنس عبد الله الجزائري ; 26 Jan 2012 الساعة 10:36 AM
رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
التوحيد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013