قصيدة بمناسبة دورة الإمام مالك العلمية الخامسة بمدينة بشار –حرسها الله-
قصيدة بمناسبة دورة الإمام مالك العلمية الخامسة
بمدينة بشار – حرسها الله -
[تَزِلُّ بِـي قَدَمِي فِـــي الذَّنْبِ وَاللَّمَـــمِ **** وَيَغْفَلُ القَلْبُ عَــنْ مَوْتٍ وَعَنْ سَقَمِ]
وَأَرْكَبُ الوِزْرَ لاَ أَشْـرِي بِـــهِ ثَمَنًـــا **** مِنْ لَذَّةِ الرُّشْدِ أَوْ مِــنْ حَسْرَةِ النّـَدَمِ
[وَتَشْتَهِـــي النَّفْسُ آمَـــالاً تُحَصِّلُـــهَا **** وَهَلْ يَنَالُ المُنَــى مَنْ تَاهَ فِي الظُّلَمِ]
[مَنْ لِلأمَانِي إِذَا رُمْتُ السَّرَابَ بِهَــا **** أَوْ سِرْتُ أَطْلُبُهَا مِنْ مَــوْرِدٍ عقِــــمِ]
مَنْ لِلإجَابَةِ إِنْ كَـانَ الدُّعَـاءُ بِنَــــــا **** مِنْ سَيِّءِ الفِعْلِ بَلْ مِــنْ بَـاطِلِ الكَلِمِ
إِنِّي أَرَى الغَيَّ مَا يَرْبُو عَلَى رَشَدِي **** وَأَطْمَعُ العَفْوَ مِــنْ ذِي الفَضْلِ وَالنِّعَمِ
[وَلِي إِلَى العِلْمِ أَشْـــوَاقٌ وَمَسْغَبَـــــةٌ **** وَأَسْتَكِنُّ لِمَــا يُــودِي إِلَـــى سَقَمِــي]
فَهَلْ أَتُــــوبُ إِلَـــى رَبٍّي فيكرمنِـــي **** أَوْ اسْتَبِدُّ فَــلاَ أَجْنِــي سِـــوَى أَلَمِــي
وَهَلْ أَعُـودُ إِلَــى وَجْـــدِي فَأَعْمُـــرَهُ **** مِنْ وَاحَةِ العِلْمِ أَوْ مِنْ مَنْبَــعِ الحِكَــمِ
وَهَـلْ أَقُـــومُ إِلَى قَصْـــدِي فَأَنْظُـــرُهُ **** بَيْـــــنَ الدَّفَاتِـــرِأَوْ فِي صَوْلَــةِ القَلَمِ
فَيَـــــا خَلِيلَـــيَّ قُومَــــا إِنَّ لي سَفَـــرٌ **** لأَرْضِ بَشَّــارَ أَرْضِ الجُودِ وَالكَـرَمِ
وَأَرْضِ مَا كَانَ مِنْ دِيـنٍ وَمِــنْ أَدَبٍ **** وَأَرْضِ مَنْ حَازَ خَيْرَ الخُلْقِ وَالشِّيَمِ
مَحَلَّةٌ رُفِعَـــــتْ بِالعِلْـــــمِ شَامِخَــــةٌ **** فَــوْقَ الكَثِيبِ وَصُمِّ الصَّخْــرِ وَالعَلَمِ
فَسُوقُهَـــا بِكُنُوزِ الخَيْرِ مَــــا نُصِبَتْ **** وَرِبْحُهَـا رُصِدَتْ لِلعُـــرْبِ وَالعَجَــمِ
مَضْمُونَةُ الكَسْبِ لاَ يَشْقَى الفَقِيرُ بِهَا **** وَلاَ الجَـوَادُ إِذًا يُفْضِي إِلَـــى عَــــدَمِ
وَلاَ المُكُوسُ بِهَـــا تُجْبَـى لِظَالِمِهَـــا **** وَلاَ اللُّصُوصُ بِهَا تَسْطُو عَلَـى الأُمْمِ
كَأَنَّمَا عَمِيَتْ عَــنْ عَيْـــنِ خَائِنِهَــــا **** أَوْ أَنَّهَــا نُصِبَتْ فِــي بَاطِنِ الحَـــرَمِ
بَشَّارُ يَا صَاحِ قَدْ جَـادَ الرَّحِيمُ لَهَـــا **** بِجَمْعِ مَشْيَخَــةٍ مِنْ خِيــــرَةِ النُّجُــــمِ
تُبِينُ لِلنَّاسِ مِــنْ أَحْكَـــامِ شِرْعَتِهَـــا **** فَتَجْمَعُ الخَلْقَ مِــنْ بَـــاغٍ وَمُخْتَصِــمِ
وَتَرْفَعُ اللَّبْسَ صِدْقًا عَنْ كِتَابِ أَبِــي **** عَبْدِ الإلَــهِ رَفِيـــعِ القَـــدْرِ وَالشِّيَــــمِ
وَرِيثِ مَالِكَ فِي تَقْرِيــــرِ مَذْهَبِـــــهِ **** وَعِقْــــدِهِ وَسَلِيــــمِ نَهْجِـــــهِ القِيَـــــمِ
فِي شَرْحِـهِ السُّنَّةِ المَحْفُوظِ جَانِبُهَـــا **** عَنْ مَــارِدِ الإِنْسِ بِالأقْلاَمِ وَالرُّجُـــم
مِنْ أُمَّةِ الرَّفْضِ مَــنْ بَاتَتْ تُطَاوِلُنَــا **** فِي عِـــــزِّ مِلَّتِنَا بِالغَمْــــزِ وَالتُّهَــــمِ
وَتُظْهِرُ الطَّعْنَ فِــــي أَعْـــلاَمِ أُمَّتِنَــا **** وَتَجْحَدُ الخَيْـــرَ مِمَّنْ جَـــادَ بِالنِّعَـــمِ
وَفِرْقَةٍ مَرَقَتْ عَنْ أَصْــلِ شِـرْعَتِنَــا **** بِالسَّيْفِ مَا خَرَجَتْ فِي خِيــرَةِ الأُمَمِ
فَالبَطْشُ دَيْدَنُهَـــا وَالغَــدْرُ شِيمَتُهَـــا **** وَالرُّعْبُ ثَمْرَتُهَا فِـي الحِلِّ وَالحَـــرَمِ
فَيَا لِحَاسِدِهَا فِـــي وُسْــــعِ نِعْمَتِهَـــا **** وَلائِمًـــا أَهْلَهَــــا أَقْصِــــرْ فَــــلا تَلُمِ
فَذِي القُطُوفُ بِهَـــا تَـــدْنُو لِطَالِبِهَـا **** وَذِي مَنَازِلُهَا تُطْـوَى عَلَــــى قَـــــدَمِ
فَأَسْرِعِ الخَطْوَ تَغْنَمْ مِــنْ مَكَاسِبِهَـــا **** وَأَخْلِصِ القَصْدَ تَسْبِقْ عَالِـيَ الهِمَـــمِ
إِنَّ العُلُومَ نَعِيمُ النَّفْــسِ لَــوْ نَظَــرَتْ **** عَيْنُ الكَلِيلِ لِمُخْتَـــالٍ عَلَـــى القِمَـــمِ
وَخَيْرُ زَادٍ وَقَدْ طَــالَ المَسِيـــرُ بِنَـــا **** بِأَرْضِ مَسْبَعَــةٍ فِـــي عَتْمَـــةِ الظُّلَمِ
وَخَيْرُ مُدَّخَـرٍ مِـــنْ سَعْــــيِ مُحْتَسِبٍ **** قَبْلَ الرّحِيلِ وَقَبْـــلَ العَجْزِ وَالهَــرَمِ
وَخَيْـرُ دِرْعٍ يَلُـــوذُ العَامِلُـــونَ بِهَـــا **** وَخَيْـرُ مُلْتَجَأٍ بَـــلْ خَيْـــرُ مُعْتَصَـــمِ
مِنْ فِتْنَةِ الدِّينِ مَا زَاغَ الهَوَى وَجَرَى **** فَتَحْفَظُ العِرْضَ وَالمَعْـرُوفَ بِالذِّمَـمِ
فَــاللهُ يَحْفَظُنَــا مِــنْ شَـــرِّ أَنْفُسِنَــــا **** وَاللّهُ يَرْزُقُنَا مِـــنْ فَضْلِــــهِ العَــــرِمِ
وَاللهُ يَجْـــزِي كَرِيمًــــا قَـدْ أَذَلَّ لَنَـــا **** هَذَا السَّبيلَ بِأَرْضِ الجُــودِ وَالكَــرَمِ
ثُمَّ الصَّـلاةُ عَلَــى المُخْتَـــارِ سَيِّدِنَـــا **** مَا لاحَ بِاللّيْلِ نُورُ البَـــدْرِ وَالنُّجُـــم
.
التعديل الأخير تم بواسطة مراد قرازة ; 07 Feb 2016 الساعة 08:11 PM
|