منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 18 Oct 2024, 04:28 PM
أبو معاذ محمد مرابط أبو معاذ محمد مرابط غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2007
المشاركات: 360
افتراضي إرشاد النبيل إلى معرفة سالم الطويل -الحلقة الأولى-


إرشاد النبيل إلى معرفة سالم الطويل
-الحلقة الأولى-

الحمد لله حقّ حمده، وصلّى الله وبارك على نبيّه وعبده، وعلى أهل بيته وجميع صحبه، ومن اقتفى آثارهم إلى يوم لقائه، أمّا بعد:
فإنّ المتأمّل في أحوال السلفيين قبل وبعد موت العلماء الكبار وعلى رأسهم الأئمة الثلاثة ابن باز والألباني والعثيمين وإخوانهم النجمي وزيد وعبيد ومقبل ومحمد البنّا والجابري يدرك تمام الإدراك ويلمس لمس اليد أثر فقدهم، وما من قارئ أو حافظ لنصوص الشرع وآثار السلف في فقد العلماء إلاّ ويجد اليوم في نفسه تلك المعاني الدقيقة التي حوتها تلك النصوص إذ ليس الخبر كالمعاينة، يقول الإمام الآجريّ رحمه الله في كتابه «أخلاق العلماء ص:17-18»: «فما ظنكم رحمكم الله بطريقٍ فيه آفات كثيرة، ويحتاج الناس إلى سلوكه في ليلة ظلماء، فإن لم يكن فيه ضياء وإلا تحيّروا، فقيّضَ الله لهم فيه مصابيح تضيء لهم فسلكوه على السلامة والعافية، ثم جاءت طبقات من الناس لا بد لهم من السلوك فيه فسلكوا، فبينما هم كذلك إذ طفئت المصابيح، فبقوا في الظلمة، فما ظنّكم بهم؟ هكذا العلماء في الناس، لا يعلم كثير من الناس كيف أداء الفرائض ولا كيف اجتناب المحارم ولا كيف يُعبد الله في جميع ما يعبده به خلقه إلا ببقاء العلماء، فإذا مات العلماء تحيَّر الناس، ودرس العلم بموتهم وظهر الجهل، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون! مصيبة! ما أعظمها على المسلمين».
قلت: نعم والله!! ما أعظمها من مصيبة! وكيف لا تكون كذلك وواحد مثل الآجري يسترجع ويتألم ويشتكي من هول المصاب وهو من هو وزمنه أيّ زمان؟! فكيف لو عاش معنا اليوم وقد أظلمت الدنيا على السلفيين وضاقت عليهم الأرض بما رحبت! فوا غوثاه بالله! {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ}.
قلت: وإنّ من أبرز الآثار المدمّرة لموت العلماء: جرأة أهل التعالم واقتحامهم سياج الفتوى والتوجيه لاسيما في النوازل، ولا شك أنّ الناظر في أحوال القوم يدرك بأنّ صوت هؤلاء في حياة العلماء كان خافتا بل كان لا يسمع حتى همسهم، والمجازف منهم كانت تكسر قرونه أول ما تظهر، فعاش المسلمون في راحة واطمئنان وسلام ينهلون من كلام أئمتهم كما ينهلون من صمتهم، يأخذون ببياناتهم في النوازل ويلزمون الصمت عندما يصمت أئمتهم بخلاف حالنا اليوم، فما من نازلة إلا وتجد المعارك الطاحنة قد اشتعل لهيبها وارتفع غبارها، وتزامن هذا الوضع المزري مع ضعف غشي قلوب الكثير حيث كاد ينهدّ طود الجرح والتعديل عند شبابنا، وصار فئام من المنتسبين للسلفية يزهدون في هذه القلعة الشامخة قولا وعملا بشعارات خادعة للقلوب الضعيفة كشعارات: اشتغلوا بالعلم! لا تجاروا السفهاء، لا تفرقوا المتفرق! لستم أهلا للرد! الردود ليست لأي أحد! وغيرها من الكلمات السامّة، وهي كلمات حق يراد بها الباطل غالبا، وقد يراد بها الحقّ لكن يخطئ أصحابها الطريق حين إيرادها مجردة من قيودها، وليتهم وقفوا بأنفسهم وقاموا بهذا الواجب لا أقول مع المخطئ من السلفيين بل مع المبتدع الظاهر {كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ}.
فكما قلت: لقد استغلّ أهل التّعالم والجرأة وطلاّب الزعامة هذا الوضع الكئيب شر استغلال وتكلموا في دين الله وحسموا القول في محن الأمة بعدما أيقنوا بأن الأئمة والعلماء قد غادروا هذه الدنيا وتأكدوا بأن كنانات أكثر الناس قد خلت من سهام الحق، وعلموا بأنّ من بقي من العلماء والمشايخ كل واحد منهم له عذره وحتى لو تكلم الواحد منهم فلن يجد من يقبل منه لشدّة الغربة وبعد الناس عن فهم مراتب العلماء وغلبة أهل التهور وانتشار صيتهم بين الغوغاء، وليت الأمر توقف عند رفض الحق بل تعدى إلى الأذية الحسّية والمعنوية فصار صاحب الحق –إلّا من رحم الله- يتجنب المواجهة ويتحجج في نفسه بحجتي إبليس: لن يسمعوا! وسأتعرض للأذيّة! وعند التدقيق تجد بأنّ الكثير من الدعاة يعتقد بأن أكبر أذيّة هي انصراف الأتباع من حوله! فهو يعلم بأنه كلما رد على فرد أو جماعة سينقص ذلك من أتباعه بخلاف سكوته فهو جالب للمحبين! وفي كلّ الأحوال المستفيد الوحيد في هذا الجوّ المظلم هو المتعالم المتجرئ، ومن أكبر ما يستفيده في حين غفلة من أهل الحق: تكثير الأتباع ووثوق الناس به لأن لسان حاله وحال من اغتر به: لو كان على باطل لردّ عليه المشايخ والدعاة! بل تقرر في نفوس هؤلاء بأن سكوت أهل الحق هو دليل على رضاهم بما تفعله وتقرّره.
وشروعا في موضوع المقال أقول: إنّ سالما الطويل هو أفضل من نمثل به في قضيتنا هذه، حيث صار إماما وعلامة وحاكما وقاضيا ومفتيا ومرشدا يتكلم في خفيّ المسائل قبل واضحها، ويفتي في غوامض النوازل وكأنه يلهو بكرة يقذفها هنا وهنالك، ومن تابع قفزاته المريبة في حادثة غزة يدرك حقيقة ما أقول، فسالمٌ هذا هو نتاج سكوت أهل الحق، وبسبب هذا السكوت اغترّ به جماعات كبيرة من شبابنا لاسيما عندنا في الجزائر.
وهنا أمر مريب: وكأنّي بسالم يتقصد الخوض في قضايا خطيرة حتى يربك أهل الحق، فهو يعلم علم اليقين بأن دعاة الحق يتهيّبون الكلام في النوازل وهي من أعظم حسناتهم فيصعب على الواحد منهم أن يناقشه مثلا في قضية غزة! وهذا الذي جعل سالما يوغل في الكلام بعدما ضمن بأن أصحاب الحق يتحرجون من الكلام في مثل هذه القضايا الخطيرة وهو واحد من أعذار من سكت من المشايخ والدعاة وطلبة العلم، وفي كلّ الأحوال خرج سالم سالما في أعين الناس واقتطع جزء كبيرا من غنيمة الشهرة لم يكن يحلم بها في حياة العلماء، لاسيما بعدما تهجم عليه الإخوان، واستطالت الجماعات في عرضه فصار عند العامة أسدا من أسود السنة، يرون أنه تشجع حين جبن الفوزان وربيع والعباد والبخاري وأقدم حين تأخر هؤلاء العلماء الكرام والمشايخ الكبار.
وفي ردّي هذا سأحاول قدر الإمكان اختصار الكلام وتقليل فصول البيان، حتى يكون أدعى للفهم وأجلب للاستيعاب، وليس الغرض هو النيل من عرض الرجل أو التوسع في فضحه ومن أجل هذا جعلت هذا الرد كمقدمة ربّما أكتفي بها إذا تحقق المقصود وفهم المردود عليه مواطن خطئه وتفطن المنخدعون به وفهموا مرتبة الرجل وحقيقة توجهه وإلاّ سأضطر للتوسع في بيان حاله {إن أريد إلاّ الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلاّ بالله عليه توكّلت وإليه أنيب}.

من هو سالم الطويل
حتى نعرف حقيقة سالم ونقف على سيرته وطريقته ونخلص إلى نتيجة مفيدة لابد من تقسيم حياة الرجل الدعوية إلى ثلاث مراحل: ما قبل التحذير منه وما بعد التحذير وما بعد فتنة المفرقة.
فالأولى: كان سلفيا على الجادة من حيث الجملة، والأمر الذي خدمه وكان كالعافية في حقه قبل التحذير أنه لم يكن معدودا عند السلفيين من العلماء ولم تكن له مشاركات في مواجهة الفتن الكبرى ولم يكن يحضر في لقاءات مشايخ الدعوة وعلماء السنة، ولم يكن الشباب السلفي يتوجه إليه بالأسئلة وطلب اللقاءات اللّهم إلاّ ما كان يقع في بلده الكويت، وأول ما اشتهر به هو قربه من الشيخ فلاح إسماعيل مندكار رحمه الله فكان السلفيون يعدونه من طلبته ومن أصحابه، وفي هذه الفترة كان يظهر محبة العلامة ربيع والعلامة عبيد وكانت له زيارات للشيخ ربيع أمّا العلامة عبيد فلا أذكر أنه زاره من قبل! الشاهد: في هذه المرحلة كان الطويل مثله مثل غيره من الدعاة الخافتين.
إلى أن جاءت المرحلة الثانية من حياته الدعوية: وكانت بدايتها في حدود «1435» والتي انطلقت بخصومات وقعت له مع أبناء بلده ممن عرفوا يومها بدعاة الكويت كالعنجري والسبيعي -وهم اليوم مفرقة على طريقة ابن هادي- وكان أحمد بازمول حليفهم يومها في خصومتهم مع سالم وكلهم كانوا يصدرون عن توجيهات محمد بن هادي الذي كان له رأي في سالم أظهره يوم أن قال: إذا كان سالم أسد السنة فعلى السنة السلام! كتبه بخط يده ردا على تزكية الشيخ فلاح مندكار لسالم، وهو دليل يؤكد أن ابن هادي كان مفتاح شر في كثير من القضايا وكان في كل مرة يحرج الإمام ربيع ويفسد ما بينه وبين كثير من المشايخ والعلماء! فقد فجر الأزمة في قضية سالم والشيخ فلاح مع الشيخ ربيع بتحريض خفي وبكلمة كتبها في نصف سطر وبعد ذلك اختفى فلا هو حذر من سالم تحذيرا واضحا جليا ولا هو كتب أو سجل في بيان أخطائه.
قلت: في هذه المرحلة طار لبّ سالم وصار يكتب ويرد ويسجل ويتصل وأحدث فوضى لاسيما بعدما انتقده العلامة الكبير عبيد الجابري رحمه الله وحذر منه وهنا أظهر سالم وقاحة لا نظير لها فكتب ردودا على الشيخ تحرر فيها من كل قيود الأدب وبسبب ردة فعله وهيجانه تركه السلفيون ولم يلتفتوا إليه ولم تعرف يومها قضيته عند أكثر الناس لأنه كما قلت لم تكن له حركة دعوية ولم يكن في عداد العلماء بسبب هذا سهلت قضيته عند الكثير.
ثم جاءت المرحلة الأخيرة: وكانت انطلاقتها باشتعال فتنة المفرقة، فلم يفوت سالم الفرصة ورجع إلى الساحة بقوة مستغلا الأوضاع المؤسفة التي وقعت بين السلفيين فاستثمر في الأحداث شر استثمار بعدما تأكد بأن المشايخ والعلماء والطلبة شغلهم شاغل الفتنة وكل واحد مهتم بما هو فيه وحتى خصومه وعلى رأسهم ابن هادي وبازمول وجماعة الكويت شغلوا عنه فتحينها فرصة وصار يكتب ويسجل وكان شعاره الأكبر الذي فتن به الشباب: «لعلها دعوة مظلوم أصابتهم»! وهي شبهة يرددها المخالفون في كل فتنة، وقد سبق الحلبيون سالما الطويل في هذه الدعوى الزائفة، وسيأتي لاحقا موضع بيانها وكشف بطلانها.
قلت: للأسف اهتز يومها الشباب وضعفت قلوبهم وتمكنت فيهم شبه الحلبيين وذكرهم إبليس بمقولة الخصوم: «دعوهم سيجرح بعضهم بعضا»، وبهذا تسرب الشك إلى الكثير من الجهلة وصغار السن فارتابوا من أصل الجرح والتعديل وضعفت ثقتهم في العلامة ربيع وظهر في هذه الآونة عبد المالك رمضاني فأعان إبليس على إخوانه، ثم جاء سالم فمكّن تلك الشبه وزرعها بإحكام في قلوب الشباب فأحدث معهم جماعة ثالثة لا هي مع المفرقة ولا هي مع أصحاب الحق وصار يتهكّم بالسلفيين ويتشفى في الخلاف الدائر بينهم، وفي هذه المحطة انتشر صيته وزادت شهرته وصار قبلة لضعاف القلوب الذين صاروا اليوم يبجلونه ويعتقدون فيه الإمامة، وقد تأكد الجميع من هذه الحقيقة بعدما رددت عليه وشاهد السلفيون جماعة سالم في الجزائر وحجم تعصبهم وشدة قبحهم نعم هكذا صنع سالم مجده في الفتنة! وكل هذه المراحل سأشرحها الآن في:
الحلقة الأولى: عن موقف الرجل من العلامة ربيع.
ولاحقا في الحلقة الثانية: عن قصّته مع العلامة عبيد الجابري.
وفي الحلقة الثالثة: عن جرأته وبلاويه خصوصا في النوازل، أسأل الله أن يهدي قلبه وأن يكفي المسلمين شرّه.

موقف سالم من الإمام ربيع
إن الحديث عن علاقة سالم بالعلامة ربيع وموقفه منه طيلة مسيرته الدعوية أمر شاق لا تكفيه المقالات لهذا أجتهد في اختصار المقصود معتمدا على بعض مقالاته الكاشفة عن توجهه وموقفه الحقيقي من الشيخ في السابق واللاحق.
وهنا أمر مهمّ: لن أنقل موقف سالم القديم من الشيخ وإنما أنقل من مقالاته الجديدة في مرحلته الأخيرة التي أعلن فيها معارضته للشيخ وطعنه فيه، وهذا أبلغ في الإلزام لكل من عقل، فسهل جدا أن يعترض المعترض إن أنت حاججته بمواقفه القديمة وسيقول حينها: أين الغرابة؟ فقد كنت أعتقد في الشيخ الخير والصلاح والعلم وقد غيرت رأيي بعدما ظهرت لي الحقيقة! نعم هكذا يجيب أكثر المنقلبين وفي مقالي هذا لن أسلك هذا المسلك.
يقول سالم الطويل مثنيا على الشيخ ربيع مشيدا بمكانته كما في مقاله: «لقد تأخّر الشيخ ربيع كثيرا» والذي كتبه بتاريخ: «26 شوال 1439 الموافق لـ 10 يوليو 2018»: «فإنَّ الشيخ ربيع بن هادي المدخلي -وفقه الله- وأحسن له الخاتمة- عالم معروف على مستوى العالم الإسلامي، لا سيَّما عند أهل السنة، ولا يحتاج الشيخ لمثلي أن يعرف أهل السنة بمثله» إلى أن قال: «والشيخ معدود من مشايخ أهل السنة ومعروف عند عامة العلماء، فلا عيب في زيارته بل ولا عيب في حبه في الله تعالى والثناء عليه بما هو أهل له ويبقى للشيخ فضله ومكانته».
قلت: كما تشاهد أخي القارئ فإلى سنة «1439-2018» لايزال سالم يعتقد بأن ربيع السنة عالم معروف في العالم الإسلامي ويعترف بأنه لا ينبغي لمثله أن يعرف بالشيخ وفي مقاله هذا يقر بمكانة الشيخ العلمية كما كان يقر قديما! إلى هنا الأمر يسير في سياقه الطبيعي لكن بمجرد أن يعرف القارئ بأن سالما الطويل وجه طعناته الخبيثة في الإمام ربيع في نفس المقال الذي نقلت منه ثناءه السابق! حيث قال: «غير أنّه -وللأسف- وقع في الحزبية التي كان يحذر منها!» ثم قال مفتريا على الشيخ: «أصَّل الشيخ ربيع أصولاً لم نسمعها من علماء السنة الذين أدركناهم» إلى أن قال مستعليا منتفخا وكأنه يتحدث عن واحد من طلبته: «ناصحت الشيخ ربيعاً مراراً وتكراراً وبينت له أموراً كثيرة».
قلت: لقد اقتفيتَ يا سالم أثر من سبقك من خصوم الشيخ، فكل واحد منهم انتفخ أمام الناس وزعم بأنه ناصح الشيخ وواجهه، وكأن الدنيا خلت من العقلاء العارفين بهيبة الشيخ وكيف كانت مجالسه! أنتَ يا سالم ناصحت ربيع مرارا وتكرارا؟! ألست القائل في مقالك: «الإجابة عن الأسئلة القطرية» بتاريخ: «14 صفر 1435» بعدما سئلت عن سبب سكوتك بحضرة الشيخ فقلت: «هذه سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم قد يجهلها السائل وكثير من الناس؛ فلقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سمع ما لا يعجبه سكت؛ فسكوتي لا بأس به شرعاً فلم يكن من المصلحة أن أرد على الشيخ ربيع وهو بمنزلة الوالد وحالته الصحية لا تسمح، وإنما جئنا لزيارته فحسب لا لمناظرته، ولم يكن مناسبا أن اقول له ذلك؛ لا سيما مع حضور بعض الشباب الصغار، ثم إن الشيخ ربيع حفظه الله تعالى لا يقول بالإلزام أصلاً»، أهذه هي نصائحك للشيخ ربيع؟! الجواب: نعم وأقسم على هذا يا سالم! كنت تسكت مرارا وتكرار وفي أفضل أحوالك كنت تستشكل وتسأل والرعشة تملك أطرافك! ربيع الذي هابه الجبرين وبكر أبو زيد ولم يقوى على مواجهته رؤوس الضلالة مثل عبد الرحمن عبد الخالق وقد شهدتَ بهذا في مقالك بعنوان: «وعليكم / 9 ذو القعدة 1431 2010» وذكرت بأنك رافقت الشيخ لما زار الكويت وذهب لنصح جمعية إحياء التراث ولما وصل للمجلس هرب عبد الرحمن عبد الخالق ولم يحضر النقاش، بعد كل هذا تأتي اليوم لتقنعنا بأنك ناصحته مرارا وتكرارا؟! عيب عليك! ثم كيف لم تنتبه إلى ما يترتب على دعواك هذه؟ فما معنى أنك تناصح الرجل مرارا وتكرار ولا يستجيب؟ معناه أنه مكابر يتقصد مخالفة الحق.
قلت: ختم سالم مقاله السابق متهكما بسنّ الشيخ، وطالبه قائلا بكل وقاحة: «وياليت الشيخ ربيع وهو في هذا السن وهذه الحالة أن يعيد النظر في منهجه ويراجع نفسه ثم يسجل كلمة يعتذر بها لكل من عاداهم وحرض عليهم من المشايخ وطلبة العلم».
يا سالم: ماذا أبقيت للشيخ؟ أين مكانته العلمية؟ هل تعدّ عالما من وقع في الحزبية؟! وهل يصلح للدعوة من يقدم له تلميذه النصائح مرارا وتكرارا وهو لا يستجيب؟! وهل يعتبر من أهل العلم من يعادي المشايخ وطلبة العلم ويحرض عليهم؟! والله لن ينافسك في هذه المطاعن إلا المأربي والحلبي! والله حسيبك.
لا إله إلا الله كم هي موجعة تلك الكلمات السيئة التي سبقك إليها المأربي والحلبي وهي تركيزكم في سنّ الشيخ وأنه قريب من القبر! فإضافة إلى ما تقدم من النقل عنك فهناك مواطن أخرى كقولك في مقالك: «شيخ ربيع إن كنت تدري فتلك مصيبة» كتبه بتاريخ: «19 ذو القعدة 1439 الموافق لـ 31 يوليو 2018»: «هذا وأرجو الله تعالى أن يوفقك إلى كل خير، ويحسن خاتمتك وعاقبتك»، يا سالم: تتلفظ بهذا القبح وكأن الموت قريب فقط من الشيخ! ولا أدري كيف لم تعتبر بعد وفاة الحلبي ولم تتحلّل وتتراجع عن سخريتك هذه!
أخي القارئ: أرجع بك إلى بداية خصومات سالم لننظر هل كان للشيخ ربيع أي دور في تلك القضية وهل تكلم فيه الشيخ أم دافع عنه ولنترك سالما يحدثنا بنفسه.
يقول في نفس المقال: «إلى هذه الساعة التي أكتب فيها؛ ما سمعت الشيخ ربيعاً تكلم عليّ بشطر كلمة، إلا ما ينقله عنه بعض النمامين، والنمام لا يعتمد قوله؛ وإنما الذين تكلموا عليّ هم بعض المتعصبين له، ومنهم من اختلف مع الشيخ وانقطعت علاقته به».
قلت: أوّلا: تأمل رحمك الله كيف يشهد سالم بنفسه في سنة «1439» بأنه لم يبلغه أن ربيع السنة تكلم فيه يقصد منذ سنة «1435» وقبلها بقليل، وهي السنة التي بدأت فيها معاركه مع ابن هادي وبازمول وعادل منصور وخالد عبد الرحمن وجماعة الكويت! ثم تعال لتعجب معي مرة أخرى كيف يشهد بنفسه بأن ربيع السنة دافع عنه وهو ردّ مزلزل على ادعائه في مقاله هذا عندما زعم بأن الشيخ ربيع تأخر عن بيان حال ابن هادي! فقد قال سالم في رده على ابن هادي: «أخي الكريم حافظ على أخوتنا /01 ذو القعدة 1435»: «لقد قرأت ما نشر عبر الأجهزة الإلكترونية الكلمة الآتية: «إذا كان… وسالم الطويل أسدان من أسود السنة فعلى السنة السلام» ثم نشر أحد الأخوة يُدعى خالد باقيس أنّ الشيخ ربيع المدخلي لمّا بلغه كلامك قال: «بل هما أسدان على السنة»».
قلت: قبل فتنة التفريق بأربع سنوات أظهر الشيخ ربيع انزعاجه من ابن هادي وتوافق ذلك مع قضيتك أنت ولم يتأخر الشيخ الناصح الصادق في نصرتك! بعد أربع سنوات يا سالم تأتي وتقول بكل جرأة: لقد تأخرت يا شيخ ربيع! أي لؤم هذا يا رجل! والعجيب أنك شهدت كذلك بأن من وصفتهم بالتعصب للشيخ ممن عاداك قد تركوا الشيخ وابتعدوا عنه وهذا يؤكد أقوال ربيع حول بطانته وأنه ينخلها نخلا كما قال حفظه الله! ووالله إني أشهد بأن أول نفرة وقعت بين بازمول والشيخ ربيع كنت واحدا من أسبابها! فقد أنكر ربيع على بازمول يومها غمزه فيك وفي الشيخ فلاح وحذره من تصرفاته، ويومها كتمها بازمول في نفسه وبقي يتكلم في الشيخ في مجالسه الخاصة! كان من المفترض أن تكون أول المعترفين بجميل الشيخ وأول الشاهدين على إنصافه وبُعده عن التحريض كما تزعم اليوم.
ثانيا: إذا عرف السبب بطل العجب: فسبب تحامل سالم على الشيخ يرجع إلى أمرين:
الأول: أن سالما في الحقيقة لا يعرف الشيخ ولا يقدر مكانته عكس ما يشيعه في كلامه لا سيما عندما يقول: عرفت الشيخ ربيعا قبل ثلاثين سنة! وعند سماع كلامه عن علاقته بالشيخ يخيل إليك بأنه تلميذ قريب والحقيقة ما شهدَ بها سالم بنفسه كما في مقاله السابق «لقد تأخر الشيخ ربيع» حيث قال: ««لم أدرس على الشيخ ربيع في حياتي قط، ولم أقرأ عليه كتيباً واحداً، أو مختصراً من المختصرات في أي علم من العلوم»، قلت: عجبا يا سالم مثلك لم يدرس كتابا واحدا على الشيخ؟! مع أنّ بلدك يجاور بلد الشيخ وحتى كثرة زياراتك للمملكة لم تنفعك في الأخذ عنه؟! مع أنك تتفاخر دائما بطلبك العلم على الشيخ العثيمين ودراستك عليه! بل حتى الزيارات الأخوية للشيخ لم تكن من المكثرين فيها وأنا عن نفسي ما قابلتك يوما عند الشيخ عكس الشيخ فلاح رحمه الله! فطبيعي جدا أن تهون في قلبك مكانة الشيخ وتنقلب عليه وبهذا الشكل القبيح.
الأمر الثاني: أنّ سالما علم بأن الشيخ تكلم فيه في مجالسه لهذا تراه يحنق اليوم على الشيخ كل هذا الحنق، والحقيقة التي يغفل عنها: أن الشيخ رحمة به لم يكتب فيه المقالات ولم يسجل فيه التحذيرات ولم يقل ردوا عليه! بل أقصى ما فعله أنه تحسر على حاله وخفة عقله وهذه طريقة الشيخ مع الخصوم والمخالفين فمن رأفته بكثير من الناس يتجنب التحذير منهم علانية حتى لا يقسوا عليهم الناس، لكن الكثير من المعنيين لم يقدروا هذا الصنيع النبيل كصاحبنا سالم.
أقول لسالم: ما الذي استفدته اليوم من عدائك وخصومتك مع الشيخ؟! ولماذا غابت عنك اليوم كل حسنات الشيخ التي من أجلها كتبت مقالا قديما بسببه رميت بالغلو في الشيخ وهو مقال: «كاد الشيخ ربيع أن يكون بدريا /24 جمادى الآخر 1431» وممّا قلت فيه: «إخواني السلفيين احفظوا للشيخ ربيع حقه فوالذي نفسي بيده أن الوقوف ضد الشيخ ربيع مكسب لكل حزبي ولكل قطبي»! نعم أقسمت يومها وكنت محقا صادقا فيما قلته، فالعداء للشيخ مكسب لكل حزبي! وخير ما أمثل به على تحقق ما ذكرته هو ما وقع لك مع الحزبي الحاقد عبد الرحمن الدمشقية، فانظر في خطابك له كما في مقالك: «التعقيب على الشيخ الدمشقية / 28 ذو الحجة 1439»: وتأمل في قولك: «أما ما ادعيتَه بأني أبدع الشيخ ربيع ويبدعني، أو أن الذين سميتهم جامية ومداخلة يبدعوني وأبدعهم؛ فهذا غلط منك، ولا أساس له من الصحة وهذه دعوى بلا بينة ولا برهان فلم أبدعهم ولم يبدعوني وإن اختلفتُ معهم».
قلت: يا سالم هل رأيت المكسب الذي حققه الدمشقية على ظهرك؟! للأسف
ثم هنا نقطة مهمة: تشفي الدمشقية فيك يا سالم واستثماره في خلافك مع الشيخ ربيع يذكرني بصنيعك في فتنة المفرقة فقد شابهت الرجل في تشفيه وصرحت بأن ما وقع بين السلفيين هو عدل الله ولعل سببه دعوة مظلوم وبقيت تتكلم من بعيد عن الطرفين وكأنك كنت تبحث عن هذه اللحظة من زمان! والعجيب أن الكثير من أتباعك بل حتى من خصومك لم ينتبهوا بأن هذه طريقتك قبل فتنة التفريق فحتى الخلاف الذي وقع بين العلامة ربيع وبين الحلبي قلت فيه بنفس الكلام وهذا يؤكد بأنّ مرضك قديم! قلت في مقالك: «أخي أبا محمد لا تتبع الهوى / 15 صفر 1437»: «وكذلك فعل الشيخ علي الحلبي ومن معه بالشيخ ربيع لما أحضرت الأنفس الشح وتبادل أتباعهما التهم، وتراشقوا، وانقسموا إلى كتلتين، كل كتلة لها موقع إلكتروني تنطلق منه، وقد جمع كل منهم ما جمعه على الآخر من المسموعات والمطبوعات، لا سيما فلتات اللسان وهي كثيرة جداً، {جَزَاءً وِفَاقًا} كما تلزمنا نلزمك، فكما يفعل أتباع الشيخ ربيع بالشيخ الحلبي فعل أتباع الشيخ علي الحلبي بالشيخ ربيع، وكلما جاء أحدهم بالإلزامات جاء الآخر بمثلها».
قلت: هي رسالة أوجهها لجماعة الحلبي: رأيتكم فرحين بموقف سالم من فتنة المفرقة وكنتم من أكثر الناس نشرا لسخريته وتشفيه وكأنكم نسيتم كلامه في قضيتكم مع السلفيين! ونحن أحق منكم بقاعدة: الجزاء من جنس العمل! وهذه دلائلها أمامكم! وأضيف لكم شيئا: هل الفرقة التي حصلت بين جماعة الشام والشقاق الذي وقع بين علي الحلبي ومن معه وبين إبراهيم شقرة ثم الخلاف المتفرع عنه بين الحلبي ومن معه وبين سليم الهلالي هل كانت كل تلك المعارك بسبب دعوة المظلومين؟! وهل قال يومها ربيع السنة ومن معه: دعوهم يأكل بعضهم بعضا؟! استحوا.
وكذلك أقول للمتعصبين له من إخواننا المغرر بهم وهم على قسمين:
1-من اغترّ به في بداية أحداث غزّة ومنهم حتى المفرقة: وأقول لهم: تدعون جميعا احترام العلامة ربيع وفيكم الصادق وفيكم الكاذب وأجزم بأن أكثركم لا يعرف بأن سالما طعان في هذا الشيخ الجليل فالآن جاءتكم ساعة الامتحان فأروني حمرة وجوهكم وغيرتكم على إمامكم ربيع السنة! وسيأتي في الحلقة الثانية ذكر موقفه المخزي من العلامة عبيد رحمه الله وبعدما سيكتمل نصاب الإلزام فاستعدوا.
أما الفئة الأخرى فسبقت الأولى وهم المغترون بسالم في بداية فتنة التفريق فأقول لها: أدري بأن كلامه في بداية الفتنة أثر فيكم وبسببه زاغت قلوبكم وتركتم أصل الجرح والتعديل ومنهج النقد، وصرتم تحمّلون ربيع السنة مسؤولية ما وقع، لكن بعد وقوفكم على هذه الحقائق أرجو أن تراجعوا أنفسكم لأن شيخكم بعد كل ما سبق ظهر بأن له خصومة قديمة ولم يكن محايدا عند تقويمه لفتنة التفريق، بل لا أكون مبالغا إن قلت بأنه كان أقرب للمفرقة منه للسلفيين فقد وافقهم في مسائل وردد شبههم وخذوا مثالين:
الأول: كلامه عن مجلس الشورى: فقد قال في مقاله: «لا تسمحوا للشيخ ابن هادي يقودكم» كتبه يوم: «26 جمادى الأولى 1440»: «إن الأمور تجري بقدر الله تعالى، ولعل في نزاعهم خيراً كثيراً للسلفية والسلفيين الذين ذاقوا الأمرَّين من أحكام وأوامر "مجلس الشورى" المكوّن من أربعة مشايخ: ربيع المدخلي وعبيد الجابري ومحمد بن هادي المدخلي وعبد الله البخاري».
الثاني: كلامه في الشيخ عرفات: فقد نشر مقالا بعنوان: «شيخ ربيع إن كنت تدري فتلك مصيبة» كتبه يوم: «19 ذو القعدة 1439» قال في مقدمته: «لقد استمعت مقطعاً مسجلاً بصوتك فيه "تزكية" للأخ عرفات بن حسن المحمدي اليمني، ومنذ سنوات أسمع كما يسمع غيري بأن الأخ عرفات مقرب منك ومن جلسائك، مع أنه -وللأسف- يحارب كثيرين من أهل السنة السلفيين، وينفر من دروسهم ودعوتهم، وينسب ذلك لعلماء السنة، ولعله يقصدك يا فضيلة الشيخ بالدرجة الأولى!!».
قلت: كما هو ظاهر من هذه النقولات فسالم لم يقدر على إخفاء مواجعه ففي كل كلمة يظهر بأنه منغمس في الفتنة إلى ذقنه وإن ادّعى الحياد، فإذا كان ما وقع بين السلفيين هي دعوة مظلوم وتناحر غير شرعي فما بالك تدخل أنفك في كل مرة وترجح كفة على كفة؟! إنّه الهوى يا سالم كان عليك أن تشغل نفسك بالعلم والتدريس وتحث أتبعاك على طي ملف الصعافقة والمصعفقة كما يحلو لك أن تذكرهم! لكنه الصدق يا سالم! الصدق الذي يثمر العمل الصالح والثبات على المواقف بخلاف الكذب الذي لا يثمر إلا التلاعب والتذبذب والتلون.
وأختم بقضية دعوة المظلوم: يا سالم تدعي دائما بأنك تتلمذت على العثيمين وعرفت كبار العلماء فهل وجدتهم عندما تشتعل نار الفتنة بين السلفيين يقولون بقولك: لعلها دعوة مظلوم؟! وقبل ذلك: هل فهمت هذا من نصوص الشرع وأنت الشيخ العالم كما يقال عنك؟ أم فهمت بأن الواجب عليك عند الخصومات أن تصلح ذات البين وتجتهد في رأب الصدع وتحزن للخلاف؟ لم تفعل هذا لأنّ قلبك كان مسودا بالحقد ولم تتجرع ما وقع لك مع أنك كنت شريكا في الخلافات السابقة، فتحينت الفرصة لتشفي غليلك حتى وصل بك الأمر للاستبشار بالخلاف وهذا نص كلامك كما في مقالك: «لا تسمحوا للشيخ ابن هادي يقودكم /26 جمادى الأولى 1440» حيث قلت فيه:«ولعلّ في نزاعهم خيراً كثيراً للسلفية والسلفيين»! نعوذ بالله من سوء المنقلب!
يا سالم: لا تتكلم بالشرع ولا تعرف قيمة إصلاح ذات البين إلاّ إذا تعلق الأمر بشخصك! وخذ مثالا واحدا: فقد خاطبت خصمك عادل منصور كما في مقالك: «بلدك أولى بك /9 محرم 1438» وقلتَ له: «فهو أجير يتكلم لصالح مستضيفه، فيستعمل هذه الطرق الملتوية للطعن والتنفير وللأسف بدلا من أن يسعى لإصلاح ذات البين جاء ليزيد في الشقاق»! لا إله إلا الله ما أشقى المتلاعب بدين الله.
ثم يا سالم: أنت بين ثلاثة احتمالات: إما أنك تعتقد بأن الطائفتين قبل الفتنة كانتا على السنة والسلفية فهنا يحرم عليك قولا واحدا أن تبتهج بالخلاف بينهم، والنزاع في هذه الحالة لا خير فيها البتة! وإما أن هؤلاء جميعا كانوا على انحراف وضلالة وأستبعد منك هذا التوجه لأنك أقمت الدنيا منذ سنوات بعيدة على قضية التبديع وخطورة إخراج الفرد الواحد من السلفية وكنت دائما تؤكد على أن الخلاف لا يفسد للود قضية بل في نقلي عنك بعد اشتعال الفتنة ما يثبت بأنك لازلت تعتقد في العلامة ربيع بأنه عالم! ويبقى الاحتمال الثالث: أنك تعتقد بأن واحدة من الطائفتين ظالمة معتدية والأخرى مظلومة ففي هذه الحالة وجب عليك نصرة المظلوم والأخذ على يد الظالم قولا واحدا.
أما قولك كما في مقالك: «الصراع بين الصعافقة والمصعفقة على ماذا؟! / 2 ذو الحجة 1439»: «لكن ليت شعري هل سأل أحدهم نفسه أو فكر ولو بتفكير سطحي عابر: أن الذي فرقهم وجعل بأسهم بينهم شديداً قد يكون بسبب دعوة المظلومين عليهم»، فهو قول ينمّ عن خلل كبير في تصوّر القضايا الدعوية باعثه والله أعلم شهوة الانتقام التي تفسد التصور السديد للمسائل العلمية وإلا فأخبرني عن خلافاتك القديمة مع رفقائك في الكويت العنجري والسبيعي وكذلك حربك الضروس مع بازمول وابن هادي هل سببها دعوة مظلوم أصابتكم جميعا؟! ذكرت لك خلافاتك الحديثة أما ما وقع منها قديما فلا يتسع المقام لذكرها!
فيا سالم: هل صرت تتألّى على الله وتحكم وكأن ستار الغيب قد رفع أمامك؟! أخبرني هل يجوز للقاضي الشرعي أن يفصل بين المتخاصمين من منطلق هذا الزعم فيقول لهما اذهبا عني فربما دعوة مظلوم وقعت عليكما؟! أهذا دين الله يا سالم؟! ثم هب أنها دعوة مظلوم أليس من اللائق بك أن تنصح وتجتهد في إصلاح ذات البين ولا بأس حينها أن تذكر الطرفين بخطر الظلم وترهبهم بنصوص دعوة المظلوم؟! ثم كيف وصلت إلى هذه النتيجة وأنت لم تفهم أسباب الخلاف ولم تقف على تفاصيل الأحداث وقد شهدت بنفسك وفي نفس المقال فقلت: «فقد تابعت متابعة سطحية جداً جداً الخلاف بين طائفتين لقب بعضهم بعضاً بالصعافقة وبالمصعفقة»! يا سالم بعد متابعة سطحية جدا جدا يا سالم سارعت إلى الحكم وأنهيت القضية وحسمتها بأنها دعوة مظلوم؟! ثم بربّك أين هو هذا المظلوم الذي ظلمه الإمام ربيع وأخوه العلامة عبيد وباقي المشايخ والدكاترة وطلبة العلم وجماهير السلفيين وكل من طاله ظلم المفرقة؟! أظهره لنا وأظهر موضع ظلمه! ثم كيف تركت الظلم الواضح الجلي وذهبت تتكلم عن ظلم وهمي لا حقيقة له؟! كيف تركت رمي العلامة ربيع بالخرف والتلقين والبطانة السيئة وموافقة الخوارج وتركت قذف الأبرياء في بيوت الله وغيرها من المظالم القبيحة؟! ألم تبلغك هذه الفواقر يا سالم؟ نعم للأسف من أجل نصرة نفسك تركت قول الحق ونصرة المظلوم ولم تحفظ حتى حسنة ربيع السنة!
يا سالم: حتى في مقالك هذا الذي حكمت فيه وجازفت فيه في قضية دعوة المظلوم قد تركت فيه أثرا يؤكد كما ذكرت سابقا بأن حكمك في القضية هو حكم منحاز خصم حاقد فها أنت تقول في خاتمة مقالك: «أخبرني أحدهم بأن كبيرهم في الكويت استقطب رجلاً من مصر ودفع له مقالاتي ليستخرج منها ما يمكنهم الكلام فيه»! كن ذكيّا يا سالم واجتهد أكثر في إبعاد اسمك عن هذه القضايا حتى لا يقال جاء لينتقم! فأنت الشيخ الفقيه في نظر أتباعك وتدرك جيدا حكم المسألة في أبواب الفقة والقضاء فالعدو له حكمه الخاص في الشهادات! يقول ابن المنذر رحمه الله في «الإجماع ص: 86» «وأجمعوا على أنّ الخصومة إذا كانت قائمة بين الشاهد والخصم ألاّ تقبل شهادته»، آخر ما أقوله في هذه الحلقة والحمد لله رب العالمين.

قصة سالم الطويل مع العلاّمة عبيد الجابري رحمه الله
.... يتبع

كتبه:
أبو معاذ محمد مرابط
15 ربيع الثاني 1446 هـ
الموافق لـ 17 أكتوبر 2024 نـ
الجزائر العاصمة

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 18 Oct 2024, 09:40 PM
توفيق شلابي توفيق شلابي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2020
المشاركات: 20
افتراضي

جزى الله الشيخ مرابط خير الجزاء وأوفاه على هذا الرد وجعل ماخطّته يمينه في ميزان حسناته ورفعا لدرجاته
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 18 Oct 2024, 10:26 PM
أبو عبد الرحمن صلاح عابد أبو عبد الرحمن صلاح عابد غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2018
الدولة: الجزائر
المشاركات: 37
افتراضي

جزاك الله خيرا شيخ محمد
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 18 Oct 2024, 10:49 PM
محمد أمين أبو عاصم الأرهاطي محمد أمين أبو عاصم الأرهاطي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2019
المشاركات: 97
افتراضي

لله درك وعليه أجرك شيخنا.
نسأل الله أن ينور بصائر إخواننا المغترين بهذا الرجل،بعدما بينت شيئا من تناقضاته العجيبة ووقوعه في ما ينكره على غيره
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 18 Oct 2024, 10:50 PM
فاتح عبدو هزيل فاتح عبدو هزيل غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
المشاركات: 141
افتراضي

حفظك الله وبارك في جهودك
أسأل الله أن يوفقك لاكمال ماتبقى من الحلقات لعلى وعسى ان ينتفع بها كل من اغتر بسالم الطويل
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 18 Oct 2024, 11:14 PM
محمد أمين سلاطنية محمد أمين سلاطنية غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2019
المشاركات: 99
افتراضي

جزاك الله خيرا شيخ محمد وبارك فيك ونفع الله بهذا المقال المغرر بهم
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 18 Oct 2024, 11:45 PM
كمال بن سعيد كمال بن سعيد غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2018
المشاركات: 246
افتراضي

سلمت يمينك وفتح اللّه على يديك ونفع بما سطرت في هذا المقال الذي بينت فيه حقيقة سالم المتطاول الذي اغتر به بعض المهزوزين وضعاف النفوس هداهم اللّه وبصّرهم بالحق.
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 19 Oct 2024, 11:34 AM
أبو أمان وليد القسنطيني أبو أمان وليد القسنطيني غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
المشاركات: 36
افتراضي

مقال يشفي الغليل من شبه الطويل
ارجعته الى حجمه يا شيخ نفع الله بك
بارك الله فيك ..
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 19 Oct 2024, 11:39 AM
محمد رحمانية محمد رحمانية غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2018
المشاركات: 44
افتراضي

الله يحفظكم شيخ محمد
نصيحة مشفق
نسال الله ان يرده عن ما هو فيه من طعن في المشايخ و الاستشفاء بمصائب اخوانه.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013