منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #76  
قديم 15 Dec 2015, 12:06 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

عقيدةُ أهلِ السنةِ في كلامِ اللهِ تعالى
يعتقدُ أهل السنة : أن اللهَ يتلكم بكلامٍ حقيقي متى شاءَ، بمَا شاءَ، كيفَ شاء، بحرفٍ و صوتٍ، لا يماثلُ أصواتَ المخلوقين.
"بكلامٍ حقيقي" قال الله تعالى {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًا} [النساء 164] ففيه تأكيد و التأكيد ينفي المجاز.
"متى شاءَ" باعتبار الزمان.
"بمَا شاءَ" باعتبار موضوع الكلام.
"كيفَ شاءَ" باعتبار الكيفية و الصفة.
"بحرفٍ" قال الله تعالى {وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ} [المائدة 116]، فهذا حروف.
و روى الترمذي عبد الله بن مسعود، يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول الم حرف، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف" صححه الألباني رحمه الله في صحيح سنن الترمذي (2910).
"و صوتٍ" فالحديثُ المتقدم دليلٌ عليه حيث قال : "فيناديهم بصوتٍ يسمعه من بعدَ كما يسمعه من قربَ" رواه البخاري عن عبد الله بن أنيس.
"لا يماثلُ أصواتَ المخلوقين" قال تعالى {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى 11].
أنواعُ كلامِ اللهِ تعالى باعتبارِ الكيفيةِ
1 _ المناجاةُ : و هي التي تكونُ للقريبِ.
2 _ المناداةُ : و هي تكونُ للبعيدِ، قال الله تعالى {وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا} [مريم 52].
أنواعُ الكلامِ باعتبارِ صفةِ الفعلِ و الذاتِ
كلامُ اللهِ تعالى صفةٌ ذاتيةٌ فعلية :
1 _ ذاتيةٌ : باعتبارِ أنه لا بدايةَ له، فهو قديمُ النوعِ.
2 _ فعليةٌ : باعتبارِ أنه يتعلق بمشيئةِ اللهِ تعالى، فهو حادثُ الآحادِ.

رد مع اقتباس
  #77  
قديم 03 Jan 2016, 10:23 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

إثباتُ أنَّ القرآنَ كلامُ اللهِ تعالَى
يثبتُ أهلُ السنة أن القرآنَ كلامُ الله تعالى، و هذا الذي دلت عليه الأدلةُ الشرعية.
1 _ أدلةُ الكتابِ :
قال تعالى {وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ} [التوبة 6].
و قال تعالى {وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [البقرة 75].
و قال تعالى {يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ قُل لَّن تَتَّبِعُونَا كَذَٰلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِن قَبْلُ} [الفتح 15].
و قال تعالى {وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ} [الكهف 27].
و قال تعالى {إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} [النمل 76].
2 _ أدلة السنة :
روى أبو داود ة ابن ماجه و الترمذي و غيرهم عن جابر بن عبد الله قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على الناس في الموقف، فقال : "ألا رجل يحملني إلى قومه، فإن قريشا قد منعوني أن أبلغ كلام ربي" صححه الألباني رحمه الله في صحيح سنن أبي داود (4734).
3 _ الإجماع :
أجمع أهل السنة و الجماعة على أن القرآن كلام الله تعالى غير مخلوق.
روى اللالكائي في شرح اعتقاد أهل السنة عن عمرو بن دينار قال : "أدركت مشايخنا و الناس منذ سبعين سنة يقولون القرآن كلام الله منه بدأ، و إليه يعود".
معتقدُ أهلِ السنةِ في القرآنِ
يعتقدُ أهلُ السنة أن : القرآنَ كلامُ الله، منزلٌ، غيرُ مخلوق، منه بدأَ، و إليه يعودُ.
"كلامُ اللهِ" دليله قوله تعالى {فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ} [التوبة 6].
"منزلٌ" دليله قوله تعالى {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} [185]، و قال تعالى {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [القدر 1]، و روى الشيخان عن عن البراء بن عازب، قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : "إذا أتيت مضجعك، فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن، ثم قل : اللهم أسلمت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت...".
"غيرُ مخلوقٍ" الدليل عليه من وجهين :
1 _ سمعي : قال تعالى {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} [الأعراف 54]، فقد فرق بينهما و الفرق يقتضي المغايرة فَـ"الخلق" المخلوقات، "و الأمر" القرآن، و الدليل قوله تعالى {وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا} [الشورى 52]، و لما كان القرآن أمر، فهو قسيم للخلق، و صار القرآن غير مخلوق.
2 _ عقلي : و فيه وجهان :
أ _ القرآن كلام الله، و هو عين غير قائمة بنفسها حتى يكون بائنا من الله، فلو كان كذلك لكان مخلوقا، لكنه صفة قائمة بالله تعالى، و صفات الله غير مخلوقة.
ب _ لو كان مخلوقا لبطل مدلول الأمر، و النهي، و الخبر، و الاستخبار؛ لأن هذه الصيغ لو كانت مخلوقة لكانت مجرد أشكال خلقت على هذه الصورة لا دلالة لها على معناها.
"منهُ بدأَ" أي أن الله تكلم به ابتداء.
"وَ إليهِ يعودُ" فيه معنيان :
1 _ أي أنه يرفع آخر الزمن فلا يبقى منه شيء في الصدور و لا في السطور.
2 _ أنه يعود إليه وصفا، فلا يوصف به أحد سوى الله تعالى.
قولُ المعتزلةِ في القرآنِ و الردُّ عليهم
يقولُ المعتزلةُ أن القرآَن مخلوقٌ، و ليس كلامَا للهِ تعالى، مستدلين بِـ :
1 _ قولُ اللهِ تعالى {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} [الزمر 62]، و القرآنُ يدخل في عمومِ الشيء.
2 _ و أنه ليسَ ثم إلا خالقٌ و مخلوقٌ، و الله خالقٌ و ما سواه مخلوقٌ.
الرد عليها :
1 _ القرآنُ كلامُ الله، و هو من صفاتِه، و صفاتُ الله غيرُ مخلوقة.
2 _ أن التعبيرَ {كُلِّ شَيْءٍ} قد يرادُ به الخصوص، مثلُ قوله تعالى {وَ أُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍِ} [النمل 23]، و لم يدخلْ في ملكِها شيءٌ كثير.
3 _ القولُ بخلقِ القرآنِ يلزمُ منه أمورٌ باطلة، تقضِي ببطلانِ الملزوم، منها :
أ _ أنه تكذيبٌ للقرآن حيثُ يقول {وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا} [الشورى 52]، فالقرآنُ موحى، و لو كان مخلوقًا لم يصح أن يكون موحى.
ب _ أنه يلزمُ إبطالُ مدلولِ الأمرِ و النهي و الخبر و الاستخبار.
ج _ إذا قلنَا أنه مخلوقٌ و قد أضافه اللهُ إلى نفسِه إضافةَ خلقٍ، صح أن نطلقَ على كل كلامِ البشرِ و غيرهم أنه كلامُ الله؛ لآن كل كلامِ الخلقِ مخلوقٌ، و بهذا التزم أهلُ الحلولِ و الاتحاد.
د _ أنه يلزم منه أن تكونَ كل الصفاتِ مخلوقةٌ، إذ لا فرقَ بينها و بين الكلامِ.
رد مع اقتباس
  #78  
قديم 09 Jan 2016, 11:02 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

إثباتُ أنَّ القرآنَ منزلٌ من اللهِ تعالى
يثبتُ أهلُ السنةِ أن القرآنَ منزلٌ من عند اللهِ تعالى، لأدلةٍ كثيرة منها :
1 _ من الكتاب :
قالَ اللهُ تعالى {وَهَٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ} [الأنعام 92].
و قالَ تعالى {لَوْ أَنزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} [الحشر 21].
و قالَ {وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101) قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ (102) وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ (103)} [النحل].
2 _ من السنة :
ما تقدم ذكره من حديث البراء الذي رواه الشيخان قال في آخره : "اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت...".
بركةُ القرآنِ
القرآنُ كتابٌ مباركٌ، حاصلةٌ به كلُّ أنواعِ البركة، منها :
1 _ أنه شفاءٌ لما في الصدورِ.
2 _ أنه مباركٌ في اتباعِه، إذ به صلاحُ الأعمالِ الظاهرةِ و الباطنة.
3 _ أنه مباركٌ في آثارِه، إذ به حصلَ جهادُ المسلمين للكفارِ، و حصلت به الفتوحاتُ.
4 _ مباركٌ في ثوابِه، فله بكل حرفٍ عشرُ حسناتٍ.
رد مع اقتباس
  #79  
قديم 31 Jan 2016, 03:23 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

إثباتُ رؤيةِ المؤمنينَ لربِهم يومَ القيامةِ
من عقيدةِ أهلِ السنةِ و الجماعة، أنَّ المؤمنين يرونَ ربهم يومَ اللقاء، يرونهم بأبصارِهم، و هذا الذي دلَّ عليه الكتابُ و السنة و إجماع السلف.
1 _ أدلةُ الكتابِ :
قال الله تعالى {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ (22) إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)} [القيامة].
و قال تعالى {عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ} [المطففين 23].
و قال تعالى قبل عن الفجار {كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ} [المطففين 15]، فلما حجب هؤلاء في حال السخط، رآه الآخرون في حال الرضى.
و قال تعالى {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ} [يونس 26].
و قال تعالى {لَهُم مَّا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} [ق 35].
2 _ أدلةُ السنةِ :
روى الشيخان عن جرير بن عبد الله، قال : كنا جلوسا ليلة مع النبي صلى الله عليه وسلم، فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة، فقال : "إنكم سترون ربكم كما ترون هذا لا تضامون في رؤيته".
روى مسلم عن صهيب الرومي، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "إذا دخل أهل الجنة الجنة، قال : يقول الله تبارك وتعالى : تريدون شيئا أزيدكم؟ فيقولون : ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة، وتنجنا من النار؟ قال : فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل". "ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم : {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ} [يونس 26]".
روى الطبري في جامع البيان عن أبي أبا موسى الأشعري، يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن الله يبعث يوم القيامة مناديا ينادي أهل الجنة بصوت يسمع أولهم وآخرهم : إن الله وعدكم الحسنى وزيادة، فالحسنى الجنة، والزيادة النظر إلى وجه الرحمن" صححه الإمام الألباني رحمه الله في شرح العقيدة الطحاوية (161).
3 _ الإجماعُ : فقد أجمعَ أهلُ السنةِ و الجماعة على إثباتِ رؤيةِ المؤمنين لربِهم يومَ القيامة.
معنَى المزيدِ
روى عبد بن أحمد بن حنبل في السنة عن أنس، {وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} قال : "يتجلى لهم في كل جمعة".
قولُ المعطلةِ في رؤيةِ اللهِ تعالى وَ الردُّ عليهِم
خالفَ أهلُ التعطيلِ أهلَ السنةِ، فنفَوا رؤيةَ اللهِ تعالى، مستدلينَ على باطلِهم بأدلةٍ من النقلِ، و أخرى من العقلِ.
1 _ أدلتهم النقليةُ :
أ _ قوله تعالى {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِينَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنْ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا} [الأعراف 143].
فقوله {لَنْ تَرَانِي} للنفي المؤبد، و هو خبر صدق لا يدخله النسخ.
الرد عليهم من وجوه :
1 _ أن "لن" لا تفيد التأبيد، قال ابن مالك :
و من رأى النفي بلن مؤبدا *** فقوله اردد و سواه فاعضدا
2 _ أم موسى عليه السلام لم يطلب الرؤية في الآخرة، بل طلبها في الدنيا، فبين الله تعالى أنه لن يستطيع رؤيته في الدنيا.
و نحن نعلم أن رؤية الله في الدنيا مستحيلة لقول النبي صلى الله عليه و سلم : "حجابه النور، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه" رواه مسلم عن أبي موسى الأشعري.
3 _ قولهم أن القول برؤية الله يتضمن نقصا في حق الله، فحينئذ يكون سؤال موسى عليه السلام ربه النظر إليه دائرا بين الجهل بما يجب لله، و الاعتداء في الدعاء، حيث طلب منه ما لا يليق بالله، و هذا مستحيل.
ب _ قوله تعالى {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ} [الأنعام 103].
الرد عليهم : أن رؤية الله لا تستلزم الإدراك، فإن البشر يرون الشمس و لكن لا يدركونها.
كما أن الإدراك أخص من الرؤية، و إذا نفي الإدراك و هو الأخص؛ فإنه يبقى الأعم و هو الرؤية.
2 _ أدلتهم العقلية : يلزم من رؤية الله تعالى أن يكون جسما.
الرد عليهم : فليكن ذلك، فإننا نعلم أنه لا يماثل أجسام المخلوقين لقوله تعالى {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْئٌ} [الشورى 11] –مع أن هذا القول بإثبات الجسم أو نفيه مما أحدثه المتكلمون-.
رد مع اقتباس
  #80  
قديم 13 Feb 2016, 10:01 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

فصلٌ في مَا جاءَ في السنةِ منْ إثباتِ الصفاتِ للهِ عزَّ و جلَّ
تعريفُ السنةِ :
لغةً : الطريقةُ، و منه قولُ النبي صلى اللهُ عليهِ و سلمَ : "لتتبعنَّ سننَ منْ كانَ قبلَكم" متفق عليه من حديثِ أبي سعيدٍ الخدري.
اصطلاحًا : قولُ النبي صلى اللهُ عليه و سلمَ و فعلُه و إقراره.
علاقةُ السنةِ بالقرآنِ
1 _ السنةُ تفسرُ القرآنَ، أي توضحُه.
2 _ السنةُ تبينُ القرآنَ، أي تبينُ مجلمَه.
3 _ السنةُ تدل على القرآنِ، و هذا أعم منَ التفسيرِ.
4 _ السنةُ تعبرُ عن القرآنِ، أي تأتي بمعاني جديدةٍ أو بأحكامٍ جديدة ليستْ فيه.
قاعدةً فيمَا وصفَ و سمَّى النبي صلى اللهُ عليهِ و سلمَ به ربَّه تعالى
ما وصفَ و سمى بهِ النبي صلى اللهُ عليه و سلمَ به ربَّه عز وجل فيمَا صحَّ منَ الأحاديثِ و تلقتها الأمةُ بالقبولِ، فإنه يجبُ الإيمانُ به.
بخلافِ أهلِ الأهواءِ، فإنهم اتجاهَ هذه الأحاديثِ إما محرفونُ أو مكذبونَ.
رد مع اقتباس
  #81  
قديم 14 Feb 2016, 10:53 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

إثباتُ نزولِ اللهِ إلى السماءِ الدنيَا
دلَّ على هذا قولُ النبي صلى اللهُ عليه و سلمَ الذي رواه الشيخانِ عن أبي هريرةَ قال : "ينزلُ ربنَا إلى السماءِ الدنيا حينَ يبقى ثلثُ الليلِ الآخر، فيقولُ : منْ يدعونِي فأستجيبَ له؟، من يسألني فأعطيَه؟، من يستغفرني فأغفرَ له؟".
فدل الحديثُ أن اللهَ تعالى ينزلُ إلى السماءِ الدنيا نزولًا حقيقيا يليقُ بجلاله، في كل ليالي العامِ، في الثلثِ الأخيرِ من الليل، فَيُشَوِّقُ عبادَه لدعائِه، و سؤاله، و استغفاره، و هذا من كمالِ رحمتِه و كرمه.
زيادةُ بعضِ العلماءِ "بذاتِه"
زادَ بعضُ الأئمةِ على قولِ : ينزلُ اللهُ إلى السماءِ الدنيا لفظةَ : بذاتِه، و هذا اضطرارًا منهم؛ لأنَّ بعضَ أهلِ الأهواءِ حرَّفُوا الحديثَ عن حقيقتِه.
قولُ أهلِ الأهواءِ في النزولِ و الردُّ عليهم
خالفَ أهلُ الأهواء أهلَ الحقِّ في نزولِ اللهِ تعالى و قالوا كلامًا باطلا، بَيَّنَ الأئمةُ بطلانه.
1 _ أن الذي ينزلُ أمرُ اللهِ تعالى.
و هذا مردودٌ؛ لأن نزولَ أمرِ اللهِ تعالى دائمًا و أبدا، و ليسَ منحصرًا في الثلثِ الآخرِ من الليل، قالَ الله تعالى {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ} [السجدة 5].
2 _ أن الذي ينزلُ رحمةُ اللهِ تعالى.
و هذا باطلٌ؛ لأن رحمةَ اللهِ تعالى غيرُ منحصرةٍ في هذا الوقتِ فقط، قالَ الله تعالى {وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ} [النحل 53].
و كذلكَ ما فائدةُ نزولِ الرحمةِ إلى السماءِ الدنيَا؟!.
3 _ أن الذي ينزلُ ملكٌ من الملائكةِ.
و هذا باطلٌ أيضا؛ فليسَ من المعقولِ أن يقولَ ملكٌ : من يدعوني فأستجيبَ له؟.
خلوُّ العرشِ
لأهلِ السنةِ في هذه المسألةِ ثلاثةُ أقوالٍ :
1 _ أنه يخلُو.
2 _ أنه لَا يخلُو.
3 _ التوقفُ.
اللهُ تعالى ينزلُ نزولا حقيقيًّا إلى السماءِ الدنيا، مع أنه عالٍ على خلقِه، فإن السماءَ لا تقله و لا تحيطُ به، و لا يلزمُ من نزولِه خلوُّ عرشِه، و الله {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى 11].
اتنقالُ ثلثِ الليلِ الأخيرِ حولَ العالمِ
ثلثُ الليلِ يكونُ في مكانٍ، ثم ينتقلُ إلى جهةٍ أخرى من هذا العالمِ، و هكذَا، و نحنُ نؤمنُ بنزولِ اللهِ تعالى في هذا الوقتِ المعينِ، و ليس لنا أن نسألَ عن كيفيةِ ذلك، فإذا كانَ ثلثُ الليلِ في مكانٍ فإن اللهَ تعالى نازلٌ، و هكذا.
رد مع اقتباس
  #82  
قديم 15 Feb 2016, 10:38 AM
أبو ميمونة منور عشيش أبو ميمونة منور عشيش غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
الدولة: أم البواقي / الجزائر
المشاركات: 582
افتراضي شكر وامتنان.

أسأل الله تعالى أن يزيدك علمًا وعملًا، وأن ينفع بك أيُّها الأخ الحبيب يوسف، واصل وصلك الله بعطاياه، آمين..
رد مع اقتباس
  #83  
قديم 15 Feb 2016, 03:26 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

بارك الله في أخي الحبيب منور، زادك الله الله علما و فضلا، وفقك الله لما يحبه و يرضاه، آمين..
رد مع اقتباس
  #84  
قديم 16 Feb 2016, 09:47 PM
أبو أيوب صهيب زين أبو أيوب صهيب زين غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
الدولة: بسكرة
المشاركات: 351
افتراضي

بارك الله فيك اخي و وفقك

التعديل الأخير تم بواسطة أبو أيوب صهيب زين ; 16 Feb 2016 الساعة 09:49 PM
رد مع اقتباس
  #85  
قديم 16 Feb 2016, 09:50 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

آمين بارك الله فيك أبا أيوب.
رد مع اقتباس
  #86  
قديم 16 Feb 2016, 09:51 PM
أبو أيوب صهيب زين أبو أيوب صهيب زين غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
الدولة: بسكرة
المشاركات: 351
افتراضي

و الاذن نوعان :
كوني :فان لم يرد الله للشافع ان يشفع فانه لا يمكنه من أن يشفع أصلا بأن يصرف قلبه و نفسه عن هذه الشفاعة .

شرعي : و هو أن تكون الشفاعة على وفق الشروط الشرعية في من شفع له الشافع (وقد ذكرتها اخي)

من شرح الشيخ صالح ال الشيخ -حفظه الله- الموسوم باللآلئ البهية [389] ط دار اعلام السنة.

اتماما للفائدة...وفقك الله الأخ صفصاف

-----------------------------------------------
هه علقت على الصفحة الأولى التي فيها مسألة الشفاعة فأتى التعليق هنا
رد مع اقتباس
  #87  
قديم 16 Feb 2016, 10:04 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

اقتباس:
هه علقت على الصفحة الأولى التي فيها مسألة الشفاعة فأتى التعليق هنا
الخير حيثما وقع نفع، جزاك الله خيرا على الإفادة.
رد مع اقتباس
  #88  
قديم 04 Apr 2016, 03:40 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

إثباتُ صفةِ الفرحِِ
و هذهِ الصفةُ دلَّ عليها قولُ النبي : "للهُ أشد فرحًا بتوبةِ أحدِكم، من أحدِكم بضالتِه، إذا وجدَها" أخرجه الشيخان من حديث أنسٍ و هو لفظ مسلم، أما لفظُ البخاري : "لله أفرحُ بتوبةِ عبدِه".
و قد أجمعَ أهلُ السنةِ على إثباتِ هذه الصفةِ لله تعالى.
فرحُ اللهِ حقيقيٌّ
إنَّ فرحَ اللهِ تعالى حقيقي، ليسَ كفرحِ المخلوقين، الذي هو : نَشْوَةٌ و خفةٌ يجدُها المرءُ من نفسِه عند حصولِ ما يسره، و لكن فرحَ اللهِ تعالى لا يماثلُ فرحَ المخلوقين.
قولُ المعطلةِ في صفةِ الفرحِ
خالفَ أهلُ البدعِ و تأولوا صفةَ الفرحِ فقالوا : أن اللهَ تعالى لا يفرحُ حقيقةً، و إنما هو إثابةُ التائبِ،أو إرادةُ الثوابِ.
و هذا بعيد مخالفٌ لظاهرِ النصوصِ.
إثباتُ صفةِ الضحكِ
دل على هذه الصفةِ حديثُ النبي : "يضحكُ اللهُ إلى رجلين يقتلُ أحدُهما الآخرَ يدخلانِ الجنةَ : يقاتلُ هذا في سبيلِ اللهِ، فيقتلُ، ثم يتوبُ الله على القاتلِ، فيستشهدُ" رواه الشيخان عن أبي هريرة.
و من الأدلةِ أيضا، ما رواه مسلم عن جابرٍ أنه سئلَ عن الورودِ، فقال : نجيءُ نحنُ يومَ القيامةِ عن كذا وكذا، انظر أي ذلك فوقَ الناسِ؟ قال : فتدعى الأممُ بأوثانِها، وما كانتْ تعبدُ، الأول فالأول، ثم يأتينا ربُّنا بعدَ ذلك، فيقول : من تنظرونَ؟ فيقولون : ننظرُ ربنا، فيقول : أنا ربكم، فيقولون : حتى ننظرَ إليك، فيتجلى لهم يضحكُ...".
ففيهمَا إثباتُ صفةِ الضحكِ لله تعالى حقيقةً على الوجه الذي يليقُ به، لا مماثلةَ للمخلوقينَ فيه، و هذا مما أجمعَ عليه السلفُ.
قولُ المعطلةِ في صفةِ الضحكِ
قالَ أهلُ التعطيلِ أن المرادَ بالضحكِ الرضى، و الرضَى هو الثوابُ أو إرادةُ الثوابِ.
و هذا باطلٌ من وجهينِ :
1 _ أنه صرفٌ للنصوصِ عن الظاهرِ.
2 _ أن فيه إثباتًا لمعنى مخالفٍ للظاهرِ.
إثباتُ صفةِ العجبِ
دلَّ على هذه الصفةِ قولُ الله {بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ} [الصافات 12] على قراءةِ ضمِّ التاءِ.
و من السنةِ قولُه : "عجبَ اللهُ من قومٍ يدخلونَ الجنة في السلاسلِ" رواه البخاري عن أبي هريرة.
و لمسلم عنه قالَ رسولُ الله : "قد عجبَ اللهُ من صنيعِكما بضيفِكما الليلةَ" و في الحديث قصة.
روى ابن حبان في صحيحه عن ابن مسعودٍ ، أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قالَ : "عجبَ ربنا من رجلينِ : رجلٍ ثارَ من وطائِه ولحافِه من بين حبِّه وأهلِه إلى الصلاةِ، فيقول الله جل وعلا : انظرُوا إلى عبدي ثارَ من فراشِه ووطائه من بين حبه وأهلِه إلى صلاتِه رغبةً فيما عندِي، وشفقةً مما عندِي، ورجلٍِ غزَا في سبيلِ الله، فانهزمَ الناسُ، وعلم ما عليه في الانهزامِ، وما له في الرجوعِ، فرجعَ حتى أهريقَ دمُه، فيقول اللهُ لملائكتِه : انظروا إلى عبدِي، رجعَ رجاءً فيما عندِي، وشفقةً مما عندي حتى أهريقَ دمُه" حسنه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح الجامع (3981).
روى أبو داود في السنن عن عقبة بن عامر، قال : سمعتُ رسولَ الله يقولُ : "يعجبُ ربُّكم من راعِي غنمٍ في رأسْ شظيةٍ بجبلٍ، يؤذنُ بالصلاةِ، ويصلِّي، فيقول اللهُ عز وجل : انظرُوا إلى عبدِي هذا يؤذنُ، ويقيمُ الصلاةَ، يخافُ مني، قد غفرتُ لعبدِي وأدخلته الجنةَ" صححه الإمام الألباني في صحيح سنن أبي داود (1203).
معنَى العجبِ : هو استغرابُ الشيءِ، و هذا الاستغرابُ يكون لسببينِ :
1 _ خفاءُ الأسبابِ على المستغربِِ، و هذا مستحيلُ في حقِّ الله تعالى؛ فإنه قد أحاطَ بكل شيء علمًا.
2 _ أن يكونَ السببُ فيه خروجُ هذا الشيءِ عن نظائِره، أو عمَّا ينبغِي أن يكونَ عليهِ، و هذا الثابتُ للهِ تعالى، و لا نقصَ فيه.
رد مع اقتباس
  #89  
قديم 05 Apr 2016, 03:55 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

إثباتُ الرجلِ أو القدمِ للهِ تعالى
صفةُ القدمِ أو الرجل ثابتةٌ لله حقيقةً من غيرِ مماثلةٍ للمخلوقين، و دل على هذه الصفةِ ما رواه الشيخان عن أنسِ بن مالك، قال النبي : "لا تزالُ جهنمُ تقولُ : هل من مزيدٍ، حتى يضعَ رب العزةِ فيها قدمَه، فتقول : قطْ قطْ وعزتك، ويزوى بعضُها إلى بعض".
و لهما عن أبي هريرة ، قال : قال النبي "تحاجت الجنةُ والنار، فقالت النارُ : أوثرتُ بالمتكبرين والمتجبرين، وقالت الجنةُ : ما لي لا يدخلُنِي إلا ضعفاءُ الناسِ وسقطهم، قال اللهُ تبارك وتعالى للجنةِ : أنت رحمتِي أرحمُ بك من أشاء من عبادي، وقال للنارِ : إنما أنت عذابي أعذبُ بك من أشاءُ من عبادي، ولكل واحدةٍ منهما مِلؤها، فأما النارُ : فلا تمتلئ حتى يضعَ رجلَه فتقول : قطْ قطْ، فهنالك تمتلئُ ويزوى بعضُها إلى بعض، ولا يظلمُ الله عز وجل من خلقِه أحدًا، وأما الجنةُ : فإن الله عز وجل ينشئ لها خلقًا" و في رواية "قدمَه".
أقوالُ المخالفين في صفةِ القدمِ و الرد عليهَا
خالفَ الأشاعرةُ و أهل التحريفِ في صفة القدمِ، فمنهم من قالَ أن المراد :
1 _ طائفةٌ من المستحقينَ للدخولِ، و الرجلُ تأتي بمعنى الطائفةِ.
لكن هذا ممتنعٌ من وجهين :
أ _ فإن قوله : "عليها" يمنعُ ذلك.
ب _ إضافةُ أهلِ النارِ إلى اللهِ تعد تشريفًا لهم، و هذا ممتنع.
2 _ أن القدمَ هو المقدمُ، أي يضعُ عليها مقدمَه ممن يقدمُهم إلى النارِ.
و لكن ثبتَ أن أهلَ النارِ {يُدَّعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا} [الطور 13]، و يلقونَ فيها إلقاءً.
رد مع اقتباس
  #90  
قديم 11 Apr 2016, 02:36 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

إثباتُ الكلامِ و الصوتِ
دلَّ على هذه الصفةُ أحاديثُ منها :
ما رواه الشيخان عن أبي سعيد الخدري، قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : "يقولُ اللهُ عز وجل يومَ القيامة : يا آدم، يقول : لبيكَ ربنا وسعديك، فينادى بصوتٍ : إن اللهَ يأمرك أن تخرجَ من ذريتكَ بعثًا إلى النارِ...".
و لهما أيضا عن عدي بن حاتم، قال : قال النبي صلى اللهُ عليه وسلم : "ما منكُم من أحدٍ إلا وسيكلمُه اللهُ يومَ القيامة، ليس بين الله وبينه ترجمانٌ".
فدلت الأحاديثُ أن الله تعالى يتكلمُ و ينادي بصوتٍ مسموع مفهوم حقيقةً.
إثباتُ علوِّ اللهِ تعالَى
دلت السنةُ على إثباتِ صفةِ العلو لله تعالى كما يليقُ به جل جلالُه، و من تلك الأحاديثِ :
قولُ النبي صلى الله عليه و سلم : "ألَا تأمنُوني وأنا أمينُ من في السماءِ" رواه الشيخان عن أبي سعيدٍ و في الحديثِ قصة.
و روى الطبراني و غيره عن ابن مسعود، أنه قال : "ما بينَ السماءِ الدنيا والتي تليهَا مسيرةُ خمس مِائةِ عام، وما بين كل سماءٍ مسيرةُ خمس مائة عامٍ، وما بين السماءِ السابعة والكرسي مسيرةُ خمس مائة عام، وما بين الكرسي، والماء مسيرة خمس مائة عام، والعرشُ على الماءِ، واللهُ عز وجل على العرشِ يعلمُ ما أنتم عليه".
و دل عليها أيضا حديثُ الجاريةِ الذي رواه مسلمٌ من حديث معاوية بن الحكم و فيه قولُه صلى الله عليه و سلم للجاريةِ : "أينَ اللهُ؟" قالت : في السماءِ، قال : "من أنَا؟" قالت : أنت رسول الله، قال : "أعتقها فإنها مؤمنة".
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مميز, العثيمين, العقيدةالواسطية, توحيد, عقيدة, فوائدعقدية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013