منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14 Feb 2016, 10:42 AM
فتحي إدريس
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي خزانة تحف العناية بكتاب "البداية والنهاية" (12) (فوائد متعلقة بكتاب الله تعالى)

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم


الحمد لله وحده، والصَّلاة والسَّلام على من لا نبيَّ بعده.

أمَّا بعد:

فهذه هي الحلقة الثانية عشرة من «خزانة تُحف العناية بكتاب "البداية والنِّهاية"» ولا يزال الكلام متواصلًا عن (الفوائد المتعلِّقة بكتاب الله تعالى)، وأولها:

· تعقيبُ كلِّ شيءٍ بحسبه

قال –رحمه الله- عند ذكره الخلافَ في مدَّة حَمْلِ مريم رضي الله عنها بعيسى عليه السَّلام:
«ثمَّ الظَّاهر، أنَّها حملت به تسعة أشهر كما تحمل النساء ويضعن لميقات حملهن ووضعهن، إذ لو كان خلاف ذلك لذُكِرَ. وعن ابن عبَّاس وعكرمة، أنَّها حملت به ثمانية أشهر. وعن ابن عباس: ما هو إلا أن حملت به فوضعته. قال بعضهم: حملت به تسع ساعات. واستأنسوا لذلك بقوله: ﴿فحملته فانتبذت به مكانا قصيا فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة﴾[مريم: 22]؛ والصَّحيح أنَّ تعقيب كل شيء بحسبه لقوله: ﴿فتصبح الأرض مخضرة﴾[الحج: 63] وكقوله: ﴿ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين﴾[المؤمنون: 14] ومعلومٌ أن بين كل حالين أربعين يوما، كما ثبت في الحديث المتَّفق عليه».[2/ 443]


· جواز تمني الموت عند الفتن

قال الله سبحانه وتعالى حاكيًا حالَ مريم رضي الله عنها: ﴿فأجاءها المخاض إلى جذع النَّخلة قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا﴾[مريم: 23].

قال الحافظ –رحمه الله-: « فيه دليل على جواز تمني الموت عند الفتن، وذلك أنها علمت أن الناس يتهمونها ولا يصدقونها، بل يكذبونها حين تأتيهم بغلام على يدها، مع أنها قد كانت عندهم من العابدات الناسكات، المجاورات في المسجد، المنقطعات إليه، المعتكفات فيه، ومن بيت النبوة والديانة، فحملت بسبب ذلك من الهم ما تمنت أن لو كانت ماتت قبل هذا الحال أو كانت نسيا منسيا أي: لم تخلق بالكلية».[2/ 444]

· ردُّ عيسى عليه السَّلام في أوَّل كلامٍ له على مزاعم اليهود والنَّصارى

قال الله سبحانه وتعالى حاكيًا قوله عليه السَّلام: ﴿قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا وجعلني مباركا أين ما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا﴾[مريم: 30].

قال الحافظ –رحمه الله-: «هذا أوَّل كلام تفوه به عيسى ابن مريم فكان أول ما تكلم به أن قال ﴿إني عبد الله﴾ اعترف لربه تعالى بالعبودية، وأن الله ربه، فنزه جناب الله عن قول الظَّالمين في زعمهم أنه ابن الله، بل هو عبده ورسوله وابن أمته، ثم برأ أمه مما نسبها إليه الجاهلون، وقذفوها به ورموها بسببه بقوله: ﴿آتاني الكتاب وجعلني نبيا﴾ فإن الله لا يعطي النبوة من هو كما زعموا، لعنهم الله وقبحهم، كما قال تعالى: ﴿وبكفرهم وقولهم على مريم بهتانا عظيما﴾[النساء: 156]...».[2/ 449-450].

· درَّة نفيسةٌ

«كما قال تعالى: ﴿إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة﴾[آل عمران: 55] الآية.

فكل من كان إليه أقرب، كان غالبا لمن دونه، ولما كان قول المسلمين فيه هو الحق الذي لا شك فيه، من أنه عبد الله ورسوله، كانوا ظاهرين على النصارى الذين غلوا فيه وأطروه، وأنزلوه فوق ما أنزله الله به، ولما كان النصارى أقرب في الجملة مما ذهب إليه اليهود فيه، عليهم لعائن الله، كان النصارى قاهرين لليهود في أزمان الفترة إلى زمن الإسلام وأهله. والله تعالى أعلم».[2/ 490]

· التنبيه على الفرق ما بين ذي القرنين الوارد في القرآن وبين الثَّاني المشرك

قال الله تعالى: ﴿ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكرا إنا مكنا له في الأرض...﴾ الآيات من سورة الكهف.

بعد أن ذكر الحافظ –رحمه الله- الخلاف في اسمه وأورد الأقوال في ذلك، أشار إلى أنَّ هناك ذا القرنين الثاني إسكندر بن فيلبس المقدوني اليوناني المصري، باني إسكندرية، الذي يؤرخ بأيامه الروم، وكان متأخرا عن الأول [أي: المذكور في القرآن] بدهر طويل، كان هذا قبل المسيح بنحو من ثلاثمائة سنة، وكان أرسطاطاليس الفيلسوف وزيره، وهو الذي قتل دارا بن دارا، وأذل ملوك الفرس وأوطأ أرضهم. وإنما نبهنا عليه ; لأن كثيرا من الناس يعتقد أنهما واحد، وأن المذكور في القرآن هو الذي كان أرسطاطاليس وزيره، فيقع بسبب ذلك خطأ كبير وفساد عريض طويل كثير، فإن الأول كان عبدا مؤمنا صالحا وملكا عادلا، وكان وزيره الخضر، وقد كان نبيا على ما قررناه قبل هذا. وأما الثاني، فكان مشركا، وكان وزيره فيلسوفا، وقد كان بين زمانيهما أزيد من ألفي سنة. فأين هذا من هذا، لا يستويان ولا يشتبهان، إلا على غبي لا يعرف حقائق الأمور.[2/ 542].

وذكر الحافظ –رحمه الله- أنَّ الحافظ ابن عساكر –رحمه الله- قد خلط بينهما وكذا الإمام عبد الملك بن هشام، راوي السيرة، وقد أنكر ذلك عليه الحافظ أبو القاسم السهيلي -رحمه الله- إنكارا بليغا، ورد قوله ردا شنيعا، وفرق بينهما تفريقا جيدا، قال: ولعل جماعة من الملوك المتقدمين، تسموا بذي القرنين تشبها بالأول. والله أعلم.[2/ 550-551].

· أسرارٌ في الابتداء

«...ثم ذكر تعالى أنه حكمه في أهل تلك الناحية ﴿قلنا يا ذا القرنين إما أن تعذب وإما أن تتخذ فيهم حسنا قال أما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد إلى ربه فيعذبه عذابا نكرا﴾ [الكهف: 86] أي: فيجتمع عليه عذاب الدنيا والآخرة، وبدأ بعذاب الدنيا لأنَّه أزجر عند الكافر ﴿وأما من آمن وعمل صالحا فله جزاء الحسنى وسنقول له من أمرنا يسرا﴾[الكهف: 88]فبدأ بالأهم وهو ثواب الآخرة، وعطف عليه الإحسان منه إليه، وهذا هو العدل والعلم والإيمان».[2/ 547-548].

· جمعٌ بين آية وحديث

فإن قيل: فما الجمع بين قوله تعالى: ﴿فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا﴾[الكهف: 97] وبين الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن زينب بنت جحش أم المؤمنين، رضي الله عنها، قالت: «استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم من نوم، محمرا وجهه وهو يقول: لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب! فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وحلق تسعين. قلت: يا رسول الله، أنهلك وفينا الصالحون؟! قال: نعم، إذا كثر الخبث» وأخرجاه في " الصحيحين " من حديث وهيب، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج، مثل هذا وعقد تسعين».

فالجواب: أما على قول من ذهب إلى أن هذا إشارة إلى فتح أبواب الشر والفتن، وأن هذا استعارة محضة وضرب مثل، فلا إشكال.

وأما على قول من جعل ذلك إخبارا عن أمر محسوس، كما هو الظاهر المتبادر، فلا إشكال أيضا ; لأن قوله: ﴿فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا﴾[الكهف: 97] أي: في ذلك الزمان، لأن هذه صيغة خبر ماض، فلا ينفي وقوعه فيما يستقبل بإذن الله لهم في ذلك قدرا، وتسليطهم عليه بالتدريج قليلا قليلا، حتى يتم الأجل وينقضي الأمد المقدور، فيخرجون، كما قال الله تعالى: ﴿وهم من كل حدب ينسلون﴾[الأنبياء: 96].

· من أحبَّ أهل الخير واتبعهم سَعِدَ بهم

«قال الله سبحانه وتعالى في قصَّة أصحاب الكهف: ﴿وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد﴾[الكهف: 18].

والمراد أن كلبهم الذي كان معهم، وصحبهم حال انفرادهم من قومهم، لزمهم ولم يدخل معهم في الكهف، بل ربض على بابه ووضع يديه على الوصيد، وهذا من جملة أدبه ومن جملة ما أكرموا به; فإن الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب، ولما كانت التبعية مؤثرة حتى في كلب هؤلاء، صار باقيا معهم ببقائهم لأنَّ من أحب قوما سعد بهم، فإذا كان هذا في حقِّ كلب فما ظنك بمن تبع أهل الخير وهو أهل للإكرام».[2/ 566]

· استفادةٌ لطيفةٌ من آية على أنَّ الخبر ليس كالمعاينة

«قال الله سبحانه وتعالى عن أهل الكهف: ﴿لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا﴾[الكهف: 18] أي: لما عليهم من المهابة والجلالة في أمرهم الذي صاروا إليه...وذلك لأن طبيعة البشرية تفر من رؤية الأشياء المهيبة غالبا، ولهذا قال: ﴿لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا﴾ ودل على أن الخبر ليس كالمعاينة، كما جاء في الحديث; لأن الخبر قد حصل ولم يحصل الفرار ولا الرعب».[2/ 567].

· أدبٌ شرعي إذا اختلفَ النَّاس فيما لا طائل تحته ولا جدوى

قال تعالى: ﴿سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم﴾[الكهف: 22] فذكر اختلاف الناس في كميتهم، فحكى ثلاثة أقوال وضعَّف الأولين، وقرر الثالث، فدل على أنه الحق، إذ لو قيل غير ذلك لحكاه ولو لم يكن هذا الثالث هو الصحيح لوهَّاه، فدل على ما قلناه، ولما كان النزاع في مثل هذا لا طائل تحته ولا جدوى عنده، أرشد نبيه صلى الله عليه وسلم، إلى الأدب في مثل هذا الحال، إذا اختلف الناس فيه أن يقول: الله أعلم. ولهذا قال: ﴿قل ربي أعلم بعدتهم﴾.

· فوائد حسنةٌ مختصرة من قصَّة الرجلين في سورة الكهف

«وهذه القصة تضمنت:

1.أنه لا ينبغي لأحد أن يركن إلى الحياة الدنيا، ولا يغتر بها، ولا يثق بها، بل يجعل طاعة الله والتوكل عليه في كل حال نصب عينيه، وليكن بما في يد الله أوثق منه بما في يده.

2.وفيها أنَّ من قدم شيئا على طاعة الله والإنفاق في سبيله، عذب به، وربما سلب منه معاملة له بنقيض قصده.

3.وفيها أن الواجب قبول نصيحة الأخ المشفق، وأن مخالفته وبال ودمار على من رد النصيحة الصحيحة.

4.وفيها أن الندامة لا تنفع إذا حان القدر، ونفذ الأمر الحتم».[2/ 576].

آخر الحَلْقَةِ والفوائد المستفادة من المجلَّد الثَّاني.

فتحي إدريس
5/جمادى الأولى/1437


التعديل الأخير تم بواسطة فتحي إدريس ; 14 Feb 2016 الساعة 06:56 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 14 Feb 2016, 05:52 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

بارك الله فيك أخي الحبيب فتحي، وفقك الله لإتمام ما شرعت فيه، و صوبك و سددك.
واصل وفقك الله.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 14 Feb 2016, 06:07 PM
أبو عمر محمد أبو عمر محمد غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2015
المشاركات: 176
افتراضي

جزاك الله خيرا
أسأل الله أن ينفعنا بها
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 15 Feb 2016, 10:38 PM
شعبان معتوق شعبان معتوق غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
الدولة: تيزي وزو / معاتقة.
المشاركات: 331
افتراضي

بارك الله فيك و جزاك خيرًا على هذه الفوائد أخي الحبيب فتحي.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 16 Feb 2016, 05:45 PM
اسماعيل بلخيري اسماعيل بلخيري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
الدولة: الجزائر
المشاركات: 30
افتراضي

بارك الله فيك , و زادك الله علما و فهما , فوائدك تبعث الهمة في اقتناء الكتاب و إدامة النظر فيه
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 25 Feb 2016, 02:07 PM
فتحي إدريس
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

جزاكم الله خيرًا وبارك فيكم إخواني الفضلاءَ على حسن متابعتكم وتشجيعكم، نسأل الله المزيدَ من فضله والتَّوفيق لما فيه رضاه.
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 29 Feb 2016, 09:43 PM
أبو عبد السلام جابر البسكري أبو عبد السلام جابر البسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
المشاركات: 1,229
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبد السلام جابر البسكري
افتراضي

جزاك الله خيرا أخي فتحى ونفع الله بك - نتابع فوائدك -
واصل وصلك الله بفضله وإحسانه وتوفيقه.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013