12 Dec 2007, 07:51 AM
|
عضو
|
|
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 1,898
|
|
وجه شبه عظيم و خطير بين الخوارج الأولين و أحفادهم المعاصرين !
السلام عليكم
ذكر السيوطي -رحمه الله - في كتابه " تنوير الحوالك " نقلا عن ابن رشيق :
" وكان الخوارج بتكفيرهم الناس لا يقبلون خبر أحد عن النبي -صلى الله عليه وسلم - فلم يعرفوا بذلك شيئا من سننه وأحكامه المبينة لمجمل القرآن عن مراداته في خطابه" اهـ
فسبحان الله ! هذا عين ما حجبهم اليوم عن معرفة الهدي النبوي القويم !
الخوارج الأولون تركوا الأخذ عمن دون رسول الله - صلى الله عليه و سلم - فجهلوا سنته و هديه - صلى الله عليه وسلم - لأنهم يكفرونهم ؛ بل منهم من كان يترك ما ورد عن النبي - صلى الله عليه و سلم - إذا كان يخالف ظاهر القرآن
و اليوم نرى أحفادهم عزلوا العلماء و تركوا الأخذ عنهم , زاعمين أنهم عملاء اليهود و أمريكا , و علماء السلاطين و البلاط ؛ فكان عاقبتهم أن جهلوا سنة النبي - صلى الله عليه و سلم - و هديه سيرا على خطى أسلافهم المارقين !
فزاغوا عن الهدى و فُتنوا !
قال - تعالى - : ((فَلْيَحْذَرْ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ))
فيا من بقي متعلقا بهذا الفكر :
اتقوا الله و التفوا بعلماء الأمة
فالله لم -و لن- يهملنا
أمرنا بالرجوع إليهم إن كنا لا نعلم
و ما الذي نعلمه و قد خرجنا من بطون أمهاتنا لا نعلم شيئا ؟!
كلفنا بالصلاة و الزكاة وغيرها من العبادات
و لا يمكننا معرفة أحكامها إلا بالرجوع إليهم
و الذين تأخذون دينكم عنهم يستهزؤون بهذه الأمور , و يسمونها قشورا ؛ و يسخرون من العلماء الذي يُعّلِّمون هذه الأمور للناس ؛ و ديدينهم الحكم و الحاكم
فلنرى أي الفريقين أحق بالعلم و الاتباع إن كنتم صادقين !
قال - صلى الله عليه و سلم - : (( إذا تبايعتم بالعينة ، وأخذتم أذناب البقر ،ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد ، سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم ))
فعلَّق - صلى الله عليه وسلم - رفع الذلة عن أمة الإسلام برجوعها إلى دينها
لكن ماذا يقصد بدينها الذي إن رجعت إليه رفع الله عنها الذل ؟!
أهو التكالب على الكراسي في البرلمنات ؟
أم تفجير و تدمير البنايات ، و ترويع الآمنين و الإفساد في الأرض ؟
لنبحث الجواب في السنة
جاء في حديث جبريل - عليه السلام - المعروف أنه قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - :
(( يا محمد أخبرني عن الإسلام ؛ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم - :الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا ......
قال: فأخبرني عن الإيمان
قال: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره ......
قال: فأخبرني عن الإحسان
قال: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك
قال: فأخبرني عن الساعة
قال: ما المسئول عنها بأعلم من السائل
قال: فأخبرني عن أماراتها
قال: أن تلد الأمة ربتها ؛ وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان .
ثم انطلق فلبثت ثلاثا ثم قال: يا عمر هل تدري من السائل؟ قلت : الله ورسوله أعلم ؛ قال: فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم))
الله أكبر !
مثال رائع لتفسير السنة بالسنة !
جعل الدين كل ما ذكره لجبريل - عليه السلام - من أركان الإسلام و الإيمان و الإحسان
فهل أرشده للتكالب على الرياسة و الكراسي ؟!!
فانتبهوا معشر المغرورين المخدوعين بدعاة الخروج و التفجير !
حجبوكم عن علمائكم ؛ و زينوا لكم سوء عملكم باسم حب الإسلام !
فاحذروهم فإن ((قلوبهم قلوب شياطين في جثمان إنس ))
فتركوكم في بلدانكم تخربونها , و تتحسرون بالشذوذ !
و هم يتنعّمون بلذّات الدنيا عند طواغيت بريطانيا و أخواتها !
فتفطنوا لكيدهم قبل أن تنتقلوا إلى قائمة المفجرين
و توبوا إلى ربكم قبل أن تكونوا ممن وردت هذه الآية فيهم (( حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ))
اللهم أرنا و إياهم الحق حقا و ارزقنا اتباعه ؛ و أرينا وإياهم الباطل باطلا و ارزقنا اجتنابه
و لا تجعله ملتبسا علينا فنضل
|