منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 07 Dec 2009, 10:17 AM
أبو إبراهيم خليل الجزائري أبو إبراهيم خليل الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 379
افتراضي تعريف الصّحابي و بيان طرق معرفة الصُّحبة .


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .



فصل في تعريف الصحابي :


الصحابي لغة : مأخوذ من " الصحب " ، يقال : صَحِبه صُحْبَة و صحابة ، أي : عاشره (1) .
و لا خلاف بين أهل اللغة : أن الصحابي مشتق من الصحبة ، و يطلق على من صحب غيره قليلا أو كثيرا ، يوما ، أو شهرا ، أو ساعة (2) .

الصحابي اصطلاحا : من لقي النّبي صلّى الله عليه و سلم مؤمنا به ، و مات على الإسلام ، فيدخل فيمن لقيه : من طالت مجالسته أو قصرت ، و من روى عنه أو لم يرو ، و من غزا معه أو لم يغز ، و من رآه رؤية و لم يجالسه ، و من لم يره لعارض كالعمى (3) .

و هذا التعريف هو الصحيح
كما ذهب إليه جمهور المحدثين و الأصوليين سلفا و خلفا (4) ، فإنّهم قالوا باكتفاء الرؤية ، و لو لحظة ، و إن لم يقع معها مجالسة ، و لا مماشاة و لا مكالمة ، لشرف منزلة النّبي صلّى الله عليه و سلم ، و ممن نصّ على ذلك الإمام أحمد ، و ابن المديني و تبعهما تلميذهما البخاري و غيرهم كثير (5) .

و رجح الحافظ ابن حجر هذا التّعريف ، ثم بيّن أنّه يدخل في قوله : " مؤمنا به " كل مكلّف من الإنس و الجنّ ، و أنّه يخرج من التّعريف من لقي النّبي كافرا و إن أسلم بعد ذلك ، و كذلك من لقيه مؤمنا بغيره ، كمن لقيه من مؤمني أهل الكتاب قبل البعثة و كذلك من لقيه مؤمنا به ثم ارتدّ و مات على الرّدّة و العياذ بالله (6) .

ثم قال : " و أطلق جماعةٌ أنّ من رأى النّبي صلّى الله عليه و سلّم فهو صحابي ، و هو محمول على من بلغ سنّ التّمييز أمّا من لم يميّز لا تصحّ نسبة الرّؤية إليه ، نعم يصدق أنّ النّبي صلّى الله عليه و سلّم رآه فيكون صحابيّا من هذه الحيثية ، و من حيث الرّواية يكون تابعيّا " (7) .

و بذلك اختار الحافظ ابن حجر عدم اشتراط البلوغ ، و أمّا الملائكة فإنّهم لا يدخلون في هذا التّعريف ، لأنّهم غير مكلَّفين ، و كذلك من رآه صلّى الله عليه و سلّم ميّتا قبل دفنه فالرّاجح عدم دخوله (8) .

و يشمل الصّحابي : الأحرار و الموالي ، و الذّكور و الإناث ، لأنّ المراد به الجنس (9) ، ثم إنّ التّعبير في التّعريف بالرّؤية هو الغالب ، و إلّا فالضّرير الذي حضر النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم كابن أم مكتوم و غيره معدود في الصّحابة بلا تردّد (10) .

و ذهب بعض الأصوليّين : إلى إطلاق اسم الصّحابي على من طالت صحبته للنّبي صلّى الله عليه و سلّم ، و كثرت مجالسته له على طريق التّتبع و الأخذ عنه (11) .

و هو مروي عن سعيد بن المسيّب ، فقد كان يقول : " الصّحابة لا نعدهم إلا من أقام مع رسول الله سنة ، أو سنتين ، أو غزا معه غزوة أو غزوتين " (12) .

قال ابن الصّلاح : " لكن في عبارته ضيق يوجب ألّا يعدّ من الصّحابة جرير بن عبد الله البجلي ، و من شاركه في ظاهر ما اشترطه فيهم ممّن لا نعرف خلافا في عدّه من الصّحابة " (13) .

و قول أنس رضي الله عنه لما سئل : هل بقي من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه و سلّم أحد غيرك ؟ قال : " ناس من الأعراب رأوه ، فأمّا من صَحِبه فلا " (14) .

فيجاب عنه : بأنه أراد إثبات صحبة خاصّة ليست لتلك الأعراب (15) .

و الصّواب : هو التّعريف الأوّل بأنّ الصّحابي هو : من لقي النّبي صلّى الله عليه و سلّم مؤمنا به ، و مات على الإسلام ، و هو قول الجمهور ، و هو الذي أيّده : الخطيب ، و ابن الصلاح ، و النّووي ، و ابن حجر ، و هو الذي عليه عامّة أهل العلم ، نظرا لشرف منزلة النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم (16) ، و لعموم إطلاق الصّحبة عليهم لغة (17) .




فصل في بيان كيفيّة معرفة الصّحبة :


تعرف الصّحبة بعدّة أمور :


1 – تارة تعرف الصّحبة بالقرآن الكريم ، كقوله تعالى : { ثاني اثنين إذ هما في الغار }[ التوبة : 40 ] . فالمُراد به : الصّديق رضي الله عنه ، و لذا قالوا : من أنكر صحبة أبي بكر فهو كافر .
و كصحبة زيد بن حارثة رضي الله عنه لقوله تعالى : { فلمّا قضى زيد منها وطرا زوّجناكها }[ الأحزاب : 37 ] .

2 – بالتّواتر ، كصحبة عمر ، و عثمان ، و علي ، و حذيفة ، و أبي هريرة ، و عائشة و غيرهم من كبار الصّحابة – رضي الله عنهم أجمعين - .

3 – بالأخبار المستفيضة ، و هو الاشتهار القاصر عن التّواتر ، يعني : يعرفهم كثير من الناس ، و إن كان خفي على بعضهم ، مثل : ثابت بن قيس ، و ذو اليدين ، و معاوية ابن الحكم السُّلَمي ، و بريرة مولاة عائشة ، و غيرهم رضي الله عنهم .

4 – بشهادة غيره من الصحابة ، كحديث ابن عباس رضي الله في السّبعين ألفا الذين يدخلون الجنّة بغير حساب ، فقام عكاشة بن محصن فقال : يا رسول الله ، ادع الله أن يجعلني منهم . فقال : " أنت منهم " (18) .

5 – برواية الصحابي ، عن النّبي صلّى الله عليه و سلم سماعا ، أو مشاهدة مع المعاصرة .

6 – بشهادة التّابعي بأن يقول : حدثني فلان ، من أصحاب النّبي صلّى الله عليه و سلّم ، و يشترط فيه :

أ – أن يصحّ السّند إلى ذلك التّابعي .

ب – أن يكون التّابعي من الكبار إذ الغالب روايتُهم عن الصّحابة .

ج – أن يكون معروفا في الحفظ و الإتقان ، و لم يجرَّبْ عليه الخطأ ، إذ قد يخطىء و هو لا يدري .

7 – أن يخبر عن نفسه أنه صحابي ، و هو عدل ، و يجب أن يكون قبل مائة سنة من وفاة النّبي صلّى الله عليه و سلّم ، فإنّه ثبت بالتّواتر أنّ آخر الصّحابة موتا هو أبو الطفيل بن عامر بن واثلة اللّيثي ، مات سنة عشر و مائة على الصّحيح ، فمن ادّعى الصُّحبة بعد هذا فلا يُقبَل منه .

كما يُستفاد من معرفة صُحبَةِ جمعٍ كثيرٍ منهم من خلال وصف يتضمّن أنّهم صحابة ، و هذا يَسْتنِد إلى ثلاثة آثار:

الأوّل : " أنّهم كانوا لا يُؤَمِّرون في المغازي إلاّ الصّحابة ، فمن تتبَّع الأخبار الواردة في الرِّدَّة و الفُتوح ، وجد من ذلك كثيرا " .

الثّاني : " أنَّ ابن عوفٍ قال : كان لا يولد لأحد مولود إلّا أتى به النَّبيَّ صلّى الله عليه و سلم فَدَعَا له " .

الثَّالث : " لم يبقَ بالمدينة و لا بمكّة و لا الطّائف أحدٌ في سنة عشر إلاّ أسلم ، و شهد حجة الوداع " . فمن كان في ذلك الوقت موجودا ، اندرجَ فيهم لحصول رؤيتِهم النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم و إن لم يَرُهُم هُوَ (19) .





الحواشي :

(1) انظر : القاموس المحيط ، للفيروزآبادي ، مادة (ص ح ب)(1/95) ، و الصحاح ، للجوهري (1/162).
(2) انظر : الكفاية ، للخطيب (ص 100) ، و فتح المغيث (3/94) .
(3) الإصابة ، لابن حجر (1/7) .
(4) انظر : الباعث الحثيث ، لابن كثير (2/491) ، و فتح المغيث ، للسخاوي (3/93) .
(5) انظر : الباعث الحثيث ، لابن كثير ( 2/492) ن و فتح المغيث ، للسخاوي (3/93) .
(6) انظر : الإصابة ، لابن حجر (1/7 – 8) ، و فتح الباري ، لابن حجر (7/6 – 7) .
(7) الإصابة ، لابن حجر (1/8) .
(8) الإصابة ، لابن حجر (1/7 – 8) .
(9) فتح المغيث ، للسخاوي (3/94 – 95) .
(10) مقدمة ابن الصلاح ، مع شرحه التقييد و الإيضاح (ص 256) .
(11) انظر : شرح النووي لصحيح مسلم (1/62 – 63) .
(12) الكفاية ، للخطيب (ص99) ، و مقدمة ابن الصلاح ، مع شرحه التقييد و الإيضاح (ص256) .
قال السخاوي : " أخرجه ابن سعد ، عن الواقدي ، و هو ضعيف في الحديث " فتح المغيث (3/102).
(13) مقدمة ابن الصلاح ، المطبوع مع شرحه التقييد و الإيضاح (ص 258 ) .
(14) مقدمة ابن الصلاح ، المطبوع مع شرحه التقييد و الإيضاح (ص 258) .
(15) انظر : الباعث الحثيث (2/494 – 495) .
(16) الكفاية ، للخطيب (ص 98 – 101) ، و شرح صحيح مسلم ، للنووي (1/63) ، و الإصابة ، لابن حجر (1/7 – 8) ، و انظر : الباعث الحثيث ، لابن كثير (2/491 – 495) ، و فتح المغيث ، للسخاوي (3/93) .
(17) انظر لذلك : الانتصار للصحابة الأخيار في رد أباطيل حسن المالكي ، للعلامة المحدث الفقيه ، الشيخ عبد المحسن العباد – حفظه الله تعالى - .
(18) أخرجه البخاري : كتاب الطب ، باب من اكتوى أو كوى غيره ح 5705 و مسلم في كتاب الإيمان ، باب الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة بغير حساب ح 218 .
(19) انظر لهذا الفصل : مقدمة ابن الصلاح مع شرحه التقييد (ص 258) ، الباعث الحثيث ، لابن كثير (2/517) ، و الإصابة ، لابن حجر (1/8 – 9) ، و فتح المغيث ، للسخاوي (3/104 – 108) .



- انتهى -


من كتاب " صحابة النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم - مكانتهم و عدالتهم و خطورة انتقاصهم " .

تأليف : مسيكة بنت عاصم القريوتيّة .


تقريظ :

فضيلة الشيخ الدكتور عاصم بن عبد الله القريوتي .


- المدرّس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض -
رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
الصحابة, كيفيةمعرفةالصحابي


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013