بطاقة كتاب حول التشيع

[هشام بن حسن]

بطاقة كتاب /

قراءة في كتاب مهم عن التشيّع

الحمد لله وصلى الله على نبيّه محمد وآله وصحبه، أما بعد :
لقد وقع في يدي كتاب مهمّ للغاية، لم أره إلا في مكتبة المسجد النبوي العامرة –وفق الله القائمين عليها- (برقم 126147-قسم الفرق والأديان) وهو كتاب : التشيّع في إفريقيا : تقرير ميداني، من صنيع لجنة تقصي الحقائق بمجلس الأمناء باتحاد علماء المسلمين، طبعة مركز نماء للبحوث والدراسات، ط1/ 1432- 2011 .
في هذا الكتاب يأتي بالتقارير الموثقة بالصور عن نشاط التشيّع الرافضي وانتشاره في قارة إفريقيا، سواء كانت هذه البلاد إسلاميّة أو كانت كافرة أو كانت مختلطة، وكان نصيب بلادنا الجزائر –حرسها الله- من هذا التقرير ما يبلغ العشرين صفحة ( من الصفحة 661 إلى 681 ) .
فبعد أن ذكر مؤلفوه المعلومات العامة عن الجزائر والتركيبة المذهبية للمسلمين الذين يمثلون 99 % من السكان عقبوا على ذلك بذكر العلاقات السياسية الإيرانية الجزائرية منذ قيام الثورة الخمينية التي تمّ تأييدها إلى أن ساندت إيران الجبهة الإسلامية للإنقاذ (الفيس) ووعدها لهذا الحزب بخمسة ملايين دولار في حتا وصوله السلطة، فاعتبرته الجزائر تدخلا في شؤونها الداخلية، ثمّ قامت الجزائر بإبعاد سبعة دبلوماسيين إيرانيين، ثمّ تلتها سحب السفير الجزائري في إيران، ثم قُطعت العلاقة رسميا عام 1993 إبان حكم المجلس الأعلى للدولة بقيادة علي كافي، وكلّ محاولات التقريب باءت بالفشل بسبب اتّهام إيران بدعم المسلّحين ماديا ومعنويا وسياسيا وإعلاميا، ثمّ عادت العلاقات الجزائرية الإيرانية وتمّ تبادل السفراء !
كما تطرقت هذه الدراسة الموثّقة إلى مراحل انتشار التشيّع :
فالمرحلة الأولى كانت على يد المدرسين العراقيين من الشيعة الذين وفدوا إلى الجزائر للعمل في مدارسها الثانوية، وقد تشيّع على أيديهم إمام مسجد عمر بن الخطاب بتلمسان : محمد زاوي، وأصبح ناشطا في التشيّع، وكذلك كان الدور نفسه على أيدي المدرسّين من سورية ولبنان .
والمرحلة الثانية كانت على يد المتشيّع التونسي : محمد التيجاني الذي قام بعدد من الزيارات إلى الجزائر وذكر هذا في كتابه : فسيروا إلى الله، ثم اهتديت .
ثم ذكروا بعض رموز المتشيّعين من بلادنا فمنهم الدكتور الرافضي رشيد بن عيسى : الموظف السابق في منظمة اليونيسكو وشغل منصب الأمين العام لوزارة التعليم الأساسي من : 1969 إلى 1971 ، ومنهم الدكتور محمد المغلي ابن عم : مالك بن نبي ، وهو أستاذ علم الاجتماع في جامعة بروكسل ببلجيكا ، وغيرهما .
كما ذكروا قضية الابتعاث لبعض الطلاب من أجل الدراسة في قم بإيران .
ومما جاء فيه ذكر أول ظهور للتشيّع علنا سنة 2006 خلال الاحتفال بعاشوراء عن طريق الخروج إلى الشوارع بمدينة عين تيموشنت غرب الجزائر ، وكذا ما كان في وهران وسطبف وباتنة وتبسة وفي العاصمة حيث كان معلوما لدى الجهات الأمنية ما يقوم بعض المتشيّعين في بعض أحياء العاصمة مثل : باب الوادي وبلكور والقبة .
وفي أواخر التقرير أوردوا ردود الفعل الرسمية وغير الرسمية إزاء انتشار التشيّع ، والله المستعان .
نسأل الله أن يبصّر ولاة أمورنا بخطر أحفاد المجوس، ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم .