هذا كلام للشيخ السحيمي -حفظه الله- أنقله من شبكة سحاب:
المسألة الثانية :انهالت عليَّ أسئلة من الأخوة في ليبيا حيث إنَّهم الآن بين نارين: الغرب و طائراتهم التي تقضي على الأخضر و اليابس و بين نار الطاغية الملحد القذافي، و الواجب على طلبة العلم خاصة و أهل السنة عامة أن يلزموا بيوتهم و ينأوا بأنفسهم عن هذه الفتن، و قد قلت هذا غير مرة: ما كان لهم أصلا أن يدخلوا في صراع مع مثل هذا الطاغية، و كان الأولى بهم أن يقيموا الشعائر الدينية و أن يلزموا بيوتهم حتى يستريح بر أو يُستراح من فاجر.
الواجب علي المسلمين ألَّا يزجوا بشباب المسلمين ليكونوا طعاما لهؤلاء المتكبرين، المتجبرين الذي أعلنوا إلحادهم و أعلنوا تمردهم على الدين منذ عشرات السنين، الواجب على المسلم -كما أرى- ألا يدخلوا في مثل هذه الأشياء ابتداءا، لا يدخل فيها [المسلم]، و إذا دُوهموا في بيوتهم فيدافعوا عن أنفسهم، فإن قُتلوا فهم شهداء، فإن قَتَلُوا أولئك فقد قُتِلُوا و هم ظالمون و دماؤهم هدرا فننتبه لهذا ! ، بعد أن تستنفد الوسائل التي دون ماذا ؟ دون القتل فإن لم يندفع إلا بالقتل فاقْتُلْهُ، لا تجعله يقتلك!، و لا يأخذ مالك!، و لا ينتهك عرضك!، هذا هو الذي نقوله و نكرره! فلا داعي!، و أرجوا أن توصل إليهم هذه الرسائل، اتصل منهم عشرات علينا بالمكتب و قلت لهم هذا الكلام، فأرجو أن يُبَلَّغوا بمثل هذا الكلام، فلا ينبغي أن نُشعرهم بتأييد هذا التحالف الغربي في التدخل! فأقول مهما كان لا يجوز أن يُتَدَخَّل من قبل أعداء الإسلام، و نسأل الله أن يلطف بإخواننا المسلمين هناك!، فهم الآن بين ناريين فنسأل الله أن يلطف بهم! و أن ينجيهم من هذه الفتنة العظيمة!.
هناك ضابط ذكرته أكثر من مرة يعني الخروج حتى على الكافر له ضوابط، لا يجوز الخروج حتى على الكافر إن لم يكن للمسلمين به ماذا ؟ قدرة، إذا لم يكن لهم قِبَل به لا ينبغي لهم أن يزجوا بأنفسهم !، و أنا ذكرت لكم أمثلة في الإسلام قُتِلَتْ سمية -رضي الله عنها- و استشهدت أول شهيدة في الإسلام و قُتِلَتْ قِتْلَةٌ بشعة و قُتِلَ زوجها، هل أمر النبي -صلي الله عليه و سلم - بمظاهرات أو باغتيالات أو زج بالمسلمين أمام العصبة الكافرة ليُقْضَي عليهم ؟!، أم أنَّه أمرهم بالصبر حتى أعلا الله كلمته و أظهر دينه ؟، هذا هو الذي ينبغي حتى لو كان الحاكم كافرا، لا يجوز الخروج عليه إلا بشرط وجود هذا الضابط: وجود الشوكة و المنَعة و القوة، و أن يغلب على ظنهم انتصارهم، و أن يغلب على ظنهم عدم ترتب ماذا ؟ فساد يضر بالإسلام و المسلمين، هذا هو الذي ينبغي فهمه و وعيه أما أن نفتيهم بأن يُلقوا بأنفسهم في محرقةَ!، نقول لمسلمين ألقوا بأنفسكم في المحرقة! لا هذا لا يجوز!، يلزموا بيوتهم، و يدافعوا عن أنفسهم إذا اعْتُدِي عليهم، أما أن يشاركوا مع هذا الطاغية أو ذاك أو الغوغائيين الآخرين المتظاهرين فلا!، الكل باطل! الكل باطل! فلا يجوز لهم أن يقحموا أنفسهم مع هؤلاء الغوغائيين و لا مع هذا الطاغية، و يلزموا بيوتهم، و يجتهدون في ما يقربهم إلي الله، و يعبدوا ربهم، و يرجعون إلي الله حتى يستريح بر أو يُستراح من فاجر.
هذا الذي نُدِينُ الله به و هذه فتوى علمائنا -وفقهم الله- و ينبغي للمسلمين ألا يزجُّوا بأنفسهم في مثل هذه المخاطر، و الخطر الذي يتهدد المسلمين هذه الأيام من قِبل الغرب، من قبل الرافضة، من قبل أعداء السنة، من كل مكان أمر عظيم فعليكم بالدعاء و اللجوء إلى الله، والوقوف مع أهل الحق، الوقوف مع أهل الحق، لأنه يسأل بعضهم..جاءني سؤال اليوم من إحدي دول المسلمين هل يجوز الوقوف مع إخواننا أهل السنة في البحرين ؟. نعم. يجب الوقوف معهم و لو بالدعاء ،لكن نحن لا نؤيد أن نقوم بمظاهرات كما يقوموا هم بمظاهرات، إنما نؤيدهم بدعائنا، بمالنا، برجالنا إن استطعنا، لأنَّ الخطر الذي يتهددهم لا يقل خطورة عن خطر اليهود و الغرب، فيجب أن نتنه لهذا وأن نحذر من الخداع، فهؤلاء لا يجمعنا بهم لا عقيدة و لا منهج و لا خير لا من قريب و لا من بعيد، و لو كان فيهم خير لحمدوا الله -عز و جل- على ما هم فيه من أمن و أمان و اطمئنان في ذلك البلد، أصروا إلا أن يستنجدوا بأعداء السنة تلاميذ عبد الله ابن سبأ، و تلاميذ اليهود و النصارى من أجل أن ينقذوهم، لكن حتى العقلاء منهم -يعني - سمعت بعض العقلاء منهم من نفس الطائفة ينكرون هذا العمل، و أنهم لا يريدون أن تتدخل أمثال أولئك الذي امتلأت قلوبهم حقدا على أهل السنة.
أسأل الله تعالي بأسمائه الحسنى و صفاته العلى أن ينصر دينه و أن يعلي كلمته، اللهم انصر من نصر الدين، اللهم انصر من نصر الدين، اللهم انصر من نصر الدين، اللهم اخذل من خذل الدين، اللهم اخذل من خذل الدين، اللهم أعلي السنة، اللهم اقمع البدعة، اللهم عليك بأهل البدع، اللهم خذهم أخذ عزيز مقتدر، اللهم قنا شرورهم فإنا [ندرأ بك ] في نحورهم، اللهم إنك تعلم أنَّهم لا يقلُّون شرا على اليهود و النصارى، بل إنهم مع اليهود و النصارى منذ أن أسست عقيدتهم، فعليك بهم فإنهم لا يعجزونك، اللهم يا ذا الجلال و الإكرام يا حي يا قيوم يا ذا جلال و الإكرام، اللهم انصر دينك و كتابك و سنة نبيك و عبادك المؤمنين، اللهم انصر دينك و كتابك و سنة نبيك و عبادك المؤمنين، اللهم انصر دينك و كتابك و سنة نبيك و عبادك المؤمنين، اللهم قنا شر الأشرار و كيد الفجار و الكفار و جميع المبتدعين الأشرار، اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك يا حي يا قيوم يا ذا الجلال و الإكرام.
و صلِّ الله و سلم على نبينا محمد صلى الله عليه و سلم.
المقطع من شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري بتاريخ: 15/04/1432 هـ
|