منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 04 Mar 2016, 11:51 AM
ابومارية عباس البسكري ابومارية عباس البسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: الجزائر بسكرة
المشاركات: 703
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابومارية عباس البسكري
افتراضي موضوع مفتوح للإضافةالتوبة شروطها وأحكامها

الحمد لله وبعد فمن الامور التي جائت في الشريعة وجائت نصوص عليها التوبة من الذنب والعودة لله وكذالك التوبة يشوبها ويدخلها نقص ومخالفات مثل كل العبادات والأعمال فلذالك وضع العلماء لها شروط وهذا كلام العلامة عبيداجابري الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا مُحَمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد..

عَلِمْتُم - بارك الله فيكم- أنَّ حديثنا هذه الساعة عن التَّوبة، والتوبة في اللُّغة: معناها من التَّوْب، مُشتقَّةٌ من التَّوْب؛ وهو الرُّجوع عن الفعلِ والقول المُسيء.

والله- سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - تَوَّاب، والعَبْدُ تَوَّاب، سَمَّى نفسه- سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-تَوَّابًا في غير آيةٍ من كِتابه، كما سُمِّيَ العبد كذلك توّابا، فتوبةُ العبد هي رجوعه إلى الله- سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-عمَّا فَرَّط في جَنْبِهِ نادِمًا، عازِمًا على عدمِ العوْدِ إلى ما اقتَرَفه من خطايا.

وَأَمَّا توْبَةُ الله على عبدهِ فهي قَبولٌ واعتِداد؛ قَبولها منه - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-، فهو يَتَقَبَّلُ التوبة من عباده ويَعْفُ عن السَّيِئات.

واعتداد؛ والمعنى أنه يُعتدُّ بِتوبة العبد، فيُكَفِّرُ الله بها - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- ما مضى من حال العبد من تفريطه وجميع معاصيه الْكُفْر فما دُونه.

وقد وعد الله - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- التَّائبين نصًّا في كتابه، وعلى لسان رَسُوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

من ذلكم آيات التنزيل الكريم قوله - جلَّ وعلا-: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [التَّحريم:٨].

أولًا: أمر الله - عزَّ وجلَّ- عِبَادَه بالتوبة النَّصوح، والخطاب متوجِّهٌ إلى أهل الإيمان لأنَّهم هم المُنْتَفعون بخطابه - جلَّ وعلا- وبخطاب رَسُوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

وثانيًا: أن تكون هذه التوبة نصوحًا، والتوبةُ النَّصوح هي ما تَوَاطَأَ فيها القلب واللِّسان على أُمور أسلفناها ولا مانع أن نعيدها، وتلكمُ الأمور:

- أولًا: ندمُ العبد على ما فرَّط، على ما فرَّط فيه من حق الله وحقِّ عباده وحقِّ نفسِه كذلك، يعني ظُلْم نفسه.

- الثّاني: العزمُ على ألَّا يَعود إلى ما كان قد اقَترفه منْ ظُلمِ نفسِهِ وظُلمِ عِبادِ الله، وما اقترفهُ من الذّنُوبِ والآثام.

- وثالِثًا: وَعَدهُم - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-: ﴿عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ﴾، فكأن قائِلًا قال: متى؟ قال: ﴿ يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ﴾ [التحريم 8] إلى آخر الآية.

و﴿عَسَى﴾ هُنا وفي جميع آيِ التنزيل الكريم واجِبة، وليست للتّرجي، لأن الله - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- لا يرجو شيئًا، فهو غنيٌ عن خَلْقِه، وخلقُهُ كُلُهم فُقراء إليهِ، هُم بين خوفِهِ ورجائه، وآيةٌ أُخرى وهي قولُهُ تعالى: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ﴾ الآية، جاء في سبب نُزول هذهِ الآية في الصحيحين وغيرِهما، عن ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَال: ((أَنَّ نَاسًا مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ زَنَوْا فَأَكْثَرُوا وَقَتَلُوا فَأَكْثَرُوا، فَأَتَوْا رَسول

الله- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالُوا : يَا مُحْمَد إِنَّ مَا تَدْعُو إِلَيْهِ لَحَسَنٌ، لَوْ تَجِدُ لِمَا عَمِلْنَا كَفَّارَة، فَأنْزَل الله :﴿وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ﴾ [ الفرقان 68]، وأنزلَ ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّه﴾ [الزمر53] ، الآية، وهذا دُعاء من اللهِ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- كُل مُسرِفٍ على نفسِه مفرطٍ في الذنوب والمعاصي أن يُقبل على اللهِ - عزّ وجل- بالتوبةِ وصالِح الأعمال، ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا﴾ [الزمر 53]، فالتوبةُ تَجُبُّ ما قبلها، وتجعل التَّائِب مِنْ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ، وقد ثَبَت بالاستقراء أنَّ التَوبة النَصوح الخَالِصة هي ما جمعت سبعة شروط:

الشرط الأول: الإسلام، وإن شِئتَ فقُل الإيمان فلا توبة لكافِر، حتى يُسلم فيشهد الشهادتين، فالكافِرُ حينما يزني أو يسرق أو يَقتُل أو يَسكُر لا توبةَ لهُ من هذِهِ الذنوب، لا تُقبلُ توبتُهُ، يُسلِم أولًا، قال تعالى: ﴿ وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا﴾ [الفرقان 23]

الثاني: الإخلاص، وذلكم أنَّ التوبةَ عِبَادَة فليست مُجَرَّد كلامٍ ينطق به اللسان وتتحرك به الشفتان، فَيَجِب على التائب أن يُخلص هذه التوبة لله - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-.

الثالث: المتابعة لرَسُول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وذلك بِأن لا يُجاوزَ هذا الحد؛ أستغفر الله وأتوب إليه، ولا مانع أن يعمل أعمالًا صالحة، يُكَفِّر الله بها عنه، فبعض الناس حينما يتوب يغلو، فمثلًا إذا تاب مثلًا من الدخان فإنه يقسم على الله أن لا يعود، وإن عاد فعليه كذا وكذا! لم يأمرك الله يا عبده بهذا، دَعْهُ تائبًا إلى الله - عَزَّ وَجَلّ- وهكذا.

الرابع: الندم على ما فَرَّط كما أسلفنا.

الخامس: العزم على أن لا يعود على ما اقترفه من الآثام.

وهاهنا سؤال أو سؤالان:

لو كان على المرءِ معاصٍ عِدَّة فتابَ من بعضها دون الآخر، فهل تُقبل توبته من ما تاب منه؟

والجواب: نعم، تكون توبته مقبولة من ما تاب منه، ويبقى عليه ما بقي من آثامه حتى يتوب منها.

والسؤال الثاني: من تاب من الذنب ثم عاد إليه فهل تقبل توبته لو تركه إخلاصًا لله؟

والجواب: نعم، ومن شروط هذه التوبة أن تكون قبل حلول الأجل، واعلموا عباد الله أنَّ الأجل أجلان:

أجلٌ عام وأجلٌ خاص.

فالأجل العام: أمدُهُ طلوع الشمس من مغربها، فإذا طلعت الشمس من مغربها فلا توبة وما كان للعبد من عملٍ صالح أُجْرِيَ له، قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: " إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا" فهذا هو الأجلُ العام في حقِّ جميع العِباد.

وأما الأجل الخاص: فهذا يكون في حَقِّ كل امرئٍ في نفسه، ودليلهُ قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إنَّ اللّهَ يقبلُ توبة أَحدِكُم ما لم يُغَرغِرْ"، يعني ما لم تقرقع روحه في حلقومه، تحشرج في حلقومه ويقال تقعقع روحه في حلقومه، فإذا بلغت الروح الحلقوم فلا توبة، ﻷنه حينئذٍ يُعاين الملائكة؛ وقت النزع جَذْبُ الرُّوح من الجسد، هذه الشروط عامّة، تشمل حقَّ الله وحقَّ عِباده، وتزيد التوبة من حقِّ المخلوق شرطًا آخر؛ وهو التحلل من المظالم، قال- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَتُؤَدُّنَّ الْحُقُوقَ إِلَى أَهْلِهَا قَبْلَ أَنْ لا يكُونَ دِينَارٌ ولا دِرْهَمٌ"، فيجب على من كانت عليه مظلمة لعبد من عباد الله سواءً كان العبد مسلمًا أو كافرًا أن يتحلَّله من مظلمته، ويؤدِّي حَقَّه.
هذا ما تَيَسَّر اختصارًا للوقت، والموضوع يستدعي محاضرةً طويلة أو أكثر، ولكني اختصرته لضيق الوقت، واﻵن إلى ما تيسر من اﻷسئلة.
أقول الجلسة القادمة ستكون في الآية الحقوق العشرة، وهي قوله -تعالى-: ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا﴾ [النساء 36] إن شاء الله تعالى.وهذه فتاوى أيضا للعلامة عبيد الجابري عن توبة المبتدع جزاك الله خير شيخنا، وهذا السؤال التاسع عشر من المغرب؛

يقول السائل: هل للمبتدع إذا تاب من بدعته أن يأتي بشروط التوبة؟ وهل شروط التوبة من البدعة كالتوبة من المعصية؟ وهل نقبل توبة المبتدع بدون أن يأتي بالشرط؟ وخصوصًا أننا سمعنا بعض طلبة العلم المتصدِّرين يقول: بأنه يكفي التوبة بدون شروط، هكذا أطلق؛ وهل هذا صحيح؟
الجواب:

هذا الإطلاق ليس بصحيح، والتوبة من البدعة كالتوبة من المعصية، لكن هنا إن كانت المعصية سواءً بدعة أو غيرها؛ جهرية يجب أن يتوب إلى الله جهرًا، ويبين أنه كان مخطئًا، خصوصًا إذا كانت هذه البدعة قد دَعَا إليها، وحرض عليها، وأغرى بها.

وشروط التوبة؛ كما قلت لكم، شروط التوبة من البدعة هي شروط التوبة من المعصية. فلابُدَّ فيها إذًا من:

- إصلاح حاله.

- والبيان؛ بيان الحق الذي كان كتمه أو حرَّفه. نعم.
(3) فصل في الإحتجاج بالتوبة عند مواقعة المخالفة من التفسير

9 - (اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا) أي بأرض بعيدة (يخل لكم وجه أبيكم) بأن يقبل عليكم ولا يلتفت لغيركم (وتكونوا من بعده) أي بعد قتل يوسف أو طرحه (قوماً صالحين) بأن تتوبوا
‍‌قال ابو جعفر : يقول جل ثناؤه : قال إخوة يوسف بعضهم لبعض : اقتلوا يوسف أو اطرحوه في أرض من الأرض ، يعنون مكاناً من الأرض ، "يخل لكم وجه أبيكم" ، يعنون : يخل لكم و جه أبيكم من شغله بيوسف ، فإنه قد شغله عنا ، وصرف وجهه عنا إليه ، "وتكونوا من بعده قوما صالحين" ، يعنون أنهم يتوبون من قتلهم يوسف ، وذنبهم الذي يركبونه فيه ، فيكونون بتوبتهم من قتله من بعد هلاك يوسف قوماً صالحين .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا عمرو بن محمد ، عن أسباط ، عن السدي : "اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا يخل لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قوما صالحين" ، قال : تتوبون مما صنعتم ، أو : من صنيعكم .
قوله تعالى: " اقتلوا يوسف " في الكلام حذف، أي قال قائل منهم: ( اقتلوا يوسف) ليكون أحسم لمادة الأمر. " أو اطرحوه أرضا " أي في أرض، فأسقط الخافض وانتصب الأرض، وأنشد سيبويه فيما حذف منه ( في):
لدن بهز الكف يعسل متنه فيه كما عسل الطريق الثعلب ‌‌
قال النحاس : إلا أنه في الآية حسن كثير، لأنه يتعدى إلى مفعولين، أحدهما بحرف، فإذا حذفت الحرف تعدى الفعل إليه. والقائل قيل: هو شمعون، قاله وهب بن منبه. وقال كعب الأحبار: دان. وقال مقاتل: روبيل، والله أعلم. والمعنى أرضا تبعد عن أبيه، فلا بد من هذا الإضمار لأنه كان عند أبيه في أرض. " يخل " جزم لأنه جواب الأمر، معناه: يخلص ويصفو. " لكم وجه أبيكم " فيقبل عليكم بكليته. " وتكونوا من بعده " أي من بعد الذنب، وقيل: من بعد يوسف. " قوما صالحين " أي تائبين، أي تحدثوا توبة بعد ذلك فيقبلها الله منكم، وفي هذا دليل على أن توبة القاتل مقبولة، لأن الله تعالى لم ينكر هذا القول منهم. وقيل: ( صالحين) أي يصلح شأنكم عند أبيكم من غير أثرة ولا تفضيل.
يقول تعالى: لقد كان في قصة يوسف وخبره مع إخوته آيات, أي عبرة ومواعظ للسائلين عن ذلك المستخبرين عنه, فإنه خبر عجيب يستحق أن يخبر عنه "إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا" أي حلفوا فيما يظنون والله ليوسف وأخوه, يعنون بنيامين وكان شقيقه لأمه "أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة" أي جماعة, فكيف أحب ذينك الاثنين أكثر من الجماعة " إن أبانا لفي ضلال مبين " يعنون في تقديمهما علينا, ومحبته إياهما أكثر منا.
واعلم أنه لم يقم دليل على نبوة إخوة يوسف, وظاهر هذا السياق يدل على خلاف ذلك, ومن الناس من يزعم أنهم أوحي إليهم بعد ذلك, وفي هذا نظر, ويحتاج مدعي ذلك إلى دليل, ولم يذكروا سوى قوله تعالى: "قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط" وهذا فيه احتمال لأن بطون بني إسرائيل يقال لهم الأسباط, كما يقال للعرب قبائل وللعجم شعوب, يذكر تعالى أنه أوحى إلى الأنبياء من أسباط بني إسرائيل فذكرهم إجمالاً لأنهم كثيرون, ولكن كل سبط من نسل رجل من إخوة يوسف, ولم يقم دليل على أعيان هؤلاء أنهم أوحي إليهم, والله أعلم, "اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضاً يخل لكم وجه أبيكم" يقولون: هذا الذي يزاحمكم في محبة أبيكم لكم أعدموه من وجه أبيكم, ليخلو لكم وحدكم, إما بأن تقتلوه أو تلقوه في أرض من الأراضي تستريحوا منه, وتخلوا أنتم بأبيكم "وتكونوا من بعده قوماً صالحين" فأضمروا التوبة قبل الذنب "قال قائل منهم" قال قتادة ومحمد بن إسحاق: وكان أكبرهم واسمه روبيل. وقال السدي: الذي قال ذلك, يهوذا. وقال مجاهد هو شمعون الصفا "لا تقتلوا يوسف" أي لا تصلوا في عداوته وبغضه إلى قتله, ولم يكن لهم سبيل إلى قتله لأن الله تعالى كان يريد منه أمراً لا بد من إمضائه وإتمامه من الإيحاء إليه بالنبوة, ومن التمكين له ببلاد مصر والحكم بها, فصرفهم الله عنه بمقالة روبيل فيه وإشارته عليهم بأن يلقوه في غيابة الجب وهو أسفله. قال قتادة: وهي بئر بيت المقدس "يلتقطه بعض السيارة" أي المارة من المسافرين فتستريحوا منه بهذا ولا حاجة إلى قتله "إن كنتم فاعلين" أي إن كنتم عازمين على ما تقولون. قال محمد بن إسحاق بن يسار: لقد اجتمعوا على أمر عظيم من قطيعة الرحم, وعقوق الوالد, وقلة الرأفة بالصغير الضرع الذي لا ذنب له, وبالكبير الفاني ذي الحق والحرمة والفضل, وخطره عند الله مع حق الوالد على ولده, ليفرقوا بينه وبين أبيه وحبيبه على كبر سنه ورقة عظمه, مع مكانه من الله فيمن أحبه طفلاً صغيراً, وبين ابنه على ضعف قوته وصغر سنه وحاجته إلى لطف والده وسكونه إليه, يغفر الله لهم وهو أرحم الراحمين, فقد احتملوا أمراً عظيماً رواه ابن أبي حاتم من طريق سلمة بن الفضل عنه.
9- "اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضاً" أي قالوا: افعلوا به أحد الأمرين: إما القتل، أو الطرح في أرض، أو المشير بالقتل بعضه والمشير بالطرح البعض الآخر، أو كان المتكلم بذلك واحد منهم فوافقه الباقون، فكانوا كالقائل في نسبة هذا المقول إليهم، وانتصاب أرضاً على الظرفية، والتنكير للإبهام: أي أرضاً مجهولة، وجواب الأمر "يخل لكم وجه أبيكم" أي يصف ويخلص فيقبل عليكم ويحبكم حباً كاملاً "وتكونوا" معطوف على يخل، ويجوز أن يكون منصوباً بإضمار أن "من بعده" أي من بعد يوسف، والمراد بعد الفراغ من قتله أو طرحه، وقيل من بعد الذنب الذي اقترفوه في يوسف "قوماً صالحين" في أمور دينكم وطاعة أبيكم، أو صالحين في أمور دنياكم لذهاب ما كان يشغلكم عن ذلك، وهو الحسد ليوسف وتكدر خواطركم بتأثيره عليكم هو وأخوه، أو المراد بالصالحين: التائبون من الذنب.
9-"اقتلوا يوسف"، اختلفوا في قائل هذا القول، فقال وهب: قاله شمعون. وقال كعب: قاله دان.
"أو اطرحوه أرضاً"، أي: إلى أرض يبعد عن أبيه. وقيل: في أرض تأكله السباع.
"يخل لكم"، يخلص لكم ويصف لكم. "وجه أبيكم"، عن شغله بيوسف، "وتكونوا من بعده"، من بعد قتل يوسف، "قوماً صالحين"، تائبين، أي: توبوا بعدما فعلتم هذا يعف الله عنكم.
وقال مقاتل: يصلح أمركم فيما بينكم وبين أبيكم.
9."اقتلوا يوسف"من جملة المحكي بعد قوله إذ قالوا كأنهم اتفقوا على ذلك الأمر إلا من قال لا تقتلوا يوسف.وقيل إنما قاله شمعون أو دان ورضي به الآخرون."أو اطرحوه أرضاً"منكورة بعيدة من العمران ، وهو معنى تنكيرها وإبهامها ولذلك نصبت كالظرف المبهمة."يخل لكم وجه أبيكم"جواب الأمر . والمعنى يصف لكم وجه أبيكم فيقبل بكليته عليكم ولا يلتفت عنكم إلى غيركم ولا ينازعكم في محبته أحد ."وتكونوا"جزم بالعطف على"يخل" أو نصب بإضمار أن ."من بعده"من بعد يوسف أو الفراغ من أمره أو قتله أو طرحه ."قوماً صالحين"تائبين إلى الله تعالى عما جنيتم أو صالحين مع أبيكم بصلح ما بينكم وبينه بعذر تمهدونه ، أو صالحين في أمر دنياكم فإنه ينتظم لكم بعده بخلو وجه أبيكم. جمعه أبومارية عباس البسكري عفا الله عنه نرجو من الأخوة التفاعل والتصحيح


التعديل الأخير تم بواسطة ابومارية عباس البسكري ; 04 Mar 2016 الساعة 09:19 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
تزكية, رقائق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013