الحمد لله وحده ، وصلى الله على نبيه و عبده ، وآله وصحبه وبعد :
لا تزال الأيّام تظهر علينا بفنون من اللّجج ، والمماحكة والإصرار على الباطل فاللّهم سلّم سلّم.
ومن هذا الضرب المؤسف ، صرعة المباهلة التي أطلّت علينا مع هذه الفتنة، إذ بعدما كانت شعارًا للشيخ محمد بن هادي ، انتقلت ليكثر تردادها في قومنا ، حتى نطق بها مؤخرًا الشيخ عبدالمجيد جمعة-عفا الله عنه- ، فقد دعا للمباهلة حول ما يلي : (.....أنّ جلوس الجماعة مع عبدالمالك لم يكن بعلم جميع الأعضاء).
باهل لأجل ذلك ، و أقسم الأيمان المغلظة ، وحدّد الركن والمقام مقتديا بالشيخ محمد بن هادي –عفا الله عنهما- .
ولكن لنا أن نتأمل هذا الإصرار ، و هذا الجلد في اليمين ، و الدعوة للمباهلة ، ولنا أن نعجب حقًا عندما نقرأ في مقال (التوضيح)للشيخ توفيق عمروني أن اجتماعا عقد بحضور جميع الأعضاء يوم 07 مارس 2015م ، وقد صرّح فيه الشيخ توفيق عمروني بأنّهم عازمون على لقاء عبدالمالك رمضاني اغتناما لزيارته للجزائر، فسمع الجميع عزمهم وهمّتهم في ذلك ، حتى كان من الشيخ لزهر سنيقرة أن قال : ( إنّه لن يجلس معكم)نافيًا إمكانية الجلوس بسبب ما نمى إليه من بعض قرابته بسفر عبدالمالك رمضاني بعد يومين من الاجتماع ، أي في يوم 09 مارس 2015 م ، بما يضيق معه الوقت لترتيب اللقاء ، وبما يدلّ على أنَّ مَن كانوا مِن الحاضرين في الاجتماع إن لم يكونوا قد سمعوا التّصريح الصّريح بيوم اللّقاء ، فلا أقل من أن يكونوا عارفين بالموعد التّقريبي له، وإلا لم يكن بإمكان الشيخ لزهر أن يستبعد وفاء عبدالمالك بوعده في موعده.
ثم كان أن تمّ اللّقاء يوم 16 مارس 2015 م ، واتصل الوسيط معلِمًا الشيخ توفيق عمروني بمجيء عبدالمالك في الوقت المتفق عليه ، فسارع الشيخ توفيق لإعلام الشيخ عبدالغني عوسات بصفته رئيس المجمع يومها .
وإخبار الشيخ توفيق عمروني الشيخَ عوسات باللّقاء يدفع حقيقةً كلّ شبهة لمن يدعي أن اللّقاء عُمِّيَّ لكيلا يحضر أصحاب المنهج الواضح -زعموا -!.
إذ أنّ فضيلة الشيخ عبدالغني عوسات يومها ،كان بنصّ كلام الشيخ عبدالمجيد جمعة ممن لا يرتضيهم عبدالمالك ليجلسوا إليه!فلو كان المشايخ الآخرون ذوي نيّة غير صافية في اجتماعهم لكان عدم إخبار الشيخ عوسات ممّا ينبغي ويحسنُ ، ولكنهم كانوا صادقين فأخبروا الشيخ عوسات بمجيء عبدالمالك رمضاني ، واعتذر الشيخ عن الحضور لشغله ، واكتفى بمن حضر من المشايخ لحسن ظنّه فيهم ، وصدقهم المعهود معه ، مما لا يجعلهم مثار شكٍّ أو شبهة.
ثم بعد ذلك و في 9 / 5/ 2015 م وفي أول اجتماع لمشايخ مجمع دار الفضيلة الذي تمّ بحضور الجميع ، قدّم الشيخ عزالدين تقريرا عمّا جرى مع عبدالمالك، ونقل للحضور طعنه السافر المشين في العلامتين ربيع و عبيد ، فكان أن قال الشيخ فركوس يومها : (إنّ القضية منتهية!).
وعودًا على بدء لنا أن نتساءل فنقول
إنّ الشيخين عبدالمجيد جمعة و توفيق عمروني ، ليسا مكذبين قبل الفتنة عند أبناء الدعوة السّلفية ، فما بال هذا التناقض الصارخ بين الروايتين ؟
وهذا يدفعنا لاستنطاق الذي جرى من حكاية الطرفين ، لينتج لنا :
1-أنّ الشيخ عبدالمجيد لم يكن يعلم بجلوسهم مع عبدالمالك ، نعم، ولكن يوم جلوسهم لا قبله!.
2-أنّ الشيخَ توفيق عمروني لم يزعم أن الشيخ عبدالمجيد جمعة علم بالاجتماع بعبد المالك يوم اجتماعه بهم ، فهذا لم يقله الشيخ توفيق ولم يشر إليه أبدًا ، ولكنه أثبت علم الشيخ جمعة بنيتهم في لقاء عبدالمالك في اجتماع المشايخ في 7 من شهر مارس 2015م.
3-أن مباهلة الشيخ جمعة إن كانت لأجل أنهم لم يخبروه بمجيئ عبدالمالك إلى الدار ساعة جاء ، لا وجه له ولا فائدة ، إذ هو يدعو للمباهلة في نفي شيء لم يثبته خصمه أساسًا.
4-أنّ الأتباع لا يفهمون هذا الذي يُراد المباهلة فيه ، إذ التبس عليهم الأمر حتمًا ، حتى اعتقدوا أن الشيخ جمعة ينفي علمه باللّقاء وبنية المشايخ فيه أساسًا، من قبلُ و من بعد .
5-أنّ الأتباع و للوازع الدينيّ فيهم ، يستعظمون أمر اليمين ، و يرهبون أمر المباهلة ، وحُقَّ لهم ذلك ، فلأجل ما انقدح في أذهانهم من الخبر المنفي ، و من يمين الشيخ جمعة ، وحسن ظنهم بشيخهم ، سارعوا إلى اتهام الشيخ توفيق بالكذب ،و أقسموا يمينًا على شيء لم يُقسِم شيخهم عليه.
6-أن تبعة هذه الفوضى وسوء الفهم المفضي إلى النزاع و الشقاق ،والتلبيس في المباهلة يتحمّله الشيخ عبدالمجيد و هو مسؤول عنه بين يدي ربّه .
ختامًا
إنّي أدعو الشّيخ عبدالمجيد جمعة بما لطلبة العلم من حقٍّ على من عُدُّوا في جملة الدعاة و المشايخ ، أن يتقيَّ الله في هذه الدعوة ، و أن يرحمها من هذا الشّقاق ، و أن ينظر في عاقبة الصدق ، و عاقبة العفو ، و عاقبة من ناقضهما ، فإنّه حريّ بمن تأمل ذلك أن يكفَّ عن تجنيه ، و أن يحجم عن ظلمه وتماديه فيه ، والله العاصم و لا حول ولا قوة إلا بالله.
كتبه : محبّ الصّدق والصادقين ، أبو عبدالرحمن أمحمد العكرمي
جزاك الله خيرا وبارك فيك أخي أمحمد على هذا التوضيح والتفصيل لقضية وقع فيها التلبيس عند الكثيرين ممن لم يقفوا على هذه الحقيقة ، أسال جل وعلا أن ينفع بكتابتك وأن يهدي بها فئاما من المغرر بهم ومن المخدوعين ،وأن تكون سببا في رجوعهم إلى الحق وإلى نصائح علماء الأمة الكبار .
جزى الله خيرا أخانا العكرمي على كشف التلبيس الذي أراد به جمعة أن يستفز قومه به.
ثم لنفرض أنهم اجتمعوا دون علمه، هل أيّدوا عبد المالك فيما هو عليه، فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.
وهذه المباهلة قد مكث النبي صلى الله عليه وسلم زمنا طويلا يدعو إلى التوحيد، فما دعا إلى مباهلة إلا مرة واحدة، وبأمر من الله سبحانه، في أعظم أمرِِ أمرَ الله به وهو توحيده سبحانه وتعالى والردّ على من ادّعى لله الولد، وقد قال الله سبحانه عمن نسب إليه ذلك "وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا إدّا تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدّا أن دعوا للرحمن ولدا"
أما جمعة فقد أراد أن يباهل بالباطل انتصارا لنفسه في شيء أحسن أحواله أن يقال فيه ما جاء في الحديث:" أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا، وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَإِنْ كَانَ مَازِحًا وَبِبَيْتٍ فِي أَعْلَى الْجَنَّةِ لِمَنْ حَسَّنَ خُلُقَهُ" فكيف وجمعة لم يترك المراء بالباطل، ولا ترك الكذب في الجدّ ولاحسّن خلقه مع العلماء والمشايخ ومن يكبره سنا وعلما.
فجزاك الله خيرا أخانا العكرمي على ما تبذله وبارك فيك.
جزاك الله خيرا أيها العكرمي على هذا التوضيح الذي بينت فيه ما أراد فعله هذا الرجل من تلبيس على أتباعه المساكين-الذين نسأل لهم الهداية-ممن أصابتهم سهام الحق-رغم التهميش!-وبدأو يستشكلون كثير من الأمور الغير المنطقية الصادرة من شيوخهم...
شبهات هي أوهى من نسج العنكبوت؛ يأخذها المتعصبة مسلمات تقطع دونها الرقاب ، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
حفظك الله أيها العكرمي و جزاك خيرا على ما جاش به جنانك وخطه بنانك.