فاللام هنا تبين كمال الإرادة من الفاعل، وكمال الاستحقاق من المسبح، وهو الله.
* وقوله: ( مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ): عام يشمل كل شيء.
لكن التسبيح نوعان: تسبيح بلسان المقال، وتسبيح بلسان الحال.
- أما التسبيح بلسان الحال، فهو عام: ( وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ )[الإسراء: 44].
- وأما التسبيح بلسان المقال، فهو عام كذلك، لكن يخرج منه الكافر، فإن الكافر لم يسبح الله بلسانه، ولهذا يقول تعالى: ( سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ )[الحشر: 23]،( سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ) (الصافات:159) هم لم يسبحوا الله تعالى، لأنهم أشركوا به ووصفوه بما لا يليق به.
فالتسبيح بلسان الحال يعني: أن حال كل شيء في السماوات والأرض تدل على تنزيه الله سبحانه وتعالى عن العبث وعن النقص، حتى الكافر إذا تأملت حاله، وجدتها تدل على تنزه الله تعالى عن النقص والعيب.
وأما التسبيح بلسان المقال، فيعني: أن يقول: سبحان الله.
انظر ( شرح العقيدة الواسطية / 298)
الشيخ العلامة الإمام
محمد بن صالح العثيمين
رحمه الله
وإتماماً للفائدة فقد سألني الأخ هشام الهاشمي في شبكة سحاب سؤالاً وطرحته يومها على الشيخ لزهر حفظه الله، والسؤال التالي:
أحيانا الإنسان يكون مرهقا وبين اليقظة والنوم وهو يستغر الله ومن ثم يقوم يستغفر في نفسه حتى ينام، خشية أن يضيع فضل الذكر.
هل هذه الطريقة ( الاستغفار بالقلب ) تجزء ؟
فأجاب الشيخ لزهر حفظه الله:
لا حرج في استغفاره بقلبه إذا خشي أن يفوته الأجر. ا.هـ
فضل صلاة العصر على صلاة الفجر ، وفضل صلاة الفجر على صلاة العصر
قوله صلى الله عليه وسلم: (( فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها ؛ فافعلوا ))
الصلاة قبل طلوع الشمس هي الفجر، وقبل غروبها هي العصر.
والعصر أفضل من الفجر؛ لأنها الصلاة الوسطى التي خصها الله بالأمر بالمحافظة عليها بعد التعميم ، والفجر أفضل من العصر من وجه؛ لأنها الصلاة المشهودة؛ كما قال تعالى (ِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً)(الاسراء: من الآية78) وجاء في الحديث الصحيح: (( من صلى البردين ؛ دخل الجنة )) (1)، وهما الفجر والعصر.
شرح العقيدة الواسطية
لفضيلة الشيخ العلامة
محمد بن صالح العثيمين
رحمه الله
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) رواه البخاري/ كتاب مواقيت الصلاة/ باب فضل الفجر، ومسلم / كتاب المساجد/ باب فضل صلاتي الصبح والعصر
هل التعارف من السنة؟!
للعلامة المُحَدِّث محمد الألباني
رحمه الله
شيخنا هل التعارف من السنة؟
...كثير من الملتزمين بالإسلام سواء كان مفهومهم له صحيحاً أو غير صحيح أنه من السنة التعارف.
هذا ليس من السنة في شيء، السنة هو إذا أحببت مسلما في الله أن تعرفه بذلك، هذا هو السنة.
أما خلينا نتعارف: فلان ابن فلان، وفلان ابن فلان، وبشتغل كذا وموظف كذا وبدرس كذا، و إلى آخره، هذا تقليد أوروبي محض.
ثم لا يتعدى يعني هذا التعارف، لا يتعدى هذا التعارف إلى شيء يعني مشروع ويكون هذا من باب...انقطاع في الكلام...كما قال عز وجل { يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا} لماذا؟ { إن أكرمكم عند الله أتقاكم }.
فإذا كان التعارف هو لمجرد التعارف، فهذا كالذي يتوضأ ولا يصلي، أما إذا كان يقصد من وراء ذلك يعني يمشي خطوة أخرى إلى إيجاد شيء من الترابط والتوادد والتحابب الذي لابد منه فلا بأس منه، لكن شريطة ألا تتخذ سنة.
السنة كما ذكرنا "أنا أحب فلانا لله" فيأتي الجواب منه أحبك الله الذي أحببتني له.
قال رحمه الله:
« وكان طالب العلم فيما مضى يسمع ليعلم ويُعلم ، ليعمل ويتفقه في دين الله ، لينتفع وينفع ، فقد صار طالب العلم الآن يسمع ليجمع ، ويجمع ليذكر ، ويحفظ ليغالب ويفخر »
(140 ) وسئل فضيلة الشيخ ابن عثيميين ـ رحمه الله ـ عن الدجال ؟ ولماذا حذر الأنبياء أقوامهم منه مع أنه لا يخرج إلا في آخر الزمان؟ فأجاب قائلاً: أعظم فتنة على وجه الأرض منذ خلق آدم إلى قيام الساعة هي فتنة الدجال كما قال ذلك النبي ، صلى الله عليه وسلم ، ولهذا ما من نبي من نوح إلى محمد ، صلوات الله عليهم وسلامه ، إلا أنذر قومه به تنويهاً بشأنه ، وتعظيماً له ، وتحذيراً منه، وإلا فإن الله يعلم أنه لن يخرج إلا في آخر الزمان ، ولكن أمر الرسل أن ينذروا قومهم إياه من أجل أن تتبين عظمته وفداحته ، وقد صح ذلك عن النبي ، عليه الصلاة والسلام، وقال: "إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم – صلوات الله وسلامه عليه يعني أكفيكم إياه- وإلا فامرؤ حجيج نفسه والله خليفتي على كل مسلم" نِعْمَ الخليفة ربنا – جل وعلا- . فهذا الدجال شأنه عظيم بل هو أعظم فتنة كما جاء في الحديث منذ خلق آدم إلى أن تقوم الساعة، فكان حريّاً بأن يخص من بين فتن المحيا بالتعوذ من فتنته في الصلاة "أعوذ بالله من عذاب جهنم ، ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال" . وأما الدجال فهو مأخوذ من الدجل وهو التمويه،لأن هذا مموه بل أعظم مموه وأشد الناس دجلاً.
منقول من موسوعة : فتاوى اللجنة والإمامين . فتاوى بن عثيميين ـ المجلّد الثاني ـ
« اتق الله عز وجل ، ولا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي ، وإياك والمخيلة ! فإن الله تبارك وتعالى لا يحب المخيلة ، وإن امرؤ شتمك وعيرك بأمر يعلمه فيك ؛ فلا تعيره بأمر تعلمه فيه ، فيكون لك أجره وعليه إثمه ، ولا تشتمن أحدا » .
قال العلامة الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة 2/399 ( الحديث صحيح من وجوه أخرى بدون قوله:اتق الله )
" من عَمِلَ بما عَلِمَ ورّثه الله عِلمَ ما لم يَعلم ، ومن لم يعمل بِعِلمه لم يكن صادقا في طلبه وعوقب بنسيان العلم وضياع معارفه وحرمانه من الخير واستحق المقت والآفات"
الإخلاص بركة العلم وسرّ التوفيق للشيخ محمد علي فركوس
قال الذهبي: قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي حدثنا حرملة، سمعت ابن وهب يقول:
« نذرت أني كلما اغتبت إنسانا أن أصوم يوما، فأجهدني فكنت أغتاب، وأصوم، فنويت أني كلما اغتبت إنسانا أن أتصدق بدرهم، فمنْ حُبِ الدراهم تركتُ الغيبة ».
قلت ـ الذهبي ـ: هكذا والله كان العلماء؛ وهذا هو ثمرة العلم النافع.