الإمام النسائي لم يأذن له الشيخ بتسجيل الدرس! فماذا فعل؟!

الإمام النسائي لم يأذن له الشيخ بتسجيل الدرس! فماذا فعل؟!

جاء في "سير أعلام النبلاء" (14/130):
قال ابن الأثير في أول "جامع الأصول": "إنَّه ـ أي النسائي ـ أَتَى الحارِثَ بنَ مِسكينٍ في زَيٍّ أَنكَرَهُ؛ علَيه قَلنسُوةٌ وقَباءٌ، وكان الحارِثُ خائِفًا مِن أُمورٍ تتَعلَّق بالسُّلطان، فخافَ أن يكُونَ عَينًا علَيه، فمَنعَهُ، فكان يجِئُ فيَقعُد خَلف البَاب ويَسمَعُ، ولذلِك ما قالَ: حدَّثنا الحارِثُ، وإنَّما يقُول: قال الحارِثُ بن مِسكينٍ قِراءَةً علَيه، وأنَا أسمَعُ".
في هذه القصة فوائد:
ـ أن الطالب ينبغي أن يتجمل ـ من غير إسراف ـ، وأن يكون على جانب من التواضع.
ـ ينبغي للطالب أن يسمع كلام شيخه، حتى ولو فوت عليه العلم.
ـ ينبغي للطالب أن يكون حريصا على السماع من أهل العلم.
ـ عدم الأخذ من العالم إلا بإذنه؛ فها هو النسائي ما نقل عن شيخه الحارث؛ لأنه لم يأذن له، وتورع النسائي فقال: "قراءة عليه وأنا أسمع".
وهذه القصة تشبه قصة الشافعي لما ذهب إلى مالك ومنعه من الحضور، فما كان من الشافعي إلا أن كتب خفية، فلما سمع ذلك مالك ضربه، فقال الشافعي: ليتني سمعت أكثر، وتضربني أكثر.
أما طلبة اليوم!! فـ:
ـ عدم التجمل للدرس!! حتى إنك ترى العجب، وتشم العجب، وتسمع العجب منهم!! فالله المستعان على مداواة نفوسنا.
الإمام مالك ـ رحمه الله ـ كانت أمه تجمله، وتقول اذهب إلى ربيعة الرأي؛ فخذ من أدبه.
وإهمال الطالب لهندامه قد يؤذي من حوله؛ وقد وقع هذا لنفطويه، كما في "معجم الأدباء" (1/120) لياقوت.
ـ عدم الاستئذان لحضور الدرس؛ فإذا كان الشيخ لا يأذن لكل الطلبة فينبغي الاستئذان.
ـ عدم التأدُّب مع الشَّيخ؛ فترى الواحد يحدث شيخه كأنه زميله، وتراه لا يتأدب حتى في جلوسه، وقد ذكر الشيخ العلامة بكر بن عبد الله أبو زيد ـ رحمه الله ـ في "حلية طالب العلم" أشياء من هذا القبيل، بل حتى أدب الطالب مع كتابه!
ـ تسجِيلُه من غير إِذنه، ثمَّ نشرُه!!
وهذه هي آفة الزمان؛ فقد مرت بنا حقبة زمنية، كان بعض الطلبة ـ من شرطة الحدادية ـ يمشون بين الناس بأيديهم مسجلات، يسجلون كل ما له علاقة بـ(المنهج)! ثم ينشرونه بين الناس، وفي الشبكة العنكبوتية، بعدما ينزلون عليه حكم شيخ من الشيوخ.
ولا زال مثل هذا الصنف! للأسف! من الطلبة طبعًا!
وبلغ الواحد منهم أن ينتحل صفة غيره ليسقط من يظن أنه سيسقطه بهذه الحماقة؛ فانتحل بعضهم صفة الطالب، وبعضهم صفة الشيخ، وبعضهم صفة السائل، والكارثة! صفة الطالبة المسكينة (العفيفة) التي تريد أن (تنال) من المسؤول بغيتها!
فرحماك ربي!
أسأل الله أن يهدينا سواء السبيل.

[أبو همام وليد مقراني]

بارك الله فيك أخي سليم على هذه الفائدة الطيبة

[أبو معاوية كمال الجزائري]

لا شلّت يمينك أخي الحبيب حسن ، وأسأله سبحانه أن يجزيك عما كتبت خير الجزاء .

أدام الله عليك فضله .