[ صوتية وتفريغها ] هل يحذر من السلفي إذا أصر على المجاهرة بالمعاصي ولم يقبل النصح الشيخ أزهر سنيقرة

[أم صهيب السلفية]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يقول شيخنا العزيز ألبسك الله لباس الصحة والعافية،يعتقد بعض إخواننا السلفيين،عندما يُنكر عليهم تصرفاتهم المشينة،وأفعالهم القبيحة التي تسيء للدعوة السلفية،كالكذب والنميمة والنظر إلى النساء،أنهم ليسوا مبتدعة ومادام أنهم سلفيون،فلا يجوز التحذير منهم ولا هجرهم.
السؤال:بارك الله فيكم،هل يُحذر من السلفي إذا أصر على المجاهرة بالمعاصي ولم يقبل النصح،أم أن التحذير خاص بالمبتدعة ؟ وجزاكم الله خيرا.
الشيخ: الحمد لله،والصلاة والسلام على رسول الله،وعلى آله وصحبه ومن ولاه.
على كل حال هذا سؤال مهم جدا خاصة في مثل هذه الأيام،وودت لو كان هذا السؤال في غير هذا الموضع،يعني لو افتتحنا به لكان أفضل،لا علينا نُجيب إجابة مختصرة ومتضمنة لتوجيه لإخواننا،سواء المسؤول عنهم أو عموم السلفيين، في مثل هذا الأمر العظيم الذي أصبحنا جميعا نشتكي منه،وهو ما نلاحظه من سوء أخلاق،أخلاق بعضنا ولا أقول الكثير منا،فمازال ولله الحمد والمنة الخير والبركة،في المتمسكين بهدي النبي عليه الصلاة والسلام،السائرين على نهج سلف هذه الأمة الكرام.
إلا أنه ينبغي أن يُعلم أن الهجر،الذي دلت عليه نصوص الكتاب والسنة،والذي سار عليه سلف هذه الأمة،ليس خاصا بما وقع في البدع والمحدثات،الهجر أولا هذا تأديب وتعزير،وهذا علاج من العلاجات الناجعة،الذي أمرنا به ربنا تبارك وتعالى،وعمل به نبينا صلى الله عليه وسلم،وانتهجه سلفنا.
الهجر يحصل به التأديب،التأديب للمخالف،سواء كانت مخالفتة بسبب شبهة أو بسبب شهوة،بسبب مرض الشبهات أو بسبب مرض الشهوات،والطائفة الأولى وهم المبتدعة وهجرهم معلوم من دين الله تبارك وتعالى،ومنهج سار عليه خير هذه الأمة،بعد نبيها عليه الصلاة والسلام،وفيه ما فيه من الحكمة البالغة.
والنوع الثاني المخالف بسبب مرض الشهوة،هذا الواجب في حقه،النصح ابتداءا،والصبر عليه في المناصحة،فإن أصر عبى ذلك وكان ضرره يتعداه إلى غيره،قد يكون هجره واجب،قد يكون هجره لازم.
حتى ينزجر هو أولا،وينزجر من كان على مثل حاله،لمن هو مواقع لتلك المنكرات،وبعض الناس ربما لا يتأثرون بالكلمة أو الموعظة،ولكن يتأثرون إذا انفض الناس من حوله،يتأثرون إذا سلم ولم يرد على تسليمه أحد،وإذا مر عليه الناس ولم يسلموا عليه،وإذا أراد أن يكلم الناس ولم يكلموه ولم يلتفتوا إليه، يتأثر التأثر البالغ،ويسأل عن السبب لما يفعلون بي هذا ؟ وإذا علم أنه بسبب سوء فعاله،وقبيح أخلاقه،وخاصة هذه القبائح التي أصبح الناس يجاهرون بها،بل أصبح بعضهم يتباهى بها،نعوذ بالله تبارك وتعالى.
فهؤلاء قد يهجرون،وأنا لا أنصح مباشرة بالهجر،ننصح إخواننا دائما وأبدا،بالتزام أسلوب النصح والمناصحة والصبر على ذلك،وخاصة من أهل المنهج الواحد،حتى وإن كانت أخطاؤنا في غير هذه المسائل،يعني في غير هذه المسائل السلوكية،أخطاء بعضنا مثلا من طلبة العلم،في مسألة من المسائل،في قضية من القضايا،لا نسارع ألى التشهير به،والأمر والحث على هجره،ومحاولة إسقاطه،أبدا.
الذي عليه علماؤنا والذي استفدناه من توجيهاتهم،وتعلمناه من دروسهم،أننا نسعى في الإصلاح وفي النصح قبل كل شيئ.
نناصحه فيما بيننا وبينه،نناصحه بالأسلوب اللائق به،بالخلق الاسلامي، على الطريقة النبوية المحمدية.
النبي عليه الصلاة والسلام،يقوم ويقول:ما بال أقوام ؟ وهو ينصح معين من الناس لا يسميه ولا يذكره،لكن يذكر خطأه ويصوب ذلك الخطأ بمثل هذه الطريقة البليغة،بمثل هذه الطريقة التي فيها النصر والخير والحرص على هداية الناس،وتقويم أخطائهم واعوجاجهم.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يجعلنا من الناصحين،الحرصين على الخير لأنفسنا ولإخواننا جميعا،والعلم عند الله تبارك وتعالى.
ولعلها تتاح فرص لنبين أو نوجه نصائح وتوجيهات لإخواننا في هذا الباب،الذي أراه مهما خاصة هذه الأيام،أسأل الله جل وعلا أن ينفعنا وإخواننا بما سمعنا،وأن يوفقنا لما يحبه ربنا جل وعلا ويرضى،والحمد لله رب العالمين...



ــــــــــــــــــــــ
انتهى

تفريغ أم صهيب السلفية

مصدر التفريغ

https://www.youtube.com/watch?v=ngzkjrdc80o