(جزاك الله خيرا على هذه الإفادة أستاذ عبد العزيز، ورحم الله شيخ الإسلام أبا العباس ابن تيمية رحمه الله إذ قال: "إذا جاء التَّفصيل وضحت سواء السَّبيل".)
بارك الله فيك أخي الفاضل خالد حمودة, وهذا إن دل إنما يدل على كريم أخلاقك, فالله أسأل أن يزيدك من فضله.
وأما عن إستدراك الأخ الفاضل فتحي بن محمد فأنا أشكر له فائدته, وأسأله تعالى أن ينفعنا بما علمنا ويوفقنا لمزيد من العلم والعمل, لكن أزيد المسألة وضوحا فأقول:
الكلام إنما هو في أصل القول, هل قول القائل: ( كل مجتهد مصيب) باطل في ذاته مطلقا, بحيث لا يتطرق له أي احتمال, حتى يصح المثال لأخينا المفضال خالد حمودة, ويظهر وجه مناسبة أصل الترجمة المعقودة مع الأمثلة المذكورة, فهذا المراد من إيراد الإشكال.
وإلا فأصل المقالة: (كل مجتهد مصيب) الكلام فيها طويل الذيل, والنزاع فيها معلوم, والحديث الذي أوردته استدل بها كل من الفريقين, ووجه استدلال أصحاب القول الأول أنهم قالوا: إن المجتهد قد جعل له أجر, فلولا إصابته لم يكن له أجر, والآخرون قالوا: قد سمى المجتهد مخطئا, فلو كان مصيبا لم يسمه مخطئا, إلى آخر كلامهم وردودهم.
وللمسألة بسط في كتب أهل العلم, وقد تكلم عليها شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى(20ج/ص19) وذكر النزاع فيها, فلتراجع.
والله أعلى وأعلم.
وفق الله الجميع لما فيه الخير والصلاح.
|