منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 20 Jan 2012, 10:22 PM
أبو عثمان سعيد مباركي أبو عثمان سعيد مباركي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
الدولة: سعيدة
المشاركات: 254
افتراضي رفع الهمم في نقل آثار السلف وأصحاب الهمم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

أحببت أن أقدم كلمات نيّرات جادت بها قرائح السلف لكلّ من كانت همته في مبناها تجاوزت التقصير، ولمن كانت فترته في ازداد مع كثرة المثبطات فأحببت أن ينفع الله ربّ العالمين بهذا النقل والجمع فيكون نافعا وسببا في رفع الهمم وإزالة الفتر وحجب التثبط إنه ولي ذلك والقادر عليه:

خرج الدارميّ بإسناد ثابت عن عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال "مُعَلِمُ الخَيْرِ يَسْتَغْفِرُ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ حَتَى الحُوتُ فِي البَحْر".
وأيضا عند الترمذي بإسناد صحيح أن صفوان ابن عسال رضي الله عنه قال "إِنَّ المَلاَئِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ العِلْمِ رِضاً بِمَا يَصْنَعُ".
وروي عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه قال "مُذَاكَرَةُ العِلْمِ سَاعَة خَيْرٌ مِنْ قِيَّامِ لَيْلَةٍ".
ويروى عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا "لأُفْقَهُ سَاعَة أَحَبُّ إِليَّ مِنْ أَنْ أُحْيِي لَيْلَتِي أُصَلِيَهَا حَتَى الصُبْحِ".
وعنه قال "لاَ أَنْ أَعْلَمَ بَابا مِنَ العِلْمِ فِي أَمْرٍ أًوْ نَهْيٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ سَبْعِينَ غَزْوَة فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ".
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال " تَذَاكُرُ العِلْمِ بَعُض لَيْلَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ إِحْيَائِهَا".
وصح عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أنه قال "لمَجْلِسٌ أَجْلِسُهُ مَعَ عَبْدِ الله ابْن مَسْعُود أَوْثَقُ فِي نَفْسِي مِنْ عَمَلِ سَنَة".
وعن الحسن قال "لاَنْ أَتَعَلَّم بَابا مِنَ العِلْمِ فَأُعْلِّمهُ مُسْلِما أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ تَكُونَ لِي الدُّنْيَا كُلهَا أَجْعَلُهَا فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ".
وعنه قال "إِنْ كَانَ الرَّجُل لَيُصِيب البَابَ مِنَ العِلْمِ فَيَعْمَل بِهِ فَيَكُون خَيْراً لَهُ مِنَ الدُنْيَا وَمَا فِيهَا لَوْ كَانَتْ لَهُ وَيَجْعَلهَا فِي الآخِرَةِ".
وعنه قال "مِدَادُ العُلَمَاء وَدَمُ الشُهَدَاء مَجْرَى وَاحِدٍ".
وعنه قال "مَا مِنْ شَيْءٍ مِمَنْ خَلَقَ اللهُ أَعْظَم عِنْدَ الله فِي عَظِيمِ الثَوَّاب مِنْ طَلَبِ عِلْم لا حَج وَلا عُمْرَة وَلا جِهَاد وَلَا عِتْق وَلَوْ كَانَ العِلْمُ صُورَةٍ لَكَانَتْ صُورَتُهُ أَحْسَنَ مِنْ صُورَةِ الشَمْسِ وَالقَمَرِ وَالنُجُوم وَالسَمَاء".
قال الزهري رحمه الله تعالى "تَعَلُّمُ سُنَّةٍ أَفْضَلُ مِنْ عِبَادَةِ مِائَتَي سَنَةٍ".
وقال سفيان الثوري وأبو حنيفة "لَيْسَ بَعْدَ الفَرَائِضِ أَفْضَلُ من طَلَبِ العِلْمِ".
قال الثوري "لاَ نَعْلَمُ شَيْء مِنَ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ مِنْ طَلَبِ العِلْمِ وَالحَدِيثِ لِمَنْ حَسُنَت فِيهِ نِيَّتهُ قيل له وأي شيء النية فيه قال يُرِيدُ اللهَ وَالدَارَ الآخِرَة".
قال الشافعي "طَلَبُ العِلْمِ أَفْضَلُ مِنْ صَلاَةِ نَافِلَةٍ".
ورأى مالك بعض أصحابه يطلب العلم ثم تركه وقام يصلي قال "عَجَباً لَكَ مِنَ الَّذِي قُمْتَ إِلَيْهِ بِأَفْضَلِ مِنَ الَّذِي تَرَكْتَهُ".
وسئل الإمام أحمد أيما أحب إليك أن أصلي في الليل تطوعا أو أجلس أنسخ العلم قال "إِذَا كُنْتَ تَنْسَخُ مَا تَعْلَمُ بِهِ أَمْرَ دِينِكَ فَهُو أَحَبُّ إِلَيَّ".
وقال أحمد أيضا "العِلْمُ لاَ يَعْدِلُهُ شَيْءٌ".
وقال المعافى ابن عمران "كِتَابَةُ حَدِيث وَاحِدٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ قِيَّامِ لَيْلَةٍ" رحمه الله تعالى.
ومما روى ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله عن أبي هريرة وأبي ذر أنهما قالا "بَابٌ مِنَ العِلْمِ تَتَعَلَّمُهُ أَحَبُّ إِلَيْنَا مِنْ أَلْفِ رَكْعَةٍ تَطُوعاً وَبَابٌ مِنَ العِلْمِ تُعَلِمهُ عَمِلَ بِهِ أَوْ لَمْ يُعْمَلْ بِهِ أَحَبُ إِلَيْنَا مِنْ مِئَة رَكْعَةٍ".
قال الزهري "مَا عُبِدَ الله بِمِثْلِ الفِقْهِ".
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه مفتاح دار السعادة: ...وقال المزني سمعت الشافعي يقول "مَنْ تَعَلَمَ القُرْآنَ عَظُمَت قِيمَتُهُ وَمَنْ نَظَرَ فِي الفِقْهِ نَبُلَ قَدْرُهُ وَمَنْ تَعَلَمَ اللُغَة رَقَّ قَدْرُهُ وَمَنْ تَعَلَّمَ الحِسَابَ جَزُلَ رَأْيُهُ وَمَنْ كَتَبَ الحَدِيثُ قَوَّيَةْ حُجَتُهُ وَمَنْ لَمْ يَصن نَفْسَهُ لَمْ يَنْفَعْهُ عِلْمُهُ".
وقال أبو الهلال العسكري في الحث على طلب العلم " وَكَانَ الحِفْظُ يَتَعَذَّرُ عَلَيَّ حِينَ ابْتَدَأتُ أَرُومُهُ " يعني حين ابتدأت أطلب العلم "قَالَ ثُمَّ عَوَدَتهُ نَفْسِي إِلَى أَنْ حَفِظْتُ قَصِيدَةَ رأبة فِي لَيْلَةٍ وَهِي قَرِيبٌ مِنْ مِأتَي بَيْتٍ ".
وقال " الحِفْظُ لاَ يَكُونُ إِلاَّ مَعَ شِدَّةِ العِنَايَةِ وَكَثْرَةِ الدَرْسِ وَطُولِ المُذَاكَرَة وَالمُذَاكَرَة حَيَاةُ العِلْمِ وَإِذَا لَمْ يَكُنْ دَرْسُ لَمْ يَكُنْ حِفْظٌ وَإِذَا لَمْ تَكُنْ مُذَاكَرَة قَلَّتْ مَنْفَعَةُ الدَرْسِ وَمَنْ عَوَّلَ عَلَى الكِتَابِ وَأَخَلّ بِالْدَرْسِ وَالمُذَاكَرَة ضَاعَتْ ثَمَرَةُ سَعْيِهِ فِي طَلَبِ العِلْمِ".
وقال إبراهيم النخعي كما في الجامع "مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَحْفَظَ الحَدِيثِ فَلْيُحَدِثْ بِهِ لَوْ أَنْ يُحَدِث بِهِ مَنْ لاَ يَشَتَهِيهِ فَإِنَهُ إِذَا فَعَلَ ذَلِكَ كَانَ كَالْكِتَابِ فِي صَدْرِهِ".يعني أنه إذا أخد يحدث بالعلم من لا يريد العلم فإن المحفوظ يثبت بكثرة ترداده.
وذكر الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي عن ابن شهاب الزهري "أنه كان يسمع العلم من عروة وغيره فيأتي إلى جارية له وهي نائمة فيقضها فيقول اسمعي حدثني فلان كذا وفلان كذا فتقول ما لي وما لهذا الحديث فيقول قد علمت أنك لا تنتفعين به ولكن سمعته الآن فأردت أن أستذكره".
وقال زياد ابن سعد "... وَكَانَ الزُهْرِيُّ يَجْمَعُ الأَعَارِيبُ فَيُحَدِثُهُمْ يُرِيدُ الحِفْظَ".
يقول جعفر ابن المراغي "دَخَلْتُ مَقْبَرَة بِدُسْتُرْ فَسَمِعْتُ صَائِحاً يَصِيحُ وَالأَعْمَشُ عَنْ أَبِي صَالِح عَنَ أَبي هُرَيْرَةَ وَالأعْمَش عَنْ أَبِي صَالِح عَنْ أبي هُرَيْرَة سَاعَة طَوِيلَة فَكُنْتُ أَطْلُبُ الصَمْتَ إِلَى أَنْ رَأَيْتُ ابْن زُهَيْر وَهُوَ يَـدْرُسُ مَعَ نَفْسِهِ لِحِفْظِهِ حَدِيث الأَعْمَش".
وقال عـبد الرّزاق "كَانَ سُفْيَان الثَوْرِي عِنْدَنَا لَيْلَةً قَالَ وَسَمِعْتُهُ قَرَأ القُرْآن مِنْ اللَيْلِ ثُمَّ قَامَ يُصَلِي فَقَضَى جُزْئَهُ مِنَ الصَلاَةِ ثُمَ قَعَدَ فَجَعَلَ يَقُولُ الأَعَمَشُ وَالأعْمَش والأعْمَشُ وَمَنْصُور ومَنْصُور ومَنصُور وَالمُغِيرَةَ وَالمُغِيرَة وَالمغِيرة قَالَ فَقُلْتُ لَهُ يَا أَبَا عَبْدِ الله مَا هَذَا قَالَ هَذَا جُزْئِي مِنَ الحَدِيثِ". قال مكحول كما في تذكرة الحفاظ للذهبي "عُتْقْتُ بِمِصْرَ فَلَمْ أَدَع بِهَا عِلْماً إِلاَّ حَوَيْتُهُ فِيمَا أَرَى ثُمَّ أَتَيْتُ العِرَاقَ ثُمَ المَدِينَة فَلَمْ أَدَع بِهَا عِلْماً إِلاَّ حَوَيْتُهُ فِي مَا أَرَى ثُمَ أَتَيْتُ الشَّام فَغَرْبَلْتُهَا وَقال لِي الشَّعْبِيُّ مِنْ أَيْنَ لَكَ هَذَا العِلْمُ؟ قَالَ بِنَفِي الاعْتِمَاد وَالسَيْرِ فِي البِلاَد وَصَبْرٍ كَصَبْرِ الحِمَار وَبُكُورٍ كَبُكُورِ الغُرَاب".
قال الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى هذا الإمام الجهبذ الذي ذكر في ترجمته أنه لم ير إلا ومعه كتاب رحمه الله تعالى بل مما ذكر في ترجمته أن إخوانه "أَرَادُوا أَنْ يَذْهَبُوا رِحْلَةً (نزهة) وَبَيْتُ آلِ تَيْمِيَّةَ بَيْتُ عِلْمٍ فَاعْتَذَرَ الإِمَام أَحْمَدُ ابنُ عَبْدُ السَّلاَمُ شَيْخُ الإِسْلاَم ابْنُ تَيْمِيَّةَ أَنْ يَصْحَبَ إِخْوَانَهُ فِي هَذِهِ الرِّحْلَةَ فَلَمَا ذَهَبُوا وَجَاءُوا مِنْ آخِرِ النَّهَار قَالُوا رَأَيْنَا نَهْرَ كَذَا وَفَعْلَنَا كَذَا وَكَذَا وَكَذا قَالَ شَيْخُ الإِسْلاَم ابْنُ تَيْمِيَّةَ فَأَمَا أَنَا فَحَفِظْتُ كِتَابَ رَوْضَةَ النَّاظِر" كتاب روضة الناظر يدرسه طلاب الشريعة في أربع سنوات وهذا رجل بالجد والاجتهاد حفظه في يوم واحد.
قال ابن العالية "كُنْتُ آتِي ابْن عَبَاسٍ وَهُوَ عَلَى سَرِيرِهِ" أي على كرسي "وَحَوْلَهُ قَرَيْشٌ فَيَأْخُذ بِيَدِيَ فَيُجْلِسَنِي مَعَهُ عَلَى السَرِيرِ فَتَغَامَزَ بِي قُرَيْش فَفَطِنَ لَهُمُ ابْنُ عَبَاس فَقَالَ هَذَا العِلْمُ يَزِيدُ الشَرِيفُ شَرَفاً وَيُجْلِسَ المَمْلُوكَ عَلَى الأَسِّرَة".
وقال إبراهيم الحربي "كانَ عَطَاءُ ابْنُ أَبِي رِبَاح عَبْداً أَسْوَد لاِمْرَأَةٍ مِنْ أَهْلِ مَكَةَ وَكَانَ أَنَفَهُ كالبالقة قَالَ وَجَاءَ سُلَيْمَانُ ابْنُ عَبْدِ المَلِكِ أَمِيرُ المُؤْمِنين إِلَى عَطَاء هَوُ وَأبْنَاؤهُ فَجَلَسُوا إِلَيْهِ وَهُوَ يُصَلِي فَلَمَا صَلَى إنْفَتَلَ إِلَيْهِمُ فَمَازَالُوا يَسْأَلُونَهُ عَنْ مَنَاسِكِ الحَجِ وَقَدْ حَوَّلَ قَفَاهُ إِلَيْهِم ثُمَّ قَالَ سُلَيْمَانُ لاِبَنِيهِ قُومَا فَقَامَا فَقَالَ يَا بَني اجِتَهِدَا فِي طَلَبِ العِلْمِ فِإنِي لاَ أَنْسَى ذُلَنَا بَيْنَ يَدَيْ هَذَا العَبْدُ الأَسْوَد".
قال الحربي "وَكَانَ مُحَمَدُ ابْنُ عَبْد الرَّحْمَن الأَوْقَسْ عُنَقهُ داَخِلَة فِي بَدَنِهِ وَكاَنَ مِنْكَبَاهُ خَارِجَيْنِ كَأَنَهُمَا زُجَاتْ فَقَالَتْ أُمهُ يَا ُبنَي لاَ تكُن فِي مَجْلِس قَوِم
إلاَّ كنُتَ المَبْعُوك َمِنْهُم المَسْخُورَ بِهِ فَعَلْيْكَ بِطَلَبِ العِلْمِ فَإِنَهُ يَرْفَعُكَ فَوُلِيَّ قَضَاءَ مَكَةَ عِشْرِينَ سَنَة قَالَ وَكَانَ الخَصْمُ إِذَا جَلَسَ إِلَيْهِ بَيْنَ يَدَيْهِ يَرْعُدُ حَتَى يَقُوم" وقال "مَرَتْ بِهِ امْرَأَة وَهُوَ يَقُولُ اللَّهُمَ اعْتِق رَقَبَتِي مِنَ النَّار فَقَالَت لَهُ يَا ابْنَ أَخِي وَأيُّ رَقَبَةٍ لَكَ".
وقال يحيا ابن أكثم "قَالَ الرَشِيد مَا أَدنَى المَرَاتِبُ قُلْتُ ما أَنْتَ فِيهِ يَا أمِير المؤْمنِين قَالَ أَتَعْرِفُ أجَل مِنِي قُلْتُ لاَ لَكِنَي أَعْرِفُ رَجُلا بِحَلَقَةٍ يُقَولُ حَدثَنا فُلاَن عَن فُلاَن عَنِ رَسُول الله صَلىَ الله عَلَيهِ وَسَلم قَالَ قُلْتُ يَا أمير المُؤْمِنين أَهَذَا خَيْر مِنْكَ وَأَنْتَ ابنُ عَمِ رَسُولِ الله وَوَلِيّ عَهْدِ المُؤْمِنينَ قَالَ نَعَمْ وَيْلَك هَذَا خَيرٌ مِنِي" تأمل "لأَنَ اسْمُهُ مُقْتَرَنُ باسْمِ رَسُولِ الله لاَ يموت أبدا ونحن نموت ونفنى والعلماء باقون ما بقي الدهر".
وقد جاء عن عليّ رضي الله تعالى عنه أنه قال "العلم نقطة كثرها الجاهلون".
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في كاتبه بدائع الفوائد "وَكَان مالك ابن أنس يقول من أجاب في مسألة فينبغي من قبل أن يجيب فيها أن يعرض نفسه على الجنة أو النار وكيف يكون خلاصه في الآخرة".
وسئل عن مسألة فقال "لا أدري فقيل له إنها مسألة خفيفة سهلة فغضب وقال ليس في العلم شيء خفيف ألم تسمع قوله جلا ثنائه {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً}[الزمر 5 ].
قال الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتاب الرد على البكري كلمة عظيمة في بيان العلم قال "العِلْمُ إِمَا نَقْلٌ مَصْدُق أَوْ قَوْلٌ محَقَقٌ وَمَا سِوَى ذَلِكَ فَبَاطِلٌ مُزَوَّق".
ومن ما حفظ عن الإمام الشافعي ما ذكره العمراني في كتابه البيان المجلد الأول أنه قال "مَنْ طَلَبَ عِلْماً فَلْيَطْلُب دَقِيقَهُ لئلا يَضِيعَ دَقِيقُ العِلْمِ".
و قال الإمام أحمد "لَئن أفْهَم حَدِيثاً وَاحِداً أَحَبُّ إِليَّ مِنْ أَنْ أَحْفَظُ عَشَرَةَ أَحَادِيث" نقله عنه الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى.
وقال سفيان الثوري رحمه الله تعالى كما نقله عنه ابن مفلح في الآداب الشرعية "إِنَّ فَهْمَ الحَدِيثِ أَشَّدُ وَأَفْضَلُ مِنْ حِفْظِهِ".
روى الدارميّ عن مسروق قال "كَفَى بِالْمَرْءِ عِلْماً أَنْ يخْشَى الله وَكَفَى بِالمَرْءِ جَهْلاً أَنْ يُعْجَبَ بِعِلْمِهِ".
وذكر ابن عساكر في تاريخ دمشق بإسناده قال "قَالَ الشَافِعِي إِذَا أَنْتَ خِفْتَ عَلَى عَمَلِكَ العُجْبَ فَاذْكُر رِضَا مَنْ تَطْلُب وَفِي أَيِ نَعِيمٍ تَرْغَب وَفِي أَيِّ عِقَابٍ تَرْهَبُ وَأَيُّ عَافِيَّةٍ تَشْكُر وَأَيُّ بَلاَءٍ تَذْكُر فَإِنَّكَ إِنْ ذَكَرْتَ واحِدَةً مِنْ هَذِهِ الخِصَال صَغُرَ فِي عَيْنِكَ مَا قَدْ عَمِلْتَ".
وروى ابن بطة بإسناده قال قالَ المروزي قلت لأبي عبد الله يعني الإمام أحمد "قِيلَ لاِبْنِ مُبَارَك كَيْفَ يُعْرَفُ العَالِمُ الصَادِق فَقَالَ الَّذِي يَزْهَدُ فِي الدُنْيَا وَيَعْقِلُ أَمْرَ آخِرَتِهِ فَقَالَ الإِمَامُ أَحْمَد نَعَمَ كَذَا يُرِيدُ أَنْ يَكُونَ".
وأيضا ساق بإسناد ابن بطة قال سفيان ابن عيينة "إِذا كُنْتَ في زمَان يُرْضَى فيِه بِالقَولِ دُونَ الفِعل وَالعِلْمِ دُونَ العمل فَعلمَ بِأنكَ في شَرِ زَمان بَينَ شر نَاس".
وروى ابن عساكر بإسناده قال " قال مَالِك ابنُ دِينَار إِنَّ القَلْب إذَا لَم يَكُن فِيهِ حُزْنٌ خَرِبَ كَمَا أنَّ البَيْتَ إِذَا لَمْ يَسْكُن خَرِبَ ".
وقال "إِذا طَلَب العِلْم العَبْدُ ليعْمَل بِهِ كَسَرَهُ وَإذا طلَبَهُ لِغَير العَمَل زاَدَهُ فَخْراً".
وروى أبو نعيم في كتابه الحلية قال كعب "يُوشِكُ أَنْ تَرَوْا جُهَال النَاسِ يَتَبَاهَوْنَ بِالْعِلِمِ وَيَتَغَايَرُونَ عَلَيْهِ كَمَا يَتَغَايَرُ النِسَاء عَلَى الرِّجَال فَذَلِكَ حَقُهُمُ مِنَ العِلْمِ".
وروى أيضا أبو نعيم عن الفضيل ابن عياض أنه قال "مَنْ أَحَبَ أَنْ يُذْكَرَ لَمْ يَذْكُر وَمَنْ كَرِهَ أَنْ يُذْكَرَ ذُكِر".


هذا ما تيسر جمعه وترتيبه و الله أعلم، وسبحانك اللهم و بحمدك أشهد ألا الله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك .


التعديل الأخير تم بواسطة أبو عثمان سعيد مباركي ; 21 Jan 2012 الساعة 12:14 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 20 Jan 2012, 11:13 PM
أبو معاذ محمد مرابط
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

جزاك الله خيرا على الجهد المفيد

نعم كلمات نيرات لمن أنار الله قلبه
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 21 Jan 2012, 12:17 AM
أبو عثمان سعيد مباركي أبو عثمان سعيد مباركي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
الدولة: سعيدة
المشاركات: 254
افتراضي

وإيّاك أخي أبي معاذ وسررت بمروركم
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 27 Jan 2012, 09:38 AM
أبو عبد الرحمن أسامة أبو عبد الرحمن أسامة غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 509
افتراضي

جزاك الله خيراً
جمعٌ طيّب، وكلمات تُكتب بماء الذّهب
رحم الله سلفنا الصالح

وفضل العلم عظيم، قال تعالى:"قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الذِين يَعلمون والذينَ لا يَعلمون" وقال:"يَرْفَعِ اللهُ الذينَ آمَنُوا مِنكُمْ والذينَ أوتوا العِلم درجاتٍ"

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلم-:((إذا مات ابن آدم انقطع عملُهُ إلاّ من ثلاثٍ: صدقةٍ جارية، أو علمٌ يُنتفع به، أو ولدٍ صالحٍ يدعو لهُ)). رواه مسلم

وعن معاوية -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسّلم-:((من يُرِدِ الله به خيراً يُفَقِّهْهُ في الدّين)).متّفق عليه

وقد قال سفيان الثوري -رحمه الله-:"الملاَئكة حُرّاس السّماء، وأصحاب الحديث حُرّاس الأرض"
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مميز, الأمة, تزكية, طلب العلم

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013