الحركة المبطلة للصلاة / فضيلة الشيخ أبو عمار علي الحذيفي حفظه الله

[أبو عيسى لطفي براهمي]

الحركة المبطلة للصلاة / فضيلة الشيخ أبو عمار علي الحذيفي حفظه الله



السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : شيخنا الفاضل :
إذا اضطر المرء لإدخال ولده دون سن الخامسة إلى المسجد وجعله بجانبه في الصف وقام الصبي بحركات كخروجه من الصف وجعل والده يعيده أو ينبهه فهل تلك الحركات التي يقوم بها الوالد تبطل الصلاة أم لا ؟
وجزاكم الله خيرا.

الجواب:

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

الحركات في الصلاة تنقسم إلى خمسة أقسام:

· القسم الأول حركة واجبة:

وضابطها أنها هي التي تتوقف عليها صحة الصلاة، أي الحركة التي إن فعلتها صحت صلاتك، وإن لم تفعلها بطلت صلاتك. ويمكن التمثيل هنا برجل يصلى فرأى في عمامته نجاسة فيجب عليه أن يخلعها، حتى لا يكون حاملا للنجاسة، ودليل ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بأصحابه ذات يوم وعليه نعال، فخلعهما في أثناء الصلاة ثم خلع الناس نعالهم، فلما سلم سألهم لماذا خلعوا نعالهم، قالوا: "رأيناك خلعت نعليك فخلعنا نعالنا. فقال: إن جبريل أتاني وأخبرني إن فيها قذرا).

· القسم الثاني حركة مستحبة:

وضابط الحركة المستحبة أنها هي التي يتوقف عليها تمام الصلاة وكمالها، ولا تتوقف عليها صحة الصلاة، ومن ذلك فعل النبي عليه الصلاة والسلام لابن عباس رضي الله عنهما، فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم يصلى من الليل قام ابن عباس رضي الله عنهما فوقف عن يساره فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم برأسه من ورائه فجعله عن يمينه، فهذه حركة من النبي صلى الله عليه وسلم ومن ابن عباس لكنها لإكمال الصلاة.

· القسم الثالث حركة مباحة:

وضابطها أنها هي الحركة اليسيرة إذا كانت لحاجة، ومن ذلك لو أن مسلما يشق عليه أن يصلي على الأرض مباشرة لأنها حارة، أو لأن فيها شوكا، أو فيها حصى يؤلم جبهته، فصار يضع المنديل ليسجد عليه، فهذه من الحركة المباحة، ومن ذلك لو أن رجلا من الناس أتى إليك وأنت تصلى فقال أعطني القلم من فضلك لأكتب به فأخذته من جيبك وأعطيته إياه فلا حرج فهذه حركة يسيرة لحاجة ومن ذلك أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم فتح الباب لعائشة وهو يصلي.

· والقسم الرابع حركة مكروهة:

وضابطها أنها هي الحركة اليسيرة إذا لم يكن لها حاجة، كما يفعله كثير من الناس تجده يخرج الساعة أو القلم وينظر إليه بدون حاجة، كل هذا مكروه لأنه عبث لا يحتاج إليه الإنسان، ولا تتعلق به مصلحة الصلاة.

· القسم الخامس حركة محرمة:

وضابطها أنها هي الحركة الكثيرة المتوالية – أي: موصولة ببعضها غير منقطعة - لغير ضرورة، مثل أن يتحرك الإنسان حركات كثيرة في حال القيام، أو في حال القعود، وتتوالى هذه الحركات بدون ضرورة، فإنها محرمة وتبطل الصلاة بها.[1] أما إذا كانت لضرورة كما لو هاجمه أسد أو هاجمته حية، فعمل عملا كثيرا لمدافعتها، فإن ذلك لا يضره ومن ذلك صلاة الخوف كما هو معلوم، ومنه كذلك قول الله تعالى (فإن خفتم فرجالا أو ركبانا فإذا أمنتم فاذكروا الله كما علمكم ما لم تكونوا تعلمون).
وعليه فحركة الأخ المسئول عنه ربما كانت كثيرة لكنها لحاجة إن شاء الله تعالى، وعليه فلا تبطل صلاته إن شاء الله تعالى.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله.

أبو عمار علي الحذيفي
22 / شوال / 1434 هـ

[1]وضبط العلامة الشوكاني الحركة المبطلة للصلاة بأنها الحركة التي تخرج المصلي عن هيئة الصلاة، بحيث لو شاهد عمرو زيدا يتحرك كثيرا في الصلاة نفى أن يكون زيد في الصلاة، وظنه مشتغلا بعمل آخر.
وتظهر فائدة الخلاف في رجل تحرك كثيرا بدون حاجة ولم يخرج عن هيئة الصلاة، فعلى القول الأول تبطل صلاته، وعلى قول الشوكاني لا تبطل، على أن الضابط السابق يشمل ما ذكره العلامة الشوكاني ويشمل غيره، ومن هنا نعلم أن الضابط الأول أوسع وأعم وأدق، والله تعالى أعلم.





المصدر