منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 30 Oct 2017, 08:05 PM
أبو ياسر أحمد بليل أبو ياسر أحمد بليل غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
الدولة: ولاية سعيدة - الجزائر
المشاركات: 405
افتراضي إحذر أخـــي هــذه الآفــــة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد خاتم النبيين والمرسلين ، وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد :
لا تزال جِلَّة أثبات من مشايخنا الكرام وعلمائنا الأخيار، يسعون الليل والنهار في بذل نصائح الغالية والتوجيهات التربوية لطلابهم وأبنائهم ، يرجون من خلالها إنشاء شباب سلفي يرقى إلى درجات الكمال، فيجري في عروقهم دم الشهامة والركض في ميدان العلم والعمل ، قد بلغ معالي الأمور من الأخلاق الحسنة والخصال الحميدة .
في حين تجدهم يحذّرون وينفّرون من سفاسف الأمور من الأخلاق السافلة والخصال القبيحة، ومن ذلك الخوض في الكلام بالباطل .
إذ هذه الآفة أو الشائبة تنافي أدب الطلب ، وقد تهتك بأستاره ، وهي جناية عظيمة على العلم وأهله .
والمتأمل في حال الدعوة السلفية على الساحة يرثي لأمرها ويبكي لحالها ، كيف لا والفُرقة تدب في صفوفها والتمزق ينخر فيها بسبب هَذْر الكلام وفضوله ، فتجد الواحد وللأسف يتسلل لواذاً بقيل وقالوا ويبحث عن المواطن التي يوظف لسانه فيها، ويتصدر للأحكام النازلة والقضايا المستجدة التي هي حق للعُلماءِ الكبارِ وخواصِّهم ويبحث عن الظهور الله المستعان .
لا سيما ونحن في زمن قد صارت الموازين فيه مقلوبة عند كثير من الناس ظنوا أن من كثر كلامه صار هو العالم حقاً وهو المعوَّلُ عليه والذي قلّ كلامه صار جاهلاً فلا يلتفت إليه ، وإلى الله المشتكى ولا حول ولا قوة إلا بالله .
كما ذكر الإمام أبوعمر ابن عبد البر رحمه الله في كتابه النافع المفيد "جامع بيان العلم وفضله " : [وعن مالك، قال: "أخبرني رجلٌ أنه دخل على ربيعة بن أبي عبد الرحمن فوجدَه يبكي، فقال له: ما يُبكيك؟ وارتاع لبكائه فقال له: أمصيبةٌ دخلت عليك؟ فقال: لا، ولكن استُفتي مَنْ لا علم له، وظهر في الإسلام أمرٌ عظيم ]
وعليه فإن الطيش في هذر الكلام وفضوله ونشر الشائعات وكثرة القّيل والقال والتسرع في المستجدات بلا روِيَّة ولا علم ولا حلم واللهِ لا يخدم المنهج الحق المعتدل الذي قامت عليه السماوات والأرض بل هو يمزق الدعوة السلفية وينخرها ، ويلحق بها التهم الكاذبة والدعاوى الباطلة ، والتشويشات الإعلامية وما أدراك ما التشويشات الإعلامية .
وعلى هذا فيجب على المرء معرفة قدر نفسه وأن يرحمها وأن لا يحشر أنفه في الكلام الذي لا فائدة تُرجى منه ولا يعود عليه بالخير ، لأن الكلمة قبل أن تخرج أنت تملكها وبعد خروجها هي تملكك فحينئذ تبحث عن الأعذار التي تنجيك وكما قيل : ( رب كلمة قالت لصاحبها دعني ).
كما قال شيخنا الفاضل توفيق عمروني وفقه الله في كلمته الشهرية :
" فجديرٌ بطالب العلم المبتَدي ألَّا يخوض فيما لا يحسنُه إلَّا العالم المنتَهي، وبالحَدَث النَّاشئ ألَّا يتطاول على كبير السِّنِّ المتمرِّس، وعلى اللاَّحق ألَّا يُنكر فضلَ السَّابق، ولا يركب المرءُ بحر الأماني، ولا يتسربل لباس التَّعجُّل وقلَّة التَّأنِّي، ويمشي بتمهُّل ورويَّة، فإنَّ التَّدرُّج سنَّة كونيَّة وشرعيَّة، لا يمكنُ الانفلات منها " .
ويقول الشيخ عبد الله البخاري حفظه الله في وصية له لأبنائه في إحدى البلدان :
" لكن أرأيت المرء لو عرف قدر نفسه فوقف عندها وألزمها ما يجب عليه التزامها؛ فكف عما لا يعنيه وأبعد أنفه من اقحامها في كل ما لا يصح لها شمه، والقرب منه، فلزم الغرز وتأمل ولم يقحم لسانه في كل شاردة وواردة. أما كان في عافية وفي خير "
وقال أيضا في إحدى لقاءاته مع شبكة البيضاء العلمية بعد أن اسدل نصائح غالية في سؤال قد وجه إليه قال حفظه الله :
" فهنا نطقان وصمتان : نطق تؤجر عليه ونطق تأثم عليه ، وصمت تؤثم عليه وصمت تؤجر عليه .
فالنطق الذي تؤجر عليه : إذا نطقت بالحق وتكلمت بعلم وعدل ، فهنا تؤجر على هذا الكلام ، وهنا مهم أيضا إذا احتيج إليك في الكلام .
الأمر الثاني الكلام الذي تأثم عليه : هو الكلام الذي ليس بخير ، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام ((فَلْيَقُلْ خَيْرَاً أَو لِيَصْمُتْ)) فكل ما ينافي الخيرية هنا هو يأثم الإنسان عليه ؛ إن كان قولا بالزور وإلا إفك وإلا كذب ... أو غير ذلك مما يخالف الخيرية هذه ، هنا يجب عليه أن يصمت حتى لا يزداد إثما والعياذ بالله فيهلك نفسه .
وأما الصمت الذي يؤجر عليه : هو الإمساك عن الباطل وعن إعانة أهل الباطل والقول بالباطل ، يمسك عن هذا بالكلية فيلجم نفسه إلجاما ويلجم قلمه إلجاما ، هنا يؤجر إن شاء الله على هذا الفعل لأنه قد ابتعد عن الشر وعن أهله .
أيضا الصمت الذي يأثم عليه : إن كان الأمر قد قام والاحتياج إليه متعين ولا يوجد من يقوم مقامه ؛ فيجب عليه هنا أن يتكلم وأن يبين بعلم وعدل كما قلنا وأن لا يتجاوز الحد ، وهذا الصمت فيما لو صمت أثِم ، فالحاجة إليه قائمة ، فهنا إذا نطق نطق بالحق فألحق بالقسم الأول النطق الذي يؤجر عليه ".
.
قال الحافظ المزي رحمه الله :
لو سكت من لا يدري لاستراح وأراح ، وقل الخطأ وكثر الصواب
((تهذيب الكمال: 326/2))
قال الذهبي رحمه الله :
اليوم يكثرون الكلام مع نقص العلم،وسوء القصد. ثم إن الله يفضحهم، ويلوح جهلهم وهواهم واضطرابهم فيما علموه. فنسأل الله التوفيق والإخلاص.
((سير إعلام النبلاء 15/464))
هذا ما قد تيسر جمعه مع قله البضاعة وحسبي بهذه الأسطر لتذكير نفسي وإخواني والله المستعان وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

كتبــــه
أبو ياسر أحمد بليل


التعديل الأخير تم بواسطة أبو ياسر أحمد بليل ; 30 Oct 2017 الساعة 08:13 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 14 Nov 2017, 02:23 PM
أبو ياسر أحمد بليل أبو ياسر أحمد بليل غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
الدولة: ولاية سعيدة - الجزائر
المشاركات: 405
افتراضي

هذا والله زمن العجب ، كيف تطيب نفوس أناسٍ الولوج في المسائل العظام التي هي من حق الكبار ، أوما يعلمون أن أكثر المعاصي إنما يولدها فضول الكلام والنظر، وهما أوسع مداخل الشيطان كما ذكر ذلك الإمام ابن القيم رحمه الله في تفسيره القيم
إذ الواجب على طالب العلم التحلّي برونق العلم بحسن السمت والتواضع وعدم العجلة والطيش
نعوذ بالله من هذا الولوج العقيم الضئيل الذي يصد عن سبيل وهدي السلف

التعديل الأخير تم بواسطة أبو ياسر أحمد بليل ; 14 Nov 2017 الساعة 02:29 PM
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 15 Nov 2017, 06:34 PM
أبوعبيد الله عبد الله مسعود أبوعبيد الله عبد الله مسعود غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2016
المشاركات: 76
افتراضي

جزاك الله خيرا .
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, مميز, مسائل, آفةوالحذرمنها

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013