منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10 Dec 2007, 08:37 PM
أبو نعيم إحسان أبو نعيم إحسان غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 1,898
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو نعيم إحسان
افتراضي نصيحة عاجلة لمن ابتلي بالأيدي الجائرة




الحمد لله رب العالمين ؛ و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين - نبينا محمد - و على آله و صحبه ، و من اقتفى أثرهم إلى يوم الدين ؛ أما بعد :


قال الله – تعالى - :

بسم الله الرحمن الرحيم

(( ألم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3) )) [ العنكبوت ]

قال الشيخ السعدي - رحمه الله - :

"يخبر -تعالى - عن تمام حكمته ، وأن حكمته لا تقتضي أن كل من قال إنه مؤمن وادعى لنفسه الإيمان ، أن يبقوا في حالة ، يسلمون فيها من الفتن والمحن ، ولا يعرض لهم ما يشوش عليهم إيمانهم وفروعه . فإنه لو كان الأمر كذلك ، لم يتميز الصادق من الكاذب ، والمحق من المبطل . ولكن سنته تعالى وعادته في الأولين ، في هذه الأمة ، أن يبتليهم بالسراء والضراء ، والعسر واليسر ، والمنشط والمكره ، والغنى والفقر ، وإدالة الأعداء عليهم في بعض الأحيان ، ومجاهدة الأعداء بالقول والعمل ، ونحو ذلك من الفتن ، التي ترجع كلها ، إلى فتنة الشبهات المعارضة للعقيدة ، والشهوات المعارضة للإرادة .
فمن كان عند ورود الشبهات ، يثبت إيمانه ولا يتزلزل ، ويدفعها بما معه من الحق وعند ورود الشهوات الموجبة والداعية إلى المعاصي والذنوب ، أو الصارفة عن ما أمر الله به ورسوله ، يعمل بمقتضى الإيمان ، ويجاهد شهوته ، دل على صدق إيمانه وصحته . ومن كان عند ورود الشبهات تؤثر في قلبه شكا وريبا ، وعند اعتراض الشهوات ، تصرفه إلى المعاصي أو تصدفه عن الواجبات ، دل ذلك على عدم صحة إيمانه وصدقه .
والناس في هذا المقام : درجات ، لا يحصيها إلا الله ، فمستقل ومستكثر . فنسأل الله تعالى ، أن يثبتنا بالقول الثابت ، في الحياة الدنيا وفي الآخرة ، وأن يثبت قلوبنا على دينه ، فالابتلاء والامتحان للنفوس ، بمنزلة الكير ، يخرج خبثها ، وطيبها
." اهـ



و إن من عظيم البلايا على العبد المؤمن : السلطان الجائر !

و الموضوع ليس للكلام عن السلطان الجائر ؛ و إنما هو نصيحة لمن ابتُلي بذلك في كيفية التعامل في أيام فتنة سلطانه , قبل أن يزيغ أو يسقط في فكر الخوارج
و تاريخ الإسلام عامر بمثل هذه الأحداث و الجرائم و المظالم التي ارتكبها سلاطين الجور ؛ و على رأس ذلك ما فعله الحجاج من قتل المسلمين , و على رأسهم أصحاب رسول الله – صلى الله عليه و سلم و رضي عنهم - ؛ و الكتب مملوءة بذكر ذلك .

ثم يليها في الذكر فتنة خلق القرآن , و ما مرّ بالإمام أحمد –رحمه الله تعالى – من عذاب من أجل كلمة حق في صفة من صفات الله – تعالى - ؛ و أرجو الرجوع إلى هذا الموضوع حول هذه القصة و ما ضمته من العبر و التوجيهات .

و كذا ما وقع لشيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله – ؛ حيث سُجن –رحمه الله – من أجل الصدع بالحق , و الدفاع عن السنة حتى مات بالسجن – رحمه الله رحمة واسعة – و كان ذلك من جراء ما كاده له أهل البدع - كعادتهم!-


و الآن أريد تذكير كل من ابتُلي بذلك بأعظم قصة جور سلطان في القرآن ؛ ألا و هي قصة بني إسرائيل مع فرعون – لعنه الله لعنا جميلا - ؛ فسأسرد بعض الآيات عسى أن تريح قلوب إخواننا المبتلين بهذا الأمر , من الغم و الهم الذين هم فيه :


قال الله –عز و جل - : (( وَ قَالَ الْمَلأ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِ نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ (127) قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (128) قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (129) )) [الأعراف]



فكان مصير فرعون و ملأِه

(( فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ (136) ))



و أما بني إسرائيل فكانت عقباهم

(( وَ أَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ (137) ))

قال حسن البصري - رحمه الله - : " و الله ! لو أن الناس إذا ابتلوا من قِبَل سلطانهم صبروا , ما لبثوا أن يرفع الله ذلك عنهم ؛ و ذلك أنهم يفزعون إلى السيف فيوكلوا إليه ّ ؛ و و الله ّ ما جاؤوا بيوم خير قط !.ثم تلا : ((وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ )) " [الشريعة للآجري (1 / 73 ) برقم (63 )]


فأردت في هذه العجالة أن أُذكِّر من سُلِّط عليه ظالم بهذه الآيات راجيا أن تؤثر في نفوسهم , و توضح لهم موقفهم تجاه من ظلمهم ؛ فليصبروا و ليحتسبوا عسى ربهم أن يُزيح عدوهم , و يستخلفهم في الأرض فينظر كيف يعملون.

ثم ، علينا بالرجوع إلى الله بالتوبة و الإنابة ؛ فهذا من تسليط ذنوبنا علينا - و الحمد لله على ذلك - قال - تعالى - : (( أَوَ لَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )) [آل عمران: 165 ]

قال الطبري - رحمه الله - في تفسيره : " ..قل يا محمد للمؤمنين بك من أصحابك ((هو من عند أنفسكم)) ؛ يقول: قل لهم: أصابكم هذا الذي أصابكم من عند أنفسكم، بخلافكم أمري وترككم طاعتي، لا من عند غيركم، ولا من قبل أحد سواكم .

((إن الله على كل شيء قدير))، يقول: إن الله على جميع ما أراد بخلقه من عفو وعقوبة، وتفضل وانتقام..."




و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين

و الحمد لله رب العالمين


التعديل الأخير تم بواسطة أبو نعيم إحسان ; 02 Feb 2010 الساعة 08:23 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 23 Jan 2010, 08:35 PM
أبو نعيم إحسان أبو نعيم إحسان غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 1,898
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو نعيم إحسان
افتراضي

يُرفع
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 24 Jan 2010, 08:25 AM
أحمد خليل أحمد خليل غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 79
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك أخ أبو نعيم على هذه المشاركة القيمة نفعنا الله وإياكم بها

التعديل الأخير تم بواسطة أحمد خليل ; 02 Feb 2010 الساعة 03:22 PM سبب آخر: تم التعديل
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 02 Feb 2010, 08:24 AM
أبو نعيم إحسان أبو نعيم إحسان غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 1,898
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو نعيم إحسان
افتراضي

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

و فيك بارك الله أخي ، و جزاك خيرا على التنبيه
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ملاحظات ونصائح الإدارة للأعضاء ( للأهمية ) مراقب الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام 15 22 Feb 2010 11:16 PM
بعض أعجوبات الجماعة التكفيرية للدّعوة وا أبو تميم يوسف الخميسي الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام 14 21 Mar 2008 05:46 PM
بيان أهمية السنة وبيان خطر البدعة بشير ابو عبد الرحمن الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام 2 21 Dec 2007 09:52 PM
تعالى و اسمع إني لك ناصح لخطبة عرفة لعام 1428 ه  أبو تميم يوسف الخميسي الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام 5 18 Dec 2007 11:05 PM
وجوب أداء الصلاة في الجماعة للشيخ ابن باز عصام الدين الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام 0 30 Sep 2007 12:20 PM


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013