منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19 Jul 2017, 08:43 PM
أبو عبد الأعلى كمال المصرى أبو عبد الأعلى كمال المصرى غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: مصر حفظها الله
المشاركات: 87
افتراضي الإبانة عن تخليطات الحجوري في كتابه "الإجابة" للشيخ أبو عبد الأعلى خالد بن محمد عثمان حفظه الله

الإبانة عن تخليطات الحجوري في كتابه "الإجابة"

*

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اتّبع هداه،

أما بعد، فإن شيخنا العلامة ربيع بن هادي المدخلي –حفظه الله تعالى- إمام مبرَّزٌ في علوم الحديث، والتي من أدقها وأهمها: علم العلل، وعلم الجرح والتعديل.

يشهد له بذلك عدة مصنَّفات وتحقيقات وردود علمية في هذا الباب.

وهو التلميذ النجيب لإمام الحديث والسنة في زماننا: محمد ناصر الدين الألباني –رحمه الله-، فهو بحقٍّ مَن يصح أن يقال عنه: إنه تلميذ للألباني، فقد استفاد من علمه حقًّا، وسار على نهجه في باب التصفية والتربية، وفي باب النَّقد الحديثي، بخلاف الأدعياء الذين يدَّعون صحبة الألباني والتلمذة عليه، وهم أصحاب فتن وزيغ، وعلى رأسهم علي الحلبي.

وقد يسَّر الله عز وجل لي أن أستفيد من شيخنا –حفظه الله- فوائد نفيسة في هذا الباب.

ويحيى الحجوري قزمٌ في هذا العلم إذا قورن بقامة الشيخ ربيع، فلا وجه للمقارنة بينهما، إنما يعقد هذه المقارنة السفهاء الأدعياء المتعالمون الذين لم يضبطوا أصول هذا الشأن، ولا يعرفون قدر العلماء القائمين به حقًّا لا ادعاءً.

ورغم ذلك فقد تطاول القزم، وتجشم عناء ما لا طاقة له به فيما سماه بـ: "الإجابة عن أوهام وأغاليط الشيخ ربيع المدخلي في كتابه الإصابة في تصحيح ما ضعَّفه الحجوري من مفاريد الصحابة".

وقد قام شيخنا –حفظه الله تعالى- بدحر بعض مغالطات ومخالفات الحجوري في "الإجابة"، من خلال ردِّه الماتع الأخير: "دحر مغالطات الحجوري ودفع مخالفاته في كتابه الإجابة".

هذا، وقد كنت استأذنت شيخنا –نفع الله بعلمه- قبل إنزاله هذا الردّ، بكتابة ردٍّ على "الإجابة"، وسألته: هل سيتولى –حفظه الله- الردَّ بنفسه، فأجاب –حفظه الله-: ردَّ أنت –بارك الله فيك-، وأنا لعلِّي أردُّ على مواضع منه.

وبالفعل شرعت في الردّ، وأرسلت طليعة هذا الردّ إلى شيخنا –حفظه الله-، فأجازه وأمرني بالمواصلة.

وثمَّ مواضع في مقدّمة الحجوري فيها ما فيها من كتم الحق والتدليس، سوف أتناولها بالتفنيد –إن شاء الله- فيما بعد.

وإلى القارئ اللَّبيب طليعة هذا النقد العلمي، أسأل الله سبحانه فيه التوفيق والسداد.

وصلى الله على محمّد وعلى آله وأصحابه وسلّم.

*

*

*

*

*(الأول) أُبَي بن عمارة:

قال ابن الملقن في البدر المنير (3/48): "وَعمارَة (أَيْضا) اخْتلف فِي (صحبته)، وَالْأَشْهر كسر عينه، وَبِه جزم ابْن مَاكُولَا وَآخَرُونَ، وَقَالَ صَاحب «الإِمَام»: إِنَّه الْمَعْرُوف فِيهِ. وَحَكَى أَبُو عمر، وَالْبَيْهَقِيّ، وَعبد الْغَنِيّ الْمَقْدِسِي الضَّم أَيْضا، وكل من حَكَاهُ قَالَ: الْكسر أشهر وَأكْثر، إِلَّا أَن أَبَا عمر قَالَ: (الْأَكْثَرُونَ عَلَى الضَّم) ، وَاتَّفَقُوا عَلَى أَنه لَيْسَ فِي الْأَسْمَاء (عمَارَة - بِالْكَسْرِ - غَيره)".

*قلت: رجَّح شيخنا العلامة ربيع بن هادي المدخلي –حفظه الله- في "الإصابة" (ص15) أن أُبَي بن عمارة هو أبو أبيّ بن أمِّ حرام، وذهب الحجوري إلى أنهما يختلفان، وبالغ في ردِّ هذا القول في "الإجابة" (ص40-50).

وقد جزم بأن أبي بن عمارة هو أبو أبيّ بن أمِّ حرام: أبو حاتم، كما في الجرح والتعديل (1-1-290): "أبي بن عمارة الأنصاري ويقال: ابن عبادة، وكان قد صلى القبلتين روى عنه عبادة بن نسي، كذا روى هذا الحديث يحيى بن أيوب عن عبد الرحمن بن رزين عن محمد بن يزيد بن أبي زياد عن أيوب بن قطن عن عبادة بن نسي عنه... سمعت ابن عمارة.

قال أبو محمد: وهو عندي خطأ إنما هو أبو أبيٍّ واسمه عبد الله [بن عمرو] ابن أم حرام، كذا رواه إبراهيم بن أبي عبلة وذكر أنه رآه وسمع منه سمعت أبي يقول ذلك".

وقال ابن عبدالبر في الاستيعاب (1/70): "ولم يذكره البخاري في التاريخ الكبير لأنهم يقولون: أنه خطأ، وإنما هو أبو أبي بن أم حرام، كذا قَالَ إبراهيم بن أبي عبلة، وذكر أنه رآه وسمع منه، وأبو أبي بن أم حرام اسمه عَبْد الله، وسنذكره في بابه إن شاء الله تعالى".

ونقل كلامه الحافظ في الإصابة -لكن دون أن يجزم به- فقال: "وذكر أبو حاتم أنه خطأ، والصواب أبو أبيّ بن أمّ حرام. فاللَّه أعلم".

وترجم له أبو أحمد الحاكم الكبير في "الأسامي والكنى" (1/590) (تحقيق: الشيخ يوسف الدخيل)، فقال: "أبو أبي عبدالله بن كعب، ويقال عبد الله بن أبي، ويقال: عبد الله بن عمرو، ويقال: ابن أم حرام، ويقال : عبد الله بن عمرو بن قيس بن زيد بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار.

ويقال: ابن امرأة عبادة من الصامت الأنصاري، وأم حرام هي أمه، وهي امرأة عبادة بن الصامت، وهي أم حرام بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم ابن النجار، وهي أخت أم سليم أم أنس بن مالك، له صحبة من النبي صلى الله عليه وسلم يعد في الشاميين.

حدثنا أبو القاسم البغوي، حدثني محمد بن كثير بن مروان الفهري، نا إبراهيم بن أبي عبلة، قال: سمعت عبد الله بن أم حرام، وقد صلى القبلتين جميعا –يعني مع النبي صلى الله عليه وسلم-".

قلت: إبراهيم بن أبي عبلة ثقة من صغار التابعين، لكن مُحَمَّد بن كَثِيْرِ بنِ مَرْوَانَ الفِهْرِيّ متروك، فهذا إسناد ضعيف جدًّا.

وترجم له بنحو هذه الترجمة: المزي في تهذيب الكمال، ونقلها –دون إضافة-: ابن كثير في "التكميل في الجرح والتعديل، ومعرفة الثقات والضعفاء والمجاهيل" (3/9).

وذكر الشيخ يوسف الدخيل –رحمه الله- في تعليقه على "الأسامي والكنى" أن الأكثر مشى على أن اسمه: "عبد الله بن عمرو بن قيس".

·****** الأوجه الدالة على أنهما واحد ليسا اثنين:
*

ü** الوجه الأول: ترجم المزي في تهذيب الكمال للاثنين مفرِّقًا بينهما، لكنه أشار في ترجمة أبي بن عمارة أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى القبلتين في بيته، وقال في ترجمة أبي أبيٍّ: "وهو قديم الإسلام ممن صلى القبلتين مع رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسَلَّمَ". وهذا هو الوجه الأول في الاتفاق بين الترجمتين.
ü** الوجه الثاني: أنه قيل في ترجمة أبي أُبيٍّ في تهذيب المزي: قيل إنه ابن أخت عبادة بن الصامت، وقيل: ابن أخيه.
وفي ترجمة أبي بن عمارة في إكمال التهذيب نقل قول أبي دواد: هو ابن أخي عبادة بن الصامت، نقله الآجري في مسائله لأبي داود (5165/ط الفاروق الحديثة).

ü** الوجه الثالث: وفيه أرد على قول الحجوري في الإجابة (ص47): "ولو نظر في مجرد الرواة عن هذا وهذا بهذا الأساس الذي يتعلَّمه البادئون في علم البحث عن معرفة المشايخ والتلاميذ من الرواة؛ لوضح له أن الحديث حديث أبي بن عمارة، وليس حديث أبي أُبي بن أم حرام امرأة عبادة، ولما أوقع نفسه في هذا الحرج".

قلت: جاء في ترجمة أيوب بن قطن الكندى الفلسطينى: قال عبد الرحمن بن أبى حاتم : سألت أبى عنه، فقال: هو من أهل فلسطين، قلت: ما حاله ؟ قال : هو محدث.

وفي ترجمة عبادة بن نسى الكندى: "أبو عمر الشامى الأردنى ، قاضى طبرية، وذكره محمد بن سعد فى الطبقة الثالثة من تابعى أهل الشام، وقال: كان ثقة".

وذكر ابن سعد في طبقاته (7/402/صادر) في ترجمة أبي أبي: "وتحول أبو أبي إلى الشام فنزل ببيت المقدس.وله عقب هناك. وَقَدْ رَوَى عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"، وفي الإصابة: "قال يحيى بن مندة: هو آخر من مات من الصحابة بفلسطين".

وفي ترجمة أبي بن عمارة: يُعَدُّ فِي الْمَدَنِيِّينَ وَسَكَنَ مِصْرَ، وقال أبو محمد بن أبي حاتم: أدخله أبو زرعة في مسند المصريين.

وذكره الإمام مسلم في الطبقات (164) في طبقة المدنيين الذي سكنوا المدينة.

قلت: وعليه فإن الراويين عن أبي بن عمارة، كليهما من الشام، وكذلك أبو أبي تحوَّل إلى الشام، بل كان آخر من مات من الصحابة بفلسطين، وأما أبي بن عمارة فإنه مدني سكن مصر، ولم يذكر في ترجمته أنه رحل إلى الشام، كي يسمع منه الراويان المذكوران في ترجمته، لكن ذكر في ترجمة أبي أُبيٍّ أنه تحول إلى الشام، ولم يُذكر تحول من أي بلد، ولو قلنا أنهما واحد، فيجمع بين الترجمتين بأن يقال: تحوّل من مصر إلى الشام، ومن ثَمَّ سمع منه أيوب بن قطن، وعبادة بن نسي.

و إبراهيم بن أبى عبلة، تلميذ أبي أبيٍّ، جاء في ترجمته: كان الوليد بن عبد الملك يوجهه إلى بيت المقدس يقسم فيهم العطاء.

ولذلك أرد على الحجوري بأسلوبه نفسه: "لو نظر الحجوري في مجرد الرواة عن هذا وهذا، وعقد دراسة على الأساس الذي يتعلَّمه البادئون في علم البحث عن معرفة المشايخ والتلاميذ من الرواة؛ لوضح له أن الرواة عنهما كلهم من الشام، وأن أبي بن عمارة سكن مصر، ولم يأت أنه ذهب إلى الشام، لكن جاء في ترجمة أبي أبي أنه تحول إلى الشام، وحيث إنَّا رجحنا أنهما واحد وليسا اثنين، فيقال إن ترجمة الأول تكمل ترجمة الثاني، ويقال: إنه تحول من مصر إلى الشام، والله أعلم.

ü** الوجه الرابع: أنه جاء في ترجمة أيوب بن قطن في الجرح والتعديل (1-1-254): "روى عن ابن عبادة.

سمعت أبي يقول: هو عن ابن امرأة عبادة بن الصامت وهو عبد الله بن أم حرام"، وأيوب بن قطن مذكور في تلامذة أبي بن عمارة.

وفي ترجمة أبي بن عمارة: "ويقال: ابن عبادة"، وفي ترجمة أبي أبيٍّ من الجرح والتعديل (5/117): "عبدالله بن عمرو ابن أم حرام أبو أبي ابن امرأة عبادة بن الصامت الشامي له صحبة وأم حرام كانت امرأة عبادة وكانت خالة أنس بن مالك".

قلت: وهذا واضح أن "أبي بن عمارة" ينسب أنه "ابن عبادة"، وأبو أبيٍّ هو ابن امرأة عبادة بن الصامت، وقد يقال عن ابن امرأة الرجل أنه ابنه تنزلاً؛ حيث إنه ربيبه يربى في حجره.

ومن ثَمَّ فإن أبي بن عمارة هو ابن عبادة، أي: ابن امرأة عبادة، وهو أبو أبيٍّ.

وقد رجَّح هذا: أبو نعيم، والمزي، وابن كثير.

وقال الحجوري في خلاصة أخطاء الشيخ ربيع في استدراكه: "قوله "إلا أن صاحب الاستيعاب ذكر له حديثًا آخر"، والواقع أن ابن عبدالبر ما ذكر له في الاستيعاب غير حديث المسح على الخفين الذي أوله أنه صلى إلى القبلتين".

قلت: قال ابن عبدالبر في الاستيعاب في ترجمة أبي بن عمارة: "روي أن رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ صَلَّى فِي بيت أَبِيهِ عُمَارَة القبلتين، وله حديث آخر: عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ في المسح على الخفين".

قلت: ظاهر عبارة ابن عبدالبر أن له حديثين كما قال الشيخ ربيع، ومن نظر في طرق حديث المسح على الخفين ظهر له كنه عبارة ابن عبدالبر.

قال الدارقطني في سننه (1/365) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ* نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ نا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ نا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَزِينٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ قَطَنٍ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسِيٍّ عَنْ أَبِي هُوَ ابْنُ عُمَارَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي بَيْتِ عُمَارَةَ الْقِبْلَتَيْنِ، وَأَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمْسَحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ؟ قَالَ: «نَعَمْ»، قَالَ: يَوْمًا يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: «نَعَمْ» قَالَ: وَيَوْمَيْنِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «نَعَمْ وَثَلَاثًا»، قَالَ: ثَلَاثًا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ حَتَّى بَلَغَ سَبْعًا، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَمَا بَدَا لَكَ».

قال الدارقطني: "هَذَا الْإِسْنَادُ لَا يُثْبَتُ وَقَدِ اخْتُلِفَ فِيهِ عَلَى يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ اخْتِلَافًا كَثِيرًا قَدْ بَيَّنْتُهُ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ , وَأَيُّوبُ بْنُ قَطَنٍ مَجْهُولُونَ كُلُّهُمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ".

وراه أيضًا: أبو عبد الله الهمذاني الجورقاني في "الأباطيل والمشاهير والمناكير" (1/568)، وأَبُو الحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الصيرفي، ابْنُ الآبَنُوْسِيِّ البَغْدَادِيُّ (ت 457هـ) في مشيخته (17).

وقال الجورقاني: " هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ".

وجاء في رواية ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (4/163)، والطبراني في الكبير (1/202) من طريق يَحْيَى بْن إِسْحَاق السَّيْلَحِينِيّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَزِينٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ بْنِ قَطَنٍ الْكِنْدِيِّ، عَنِ* عَنِ ابْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيِّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ صَلَّى فِي بَيْتِهِ الْقِبْلَتَيْنِ جَمِيعًا.

قلت: وواضح الاختلاف بين الروايتين إسنادًا ومتنًا، ففي الأولى: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي بَيْتِ عُمَارَةَ الْقِبْلَتَيْنِ، بإثبات عُبَادَة بْنِ نُسِيٍّ بين أَيُّوبَ بْنِ قَطَنٍ، وأَبِي بْنُ عُمَارَةَ.

وفي الثانية: قال أَيُّوبُ بْن قَطَنٍ الْكِنْدِيِّ: عَنِ ابْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيِّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ صَلَّى فِي بَيْتِهِ الْقِبْلَتَيْنِ جَمِيعًا-، بإسقاط: عُبَادَة بْنِ نُسِيٍّ.

ففي الثانية: أنه صلى في بيت أبي بن عمارة، وفي الأولى أنه صلَّى في بيت أبيه عمارة.

ومن ثم اعتبرهما ابن عبدالبر حديثين لهذا الاختلاف، كما هي طريقة المتقدمين أنهم كانوا يعتبرون الروايات المختلفة للحديث الواحد أحاديث.

وبذلك تدرك خطأ الحجوري في قوله في "الإجابة" (ص44): "وهذه اللفظة من الحديث ليست حديثًا ثانيًا له، بل هي مخرجة في صدر هذا الحديث الواحد، وهي منه متصلة به سندًا ومتنًا، وإليك الحديث بسنده ومتنه قال أبو داود... -وساق إسناده ومتنه-".

وذلك أن اللفظة التي أشار إليها ابن عبدالبر تختلف عن المتصلة في رواية أبي داود.

ü** وأما قول الحجوري في الخطأ الثالث من أخطاء الشيخ ربيع: "مخالفته لنصوص الحفَّاظ بغير حجَّة، فالحفَّاظ قد نصُّوا على أن هذا الصحابي أبي بن عمارة ليس له إلا هذا الحديث.."، ثم ذكر أقوال المزي، وابن حجر، وابن عبدالبر.
قلت:قد أتيت لك بالحجج على أن أبي بن عمارة هو أبو أبيٍّ بن أم حرام، فهل تقبلها؟!

ü** وليعلم الحجوري أن عدَّ الاثنين فأكثر واحدًا، أو عدّ الواحد اثنين فأكثر: جادة مطروقة ليست مستغربة، وقع فيها عددٌ من الأئمة العظام، فأخطؤوا في هذا الباب، وقد أورد الخطيب البغدادي في "مُوضِح أوهام الجمع والتفريق" أمثلة عديدة عنهم، حيث أورد أوهامًا لعدد من أئمة الحديث في باب الجمع والتفريق، منهم:
1.*** الإمام البخاري، أورد له أربعة وسبعين وهمًا في كتابه التاريخ الكبير.
2.*** والإمام ابن معين، أورد له إحدى عشر وهمًا.
3.*** والإمام أحمد بن حنبل، أورد له أربعة أوهام.
4.*** والإمام علي بن المديني، أورد له وهمين.
وأورد لغيرهم نحو الأئمة: محمد بن يحيى الذهلي، ويعقوب بن سفيان الدوري، ومسلم بن الحجَّاج، وأبو داود، والدارقطني.
وعليه، فلا حجة في إيراد الأئمة المذكورين أبي بن عمارة حديثًا واحدًا في ترجمته، بناء على ظنّهم أنه يختلف عن أبي أبيّ بن أم حرام، أو بناء على توقفهم إلحاق هذا بذاك.
*

والله المستعان.
*

*
*

(الثاني) الأدرع السلمي:

*

قال الحافظ في الإصابة (1/83) : "الأدرع السلمي ، روى له ابن ماجه ...* قال ابن منده: غريب لانعرفه إلا من هذا الوجه.

قلت: فيه موسى بن عبيدة الربذي، وهو ضعيف، وقد رويت القصة من طريق زيد بن أسلم عن ابن الأدرع. والله أعلم".

وقال الحافظ (4/411): سلمة بن ذكوان، ويقال هو ابن الأدرع.

روى ابن مندة، من طريق هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن سلمة بن ذكوان، قال: كنت أحرس رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ذات ليلة... الحديث.

وأخرجه من وجه آخر، عن هشام، عن زيد، قال: قال ابن الأدرع.

وأخرجه أبو يعلى في أثناء مسند سلمة بن الأكوع، من طريق داود بن قيس، عن زيد بن أسلم، عن سلمة، ولم ينسبه.

وقد ظهر من رواية هشام بن سعد أنه ابن الأدرع لا ابن الأكوع.

ü** قال الحجوري في "الإجابة" (ص56): "وفي قوله: "فالله أعلم": إشارة إلى أنه هل الحديث حديث هذا أم حديث ذاك أم أنه رجل واحد وهم بعضهم فيه فزاد لفظة "ابن" فصار ابن الأدرع.
ولم يصرح في "إصابته" بشئ مما ادعاه المستدرك أن الحديث حديث ابن الأدرع، وأن موسى بن عبيدة وهم فيه بقوله ابن الأدرع".

ü** قلت: وقع في كلام الحجوري في هذا الموطن أوهام:
*

أولها: أنه زعم أن الشيخ ربيعًا نسب إلى الحافظ التصريح بأن الحديث حديث ابن الأدرع، وإنما قال الشيخ ربيع: "أشار إلى ذلك الحافظ"، وثَمَّ فرق بين الإشارة والتصريح.

ثانيها: أن الشيخ ربيعًا لم ينسب إلى الحافظ القول بأن موسى بن عبيدة وهِم فيه بقوله: الأدرع السلمي، وإنما هذا التصريح من قول الشيخ ربيع نفسه.

ثالثها: قول الحجوري بأن موسى بن عبيدة وهِم فيه بقوله: ابن الأدرع، فزيادة "ابن" هنا وهم منه.

والحجوري توَّسع في ذكر الفروق بين رواية الأدرع وابن الأدرع فيما لا طائل تحته؛ لأن هذه الفروق قد تكون معتبرة إذا صحَّت الروايتان وكان بينهما هذا التعارض في التسمية، لكن إن كانت الرواية المذكور فيها "الأدرع" إسنادها ضعيف، والأخرى إسنادها صحيح أو حسن على أقل تقدير، فهنا لا وجه لذكر هذه الفروق؛ لأن راوي الرواية الضعيفة وهِم فيها، فنتج عن وهمه هذه الفروق، والاعتماد على مَن حفِظ لا على مَن وهَم.

وأما احتجاج الحجوري بتفرقة الحافظ بين الأدرع وابن الأدرع، وأنه أثبت الصحبة لكليهما، فإنه من المعلوم من منهج الحافظ في الإصابة أنه جعل القسم الأول من كتابه فيمن وردت صحبته بطريق الرواية سواء عنه أو عن غيره سواء كانت الطريق صحيحة أو حسنة أو ضعيفة، ولذلك أورد الاثنين توفية لشرطه، لكن لا يعني هذا أنه يرجّح أن الروايتين واقعتان مختلفتان، كما تكلَّف الحجوري إثبات هذا.

ومن هذا الباب ترجم الحافظ للأدرع في التهذيب (1/194) وقال: "عداده في الصحابة له حديث واحد".

ولذلك صحَّ قول الشيخ ربيع: "والظاهر أن الحديث لابن الأدرع، وأن موسى بن عبيدة وهِم فيه بقوله: الأدرع".

وكذلك صحَّ قوله: "وعلى كل حال سواء كان هذا الحديث حديث الأدرع أو حديث ابن الأدرع فهو ثابت لما له من شاهد، فلا يصح إيراده في قسم الأحاديث الضعيفة وإذا كان الصواب أنه لابن الأدرع فهو صحيح".

وانتبه أيضًا إلى الفرق بين ابن الأدرع –الذي اختلف في اسمه-، وبين مِحجن بن الأدرع، وهذا الأخير ترجمه المزي في تهذيب الكمال بقوله: "محجن بن الأدرع الأَسلميّ. له صحبة. وكان قديم الإسلام، وهو الذي قال فيه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم "إرموا وأنا مع ابْن الأدرع.

رَوَى عَن: النَّبِيِّ صلى الله عليه وسَلَّمَ (بخ د س) .

رَوَى عَنه: حنظلة بن علي الأَسلميّ (د س)، ورجاء بْن أَبي رجاء الباهلي (بخ)؟ وعَبْد الله بْن شقيق.

سكن البصرة، وهو الذي اختط مسجدها، ويُقال: إنه مات فِي آخر خلافة معاوية.

روى له البخاري في "الأدب"، وأَبُو داود، والنَّسَائي".

وكذا ترجمه الحافظ في الإصابة (9/529)، لكن الحافظ وهم في نسبته رواية: " وَارْمُوا وَأَنَا مَعَ ابْنِ الْأَدْرَعِ" إلى صحيح البخاري، إنما أخرجها ابن حبان في صحيحه (4695) من طريق مُحَمَّد بْن عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَسْلَمُ يَرْمُونَ فَقَالَ: "ارْمُوا بَنِي إِسْمَاعِيلَ، فَإِنَّ أَبَاكُمْ كَانَ رَامِيًا، وَارْمُوا وَأَنَا مَعَ ابْنِ الْأَدْرَعِ" فَأَمْسَكَ الْقَوْمُ قِسِيَّهُمْ، وَقَالُوا: مَنْ كُنْتَ مَعَهُ غَلَبَ، قَالَ: "ارْمُوا وَأَنَا مَعَكُمْ كُلُّكُمْ"، وإسنادها حسن.

وإنما أبهم ابن الأدرع في راوية البخاري، وفيها: أن سَلَمَةَ بْنَ الأَكْوَعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى نَفَرٍ مِنْ أَسْلَمَ يَنْتَضِلُونَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ارْمُوا بَنِي إِسْمَاعِيلَ، فَإِنَّ أَبَاكُمْ كَانَ رَامِيًا ارْمُوا، وَأَنَا مَعَ بَنِي فُلاَنٍ».

يتَّبع إن شاء الله ...

*

*

وصلى الله على محمد وعلى آله وأصحابه وسلم.

*

وكتب

*

أبو عبدالأعلى خالد بن محمد بن عثمان المصري

*

10 شوال 1438

*

القاهرة - مصر
----------
المصدر من هنا

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, ردود

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013