"البَشَاشَةُ من أنوار القَلبِ" [جائتني على الواتساب] للشَّيخ محمَّد بازمول
بسم الله الرحمن الرحيم
"البَشَاشَةُ من أنوار القَلبِ"
[ جائتني على الواتساب ] للشَّيخ محمَّد بازمول.
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على نبيه المصطفى ، وعلى آله وصحبه ومن اقتفى.
أمابعد:
كثيرا ما يتحفنا الشيخ محمد عمر بازمول على الفايس بوك بمقالاته ومنقولاته كذلك على الواتساب ، ومما أعجبني في منقولاته المعنونة بـ : [ جاءتني على الواتساب ] . رسالة بعثت له بعنوان :البشاشه من أنوار القلب.
حيث قال فيها المرسِل :
البشاشه من أنوار القلب.
البَشَاشَة لغة : هي طلاقة الوجه، وقد بَشِشْت به، أَبَشُّ بَشَاشَةً، ورجل هَشٌّ بَشٌّ، أي طَلْق الوجه طيب (الصحاح 1/44)
البَشَاشَة اصطلاحا هي: طلاقة الوجه، مع الفرح، والتَّبسُّم، وحسن الإقبال، واللُّطف في المسألة ( الترغيب و الترهيب 1/73)
وردت أحاديث من السُّنَّة النَّبويَّة، تحثُّ على البَشَاشَة وطلاقة الوجه، ومن هذه الأحاديث:
- عن أبي ذرٍّ رضي الله عنه، قال: قال لي النَّبي صلى الله عليه وسلم:(لا تحقرنَّ من المعروف شيئًا، ولو أن تلقى أخاك بوجه طَلْق) رواه مسلم
- عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كلُّ معروف صدقة، وإنَّ من المعروف أن تلقى أخاك بوجهٍ طَلْق) رواه الترمذي و صححه الألباني
و المراد بقوله " بوجه طلق " : أي بوجه ضاحك مستبشر، وذلك لما فيه من إيناس الأخ المؤمن، ودفع الإيحاش عنه، وجبر خاطره، وبذلك يحصل التَّأليف المطلوب بين المؤمنين) (دليل الفالحين 2/356)
ومن الخطأ اعتبار البشاشه منافيه للورع والتقوى فقد عدها الرسول صلى الله عليه وسلم من جملة أفراد المعروف الذي يثاب عليه ..
بل قدمه بالذكر على بقيت أبواب الصدقات كما في قوله :
عن أبي ذر رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( تبسُّمك في وجه أخيك لك صدقة، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة، وإرشادك الرَّجل في أرض الضَّلال لك صدقة، وبصرك للرَّجل الرَّديء البصر لك صدقة، وإماطتك الحجر والشَّوكة والعظم عن الطريق لك صدقة، وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة) رواه الترمذي و صححه الألباني
قال ابن عيينة : " البَشَاشَة مصيدة المودَّة، و البِرُّ شيء هيِّن، وجه طليق، وكلام ليِّن. وفيه رَدٌّ على العالم الذي يصَعِّر خدَّه للناس، كأنَّه معرض عنهم، وعلى العابد الذي يعبِّس وجهه ويقطِّب جبينه، كأنَّه منزَّهٌ عن النَّاس، مستقذر لهم، أو غضبان عليهم.
قال الغزالي : ولا يعلم المسكين أنَّ الورع ليس في الجبهة حتى يُقَطَّب، ولا في الوجه حتى يُعَفَّر، ولا في الخدِّ حتى يُصَعَّر، ولا في الظَّهر حتى ينحني، ولا في الذَّيل حتى يُضَمَّ، إنَّما الورع في القلب " فيض القدير(3/226)
------------------------------
وعلقت على شيخنا في الفيس بوك :
ما أحوجنا في هذا العصر إلى هذا الخلق الذي قل أن تجده عند الإخوة مع بعضهم أو مع العوام إلا من رحم الله ، حتى أن بعض طلاب العلم الشرعي تراه عبوسا قل أن يبتسم و يحسب هذا أنه من الهيبة أو علو المنزلة ، نقول لمثل هؤلاء اتقوا الله فنبيكم محمد صلى الله عليه وسلم خير البشر كان دائم البشر جاء عن الحسين بن علي رضي الله عنهما مرفوعا : عن الحسن بن علي ، قال : قال الحسين : سألت أبي عن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم , في جلسائه ، فقال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم , دائم البشر ، سهل الخلق ، لين الجانب ، ليس بفظ ولا غليظ ، ولا صخاب ولا فحاش ، ولا عياب ولا مشاح ، يتغافل عما لا يشتهي ، ولا يؤيس منه راجيه ولا يخيب فيه ، قد ترك نفسه من ثلاث : المراء , والإكثار , وما لا يعنيه ، وترك الناس من ثلاث : كان لا يذم أحدا , ولا يعيبه ، ولا يطلب عورته ، ولا يتكلم إلا فيما رجا ثوابه ، وإذا تكلم أطرق جلساؤه ، كأنما على رءوسهم الطير ، فإذا سكت تكلموا لا يتنازعون عنده الحديث ، ومن تكلم عنده أنصتوا له حتى يفرغ ، حديثهم عنده حديث أولهم ، يضحك مما يضحكون منه ، ويتعجب مما يتعجبون منه ، ويصبر للغريب على الجفوة في منطقه ومسألته , حتى إن كان أصحابه , ويقول : إذا رأيتم طالب حاجة يطلبها فأرفدوه ، ولا يقبل الثناء إلا من مكافئ ولا يقطع على أحد حديثه حتى يجوز فيقطعه بنهي أو قيام " .[ الشمائل المحمدية للترميذي] .
اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا أنت.
أبو عبد السلام جابر البسكري
الخميس17 ذو الحجة 1436 هجري
التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد السلام جابر البسكري ; 01 Oct 2015 الساعة 06:05 PM