منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 01 Jan 2016, 11:28 PM
أبو الحسن نسيم أبو الحسن نسيم غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2015
الدولة: الجزائر العاصمة
المشاركات: 390
افتراضي أهمية الزهد لطالب العلم وطرق تحصيله وبيان نماذج من الدعاة عند تضييعه



الحمد لله رب العالمين،والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين،وعلى آله وصحبه أجمعين،أما بعد:
فمن العلم العظيم الذي يعتني به المسلمون عموما وطالب العلم بوجه الخصوص علم الزهد الذي يرقق قلبه ويصلح نفسه بالرغبة في الدار الآخرة والجفاء عن دار الدنيا وعدم الركون إليها ولا إلى أهلها ومتعها وزينتها،فكم نحتاج والله إلى هذا العلم الشريف الذي نفعه عظيم وثمرته مباركة قال الشيخ عبد الرزاق البدر-حفظه الله- في تعليقه على القصيدة الهائية شريط1د2.15في بيان أهمية هذا العلم أعني علم الزهد:(وهذه القصيدة الهائية نظمها-رحمه الله- في باب شريف ومهم من العلم،وهو الزهد في الدنيا والتحذير من الافتتان بها، والتكالب عليها،وأن تكون أكبر هم المرء ،ومبلغ علمه ،وغاية مقصوده،وأن من كان كذلك أضرته الدنيا مضرة عظيمة ،وكانت سبب هلكته وحرمانه من الخير،والعلماء رحمهم الله تعالى قد كتبوا كتابات نافعة في هذا الباب ،ومؤلفات مفيدة مثل الإمام أحمد ،وابن المبارك ،ووكيع ،وهناد بن السري ،وغيرهم لهم مؤلفات في هذا الباب الزهد ،وهي مطبوعة ،ويستفيد منها طلاب العلم الفائدة العظيمة.وطالب العلم بحاجة إلى أن يقرأ ما كتبه أهل العلم في هذا الباب من أجل أن تتهذب نفسه، وأن يستقيم قلبه ،وأن تصلح حاله ،وألا يصاب بالإفتتان في الدنيا)،أحببت أن أنبه إخواني الكرام إلى طرق تحصيله ،وبيان الضرر البالغ للدعاة إلى الله إذا قصروا في هذا العلم ،وفرطوا فيه علما وعملا.

-فمن طرق ووسائل تحصيل هذا العلم الشريف:
1-تدبر القرآن الكريم الذي ضرب لها مثلا، وبين حالها ،وسرعة زوالها، وقريب انقضائها، وبين الوعد لمن زهد فيها ،والوعيد لمن آثرها ،وكذلك أحاديث النبي الكريم الذي أوضح حقيقتها ،والتأمل في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ،وأصحابه الذين ضربوا أروع الأمثال في الزهد ،قال ابن القيم-رحمه الله-في كتاب الفوائد ص137:( وَلِهَذَا نبذها رَسُول الله وَرَاء ظَهره هُوَ وَأَصْحَابه ،وصرفوا عَنْهَا قُلُوبهم، واطّرحوها وَلم يألفوها، وهجروها وَلم يميلوا إِلَيْهَا، وعدّوها سجنا لَا جنّة ،فزهدوا فِيهَا حَقِيقَة الزّهْد، وَلَو أرادوها لنالوا مِنْهَا كل مَحْبُوب،ولوصلوا مِنْهَا إِلَى كل مَرْغُوب، فقد عرضت عَلَيْهِ مَفَاتِيح كنوزها فردّها،وفاضت على أَصْحَابه فآثروا بهَا وَلم يبيعوا حظهم من الْآخِرَة بهَا ،وَعَلمُوا أَنَّهَا معبر وممر لَا دَار مقَام ومستقر، وَأَنَّهَا دَار عبور لَا دَار سرُور ،وَأَنَّهَا سَحَابَة صيف تتقشع عَن قَلِيل، وخيال طيف مَا استتم الزِّيَارَة حَتَّى آذن بالرحيل قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم:(مَالِي وللدنيا ؟إِنَّمَا أَنا كراكب قَالَ فِي ظلّ شَجَرَة ثمَّ رَاح وَتركهَا )وَقَالَ:( مَا الدُّنْيَا فِي الْآخِرَة إِلَّا كَمَا يدْخل أحدكُم إصبعه فِي اليم فَلْينْظر بِمَا ترجع )وَقَالَ خَالِقهَا سُبْحَانَهُ :(إِنَّمَا مثل حَيَاة الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَار السَّلَام وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) فَأخْبر عَن خسة الدُّنْيَا وزهَّد فِيهَا، وَأخْبر عَن دَار السَّلَام ودعا إِلَيْهَا وَقَالَ تَعَالَى {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ على كل شَيْء مُقْتَدِراً الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخير أملا} وَقَالَ تَعَالَى {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاع الْغرُور} وَقَالَ تَعَالَى
(زين لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالله وَعِنْده حُسْنُ المآب قل أؤنتبكم بِخَير مِنْكُم لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بالعباد)
وَقَالَ تَعَالَى {وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاة الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ}
وَقد تواعد سُبْحَانَهُ أعظم الْوَعيد لمن رَضِي بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنَّ بهَا وغفل عَن آيَاته وَلم يرج لقاءه، فَقَالَ {إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} وعيّر سُبْحَانَهُ من رَضِي بالدنيا من الْمُؤمنِينَ ،فَقَالَ :(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مالكم إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَة إلا قَلِيل )وعَلى قدر رَغْبَة العَبْد فِي الدُّنْيَا وَرضَاهُ بهَا يكون تثاقله عَن طَاعَة الله وَطلب الْآخِرَة .
وَيَكْفِي فِي الزهد فِي الدُّنْيَا قَوْله تَعَالَى:( أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يتمتعون) وَقَوله :(وَيَوْم نحشرهم كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَة من النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ وَقَوله كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لم يلبثوا إِلَّا سَاعَة من نَهَارٍ بَلاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ )وَقَوله تَعَالَى :(يَسْأَلونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا الا عَشِيَّة أوضحاها) وَقَوله {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَة} وَقَوله {قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فاسْأَلِ العادِّين قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تعلمُونَ} وَقَوله:( يوم يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقاً يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا عَشْراً نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا يَوْمًا )وَالله الْمُسْتَعَان وَعَلِيهِ التكلان).


2-كثرة التأمل في الدنيا وتقلباتها وتقلب حال أهلها،فلا تستقر لأحد من الناس مهما عمّر فيها وأوتي من كل ما يريد،لا بد من تنغيص وكدر مما يجعل العاقل لا يتعلق بها قال ابن القيم في زاد المعاد:ج4ص174:(لَوْ فَتَّشَ الْعَالَمَ لَمْ يَرَ فِيهِمْ إِلَّا مُبْتَلًى، إِمَّا بِفَوَاتِ مَحْبُوبٍ، أَوْ حُصُولِ مَكْرُوهٍ، وَأَنَّ شُرُورَ الدُّنْيَا أَحْلَامُ نَوْمٍ، أَوْ كَظِلٍّ زَائِلٍ، إِنْ أَضْحَكَتْ قَلِيلًا أَبْكَتْ كَثِيرًا، وَإِنْ سَرَّتْ يَوْمًا سَاءَتْ دَهْرًا وَإِنْ مَتَّعَتْ قَلِيلًا،مَنَعَتْ طَوِيلًا، وَمَا مَلَأَتْ دَارًا خِيرَةً إِلَّا مَلَأَتْهَا عَبْرَةً، وَلَا سَرَّتْهُ بِيَوْمِ سُرُورٍ إِلَّا خَبَّأَتْ لَهُ يَوْمَ شُرُورٍ، قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -: " لِكُلِّ فَرْحَةٍ تَرْحَةٌ، وَمَا مُلِئَ بَيْتٌ فَرَحًا إِلَّا مُلِئَ تَرَحًا " وَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ: " مَا كَانَ ضَحِكٌ قَطُّ إِلَّا كَانَ مِنْ بَعْدِهِ بُكَاءٌ ".
3-كثرة الدعاء والإلتجاء إلى الله سبحانه والضراعة إليه أن يسلمه من فتنها وشهواتها وملذاتها وما تصرف فيه العباد عن رضا ربهم وقد كان من دعوات النبي صلى الله عليه وسلم كما روى البخاري برقم 6390 وبوب له باب التعوذ من فتنة الدنيا عن عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا هَؤُلاَءِ الكَلِمَاتِ، كَمَا تُعَلَّمُ الكِتَابَةُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ البُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الجُبْنِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ نُرَدَّ إِلَى أَرْذَلِ العُمُرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا، وَعَذَابِ القَبْرِ» وفي سنن الترمذي 3502 من حديث ابن عمر قَالَ: قَلَّمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُومُ مِنْ مَجْلِسٍ حَتَّى يَدْعُوَ بِهَؤُلاَءِ الدَّعَوَاتِ لأَصْحَابِهِ: اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَا يَحُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعَاصِيكَ، وَمِنْ طَاعَتِكَ مَا تُبَلِّغُنَا بِهِ جَنَّتَكَ، وَمِنَ اليَقِينِ مَا تُهَوِّنُ بِهِ عَلَيْنَا مُصِيبَاتِ الدُّنْيَا، وَمَتِّعْنَا بِأَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُوَّتِنَا مَا أَحْيَيْتَنَا، وَاجْعَلْهُ الوَارِثَ مِنَّا، وَاجْعَلْ ثَأْرَنَا عَلَى مَنْ ظَلَمَنَا، وَانْصُرْنَا عَلَى مَنْ عَادَانَا، وَلاَ تَجْعَلْ مُصِيبَتَنَا فِي دِينِنَا، وَلاَ تَجْعَلِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا وَلاَ مَبْلَغَ عِلْمِنَا، وَلاَ تُسَلِّطْ عَلَيْنَا مَنْ لاَ يَرْحَمُنَا.
والشاهد في الحديثين أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستعيذ بالله من فتنة الدنيا التي يبذل فيها المرء دينه لأجل حطام الدنيا من مال أو جاه أو رئاسة أو غيرها،وكان يدعو الله بأن لا يجعل الدنيا أكبر همه ولا مبلغ علمه،فهي دعوات عظيمة يكررها العبد مستحضرا لمعناها وما دلت عليه من خير مفتقرا إلى ربه ومولاه موقنا أنه ضعيف ذليل لو وكل إلى نفسه والدنيا وكل إلى فساد.
4-كثرة التأمل في ما أخبر به ربنا وما جاء عن نبينا في وصف الجنة والنار وما يكون في القيامة من أهوال،فمتى تعلق القلب بتلك الدار زهد في هذه الدنيا الفانية وأخذ يتزود لذلك اليوم الذي يرجع فيه إلى الله، قال ابن القيم في الفوائد ص 136:( النّظر الثَّانِي النّظر فِي الْآخِرَة، وإقبالها ومجيئها وَلَا بُد ،ودوامها وبقائها ،وَشرف مَا فِيهَا من الْخيرَات والمسرات، والتفاوت الَّذِي بَينه وَبَين مَا هاهُنَا فهى كَمَال الله سُبْحَانَهُ {وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأبقى} فَهِيَ خيرات كَامِلَة دائمة، وَهَذِه خيالات نَاقِصَة مُنْقَطِعَة مضمحلة).
5-أن يستحضر العبد أنه لو زهد في الدنيا لن يفوته ما كتب له في هذه الدنيا،وكذلك الشأن لو تعلق بحطامها وحرص عليها وطلبها لم ينله منها إلا ما قدره الله له،فرب شخص زهد في الدنيا نال منها الشيء الكثير،ورب شخص سعى وراءها فلم يظفر منها بما أراده قال ابن القيم ج1ص253في طريق الهجرتين: (معرفته أن زهده فيها لا يمنعه شيئاً كتب له منها، وأن حرصه عليها لا يجلب له ما لم يقض له منها، فمتى تيقن ذلك وصار له به علم يقين هان عليه الزهد فيها، فإنه متى تيقن ذلك ،وثلج له صدره ،وعلم أن مضمونه منها سيأْتيه بقى حرصه وتعبه وكده ضائعاً، والعاقل لا يرضى لنفسه بذلك)

معاشر الإخوان،لقد أخبر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بفتنة الدنيا وأنها تغير القلوب ،وأن من فتنها المال والرئاسة وفي الحديث الذي رواه الترمذي 2376 بسند صحيح عن كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا ذِئْبَانِ جَائِعَانِ أُرْسِلَا فِي غَنَمٍ بِأَفْسَدَ لَهَا مِنْ حِرْصِ الْمَرْءِ عَلَى الْمَالِ والشرف لدينِهِ» صحيح الجامع 5621 فأخبر صلى الله عليه وسلم أن فساد الدين المرء بحرصه على الرئاسة والمال،ومما يبتلى به طالب العلم والداعية إلى الله هذه الصنوف من الفتن من أموال تجمع باسم الدعوة ومن رئاسة يحصلها فيقع في الباطل ويترك الحق،وكم وقع عبر التاريخ من أنواع الفساد في الدين بسبب الدنيا من رئاسة أو مال ،وفي تراجم كثير من هؤلاء عبر وعظات لمن ألقى السمع وهو شهيد،ومما أختم به مقالي كلام متين (يتعظ به طالب العلم ولا يأمن البلاء على نفسه )من إمام ناصح وعالم زاهد تكلم في رجلين وقعا في فتنة المال والله المستعان،فلا تأمنوا على أنفسكم معاشر أهل السنة واسألوا ربكم العافية وابتعدوا عن الدنيا فإنها فتنة لكل مفتون.

نقل الشيخ أبو عبد الأعلى في زيارته الأخيرة للمملكة عن الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي (الفوائد السنية من الرحلة إلى الديار السنية ،الجزء الأول )أنه قال عن الحلبي د24.33:(كان الحلبي يأخذ الملايين باسم مركز الألباني، والله الألباني ما له مركز).
وقال في الحجوري د26.30:(والله إنه يأكل بهذه الدعوة ملايين،صار مليونيرا يأخذها باسم الدعوة وباسم الجهاد،ثم يحوزها لنفسه،بنى قصرا في صنعاء بهذا المال،ولو كان نزيها ما اشترى نصف عمارة بهذا المال).
وأسأل الله بأنه الحي القيوم ذو الجلال والإكرام أن يعيذنا من فتنة الدنيا وأن يقبضنا إليه غير مفتونين إنه سميع مجيب.


التعديل الأخير تم بواسطة يوسف عمر ; 24 Jan 2018 الساعة 11:00 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02 Jan 2016, 10:35 AM
أبو عبد السلام جابر البسكري أبو عبد السلام جابر البسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
المشاركات: 1,229
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبد السلام جابر البسكري
افتراضي

جزاك الله خيرا أخي نسيم على هذه التذكرة .

قال أبو العتاهية :
رغيف خبز يابس تأكله في زاوية * وكوز ماء بارد تشربه من صافية
وغرفة ضيقة نفسك فيها خالية * أومسجد بمعزل عن الورى في ناحية
تقرأ فيه مصحفا مستندا لسارية * معتبرا بمن مضى من القرون الخالية
خير من الساعات في فيء القصور العالية * تعقبها عقوبة تصلي بنار حامية
فهذه وصيتي مخبرة بحالية * طوبى لمن يسمعها فهي لعمري كافية
فاسمع لنصح مشفق يدعى أبا العتاهية
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 02 Jan 2016, 12:14 PM
أبو الحسن نسيم أبو الحسن نسيم غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2015
الدولة: الجزائر العاصمة
المشاركات: 390
افتراضي

بارك الله فيك أخي جابر على المرور،وأسأل الله أن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح إنه جواد كريم.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 02 Jan 2016, 07:07 PM
إبراهيم بويران إبراهيم بويران غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 313
افتراضي

بارك الله فيك أخي نسيم على هذا التذكير المهم. جزاك الله خيرا.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 02 Jan 2016, 08:57 PM
أبو أنس محمد عيسى أبو أنس محمد عيسى غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 415
افتراضي

أحسن الله إليك أخي أبا الحسن موضوع مهم شكرا لك.
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 02 Jan 2016, 09:35 PM
أبو الحسن نسيم أبو الحسن نسيم غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2015
الدولة: الجزائر العاصمة
المشاركات: 390
افتراضي

بارك الله في الأخوين الكريمين إبراهيم ومحمد،زادكما الله توفيقا وسدادا.
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 02 Jan 2016, 09:57 PM
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 352
افتراضي

الله المستعان على دعاة الضلالة
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, أخلاق, تزكية, دعوة

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013