منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 16 Apr 2016, 11:08 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي حثُّ الأحبةِ على الاستغفارِ والتوبةِ (11)

حثُّ الأحبةِ على الاستغفارِ و التوبةِ

الحمدُ لله رب العالمين، و صلى الله و سلم على نبينا محمد الصادق الأمين، و على آله و صحبه أجمعين، و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد، فهذا مقال آخر من سلسلة حَثُّ الأحبةِ على الاستغفارِ و التوبةِ، نفعنا الله تعالى به.
ممن يشرع الاستغفار لهم
إن الله تعالى خلق الخلق، و جعل بينهم نسبا و أخوة و مودة، و لكل صنف حقوقه، يطيب العيش بأدائها، و الحفاظ عليها.
و إنه من تلك الحقوق، بل و أعظمها : الاستغفار للآخرين، إذ هي أمارة كمال المحبة و المودة بين الأشخاص، و دليل الرحمة و الشفقة بين العباد.
و قد جاء بيان هؤلاء أصحاب هذا الحق في شرعنا الحنيف، إما تصريحا أو تلميحا، و منه ما يستفاد من الأصول العامة لهذا الدين.
فمن ذلكم :
1 _ الاستغفار للوالدين :
قال الله تعالى عن إبراهيم عليه السلام {رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ} [إبراهيم 41].
و قال تعالى عنه {وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ } [الشعراء 86].
و قال تعالى عن نوح عليه السلام {رَّبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا} [نوح 28].
روى ابن أبي شيبة في مصنفه عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال : "إن الرجل لترفع له الدرجة في الجنة، فيقول : يا رب أنى لي هذه؟، فيقال : باستغفار ولدك لك". و في رواية : "إن الرجل ليرقى الدرجة". صححه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع (1617).
و له ايضا عن بريدة بن الحصيب قال : لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة أتى حرم قبر فجلس إليه، فجعل كهيئة المخاطب، وجلس الناس حوله فقام، وهو يبكي فتلقاه عمر، وكان من أجرأ الناس عليه فقال : بأبي أنت، وأمي يا رسول الله ما الذي أبكاك؟ قال : "هذا قبر أمي سألت ربي الزيارة فأذن لي، وسألته الاستغفار فلم يأذن لي فذكرتها فذرفت نفسي فبكيت" قال : فلم ير يوما كان أكثر باكيا منه يومئذ. صححه الإمام الألباني رحمه الله في أحكام الجنائز (209).
2 _ الاستغفار للإخوة :
قال الله تعالى {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [الأعراف 151].
3 _ الاستغفار للمؤمنين و المؤمنات :
قال الله تعالى {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ} [آل عمران 159].
و قال {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} [محمد 19].
قال الله تعالى {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ} [غافر 7].
و قال تعالى {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ} [الحشر 10].
روى الطبراني في مسند الشاميين عن عبادة بن الصامت، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة". حسنه الألباني رحمه الله في (6026).
4 _ الاستغفار للصحابة الكرام :
روى البخاري و مسلم عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " اللهم لا خير إلا خير الآخره فاغفر للأنصار والمهاجره ".
و في لفظ : "اللهم إن العيش عيش الآخره".
و للبخاري عن أنس أنس بن مالك، قال : حزنت على من أصيب بالحرة، فكتب إلي زيد بن أرقم، وبلغه شدة حزني، يذكر : أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "اللهم اغفر للأنصار، ولأبناء الأنصار".
ولمسلم زيادة على ذلك عن زيد بن أرقم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "اللهم اغفر للأنصار، ولأبناء الأنصار، وأبناء أبناء الأنصار".
5 _ الاستغفار لموتى المؤمنين :
روى مسلم عن عوف بن مالك قال : صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على جنازة، فحفظت من دعائه وهو يقول : "اللهم اغفر له وارحمه...".
روى ابن حبان في صحيح عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في الصلاة على الجنائز : "اللهم اغفر لحينا وميتنا، وشاهدنا وغائبنا، وصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا وأنثانا، اللهم من أحييته منا فأحيه على الإيمان، ومن توفيته منا فتوفه على الإسلام" صححه الإمام الألباني رحمه الله في أحكام الجنائز (138).
6 _ الاستغفار لمرضى المؤمنين :
روى النسائي في الكبرى عن أم سلمة، قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إذا حضرتم المريض فقولوا خيرا فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون فلما مات أبو سلمة قلت : يا رسول الله، كيف أقول؟، قال : قولي : "اللهم اغفر لي وله، وأعقبني منه عقبى حسنة فأعقبني الله منه محمدا صلى الله عليه وسلم" صححه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب و الترهيب (3489).
7 _ الاستغفار للعلماء :
روى أحمد في المسند عن قيس بن كثير قال : قدم رجل من المدينة إلى أبي الدرداء، وهو بدمشق، فقال : ما أقدمك، أي أخي؟ قال : حديث بلغني أنك تحدث به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال : أما قدمت لتجارة؟ قال : لا. قال : أما قدمت لحاجة؟ قال : لا. قال : ما قدمت إلا في طلب هذا الحديث؟ قال : نعم، قال : فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم، وإنه ليستغفر للعالم من في السماوات والأرض، حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، إن العلماء هم ورثة الأنبياء، لم يورثوا دينارا ولا درهما، وإنما ورثوا العلم، فمن أخذ به، أخذ بحظ وافر" حسنه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح الجامع (6297).
الاستغفار للمشركين و المنافقين
و في مقابل هذه الخصلة الفضيلة، و هي الاستغفار للمؤمنين، جاء نهي و زجر عن الاستغفار لغير المؤمنين، الذين حتى و إن حصل ذلك لهم فلن ينفعهم أبدا، و في هذا قال الله تعالى {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [التوبة 80]، و ما ذلك إلا لأن الله تعالى يغفر كل شيء إلا الشرك به حيث قال {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا} [النساء 48].
و قد جاء النهي عن ذلك صريحا في كتاب الله عز و جل حيث قال تعالى {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَىٰ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (113) وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِّلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ (114)} [التوبة 113-114].
روى البخاري و مسلم و غيرهما عن سعيد بن المسيب، عن أبيه أنه أخبره : أنه لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوجد عنده أبا جهل بن هشام، وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي طالب : " يا عم، قل : لا إله إلا الله، كلمة أشهد لك بها عند الله" فقال أبو جهل، وعبد الله بن أبي أمية : يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب؟ فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرضها عليه، ويعودان بتلك المقالة حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم : هو على ملة عبد المطلب، وأبى أن يقول : لا إله إلا الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أما والله لأستغفرن لك ما لم أنه عنك" فأنزل الله تعالى فيه : {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ} الآية.
روى أحمد في المسند و غيره عن علي، قال : سمعت رجلا يستغفر لأبويه وهما مشركان، فقلت : أيستغفر الرجل لأبويه وهما مشركان؟ فقال : أولم يستغفر إبراهيم لأبيه؟ فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فنزلت {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ} إلى قوله : {تَبَرَّأَ مِنْهُ} قال : "لما مات". قال الإمام الألباني رحمه الله في أحكام الجنائز (105) : إسناده حسن.
و روى الحاكم في المستدرك، عن علي رضي الله عنه، قال : سمعت رجلا يستغفر لأبويه، وهما مشركان، فقلت : لا تستغفر لأبويك، وهما مشركان. فقال : أليس قد استغفر إبراهيم لأبيه وهو مشرك؟ فذكرته للنبي صلى الله عليه وسلم فنزلت : {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَىٰ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (113) وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِّلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ (114)} [التوبة 113-114] حسن إسناده الإمام الألباني رحمه الله في أحكام الجنائز (105).
هذا و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه

يوسف صفصاف
09 رجب 1437

16 أفريل 2016

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
آداب, تزكية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013