رسالة وصلتني فأفرحتني.[ توبة أخ من شبهات الحلبي].

[أبو عبد السلام جابر البسكري]

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة وصلتني فأفرحتني.[ توبة أخ من شبهات الحلبي].

إن الحمد لله تعالى نحمده و نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمداً عبده ورسوله .
أمابعد :

ترددت في كتابة هذا الموضوع وبعد تفكير ، قلت في نفسي لعل هذه المقالة تكون سببا في تذكر من تذكر ورجوع بعضهم إلى الحق والتبصر ، فإن التوبة أمر واجب على كل من أذنب وحاد عن الطريق وتاخر ، فالتوبة أمر عظيم وشانها كبير وجليل ، فهي نقطة البداية لسلوك طريق الهداية للوصول إلى النجاة الأبدية جنات تلقى فيه الإله بالسلام والتحية .
يقول الشيخ بن عثيمين رحمه الله تعالى :
التوبة محبوبة إلى الله عز وجل: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}[البَقـَـرَة، من الآية: 222].
التوبة واجبة على كل مؤمن: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا}[التّحـْـريم، من الآية: 8].
التوبة من أسباب الفلاح: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}[النـُّـور، من الآية: 31]، والفلاح: أن يحصل للإنسان مطلوبه وينجو من مرهوبه.
التوبة النصوح يغفر الله بها الذنوب مهما عظمت ومهما كثرت: {قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }[الزُّمـَـر]. إهـ.
وقد قص علينا الله تعالى في كتابه أحوال التائبين وقبول توبتهم ، كقصة الثلاثة الذين خلفوا عن غزوة تبوك ، وصدقهم في التوبة ومنهم كعب بن مالك رضي الله عنه ، كيف صدق وصبر وتحمل حتى نزلت توبته وهنئه النبي صلى الله عليه وسلم على توبته
قال كعب رضي الله عنه : وانطلقت إلى رسول الله فيتلقاني الناس فوجا فوجا يهنونني بالتوبة يقولون لتهنك توبة الله عليك .
قال كعب حتى دخلت المسجد فإذا رسول الله جالس حوله الناس فقام إلي طلحة بن عبيد الله
يهرول حتى صافحني وهناني والله ما قام إلي رجل من المهاجرين غيره ولا أنساها لطلحة قال كعب
فلما سلمت على رسول الله قال رسول الله وهو يبرق وجهه من السرور أبشر بخير يوم مر عليك
منذ ولدتك أمك قال قلت أمن عندك يا رسول الله أم من عند الله قال لا بل من عند الله.
قال تعالى: {وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }[التوبة:118].
والله سبحانه يفرح بتوبة عبده ورجوعه إليه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم سقط على بعيره وقد أضله في أرض فلاة) متفق عليه .
وفي رواية لمسلم لله ( أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة، فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها، فأتى شجرة فاضطجع في ظلها، وقد أيس من راحلته، فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده، فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح).
قال تعالى { الا الذين تابوا واصلحوا وبينوا }
لقد اشترط الله تعالى لتوبة من الضلال اعلان التوبة والبراءة وتبيان الحق بإظهاره وكذلك تبيينه للناس وهذا مثال لرجوع أئمة السلف إلى الحق .
وهذا نموذج لبعض أئمة السلف ورجوعهم إلى الحق وتوبتهم من الباطل الذي كانوا عليه :
الإمام أبو الحسن الأشعري رحمه الله تعالى :
رجوع أبي الحسن الأشعري عن عقيدة الاعتزال إلى عـقيدة السلف الصالح.
قال ابن عساكر الدمشقي في كتابه (التبيين):قال ابن عزرة :
إن أبا الحسن الأشعري كان معتزليًا وأنه أقام على مذهب الاعتزال أربعين سنة وكان لهم إمامًا ، ثم غاب عن الناس في بيته خمسة عشر عامًا ، فبعد ذلك خرج إلى الجامع بالصرة وصعد المنبر ، بعد صلاة الجمعة وقال (معاشر الناس ، إني إنما تغيبت عنكم في هذه المدة لأني نظرت فتكافأت عندي الأدلة ولم يترجح عندي حق على باطل ، ولا باطل على حق ، فاستهديت الله تبارك وتعالى ، فهداني إلى ما أودعته في كتبي هذه وانخلعت من جميع ما كنت أعتقده ، كما انخلعت من ثوبي هذا ـ وانخلع من ثوب كان عليه ورمى به ـ ودفع الكتب إلى الناس ، فمنها كتاب (اللمع) وغيره من تواليفه ، فلما قرأ تلك الكتب أهل الحديث والفقه من أهل السنة والجماعة ، أخذوا بما فيها وانتحلوه ، واعتقدوا تقدمه واتخذوه إمامًا حتى نسب مذهبهم إليه ، فصار عند المعتزلة ككتابي (يعني أهل الكتاب من اليهود والنصارى) أسلم ، وأظهر عوار ما تركه فهو أعدى الخلق إلى أهل الذمة ، وكذلك أبو الحسن الأشعري أعدى الخلق إلى المعتزلة ، فهم يشنعون عليه ، وينسبون إليه الأباطيل ، وليس طول مقام أبي الحسن على مذهب المعتزلة مما يفضي به إلى انحطاط المنزلة ، بل يقضي له في معرفي الأصول بعلو المرتبة ، ويدل عند ذوي البصائر له ، على سمو المنقبة ، لأن من رجع عن مذهب كان بعواره أخبر، وعلى رد شبه أهله وكشف تمويهاتهم أقدر ، وبتبيين ما يلبسون به لمن يهتدي باستبصاره أبصر
وغير بعيد عن أبي الحسن الأشعري نجد قصصاً كثيرة لمن حادوا عن الحق ثم تابوا إلى الله في آخر حياتهم.
ذكر ابن تيمية أن أبا حامد الغزالي تاب في آخر عمره عما كان فيه ،و رجع عن طريقة المتكلمين و الفلاسفة و الصوفية إلى طريقة أهل الحديث ، بعدما يئس من طريقة أولئك ،و تفرّغ للاشتغال بصحيحي البخاري و مسلم ،و مات و هو يشتغل بهما . كما قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله تعالى في شرح النونية الذي يتوب أحب إلينا من الذي لا يتوب .

وهذه رسالة وصلتني

منذ وقت ليس ببعيد وصلتني رسالة ففرحت بها جدا فرحي لتوبة الله على أحد الإخوة الذين كنا نحبهم في الله قبل زمن الذي أزبدت فيه الشبه وتخطفته أيدي الأهواء وجالت به قواعد الحلبي الضال في دياجير الظلام فأصبح حيرانا يريد الحق ولكن أهل الباطل حالوا بينه وبين التوبة.
قال التائب ولن أذكر إسمه : وسأستعمل مكان إسمه كلمة التائب.
من التائب إلى إخي في الله : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
..... وبعد أحمد الله على نعمة الاسلام والسنة ......وهذا بيان لموفقي من الحلبي ....فبعد توفيق الله الذي يسر لي المزيد من الاطلاع وشرح صدري للحق تبين لي حال علي حسن الحلبي الذي خالف الكتاب والسنه وماكان عليه السلف الصالح ....وأنا أقول بقول العلماء بتبديعه وتحذير الناس منه ومن منهجه المنحرف .
وأقول أيضا بتبديع كل من بدعه العلماء الأمناء أهل السنة والأثر كأمثال إبراهيم الرحيلي والحجوري .....وغيرهم ممن خالف منهج السلف الصالح
وأقول بما قاله العلامة المحدث الشيخ الألباني أن حامل لواء الجرح والتعديل في العصر هو والدنا وإمامنا وعالمنا الشيخ العلامة الجاهد ربيع بن هادي عمير المدخلي حفظه الله وأمد الله في عمره
وأستغفر الله وأتوب إليه وأتبرأ من كل ما كتبته بيدي أو نطق به لساني أو وزعته بين الناس وهو مخالف لما عليه أهل السنة السلفيين سواء بقصد أو بغير قصد ظنا مني أني أن أنشر في كلام العلماء لدرء الفتنة وجمع الكلمة .
وأنا عازم بإذن الله كما نشرت من كلام أهل العلم ما فرح به ممن هو على أصول الحلبي ممن يعلم حاله ويعتقده منهجا أو ممن غرر بهم ولبس عليه ..........أن أنشر مايفضح الحلبي .......ويبين مكانة علم الجرح والتعديل .........وأقوال العلماء في التحذير من أهل البدع ، وثناء العلماء للعلامة المجاهد قامع البدعة وناصر السنة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى
أخي كتبت لك هذا الكلام ..... أولا :من باب فأما بنعمة ربك فحدث....
ثانيا :أن من شروط التوبة البيان وأنت ممن تكلمت معك في هذا الأمر فلابدلي أن أبين لك موقفي
ثالثا :أن الرجوع إلى الحق شرف وشجاعة ورجولة..........
رابعا :...ينبغي إحسان الظن بإخواننا الذي نعرفهم بحبهم السنة ولعلماء السنة وخاصة حبهم للشيخ ربيع بن هادي المدخلي ......فهولاء لا يعارضون الحق ولكن لم يصلهم أو لم يتبين لهم أو قصروا وهم لايعلمون أنهم مقصرون ....فهولاء كان ينبغي الجد والاجتهاد في إيصال كلام العلماء الواضح الجلي إليهم ....كمايجتهد أهل الباطل في نشر باطلهم وإضلال الناس بل زرع الشبه في أوساط السلفيين ليفرقوهم.
وفي الختام أسأل الله أن يجمع كلمتنا على الحق ويهدي قلوبنا لمعرفة الحق واعتقاده والدعوة إليه ونصرته والذب عنه وكشف مخالفيه.
أخي جابر أحبك في الله
كتبه أخوك : التائب.
يوم: السبت 21 ذي القعدة 1436هجري الموافق ل05 سبتمبر 2015

وكان ردي على الرسالة كالتالي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
والله وبالله وتالله فرحنا كثيرا بحبيبنا التائب
واعلم أني أحبك في الله
وأبادلك الحب فيه : أحبك الله الذي أحببتنا من أجله
وأسال الله أن يجمعنا على الحق ويميتنا عليه ويجمعنا في الفردوس الأعلى من الجنة مع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام وعلمائنا السلفيين - آمين
وابشر فكل الإخوة استبشروا وفرحوا.
وان شاء الله صفحتنا أخوية بيضاء فأنت من الإخوة الذين كن نحبهم وقد عادت المحبة لمجاريها نسأل الله لنا ولك الثبات حتى الممات.

كتبه: أبو عبد السلام جابر البسكري
الخميس 1 جمادى الآخر1437 هجري.

[أبو معاذ عبد المجيد الجزائري]

" الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ"

[أبو الهيثم تقي الدين الأخضري]

الحمد لله رب العالمين

[أبو ياسر أحمد بليل]

الحمد لله هذا من فضل ربي ، جوزيت خيرا أخي العزيز جابر لا شك ولا ريب ان هذه النقول تثلج الصدور
زيادة وتاكيدا لما ذكرتم الحكمة يا احبتي والدعوة إلى الله بالتي هي احسن للتي هي أقوم
والله نفتقر للأسلوب الحسن
يقول العلامة السعدي رحمه الله في تفسير قول الله تعالى :
" قال رب اشرح لي صدري "
" رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي " أي: وسعه وأفسحه, لأتحمل الأذى القولي والفعلي, ولا يتكدر قلبي بذلك, ولا يضيق صدري, فإن الصدر إذا ضاق, لم يصلح صاحبه لهداية الخلق, ودعوتهم.
قال الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم " فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ " وعسى الخلق يقبلون الحق مع اللين وسعة الصدر وانشراحه عليهم.

[ابومارية عباس البسكري]

الحمد لله نعمة والله الذي هداه ووفقه للخير نسأل الله له الثبات وأن يمن على جميع المسلمين بالتوبة والرجوع من الاخطاء والزلل

[أبو عمر محمد]

الحمد لله أولاً و آخرا

[عز الدين بن سالم أبو زخار]

الله أكبر ولله الحمد، بارك الله فيكم وثبتنا الله جميعا على الكتاب والسنة على فهم سلف الأمة.
بشركم الله بالجنة.

[أبو عبد السلام جابر البسكري]

شكر الله لكم إخوتاه على المروزر والتعليق.
وما ارى إلا إن الحلبيين لا يعرفون ولا يفقهون شروط التوبة ، أن يقلع المرأ عن باطله الذي كان فيه ومعصيته التي كان يعملها ويستقيم أمره على الحق . وهل قواعد الحلبي إلا باطل لا بد أن يتبرأ منه ويقلع عنه ،و أما علماؤنا فهم على نهج السلف لم يبدلوا ولم يقعدوا قواعد مخالف لمنهج أسلافهم .
يريدوننا أن نطبق قواعد الحلبي على منهج السلف ،ونحن نريدهم أن يطبقوا منهج السلف على الحلبي وقواعده،ومن هنا تعلم من هو المتبع من المتعصب المقلد المبتدع.

[أبوعبد الله مهدي حميدان السلفي]

الحمد لله ، وفق الله (( التائب)) وبارك فيه وثبته على الحق حتى يلقاه