منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01 Apr 2010, 03:47 PM
رائد علي أبو الكاس رائد علي أبو الكاس غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
الدولة: فلسطين
المشاركات: 90
افتراضي نجاحنا و قوتنا في و حدتنا على عقيدتنا و منهجنا

بسم الله الرحمن الرحيم

نجاحنا و قوتنا في و حدتنا على عقيدتنا و منهجنا

الحمد لله رب العالمين , و الصلاة و السلام على نبينا محمد , و على آله و صحبه أجمعين .
إنّ مما تعاني منه الأمة الإسلامية , التفرق و الاختلاف في عقيدتها و منهجها الذي أدّى إلى الضعف و التعـصـب و التقليد و اتباع العوائد السيئة التي كانت سبباً في تمزيق الأمة شيعاً و أحزاباً, و كلُّ ذلك أثّر في وحـدة الأمـة , و ساهم في تمزيقها و تشتيتها و تفريقها و إضعافها , و زوال مكانتها و هيبتها بين الأمم .
إنّ هذه المنهجية الخاطئة أدت إلى ظهور الفرق , و اختلاف المناهج و العقائد و التصورات و القيم ,لأنّ أصحاب هذا المنهج الفاسد قدّموا أهواءهم على الشرع , ثم حاولوا جاهدين أنْ يستدلوا على أهوائهم و تفرقهم بتحريفهم للنصوص و الأدلة الشرعية لتوافق ما هم عليه من البدع و الأهواء , و اعتمدوا على آرائهم و عقولهم في تقرير ما هم عليه من الباطل .
إنّ اتباع الأهواء شتت جهوداً ضخمة , و أمرض قلوباً كانت حية , و نتج عن تفشيه نتائج و خيمة و أمور جسيمة.
و إذا كانت هذه الفرقة هي طريق الانحطاط التي كان لها الأثر المباشر في تمزيق الأمة و تفريقها و اختلافها , ففي اتحاد الأمة و اتفاقها على أسس متينة من دينها و اعتصامها بكتاب ربها , و سنة نبيها و تحقيق الأخوّة الإيمانية فيما بينها , قال تعالى :"وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ "
(103 سورة آل عمران)
و قال تعالى :"إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ"
(10 سورة الحجرات)
فهذا الإسلام بعقيدته الصحيحة و منهجه السليم , جعل الأمم و الشعوب التي دخلت فيه أمة واحدة مترابطة ترابط الجسد الواحد , لا فرق بين العربي و العجمي ,إلا بالتقوى , قال تعالى:" {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ"
(13سورة الحجرات)
و قال – صلى الله عليه و سلم- :"ألا فضل لعربي على أعجمي و لا لعجمي على عربي و لا لأحمر على أسود و لا لأسود على أحمر إلا بالتقوى " ( رواه الإمام أحمد و إسناده صحيح )
و قال- صلى الله عليه و سلم - :"المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً"
( متفق عليه )
و قال – صلى الله عليه و سلم – لا تباغضوا و لا تقاطعوا و لا تدابروا و لا تحاسدوا و كونوا عباد الله إخوانا كما أمركم الله , و لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام "
( متفق عليه )
قال الشيخ ابن عثيمين– رحمه الله – في شرح الحديث :" لا تسعوا بأسباب البغضاء , و إذا وقع في قلوبكم بغض لإخوانكم فاحرصوا على إزالته و قلعه من القلوب "
( شرح الأربعين النووية ص 484 )
و قال الإمام ابن دقيق العيد – رحمه الله - :"أي تعاملوا و تعاشروا معاملة الإخوة و معاشرتهم في المودة و الرفق و الشفقة و الملاطفة و التعاون في الخير مع صفاء القلوب و النصيحة بكل حال "
( المصدر نفسه ص 498 )
و قال العلاّمة السعدي – رحمه الله - :" فعلى المؤمنين أن يكونوا متحابين متصافين غير متباغضين و لا متعادين , يسعون جميعاً لمصالحهم الكلية التي بها قوام دينهم و دنياهم , و لا يتكبر شريف على وضيع , و لا يحتقر أحدٌ فيهم أحداً " ( المصدر نفسه ص 499 )
و قال – صلى الله عليه و سلم - :" لا تختلفوا فإنّ مَنْ كان قبلكم اختلفوا فهلكوا "
( رواه البخاري )
إنّ المنهج النبوي هو طريق الوحدة و التعاون و التآخي بين المسلمين , و الاجتماع على البِر و التقوى طريق أهل السنة و الجماعة , الذين التزموا في كافة أمورهم بما كان عليه النبي – صلى الله عليه وسلم – و أصحابه مِنْ بعده , عقيدةً و منهجاً و علماً و سلوكاً و أخلاقاً و آداباً و عبادة و معاملة .
و الكتاب و السنة بفهم سلف الأمة, هما الميزان على الأقوال و الأعمال و المعتقدات و المناهج , و لا يتم اللقاء إلا بالإيمان بهما و تطبيقهما .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :" إنّ ما وافق كتاب الله و سنة رسوله الثابتة عنه , و ما كان عليه أصحابه فهو حق , و ما خالف ذلك فهو باطل "
( الفتاوى 11 / 582 )
و لا يمكن أن تتحقق وحدة المسلمين و قوتهم ما لم تجمعهم عقيدة و منهج الأنبياء و الرسل , فهذا السبيل هو الذي يصلح لجمع شتات المسلمين , و القضاء على الفرقة و المناهج الحادثة , و هذا يتطلب من كل مسلم نبذ المذاهـب و العقائد المخالفة لما كان عليه سلف الأمة , لأن العقيدة تشكل أساساً مهماً في بنا الفرد و المجتمع , فإذا كانت العقيدة فاسدة مشوهة , فإنّ البناء لا يستقيم و لا يستطيع أن يواجه الأعاصير و الفتن حتى ينهار .
فبهذه العقيدة, و هذا المنهج الرباني يتحقق التعاون و الإيثار و الرحمة و العفو و التسامح و التـكافـل و التـآزر و التزاور و التناصح بين الإخوة و الأحباب .
فإذا أخلص الإنسان , و تجرد لله- تبارك و تعالى- , و تدبر كتاب الله و سنة رسوله – صـلى الله عـليه و سـلم – و اتبع سبيل السلف الصالح , و اختار الرفقة الصالحة التي تعينه على طاعة الله , تحققت الأخوّة بين أفراد المسلمين , و قويت شوكتهم , و توارثوا الصدق و المودة و الاحترام و الثقة المتبادلة .
فإذا اختلفنا في العقيدة و المنهج , و الكل منا يؤمن بما هو عليه , فلا يمكن أن يسود الإخاء و التعاون و التناصر و التناصح و التزاور , و أصبح الكل منا ضحية لأنانيته و أهوائه, من أجل ذلك جعل الرسول– صلى الله عليه و سلم – العقيدة هي أساس الأخوة التي جمع عليها أفئدة الصحابة – رضي الله عنهم – دون الاعتبار لأي فارق إلا فارق التقوى و العمل الصالح .
و هذه العقيدة كانت حقيقة عملية تتصل بواقع الحياة و العلاقات القائمة بين الأنصار و المهاجرين , فكانت من أسباب قوتهم و نصرة الله لهم .
فصحة العقيدة و سلامة المنهج هما سر قوة الأمة , ومفتاح نجاحها و سعادتها , و هما الدواء الشافي لمن ابتُليَ بشيء من الهوى و حب الظهور و الشهرة .
فتربية النفس على التقوى و الخشية من الله – تعالى - ,و محاسبتها دائماً فيما يصدر منها , و الإكثار من استشارة أهل العلم , و استنصاح الآخرين من طلاب العلم الثقات , أصحاب الآراء الصحية الصائبة , و عدم الاستعجال في إصدار الأحكام , و الحذر من ردود الأفعال التي قد يكون فيها إفراط و تفريط و غـلو أو تقـصير , و جهل و بغي و عدوان و ظلم , فبهذه التربية يتجنب المسلم أسباب الفرقة و الاختلاف و مضلات الفتن .
و حتى لا تضعف شوكتنا , و تفشل دعوتنا , لابد أن نجتمع بعقيدتنا و منهجنا على دين الله متحابين , متعاونين على الخير , و ما سوى شرع الله موزون و ليس بميزان , و محكوم و ليس بحاكم , و العصمة حينئذٍ في التمسك بالسنة و عدم التنازع فيما بيننا .
قال تعالى :"وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ"
(46سورة الأنفال)
وأنّ ما عليه أهل الأهواء و البدع , و الغلاة من المتنطعين , مِن الأسباب التي ساهمت في نشأة كثير مِن الفرق الضالة و الطوائف المنحرفة , لأنّ أصحابها قدّموا أهواءهم على الشرع , و اعتمدوا على آرائهم و عقولهم القاصرة,لأجل ذلك كان علماء السلف يطلقون عليهم أهل الأهواء و البدع , و ما كان مِنْ أهل السنة و الجماعة إلا التمايز عنهم و الاجتماع على الدليل الصحيح الذي يجمِّع و لا يفرِّق , و أنّ أي شيء لم يقم عليه دليل و لا برهان , فإنّه باطل مرفوض .
فعلينا جميعاً أنْ نسعى جاهدين إلى وحدة الكلمة , و جمع القلوب , وأنْ نتلطف بالمسلمين لنأخذ بأيديهم إلى بر الأمان , فنكون بذلك قد حققنا قول الله – عزّ و جلّ - :"إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ" (10سورة الحجرات)
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
كتبه
سمير المبحوح
16 / ربيع الآخر / 1431 هـ

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013