قصيدة يُمدح بها الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ فبما يجيب؟ (مهم)

بسم الله الرحمن الرحيم، رب يسر وأعن
عرف عن الشيخ الفقيه المفسر أبي عبد الله محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ (ت: 1421هـ) التواضع، وقهر النفس، وزجر الطلاب عن التعالم، والغلو في الأشخاص.
ومن الأمثلة الواقعة للشيخ ـ رحمه الله ـ، والتي فيها فيها درس لنا، وتأديب، أن طالبا من محبي الشيخ ـ رحمه الله ـ ألقى قصيدة بحضرة الشيخ ـ رحمه الله ـ، قال فيها:

يَا أُمَّتِي! إِنَّ هَذَا اللَّيلَ يَعقُبُهُ


فَجرٌ، وَأَنوَارُهُ فِي الأَرضِ تَنتَشِرُ


وَالخَيرُ مُرتَقَبٌ، وَالفَتحُ مُنتَظَرُ


وَالحَقُّ رَغمَ جُهُودِ الشَّرِّ مُنتَصِرُ


وَبِصَحوَةٍ بَارَكَ البَارِي مَسِيرَتَهَا


نَقِيَّةٍ مَا بِهَا شَوبٌ وَلاَ كَدَرُ


مَا دَامَ فِينَا ابنُ صَالِحٍ شَيخُ صَحوَتِنَا


بِمِثلِهِ يُرتَجَى التَّأيِيدُ وَالظَّفَرُ

فما كان من الفقيه ـ رحمه الله ـ إلا أن قاطعه، وقال: "أنا لا أوافق على هذا البيت، لا لا أوافق؛ لأني لا أريد أن يُربَط الحقُّ بالأشخاص. كلُّ شخصٍ سيفنى، فإذا ربطنا الحقَّ بالأشخاص؛ معناه أنَّ الإنسان إذا مات قد ييأس النَّاسُ من هذا.
فأقول: إذا كان يمكنك الآن تبدِّل البَيت "مَا دَامَ فِينَا كِتَابُ اللهِ سُنَّةُ رَسُولِهِ"، هذا طيِّب".
ثم حاول الطالب إصلاح البيت الذي نسفه تواضع الشيخ ـ رحمه الله ـ، ولما عجز قريضه عن ذلك، أوقفه الشيخ ـ رحمه الله ـ، ثم قال:
"أنا أنصحُكم من الآن ـ وبعد الآن ـ: ألاَّ تجعَلُوا الحقَّ مربوطًا بالرِّجال؛ الرِّجال:
أوَّلاً يَضِلُّون؛ حتىَّ ابن مسعود يقول: "مَن كَانَ مُستَنًّا؛ فَلْيَستَنَّ بِمَن مَاتَ، فإنَّ الحيَّ لا تُؤمَن علَيه الفِتنَة"، الرِّجال إذا جعَلتُم الحقَّ مربوطًا بهم يُمكِن الإنسان يغترُّ بنفسه ـ نعوذ بالله من ذلك ـ، ويسلُك طرُقًا غيرَ صحيحة.
ولذلك؛ أنا أنصحكم الآن ألاَّ تجعلوا الحقَّ مقيَّدًا بالرِّجال؛ الرجل:
أوَّلاً: ما يَأمَنُ الإنسانُ ـ نسأل الله أن يثبِّتَنا وإيَّاكم ـ، ما يَأمَنُ الزَّلَل والفِتنة.
وثانِيًا: أنَّه سيَمُوت؛ ما في أحد سيبقى "وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ".
وثالثاً: أنَّ بني آدم بشَرٌ؛ ربما يغترُّ إذا رأى النَّاس ـ يعني ـ يبجِّلونه، ويُكرِمونَه، ويلتَفُّون حولَه، ربَّما يغتَرُّ ويظُنُّ أنَّه معصومٌ، ويدَّعي لنفسه العِصمة، وأنَّ كلَّ شيءٍ يفعله فهو حقٌّ، وكلُّ طريقٍ يسلُكه فهو مشروعٌ، فيحصُل بذلك الهلاك.
ولهذا امتدَح رجلٌ رجلاً عند النَّبِيِّ ـ عليه الصَّلاة والسَّلام ـ فقال: "وَيحَكَ، قَطَعتَ عُنُقَ صَاحِبِكَ"، أو قال: "ظَهرَ صَاحِبِكَ".
وأنا أشكر الأخ مقدَّمًا ـ وإن لم أسمع ما يقولُه فيَّ ـ على ما يُبدِيه من السُّرور نحوي، وأسأل الله أن يجعلني عند حسن ظنِّه أو أكثر، ولكن ما أحِبُّ هذا، وأنا أجازيك مجازاةً ـ إن شاء الله تعالى ـ: أسأل الله أن يجزيك عني خيرًا، وأن يُثِيبك".

أدب رفيع من الشيخ ـ رحمه الله ـ، وفي القصة هذه:
ـ أن الشيخ ـ رحمه الله ـ كان محبَّبًا عند طلابه، بل عند الناس أجمعين، وهذا من القبول الذي جعله الله ـ عز وجل ـ له، أسأل الله أن يكون من قول نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "إِذَا أَحَبَّ اللهُ عَبدًا" إلى أن قال: "ثُمَّ يُجعَلُ لَهُ القَبُولُ فِي الأَرضِ".
ـ أن الشيخ ـ رحمه الله ـ متواضع مع طلابه، ويحبهم، وذلك بين في استشارتهم بقراءة القصيدة، وإذنه للطالب بذلك.
ـ أن الشيخ ـ رحمه الله ـ ليس من عادته قراءة القصائد في مدحه أمام الناس، وهذا معلوم في دروسه، خلافا لما عليه بعض الناس؛ من قراءة القصائد في مجالسهم، بل السكوت عما فيها من مخالفات شرعية.
ـ أن الشيخ ـ رحمه الله ـ متواضع يقهر نفسه ـ نحسبه كذلك ـ، ولا يحب أن يمدح أمام الناس، وقد حدثنا الشيخ حسن ـ حفظه الله تعالى ـ أن الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ كان يضع البردة على رأسه وهو يمشي، ويقول: "كسرًا لنفسِي".
ـ أن الشيخ ـ رحمه الله ـ لا يعلق طلابه والناس أجمعين بالأشخاص، بل يعلقهم بالكتاب والسنة، وهذا هو مسلك العلماء قبله.

رحم الله الشيخ ابن عثيمين رحمة واسعة، وأسكننا وإياه فردوسه الأعلى.
كتبه أبو عبد الله ـ عفا الله عنه ـ.

بارك الله فيك أخي سليم على هذا النقل الطيب ورحم الله الشيخ ابن عثيمين رحمة واسعة

[سفيان]

بارك الله فيك

أسأل الله تعالى أن يرزقنا الصدق والإخلاص في القول والعمل، وأن يجعلنا ممن يقهر نفسه بالحق، ويعمل بما يقول من الحق.

بارك الله فيك أخانا الشيخ حسن,على هذا النقل المفيد,ورحم الشيخ ابن عثيمين رحمة واسعة,وقوله:

وَبِصَحوَةٍ بَارَكَ البَارِي مَسِيرَتَهَا

:
فيه لفظة الصحوة التي يستعملها الإخوان المسلمون,والتي توحي بأن الأمة الإسلامية كانت غائبة,وهذا فيه جحد لجهود العلماء,واتهام للأمة,-قال العلامة الفوزان- حفظه الله تعالى:أنا لي تحفظ على استعمال هذه الكلمة[الصحوة الإسلامية] وقد نشرت في الصحف أكثر من مرة-لما فيها من جحود للبقايا الصالحة من هذه الأمة,التي لا تخلوا منها الأرض إلى قيام الساعة ا.هـ الأجوبة المفيدة عن أسئلة المناهج الجديدة.){ص87}ولو قال:
وبدعوة بارك الباري مسيرتها لكان أحسن.
وأما البيت الذي أعجز الطالب قريضه أن يأتي به فيمكن أن يقال فيه:
مادام فينا كتاب الله سنَّة من///أرسى رواسي بها التوحيد يفتخر

[ابو عثمان هشام بن رابح الاثري]

بارك الله فيك شيخنا .ما احوجنا الى هذه المعاني العظيمة .

[معبدندير]

بارك الله فيكم

[أبو أحمد ضياء التبسي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن بوقليل

أسأل الله تعالى أن يرزقنا الصدق والإخلاص في القول والعمل، وأن يجعلنا ممن يقهر نفسه بالحق، ويعمل بما يقول من الحق.

جزاك اللهُ خيراً أخي حسن على طرحك الطيِّب

[أمين الجزائري]

جزاكم الله خير الجزاء
و ر حم الله الشيخ ابن عثيمين رحمة واسعة

[أبو الحارث وليد الجزائري]

جزاكم الله خيرا شيخ حسن وحفظكم الله
موضوع مفيد وهذا أوانه
فقد رأيت بعض من لا يكاد يذكر اسمه بين اثنين، يتطاول حبا في المدح والاطراء
وعِلمُه إن قلنا أنه حَصاة في جبال علم ابن عثيمين لأكثرنا.
فالله المستعان
وما أجمل أن يعرف كل شخص قدره؛ فيقف عنده ولا يتجازوه.

صدقت والله

( خلافا لما عليه بعض الناس؛ من قراءة القصائد في مجالسهم، بل السكوت عما فيها من مخالفات شرعية.)

[أبو عبد الله بلال يونسي]

قال الأستاذ محمد رحيل :
(فيه لفظة الصحوة التي يستعملها الإخوان المسلمون,والتي توحي بأن الأمة الإسلامية كانت غائبة,وهذا فيه جحد لجهود العلماء,واتهام للأمة,-قال العلامة الفوزان- حفظه الله تعالى:أنا لي تحفظ على استعمال هذه الكلمة[الصحوة الإسلامية] وقد نشرت في الصحف أكثر من مرة-لما فيها من جحود للبقايا الصالحة من هذه الأمة,التي لا تخلوا منها الأرض إلى قيام الساعة ا.هـ الأجوبة المفيدة عن أسئلة المناهج الجديدة.) {ص87} ولو قال:
وبدعوة بارك الباري مسيرتها لكان أحسن.)


الله الله عليك أيها الأستاذ ...

وقد ذكرتني هذه اللفتة بكلام الألباني وقد ذكر ما اصطلح عليه ( الصحوة) فأردف رحمه الله قائلا :

" صحوة اليقظان " ؛ وكأنها إشارة منه رحمه الله إلى ما يكتنف اليقظان عقيب صحوته من الدوخة والتمايل ؛ وبالخصوص إذا طالت غفوته ؛ والظاهر من سياق كلامه رحمه الله التعريض بأولئك الحزبيين والتكفيريين وليس السلفيين الصادقين ولا بعلمائهم ...

فما لي في ذا المقام إلا أن أذكر ما سبق إليه شيخ الشعراء فيك :"إن مما يزيد هذا المنتدى تشريفا أن فيه من الكتاب أمثال الأستاذ رحيل
الذي آتاه الله بصيرة بالأمور المخالفة للشرع , فهو لا يكاد تفوته شاذة ولا فاذة من الأخطاء العقدية واللغوية... وما أشار إليه الاستاذ رحيل من الانتقاد العقدي أصاب فيه كبد الحقيقة لكنه تلطَّف معك جدا , ولا أدل على ذلك من قوله ( فاخشى ) فما اجمل هذا الأدب الذي يحمل الأدب أولا مع الله ثم مع خلقه".

وذلك بعد اعتراضك على بعض ما جاء في رجز أخينا اليافعي حيث قلت :

"وقولك:

شـــعــركـم و الله يـعــلــو *** فــوق كـــــــل العاليات
هذا فيه إطراء زائد لأن لفظ العاليات, الألف واللام فيه لاستغراق جنس العاليات,وأكدتها أخي بــــ{كل} المفيدة للعموم فأخشى أن يكون هذا الخطأ عقديا فلا شك أن الله موصوف بالعلو فإذا قلت {فوق كل العاليات}تناول لفظك ذلك بطريق العموم والشمول ,فأرجو أن تغير ذلك اللفظ ,أعلم-بالتأكيد- أنك لم تقصد الخطأ , لكننا مأمورون بتصحيح الألفاظ إذا كانت مخالفة للصواب ".

وفقك أخي لكل خير ورزقنا ما رزقك من اهتمام بأمر المعتقد والغيرة على أسسه أن ترسى في ذا الزمان...[/size]

وأعانك الله للثبات على أدبك الراقي ومثله مديحة شيخ الشعراء بقوله فيك :"وما أشار إليه الاستاذ رحيل من الانتقاد العقدي أصاب فيه كبد الحقيقة لكنه تلطَّف معك جدا , ولا أدل على ذلك من قوله ( فاخشى ) فما اجمل هذا الأدب الذي يحمل الأدب أولا مع الله ثم مع خلقه".

وبارك الله في صاحب الموضوع وجزاه خير ما يجازي به عباده الصالحين

آمين آمين آمين

وقد ذكَّرَتني هذه الكلمات التي بثثتها بأيام الدراسة حين كان بعض الإخوان يسألون عن أحوال بعض الدعاة وأئمة المساجد فأقول لهم :
أهو متواضع ...
[/color]
فإن قالوا :

نعم

قلت لهم ممازحا بصدق :

ارفعوه

نعم نعم ...

فالتواضع رفعة لمن يعلم معناه ويتفقه في أحكامه ومرامي الشارع الحكيم إذ أمر بالتزامه ...

وأن التواضع أليق بالإنسان وما فطر عليه حتى يحارب أمراضا كثيرة بداخله تكتنفه فتفسد عليه عيشته لولا أنه يدفعها بأمثال هذي الأدوية اليقينية ...

نعم نعم ...

أو ليست من عند الحكيم العليم الخبير ...

جزى الله خيرا الأخ الشاعر (محمد رحيل) ـ حفظه الله ـ.
والعبرة ـ في الحقيقة ـ في رد فعل العلامة ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ.