منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 15 Jun 2017, 02:08 AM
أبو إكرام وليد فتحون أبو إكرام وليد فتحون غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
الدولة: الجزائر
المشاركات: 1,798
افتراضي الإنصاف عزيز إلا أنه أدب وخلق رفيع فإياك أخي ويا طالب العلم والانتصار للنفس !!!

بسم الله الرحمن الرحيم
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الإنصاف عزيز إلا أنه أدب و خلق رفيع
فإياك أخي و يا طالب العلم و الانتصار للنفس !!!

الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه . أما بعد :
أيها الإخوة الكرام ؛ فقد روى البخاري عَنْ عائشة رضي الله عنها، أَنَّهَا قَالَتْ:
«..وَمَا انْتَقَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِنَفْسِهِ إِلَّا أَنْ تُنْتَهَكَ حُرْمَةُ اللَّهِ، فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ بِهَا».
نعلم من خلال ذلك أن من الخُلُق العظيم لأشرف الأنبياء والمرسلين نبينا وإمامنا وسيدنا وقدوتنا محمد - صلى الله عليه وسلم - ألا ينتصر لنفسه أبدًا ، رغم ما تلقاه من صنوف الأذى من قومه و من المشركين كما جاء في السير .

فهذا من هديه و خُلقه النبوي العظيم الذي يقتضي منا متابعتهُ والاقتداء به في ذلك - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، و هو مطلوب من كل مسلم لنيل الثواب العظيم كما هو معلوم لقوله تعالى: ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ) .

إلا أن الغريب وما يحز في النفس أنك تتفاجأ بتصرفات و ردود فعل الكثير من الناس حتى ممن يحسبون من الأفاضل ، أو ممن يدعون بأنهم على المنهج الحق ، لكنهم لايتبعون هذا الخلق الرفيع ولا يتخلقون به مع غيرهم فتجد الواحد منهم يسارع دون تروي ودون تثبت ليظلم كل من خالفه أو رد عليه و لم يوافقه في مسألة ما ، لتجده متشكياً متسخطاً راميًا إياه بكل الفاظ الإستصغار و الإحتقار و الإستهزاء و القدح و يفجر في خصومته إلا من رحم الله .

لنقول لهؤلاء ،على رسلكم ...فليست هذه من أخلاق المسلم و طالب العلم !!! تواضعوا معاشر الإخوان لإخوانكم و انزلوا قليلا ، فالتعالي على الخلق لن يبني ولن يجدي نفعا ، إنما هو سبب للجفاء و التقاطع والتهاجر والتدابر بين أصحاب المنهج الواحد ، لكن أن نبين لهم بالقول الطيب و بإختيار أحسن الكلام و بالحكمة و نحاجهم بتمكينهم من الاطلاع على كلام أهل العلم حول المسائل التي لم يفهموها منا فذلك المطلوب .

فعلى كل من يهمه أمر تحقيق الأخوة الإيمانية ، و يحمل همّ ظهور و تقوية الدعوة إلى الله أن يلزم نفسه ويجاهدها كي تتخلص من آفات النفس و التي منها الإنتصار لها ، ويحاول بكل جهده التحلي بالإنصاف و تطبيقه في أرض الواقع من خلال تعامله مع الناس و خاصة مع إخوانه السلفيين ، رغم علمنا أنه صعب وعزيز لكن مع توفر الإخلاص والصدق سييسر الله الأمر بتوفيق منه ، و الله أعلم .

و حتى لا يفوتني ، وأرجو ان لا تكون حيدة مني عن الموضوع ، أحببت أن أنبه إلى أمر كل غايتي و أملي أن يرفع الى أهل العلم و إلى مشايخنا و طلبة العلم ليتلقى و يؤخذ على محمل الجد ، فقد تجلى للمتتبعين أكثر مما سبق أمر خطير ، وهو أن إهمال الاشتغال بالعمل الدعوي ميدانيا بتقديم النصح للناس مشافهة بالكلمة الطيبة و الألفاظ و المعاملة الحسنة و المميلة للقلوب ، و تركيز الإهتمام على وسائل التواصل الإجتماعي فقط ، نتج عنه عجز و عدم قدرة على الإحتكاك والمواجهة المباشرة مع الناس ، جعلنا نصطدم بمعاملات جافة و جفاء شديد في العلاقات و المعاملات الأخوية و تفشي أمراض القلوب كالتعالي و التعصب و التعالم و حب الظهور و الإنتصار للنفس و عدم الإنصاف و غيرها ، ما يشغل عن الإنتباه للحد و التصدي لما هو أسمى و أولى و أهم من ذلك ، ألا و هو إنتشار مظاهر الشرك والبدع و المعاصي في المجتمع ، حيث يكاد الملاحظ أن يجزم أن عامة الناس مشغولون عن التصفح و الإنتفاع بما يقدم في المواقع والصفحات العلمية والدعوية السلفية رغم جهود اصحابها و كثرتها في الشبكة ، فوجب تدارك الأمر من طرف الشباب السلفي عامة و العاملين في حقل الدعوة خاصة تجاه هذه الإنتكاسة الحاصلة وذلك بتعليم الناس أمور دينهم وإنقاص تلك المظاهر قدر المستطاع بعدم الاعتماد كلية على الانترنت و مواقع التواصل الاجتماعي ، و ما إزدهار و إنتشار الدعوة السلفية قبل ظهور وسائل التقاطع والتدابر الاجتماعي هذه إلا أكبر دليل على أن الأمر يحتاج تدقيق و مراجعة وإعادة حسابات و الله اعلم .

و في سياق الحديث حول التحذير من الإنتصار للنفس ، أقدم بعض ما تيسر جمعه من كلام أهل العلم :
قال الشيخ ربيع المدخلي -حفظه الله- :
"والله لو كُنت على الحَق وأنت تُريدُ أن تَشفِي قَلبكَ وغَليلَ حِقدك من إنسان
لكان هذا خطرٌ عليك وكان هذا دَليلا وبُرهانا أنك فاسدُ القلب" [ المجموع الرائق : ( ص437 ) ]
قال العلامة عبدالرحمن ‏بن سعدي - رحمه الله تعالى -:
" ‏صاحب الخلق الحسن يسلم غالبًا من الانتصار لنفسه والتعصب لقوله "
و قال الإمام إبن القيم رحمه الله في مدارج السالكين :
(( ان العبد يشتد فرحه يوم القيامة بما له قبل الناس من الحقوق في المال والنفس والعرض
فالعاقل يعد هذا ذخرا ليوم الفقر والفاقة. ولا يبطله بالانتقام الذي لا يجدي عليه شيئا.))

فلنسأل الله أن يجعلنا نغضب و ننتصر للحق دائما و أبدا لا لأنفسنا ولأهوائها و شهواتها وميولاتها .
.
و في الأخير ، أرجو أن لا تبخلوا علينا و على أنفسكم إخواني الأعزاء أيها الأفاضل
بالتكرم بمشاركاتكم بما ترونه سيثري الموضوع أو يصوبه ، وجزاكم الله خيرا .


أخوكم ومحبكم في الله أبو إكرام وليد فتحون
غفر الله له ولوالديه ولمشايخنا ولعلمائنا وللمسلمين.

التعديل الأخير تم بواسطة أبو إكرام وليد فتحون ; 15 Jun 2017 الساعة 11:05 AM
رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
متميز, تزكية


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013