تناقضات في تربية الأولاد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أردت أن أنقل لإخواني في هذا المنتدى بعض المقتطفات من كتاب تناقضات للشيخ عبد العزيز بن محمد بن عبد الله السدحان والتي تعني بشؤون الأسرة :
ومن التناقضات: الاهتمام بأمور الأولاد الدنيوية وإهمال تربيتهم تربية دينية صالحة :
أن ترى كثيرا ً من الآباء يستشعر مسؤوليته تجاه أولاده وأهل بيته فتراه يتعب ويكـدح ويجهـد نفـسه ليضمن الراحة لهم ولأجل توفير المأكل والمشرب والمسكن .
وإذا أصاب أحد أولاده مكروه رأيت أثر الحزن والهم عليه. وهذا كله من تمام شفقة الوالد على ولـده
وهو أيضا ً جزء من القيام بمسئولية الأب تجاه أبنائه.
ولكن الشيء الذي يستغرب أن ترى هذا الأب الشفيق الحريص على أولاده لا يحزن ولا يغضب إذا علم
أن ابنه لا يصلي ، أو يصاحب رفقة سوء ، أو يسمع الغناء، أو يقرأ ما يضره وإذا نوصح الأب في ذلك
قال: الهداية بيد االله والذي هدى الكبير يهدي الصغير إن شاء.
أليس هذا من التناقض؟
إن هذا الأب يحزن لو جاع أولاده ، ويصيبه الغم لو مرضوا ، ويتفطر قلبه لو نزلت بهم مصيبة ولكنه في
الوقت نفسه لا يشفق عليهم من سخط ربهم ، ولا يخشى عليهم من عقوبة خالقهم ، ولا يخاف عليهم
من نار وقودها الناس والحجارة عياذا ً بالله منها.
ومن التناقضات: عدم تربية الأولاد على التوحيد والخير والعبادة وتربيتهم على خلاف ذلك
ما يتعلق بتربية الأولاد ، فيلاحظ على بعض الآباء أنهم يلقنون أطفالهم ألفاظا ً جاهلية كالتفاخر بالأوطان والأنساب والأحساب أو يعودونهم حركات مستهجنة كالرقص مثلا ً ، فينشأ ذلك الطفل علـى تلـك الأمور. --- وينشأ ناشئ الفتيان فينا /// على ما كان عوده أبوه ---
والأدهى من ذلك أن أولئك الآباء يفتخرون بتلك التربية ويشيع في كل مجلس أن طفله يقول كذا ويفعل
كذا. ولو قلت لذلك الأب هل عودت طفلك على نطق كلمة التوحيد أو البسملة لاستثقل ذلك منـك وقال هو جاهل لا يفقه شيئا ً. أو أنه سيتعلم ذلك في المدرسة.
ومثل ذلك أيضا ً :
أن بعض الآباء يخوّف أطفاله بالذئب أو الكلب أو غيرهما فينشأ الطفل على ذلـك ويـصبح الـذئب والكلب عنده من أشد المخاوف في نفسه .
ولو أن ذلك الأب خوف أطفاله بالنار وشدة حرها وعد قعرها أو رغّبهم بذكر الجنة وما فيها من النعيم المقيم لصلح حالهم.
- عن أبي هريرة قال: أخذ الحسن بن علي - - تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيـه. فقـال
النبي- ) :-كخ كخ) ليطرحها .ثم قال : ( أما شعرت أننّا لا نأكل الصدقة) ذكر الحـافظ ابـن حجر رحمه االله تعالى في سياقه لفوائد الحديث: أن فيه تأديب للأطفال بما ينفعهم ومنعهم ممـا يـضرهم ومن تناول المحرمات وإن كانوا غير مكلفين ليتدربوا بذلك ... .
- وقال الإمام البيهقي رحمه االله تعالى في سننه: -( باب ما على الآباء والأمهات من تعليم الصبيان أمـر الطهارة والصلاة) ثم ساق في إسناده قول النبي - - (علموا الصبي الصلاة ابن سـبع واضـربوه عليها ابن عشر) .
- وقال ابن القيم رحمه االله تعالى : فإذا كان وقت نطقهم فليلقنوا ( لا إله إلا االله محمـد رسـول االله ) وليكن أول ما يقرع مسامعهم معرفة االله سبحانه وتوحيده وأنه سبحانه فوق عرشه ينظر إليهم ويـسمع كلامهم وهو معهم أينما كانوا ، وكان بنو إسرائيل كثيرا ً ما يسمون أولادهم ب(عما نويل) ومعنى هذه الكلمة: إلهنا معنا .
|