منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام » ركن الخطب المنبريّة والدروس العلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03 Sep 2016, 11:10 PM
أبو الرميصاء مصطفى قلي أبو الرميصاء مصطفى قلي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2016
المشاركات: 56
افتراضي تفريغ لخطبة بعنوان: " العشر من ذي الحجة " للشيخ أبو محمد عبد الخالق ماضي - حفظه الله -

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اتَّبع هداه. أمَّا بعدُ:

فهذا تفريغ لخُطبة جمعة و التي كانت بعنوان : العشر من ذي الحجة

للشيخ أبو محمد عبد الخالق ماضي - حفظه الله -

بمسجد الإصلاح - بالكاليتوس - الجزائر العاصمة

أسأل الله تبارك وتعالى أن ينفعنا بها و أن يجزي الشيخ خير الجزاء.


الخطبة الأولى:

إن الحمدَ لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذُ بالله مِن شرور أنفسنا ومِن سيئات أعمالنا، مَن يهده اللهُ فلا مضل له، ومَن يُضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران:١٠٢].
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء:١].
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب: ٧٠،٧١].

أمّا بعدُ:
فإن أصدقَ الحديثِ كتابُ الله، وخيرَ الهدي هدي محمد، وشرّ الأمور محدثاتها وكلَّ محدثة بدعة وكلَّ بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.

أمّا بعد:

فإن أعظم نعمة يتفضل بها ربنا جل وعلا على عباده هو مغفرة ذنوبهم والرضا عنهم ولهذا وجب على كل مسلم أن يشكر الله تعالى على ما تفضل به عليه وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقوم حتى تتورم قدماه فيقال: أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فيقول: "أفلا أكون عبدا شكورا" إن شكر النعم يكون بالقول ويصدق الشكر بالقول الشكر بالعمل كما قال الله تعالى لآل داوود عليه الصلاة والسلام ﴿اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا﴾ [سبأ:١٣]، وعلى كل حال فإن أي نعمة من نعم الله على العبد في دين أو دنيا تحتاج إلى شكر عليه ثم إن العبد إذا وفق إلى شكر تلك النعمة فتلك نعمة أخرى تحتاج إلى شكر ثاني ثم التوفيق للشكر الثاني نعمة أخرى تحتاج إلى شكر آخر وهكذا أبدا فلا يقدر العبد على شكر النعم ولهذا كانت حقيقة الشكر هي الاعتراف بالعجز عن الشكر كما قيل:

إذا كان شكري نعمةَ الله نعمةً ... علي له في مثلها يجب الشكر
فكيف بلوغ الشكر إلا بفضله ... وإن طالت الأيام واتصل العمر

وكان عليه الصلاة والسلام يعلم الصحابة سؤال الشكر من الله كما قال لمعاذ - رضي الله عنه - "يا معاذ إني لأحبك فلا تنسى أن تقول دبر كل صلاة اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك" أخرجه أحمد وأبو داود وهو صحيح، وإنا مما يشكر عليه العبد ربه سبحانه اغتنامه العمل الصالح الموافق تحصيله شرف الزمان وشرف المكان وإن أشرف الأيام عند الله تبارك وتعالى أيام عشر ذي الحجة التي صح فيها عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من حديث ابن عباس كما في صحيح البخاري أنه عليه الصلاة والسلام قال: "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله عزوجل من هذه الأيام [يعني أيام العشر]قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله، ثم لم يرجع من ذلك بشيء" رواه البخاري والترمذي وغيرهم وهو صحيح، وفي رواية للبيهقي قال: "ما من عمل أزكى عند الله ولا أعظم أجراً من خير يعمله في عشر الأضحى قيل ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء"، قال فكان سعيد بن جبير إذا دخل أيام العشر اجتهد اجتهاداً شديداً حتى ما يكاد يقدر عليه، وعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه – قال: "قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما من أيام العمل الصالح فيها أفضل من أيام العشر قيل ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله" رواه الطبراني بإسناد صحيح، وقد تُأول قول الله تعالى: ﴿وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ﴾ [البقرة:٢٠٣] من سورة البقرة ، وقوله تعالى: ﴿وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ﴾ [الحج:٢٨] من سورة الحج بأن المقصود "بالمعدودات" أيام التشريق و"بالمعلومات" الأيام العشر من ذي الحجة صح ذلك عن حبر الأمة عبد الله بن عباس كما في كتاب الطبراني وكذا عن الحسن قال الأيام المعلومات عشر ذي الحجة والمعدودات أيام التشريق ومثله عن قتادة وعطاء وأيضاً ورد في تأويل قوله تعالى: ﴿وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ﴾ [الأعراف:١٤٢] بأن المقصود بالعشر عشر ذي الحجة وهو منقول عن مجاهد كما في تفسير عبد الرزاق وكذا عند الطبراني في كتابه فضل عشر ذي الحجة من طريق الثوري عنه وقد أقسم الله تعالى بهذه الأيام لفضلها وشرفها فقال سبحانه: ﴿وَالْفَجْرِ (١) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (٢)﴾ [الفجر:١،٢] فقد أخرج بن جرير بإسناد صحيح عن عكرمة قال "الفجر" الصبح، "وليال عشر" عشر الأضحى، وعن قتادة في قوله تعالى: ﴿وَالْفَجْرِ (١) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (٢)﴾ [الفجر:١،٢]"قال: كنا نُحدَث أنها عشر الأضحى" أخرجه الطبراني وسنده صحيح، قال الحافظ بن رجب رحمه الله وقد دل حديث بن عباس على مضاعفة جميع الأعمال الصالحة من غير استثناء شيء منها وكون هذه العشر هي أفضل أيام الله تعالى لأنه لا يمكن اجتماع أعمال أركان الإسلام الخمسة إلا في هذه الأيام ففيها إعلان كلمة التوحيد عن طريق التلبية في الحج والتهليل في يوم عرفة وفيها إقام الصلاة والحض على الصدقات والندب إلى الصوم وفيها ما لا يوجد في غيرها من أيام العام كله وهو الحج إلى بيت الله الحرام واختصاص هذه الأيام بالحج دليل آخر على فضلها لأن هذه الفريضة العظيمة فيها من المنافع والفوائد ما لا يمكن حصره ولا عده ولهذا قال الله تعالى: ﴿وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (٢٧) لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ﴾ [الفجر:٢٧،٢٨] وجاءت منافع نكرة لبيان تعددها وتنوعها وكثرتها روى الشيخان من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "من حج البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه" وروى مسلم عنه رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لعمر بن العاص ـــ رضي الله عنه ـــ عند إسلامه أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها وأن الحج يهدم ما كان قبله" وقد حج النبي ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ حجته الوحيدة في السنة العاشرة من الهجرة النبوية وحج معه خلق كثيرون وقد بين لهم النبي - صلى الله عليه وسلم - عملياً كيفية أداء هذا النسك العظيم وأمر بتلقي كل ما يصدر عنه - صلى الله عليه وسلم - فقال:" خذوا عني مناسككم فلعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا" أخرجه مسلم، وفي مثل هذه الأيام نزل قول الله تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾ [المائدة:٣]، ففي الصحيحينِ " عن عمرَ بنِ الخطابِ - رضي الله عنه -، أنَّ رجلاً من اليهود قال له: يا أميرَ المؤمنينَ، آيةٌ في كتابِكُم لو علينا مَعْشَرَ اليهودِ نزلت، لاتًّخذنا ذلك اليومَ عيدًا، فقالَ: أيُّ آيةٍ؟ قالَ: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾ [المائدة:٣]، فقال عمرُ: إنِّي لأعلمُ اليومَ الذي نزلَتْ فيه، والمكانَ الذي نزلتْ فيه، نزَلَتْ ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قائِمٌ بعَرَفَةَ يوم الجُمعة"، وإن مما ينبغي العناية به في هذه الأيام ما يلي:

أولاً:
التوبة النصوح: وهي الرجوع إلى الله والإنابة إليه واستبدال العبد ما يكرهه الله منه بما يحبه منه من ترك المعاصي والذنوب والإخلال بالواجبات إلى فعل ما أوجبه الله تعالى ورضيه وترك ما نهاه عنه وزجره، قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا﴾ [التحريم:٨]، وقد ذكر ابن القيم أن النصح في التوبة يتضمن ثلاثة أشياء:
أولها: استغراق جميع الذنوب.
ثانيها: إجماع العزم والصدق.
وثالثها: تخليصها من الشوائب والعلل.

الأمر الثاني: الذي يكون في هذه الأيام المحافظة على الواجبات و المقصود الإخلاص فيها وإحسانها وذلك بأدائها على وفق السنة من مراعاة وقتها وسننها وآدابها وهو أهم ما ينشغل به المسلم فقد ثبت في الصحيح عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال الله تعالى: "وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه" فعلى المسلم أن يبادر إلى اغتنام هذه الأوقات المباركات التي يكون العمل المفضول في غيرها فاضلَ بل يفوق الدأب على فعل العمل الصالح فيها الجهاد في سبيل الله كما بين ذلك رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال الحافظ بن حجر رحمه الله "وفي الإتيان بالفرائض على الوجه المأمور به امتثال الأمر واحترام الآمر وتعظيمه وبالانقياد إليه وإظهار عظمة الربوبية وذل العبودية فكان التقرب بذلك أعظم العمل".

الأمر الثالث: الذي ينبغي أن يعتني به المسلم في هذه العشر أداء الحج والعمرة وهما واقعان في العشر باعتبار وقوع أغلب مناسك الحج فيه وقد رغب في ذلك رسول الله – صلى الله عليه وسلم - .

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول هذا وأستغفر الله لي ولكم.

الخطبة الثانية:

ومما ينبغي العناية به في هذه الأيام العشر الإكثار من الأعمال الصالحة فإن العمل الصالح محبوب لله تعالى في كل زمان ومكان ويتأكد في هذه الأيام المباركة وهذا يعني فضل العمل فيه وعظم ثوابه فمن لم يمكنه الحج فعليه أن يعمر وقته في هذه العشر بطاعة الله تعالى من الصلاة وقراءة القرآن والذكر والدعاء والصدقة وبر الوالدين وصلة الأرحام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك من طرق الخير وهذا من أعظم الأسباب لجلب محبة الله تعالى.

الخامس: الذكر وقد نوه الله به خصوصاً في قوله: ﴿وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ﴾ [الحج:٢٨]، والمقصود بالذكر هنا حمده وشكره سبحانه على ما رزقهم من بهيمة الأنعام ويدخل فيه كل ذكر من تكبير وتسمية على الأضاحي والهدي وغير ذلك ومما ينبغي العناية به في هذه الأيام التكبير قال الله تعالى: ﴿وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (١٨٥)﴾ [البقرة:١٨٥]، ويُسن إظهاره في المساجد والمنازل والطرقات والأسواق ويجهر به الرجال إعلانً بتعظيم الله تبارك وتعالى ولم يثبت في التكبير شيء مرفوعٌ إلى النبي – صلى الله عليه وسلم- وكان ابن مسعود - رضي الله عنه - يقول وهو من علماء الصحابة والمتحرين لسنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كان - رضي الله عنه – يقول: "الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد" رواه ابن أبي شيبة وسنده صحيح، وكان ابن عباس - رضي الله عنه – يقول: "الله أكبر الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر وأجلُّ، الله أكبر على ما هدانا" أخرجه البيهقي وسنده صحيح، وعن سلمان الخير – رضي الله عنه – قال: "كبروا الله، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كَبِيرا" أخرجه عبد الرزاق ومن طريقه البيهقي وسنده صحيح، قال الحافظ بن حجر رحمه الله بعد ذكر ما صح عن الصحابة من صيغ التكبير وقد أُحدث في هذا الزمان زيادةٌ في ذلك لا أصل لها" انتهى قوله، وأقول أنا بل هي زيادات كثيرة وجعلت هي الأصل وغيرها باطل نسأل الله السلامة والعافية والثبات على السنة، ولا يشرع مع القول بالجهر بالتكبير فعله جماعة بصوت واحد فإن هذا من المخترعات المبتدعات بل يكبر كل واحد لنفسه ومما ينبغي العناية به في هذه العشر الصيام وهو من جملة الأعمال الصالحة التي يفعلها المسلم في هذه الأيام وما يروى عن حفصة - رضي الله عنها – قالت:" أربع لم يكن يدعهن النبي - صلى الله عليه وسلم - : صيام عاشوراء، والعشر، وثلاثة أيام من كل شهر، والركعتين قبل الغداة " أخرجه أحمد والنسائي فهذا حديث ضعيف والمقصود صيام التسع أو بعضها لأن العيد لا يصام وأما ما اشتهر عند العوام ولاسيما عند النساء من صيام ثلاثة أيام الحجة يقصدون بها اليوم السابع والثامن والتاسع فهذا تخصيص لا أصل له.
ومما ينبغي العناية به في هذه العشر الأضحية وهي واجبة على الموسر أو سنة مؤكدة على قول جمهور أهل العلم وقد أمر الله جل وعلا نبيه – صلى الله عليه وسلم – فقال: ﴿ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (٢) ﴾ [الكوثر:٢]، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – "من كان له سعة ولم يضحي فلا يقربنا مصلانا" رواه أحمد وابن ماجة وغيرهما وهو حديث حسن، ومن أحكام الأضحية ما يلي:
- أن ذبحها يكون بعد صلاة العيد لما ثبت في الصحيحين عن البراء بن عازب - رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: من ذبح قبل الصلاة فليس من النسك في شيء وإنما هو لحم قدمه لأهله.
- الثاني: يجزئ من الضأن [أي من الكباش] يجزئ من الضأن الجذعة وهو ما أكمل سنة وهو قول الجمهور وقيل دونه ومن غيرها الثني والثني من الإبل ما أكمل خمس سنين وطعن في السادس ومن البقر والمعز ما استكمل سنتين وطعن في الثالثة.
يجوز تأخير الذبح لليوم الثاني والثالث بعد العيد إلى غروب شمس اليوم الثالث عشر من ذي الحجة لما ثبت عن النبي – صلى الله عليه وسلم - "كل أيام التشريق ذبح"، أقول يجوز تأخير الذبح إلى قبيل غروب الشمس من اليوم الثالث عشر من ذي الحجة لما ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - "كل أيام التشريق ذبح" وهو حسن بطرقه وشواهده، أيضا من أراد أن يضحي ودخل أول يوم من أيام العشر من ذي الحجة فلا يجوز أن يأخذ من شعره ولا من بشره وأظفاره شيء وقد ثبت النهي عن ذلك كما أخرجه مسلم وغيره عن أم سلمة – رضي الله عنها – ومن أحكام الأضحية ومن هديه – صلى الله عليه وسلم – أنه كان يختارها سليمة من العيوب وكان يستحسنه وأمر بالنظر إلى سلامة الأضحية ونهى نهي كراهة أن يضحى بالعضباء وهي ما قطع من أذنها أو قرنها النصف أو أكثر وأن لا يضحى بعوراء ولا مقابلة وهي التي شقت أذنها عرضا من الأمام ولا مدابرة وهي التي شقت أذنها عرضا من الخلف ولا شرقاء وهي التي شقت أذنها طولا ولا خرقاء وهي التي خرقت أذنها وثقبت ثبت النهي عن ذلك كله وأما الكبش الموجوء [أي الخصي] فيجوز التضحية به ومن أحكامها أيضا وكان – صلى الله عليه وسلم – يضحي بالمصلى كما روى ذلك البخاري وغيره عن ابن عمر رضي الله عنهما، ويستحب التكبير والتسمية عند الذبح.
سابعا: أفضل الأضحية ما كانت كبش أقرن فحل أبيض يخالطه سواد حول عينيه وفي قوائمه وهذا الذي استحبه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لنفسه كما في حديث عائشة عند مسلم، ومن أحكامه أيضا يستحب للمسلم أن يباشر أضحيته بنفسه وإن أناب غيره في ذبحها جاز ذلك، ومما يفعل في هذه الأيام العشر وهو خاص بيوم عرفة وأعمال يوم عرفة كثيرة.
أولها: صيام ذلك اليوم ففي صحيح مسلم قال: "صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده" وصومه إنما شرع لغير الحاج أما الحاج فلا يجوز له ذلك ويتأكد حفظ الجوارح عن المحرمات في ذلك اليوم ولا يخفى أن حفظ الجوارح فيه حفظ لصيام الصائم وحج الحاج فاجتمعت عدة أسباب معينة على الطاعة وترك المعصية.
ثانيا: من أعمال اليوم التاسع الإكثار من الذكر والدعاء قال النبي – صلى الله عليه وسلم – "خير الدعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" أخرجه مالك والترمذي وهو صحيح، ومن أعمال اليوم التاسع التكبير وقد سبق في بيان وظائف العشر أن التكبير فيها مستحب كل وقت في كل مكان يجوز فيه ذكر الله تعالى.
ومما يفعل في هذه الأيام صلاة العيد وهي سنة مؤكدة وتكون في اليوم العاشر من ذي الحجة والقول بوجوبها أقوى وأرجح فينبغي حضوره وسماع الخطبة وتدبر الحكمة من شرعية هذا العيد وأنه يوم شكر وعمل صالح.

أسأل الله تعالى أن يوفقني وإياكم للعمل الصالح وأن يوفقني وإياكم لخير القول والعمل وأن يتقبل منا سائر الطاعات وأن ييسر لنا سبل القربات وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


وفرغه/
أبو الرميصاء مصطفى قلي

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 04 Oct 2016, 05:27 PM
أبو عبد الله حيدوش أبو عبد الله حيدوش غير متواجد حالياً
وفقه الله
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
الدولة: الجزائر ( ولاية بومرداس ) حرسها الله
المشاركات: 759
افتراضي

وعليكم السلام و رخمة الله وبركاته حياك الله أخي الكريم وجزاك الله خيرا على ما تقدمه بوركت يمينك أبا الرميصاء
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013