قلبٌ بمن يهواه صبٌّ مغرمُ !!!!

[أبو عبد الرحمن العكرمي]

قلبٌ بمن يهواه صبٌّ مغرمُ !!!!


قلــبٌ بـمن يهــواه صبٌّ مغرمُ *** و هــوى الصّّبابة مَغْرمٌ لا مغنمُ

وهوى الــمحبّ بِمَنْ يودّ مـصيبة *** يــهوي و مِــنْ وُدٍّ له لا ينهمُ




هذا إذا كان الـمـحــبّ متـيّما *** برشيقــة و ظريفــة تــتنغَّمُ




و له من الدنيا صــفاء كـــامل *** و دوام عـــزٍّ مــعْهُ ثغرٌ باسمُ


بل كيف يهنى من يعيــش ببــلدة *** سَبَّتْ خيــار القـوم قومٌ أنجمُ


و بدا بــها للرفض بوق مـزعج *** و غـدا بــها للـكفر يومًا قدمُ


فاسمع سليلَ الـرفض و السّفه الذي *** عَــمَّ الـمجوس و من إليهم يسلمُ




و لتسمعي يا مــن شَـرَقْتِ بخيبة *** يـا صفـحة الإضـلال حينَ يُضَرَّمُ




و اسمع رئيس الرهـط رهْطِ خلاعةٍ *** أوصــاف قوم لــلمكارم أبرموا




صحب النبّيّ هموا الألى نقلوا الهدى *** لــم ينـثنـوا عن نصره لم يوجموا





و أتوا إلى الدّنيا فكانــت شمسهم *** شـمس الربيــع على الأنام تُعَمَّمُ




و بــهم غدت نار المجوس رمادة *** فخبت و هم قـوم إذا قامــوا همُوا


بالسـيف و القرآن كان جـهادهم *** فانظر إلــى الأفعالِ يــا من يفهمُ


قوم بليــل قــائـمون عبادةً *** و هموا إذا سَفَرَ الصــبّاح الــصُوَّمُ




و همـوا ببـدر مثل شهب أنزلت *** و الــقادسيّة بُـــزَّ فـيها الأَلْأمُ




فاذكر أبا بــكر و صدق أمانةٍ *** وهــو الــصديق إذا دهـاك الناقمُ


و اذكر لــفاروق و بأسا كاملا *** لا يــلوي عـن حقٍّ و لا هو يظلمُ


و اذكر حيّيا صاحب النّـورين في *** كــرم و جــود بـالغٍ لا يُعدمُ


و اذكر علـيًّا في القضاء و حكمُه *** يُــرْضِي مــخَاصِمَ نِدِّه و مخَاصَمُ


و كذاك كلّ الصحب صحب محمّد *** أكــرم بــهم ذا قـارئ ذا قائمُ


و نساؤهم و بــناتــهم في عفّةٍ *** إنّــي شــهدت كذا بربّي أقسمُ





هم خير أســلافٍ و قدوة صالحٍ *** إن سِــرْتَ في نفس الطريق ستغنمُ





و لهم بكل فضيــلة ذكرٌ ســما *** و لــهم بــذا التّاريح مجد قيِّمُ




فاذكر أيا كلب اليهــود و رافضا *** فـي الفخرِ أسلافًا لكم إن كنتمُوا



ما فيكمُ إلا عــميلٌ ســـاقط *** و كذا الـيهوديُّ ابْنُ سَبْأٍ منكُمُوا

ومفاخذ لرضــيعة و مـــعاشرٌ *** فــي متعة عَلَمٌ و ذاك مقدّمُ !!




بل منهم من قــد أباح لــواطة *** و ترى الديوثَ عن العفاف يُتَمْتمُ !!




فاعــجب لقــول لا تراه بفعلهم *** و اعجب لبخس قد غلا إنْ ساوَموا


و اعجب لكلّ فضيــلة قــد بدّلت *** بـــرذيلة , هذا سبيل يُنْدِمُ




أوصيك يا من قد تـــلوت قصيدتي *** إلزم سبيـل الصحب إنّكَ تُكْرمَ




إيّاك لا ترضى بـــدين ســلالة *** قــد أفسدت , فلها الخناء مُنادمُ




و الله حسبي حيـن أغـــدو هاجيا *** و الله مـن كلّ الشّرور العاصمُ

كتبها أخوكم أبو عبد الرحمن امحمد العكرمي
ليلة الجمعة التي تلي يوم الخميس 21 جمادى الأولى لعام 1436 هجري
الموافق 12 / 03 / 2015 نصراني
ولاية غليزان / الجزائر