قرأت قديما كلاما للإمام ابن القيم رحمه الله فوقع في نفسي حينها أنه يناسب مقام الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله سأنقله لكم باختصار ، حيث ذكر رحمه الله في مدارج السالكين أن الشيطان يقعد للعبد في ست عقبات ليظفربه ولا ينزل من العقبة الشاقّة إلى ما دونها إلا إذا عجز عن الظفر به فيها وهي :
عقبة الكفر
عقبة البدعة
عقبة الكبائر
عقبة الصغائر
عقبة الإشتغال بالمباحات عن الإستكثار من الطاعات
عقبة الأعمال المرجوحة المفضولة من الطاعات
ثم قال : ولكن أين أصحاب هذه العقبة (السادسة) فهم الأفراد في العالم والأكثرون قد ظفر بهم في العقبات الأول .
قال : فإن نجا من العقبة الأخيرة لم يبق هناك عقبة يطلبه العدو عليها سوى واحدة لا بد منها ولو نجا منها أحد لنجا منها رسل الله وأنبياؤه وأكرم الخلق عليه وهي :
عقبة تسليط جنده عليه بأنواع الأذى باليد واللسان والقلب على حسب مرتبته في الخير وهذه العقبة لا حيلة له في التخلص منها فإنه كلما جدَّ في الإستقامة والدعوة إلى الله والقيام له بأمره جدَّ العدو في إغراء السفهاء به فهو في هذه العقبة قد لبس لأمة الحرب وأخذ في محاربة العدو لله وبالله فعبوديته فيها عبودية خواص العارفين وهي تسمى عبودية المراغمة ولا ينتبه لها إلا أولو البصائر التامة ولا شيء أحب إلى الله من مراغمة وليّه لعدوّه وإغاظته له ،
فمن تعبد الله بمراغمة عدوه فقد أخذ من الصديقيّة بسهم وافر وعلى قدر محبة العبد لربه وموالاته ومعاداته لعدوه يكون نصيبه من هذه المراغمة ،
وهذا باب من العبودية لا يعرفه إلا القليل من الناس ومن ذاق طعمه ولذته بكى على أيامه الأُوّل
وبالله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله .
وهذه العقبة أو المقام الأخير هو الذي وقع في نفسي أنه يناسب الشيخ ربيع حفظه الله من كل سوء ومكروه .
وقد نقلت هذا لما رأيت من الحرب الشعواء التي يشنها عليه كل أنواع المنحرفين من إخوان مفلسين وتكفيريين وحلبيين وحدادية و غيرهم ، فنسأل الله أن يثبته على الحق وينصر به دينه ويرد كيد أولئك في نحورهم .