بادي ذي بدء أقول للأخ الفاضل صالح بن زيان جزاك الله خيرا على هذا البيان المرصع بالحجج والقوي في التركيب وزادك الله توفيقا وسدادا ونفع بمقالك هذا من شاء الله من خلقه فقد كفيت ووفيت حفظك الله
ثانيا أقول لأبي أسامة راجيا من الحق سبحانه أن يوصل هذه الكلمة له :
يا شيخ مصطفى قد وفقك الله في بيانك الأول توفيقا يستوجب عليك شكره والاعتراف بفضله فإن نعمة التمييز بين الحق والباطل نعمة عظيمة لكن الثبات على ذلك يحتاج نفسا قوية على الحق راسخة ثابتة لا يهولها شيء ولا يزعج قوامتها بالحق ( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)
ولك في الشيخ ربيع أسوة حسنة كم دخل بيته من مشوشين ومكابرين وضائعين وكائدين فهل هزه ذلك وغير من ثباته على مدلولات النصوص الشرعية
يا شيخ أبو أسامة قارن فقط بين حيصة المفرقة يوم كتبت بيانك الذي لم يتضمن إلا الحجج الشرعية النقلية والحجج العقلية التي لا يسعك ولو لبثت سنينا عددا أن تنقض منها شيئا بلغة التحقيق والصدق، قارن بين ذلك السب والتشنيع والاعتداء والفحش وبين موقف الشباب السلفي الذين أغضبهم لله خذلانك للحق بعد معرفته،. فهل سبك منهم من أحد أو تعرض لشخصكم بفحش وقذف، يشهد الله أننا أحببنا لك الخير وتمنينا لك الثبات وحزننا لموقفك الأخير وما قلنا الا خيرا وما دعونا لك إلا بالخير عسى الله يردك للحق ردا جميلا، قارن بين تلك الحيصة وبين هذه التعليقات سواء على هذا المقال أو في مواقع التواصل تجدها جامعة بين تقديم الحق عليك وعلى من هم خير منك، وتجد فيها معالم الشفقة والرحمة وحب الخير لك ولغيرك،. وتجد فيها الأدب حتى في الغضب، فلم يحملهم غضبهم من تصرفك المخذل للحق في أحوج ما يحتاج الحق لأمثالك لم يحملهم على تجاوز القدر الواجب لأنهم أهل سنة تضبطهم النصوص الشرعية وليسوا أهل أهواء وطيش
فراجع موقفك بين يدي الله وليكن هذا سببا لتضرب المثل في الأوبة للحق فأنت والله محذر منك عند القوم في كواليسهم السرية الحزبية ولن يرضوا عنك بعد ذلك البيان ما حييت ولا مكان لك عندهم الا في رفوف الاحذية كما قرروه صراحة ووقاحة، وهو كلام شيطاني لا علاقة له ابدا بدين المسلمين الذي يُفرَح فيه بتوبة التائب، يا شيخ مصطفى اتق الله وبادر بالتوبة والأوبة ولينصرنك الله إن فعلت وليعوضنك خيرا ولأن تلقى الله راضيا عنك وإن سخط الناس خير من أن تسخطه لترضيهم، نسأل الله لك الهداية والرشد فإنه والله يحزننا تسفلك في هذا الدرك وباب التوبة مفتوح فبادر قبل الفوت وانتهزها فرصة وارفع راية الحق علية واشدد على آل التفريق بسيف السنة وتذكر العلامة الوادعي شيخك وما في نفسه من زهد وترك للتعلق بهذه الدنيا وبأهلها وأصحابها فاقطع كل العلائق والعوائق وتجرد لله ربك لا تشرك به شيئا ولا تخش في الله لومة لائم وكن كخبيب بن عدي رضي الله عنه القائل
ولست أبالي حين أقتل مسلما... على أي جنب كان في الله مصرعي
لقد جمّع الأحزاب حولي وألّبوا *** قبائلهم واستجمعوا كل مَجمعِ
وكلٌّهم مُبدي العداوةِ جاهدٌ *** عليّ لأني في وَثاقي بمضيع
وقد جمّعوا أبناءهم ونساءهم *** وقُربت من جذع طويل مُمنّع
إلى الله أشكو غربتي ثم كربتي *** وما أرصدَ الأحزابُ لي عند مَصرعَي
فذا العرشِ صبّرني على ما يُراد *** بي فقد بضّعوا لحمي وقد ياس مطمعي
وذلك في ذات الإله وإن يشأ *** يبارك على أوصالِ شلو ممزّع
وقد خيروني الكفرَ، والموت دونه *** وقد هملت عيناي من غير مجزع
وما بي حِذارُ الموت، إني لميّتٌ *** ولكن حذاري جحم نار مُلفع
فلست أبالي حين أقتل مسلماً *** على أيّ جنبٍ, كان في الله مصرعي
ولست بمبدٍ, للعدو تخشّعاً *** ولا جزِعاً، إنّي إلى الله مَرجعي
|