[تفريغ] الحذر من هذا النوع من الأصدقاء - للشيخ عايد الشمري
بسم الله الرحمــــــــن الرحيــــــــــــــــــــــــــم
-التفريغ-
"وأحيانًا الشيطانُ قد لا يأتيكَ هوَ، وإنّما يأتي لصديقٍ لكَ فيُلقي في فمِه كلمةً تجعلُك تتركُ العلمَ كلّه!
أحيانًا تكونُ أنتَ مواظبًا على درسٍ لمشايخَ، فيقولُ لكَ صديقُك كلمةً؛ هذه الكلمةُ تؤثِّرُ فيكَ تأثيرًا كبيرًا؛ تجعلُكَ تتركُ الدّروس!
بسببِ كلمةِ هذا الرَّجلِ!
ولذلكَ خذُوها قاعدةً من أخيكم عايد:
إذا أردتَ أن تطلبَ العلمَ؛ فصادق الرَّجلَ الصادقَ المخلصَ غير الحسودِ! الذي يطلبَ العلمَ
هو الذي سوفَ ينفعُكَ، يشجِّعكَ، وغيرُ حاسدٍ لكَ، وإذا رآكَ ضَعُفْتَ يُذكِّرُكَ!
أمَّا تمشي مع واحدٍ حسودٍ، أو واحدٍ -باركَ اللهُ فيك- صاحبِ سوءِ ظنٍّ
وإن رآكَ تكلَّمْتَ في مجلسٍ في مسألةٍ علميَّةٍ، قالَ: يَبغِي أن يُرينا أنَّ عندهُ علمُ!
وأحيانًا يُسمعكَ إيَّاهُ فيحَطِّمُكَ فيجعلُكَ تترُكُ العلمَ كلَّهُ!
حصلَ هذا!
حصل أنَّ ناسًا كانوا منطلقين لطلبِ العلمِ فقالوا لهم كلماتٍ جعلتْهُم يرجعون ويتركون العلم!..طعنوا فيهم!
فهناك أناسٌ مرضى -ولا يبْلونا ولا يبْلوكم- مريضٌ ما يرى خيرًا إلا ويضعُ فيه شيئًا!
ولا يرى صادقًا إلا ويتَّهمه بالكذبِ
ولا يرى مخلصًا إلا ويتَّهمُه بالرّياء
ولا يرى شجاعًا إلا ويتَّهمُه بالمباهاةِ وأنه يريد أن يُظْهِرَ هذا
ولا يرى عالمًا إلا ويتَّهمه بكذا وكذا
مريضٌ! هذا مرضٌ في القلبِ!
ولذلك القلوبُ لها أعمالٌ، كما أنَّ فيها اعتقادٌ كذلك لها أعمالٌ
أعمالٌ: الحياءُ والإخلاصُ والخوفُ والرجاءُ
وكذلكَ لها أعمالٌ: الحسدُ -أعمالٌ باطلةٌ- الحسدُ والغلُّ والبغضُ وسوءُ الظنّ
بعضُ الناسِ يقولُ: هذا مباركٌ وذاكَ لا!
ترى المسألةَ ترجعُ للقلوبِ!
«وَ إِنَّ في الْجَسَدِ مُضْغَةً، إِذَا صَلَحَتْ، صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ». [متفق عليه].
قد تجدُ من الناس من عندَهُ من العلمِ ما الله به عليمٌ؛ لكن لا يُوفَّقُ، من الله _عزَّ وجلّ_ أنهُ لا يُوفَّقُ، ويكون مخلصًا وصادقًا
أو أنهُ لم يُرزقْ بأسلوب
أو أنه في قلبِهِ من المرضِ ما يجعلُ النّاسَ لا تنتفعُ منه
فدائمًا الإنسانُ كما أنه يُراعي جوارحَهُ الظّاهرةَ؛ يُصْلِحْ جارحتَهُ هذه: القلب
دائمًا يُوطِّنُ نفسَهُ على الإخلاصِ، على الصدق، على محبَّة الخيرِ للآخرين، على إحسان الظنّ
إذا رأى تاجرًا؛ يقولُ: الله يُغنيهِ أكثر
إذا رأى طالبَ علمٍ؛ يقولُ: أسألُ اللهَ أن يجعلَهُ من أئمةِ الإسلام
إذا سمعَ، يقولُ: يا ربِّ كثِّر العلماءَ، يا ربِّ كثِّرْ طلاب العلمِ، يا ربّ أَغْنِ المسلمين، يا ربِّ احفظ المسلمين
إذا رأى شخصًا عندهُ ولدٌ؛ قالَ: اجعلْهم عشرة
إذا رأى شخصًا عندهُ كذا؛ قالَ: اجعلْهمْ كذا
صح أم لا!.. نيَّتُهُ صافيةٌ، قلبهُ أبيضُ، يحبُّ الخير للناس"
انتهى
التعديل الأخير تم بواسطة ابنة السلف ; 24 Mar 2015 الساعة 04:09 PM
|