نفثة مصدور !
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الصادق الأمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجميعن
أما بعد:
ففي الوقت الذي كثرت فيه الفتن واستعصت وتكلم فيها الجاهل قبل العالم فتضاربت الآراء والأقوال بين مجرّح ومعدِّل؛
ومناصر بحق وآخر بباطل؛ وهذا لهوىً في نفسه وذاك لتصفية حسابات قديمة؛ والأعداء يتفرجون بل ويصفِّقون
ويعيثون باعتقاداتهم الضالة في الأرض فسادا !
أين العوام من هذا كلّه؟
وهل ما يحدث اليوم في الساحة السلفية يحفزهم على اتباع هذا المنهج الصافي النقي؟
ما/من السبب في هذا كلِّه ؟
هل أصبح علم الجرح والتعديل عرضة لكل من هبّ ودب؟
هذا العلم الذي لم يتكلم فيه من سلفنا إلا جهابذة (علماء الحديث) كابن معين وابن القطان وابن حنبل
وغيرهم من أساطين هذا العلم!!
لماذا تسلط الصغار على هذا العلم؟ وأعانهم على ذلك بعض الجهلة ممن لاورع عندهم ولا تقوى؛
فيتصلون بالطالب ويسألونه! فيتمقص شخصية الإمام أحمد وتوسوس له نفسه أنه من علماء الرجال
في هذا العصر! ولا يدري المسكين أنه يحفر قبره بنفسه فيجيبهم بما يمليه عليه شيطانه
فلان كذا وكذا وكذا -أقضع الألفاظ وأشدها- فالميزان عنده كلّما سببت وشتمت أكثر كلما
كنت على السنة أثبت !
ولا يمر الوقت إلا وتأتي تزكية من عالم أو شيخ للرجل المجرَّح من هذا الشاب الطائش فيخنس !!
وبعد هذا كله يكمل طريقه وكأنَّ شيئاً لم يكن! والله المستعان
لقد وصلنا إلى زمان تاه الناس فيه لتضارب الأقوال بعضها ببعض ونفر الكثير من العوام
عن هذه الدعوة المباركة بسبب تصرفات بعض الشباب الذين لو تركوا الكلام
في هذه المسائل لكبار العلماء لاستراحوا وأراحوا .
فنقول لمن تلطخ لسانه بهذه الفتن الحاصلة تريث فإن النظر للفتنة من الخارج
أدقُّ وأسلم من النظر فيها من الداخل.
وأنصح نفسي وإخواني بالابتعاد عن التعصب للرجال بقدر المستطاع
وأن لا يتقدموا بين يدي العلماء
وأن نعرض عن البحث في مسائل أعرض عن البحث فيها علماء أكابر كالشيخ ربيع والشيخ العبَّاد
والشيخ الفوزان والمفتي وغيرهم من العلماء الذين عَرفوا قدر الوقت
فاستثمروه في أمور تعود عليهم بالخير في الدنيا والآخرة ووالله ما ضرهم ذلك شيئا !!
وأن لا نزيد النار اشتعالا ولا نحشر أنفسنا في الخلافات التي تقع بين أهل العلم
ومن المؤلم أن ترى السلفي يتصل على العالم لا لشيء إلا ليغمز في شيخ سلفيٍّ
آخر فيضرب العلماء بعضهم ببعض! فيكون مفتاحا للشر والله المستعان
وسببا في فتنة لا يعلم مداها إلى رب العالمين.
قال الشيخ ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله- في نصيحته للسلفيين في فرنسا:
"فليس دين الله ومنهج السلف بهذه المنـزلة التي يتصورها كثير من الشباب
أن يحصل التمزق والاختلاف والعداوة والبغضاء لأتفه الأسباب ،
ومنها أن فلاناً تكلم في فلان فيتعصب طرف لفلان
وطرف آخر لفلان ثم تقوم المعارك والصراعات بين الطرفين أو الأطراف ،
هذا العمل يبرأ منه الله ورسوله ودين الإسلام
إذ هذا من عمل الشيطان الذي يريد الفرقة والخلاف
والعداوة والبغضاء بين المسلمين لأتفه الأسباب. كما أنه من طرق أهل الأهواء والبدع
والتحزب البعيدين عن منهج السلف
وتعقل السلف وحكمتهم وبصيرتهم وبعد نظرهم وثباتهم وتماسكهم تجاه الأحداث
واحترامهم للأخوة والمودة التي أمر الله باحترامها والحفاظ عليها ...
وفي عصرنا هذا كانت تحصل خلافات بين الشيخ الألباني
وعدد من أهل السنة والحديث كالشيخ حمود التويجري والشيخ إسماعيل الأنصاري
والشيخ نسيب الرفاعي بل قد يقع بينه وبين الشيخ ابن باز -رحم الله الجميع-
ولكن الناس ولا سيما السلفيون لم يروا أي أثر لهذا الخلاف .
فما الذي دهى الشباب السلفي في هذه الأيام العصيبة
التي يتكالب فيها الأعداء على اختلاف نحلهم ومناهجهم على الدعوة السلفية وأئمتها."
هذا ما يسر الله كتابته على عجالة
أسأل الله أن يوفقني وجميع إخواني لرؤية ازدهار المنهج السلفي
كما كان عليه في أيام الأئمة الألباني وابن باز والعثيمين والوادعي إنه ولي ذلك والقادر عليه
والحمد لله رب العالمين .
كتبه: أبو عبد الرحمن حمزة التيارتي
التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الرحمن حمزة التيارتي ; 14 Dec 2014 الساعة 08:21 PM
|