منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06 Sep 2015, 05:47 PM
فتحي إدريس
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي خزانة تحف العناية بكتاب "البداية والنهاية" (7) (فوائد متعلقة بكتاب الله تعالى)

الحمد لله وحده، والصَّلاة والسَّلام على من لا نبيَّ بعده.

أمَّا بعد:

فهذه هي الحلقة السَّابعة من «خزانة تُحف العناية بكتاب "البداية والنِّهاية"» ولا يزال الكلام متواصلًا عن (الفوائد المتعلِّقة بكتاب الله تعالى) وأوَّلها:

· ضعفُ قول ابن جرير –رحمه الله- أنَّ أصحاب الرَّسِّ هم أصحاب الأخدود

«قال الله تعالى في سورة " الفرقان ": ﴿وعادا وثمود وأصحاب الرس وقرونا بين ذلك كثيرا - وكلا ضربنا له الأمثال وكلا تبرنا تتبيرا﴾[الفرقان: 38 - 39]، وقال تعالى في سورة " ق ": ﴿كذبت قبلهم قوم نوح وأصحاب الرس وثمود وعاد وفرعون وإخوان لوط وأصحاب الأيكة وقوم تبع كل كذب الرسل فحق وعيد﴾[ق: 12 - 14].

وهذا السياق والذي قبله يدل على أنهم أهلكوا، ودمروا، وتبروا، وهو الهلاك، وهذا يرد اختيار ابن جرير من أنهم أصحاب الأخدود، الذين ذكروا في سورة " البروج " ; لأن أولئك عند ابن إسحاق وجماعة، كانوا بعد المسيح، عليه السلام، وفيه نظر أيضا.

ويردُّه كذلك ما ذكر في قصة أصحاب الأخدود، حيث توعدوا بالعذاب في الآخرة إن لم يتوبوا، ولم يذكر هلاكهم، وقد صرح بهلاك أصحاب الرس، والله أعلم».[2/ 5 و9].

· القول بأنَّ قصَّة أصحاب القرية هي قصَّة أصحاب المسيح ضعيفٌ

«قال الله تعالى: ﴿واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون﴾ الآيات [13-29] من سورة يس.

اشتهر عن كثير من السَّلف والخلف أنَّ هذه القرية أنطاكية؛ رواه ابن إسحاق فيما بلغه عن ابن عباس، وكعب الأحبار، ووهب بن منبه.

وكذا روي عن بريدة بن الحصيب، وعكرمة، وقتادة، والزهري، وغيرهم؛ قال ابن إسحاق فيما بلغه عن ابن عباس، وكعب، ووهب أنهم قالوا: وكان لها ملك اسمه أنطيخس بن أنطيحس، وكان يعبد الأصنام، فبعث الله إليه ثلاثة من الرسل ; وهم صادق، وصدوق، وشلوم، فكذبهم، وهذا ظاهر أنهم رسل من الله عز وجل.

وزعم قتادة أنهم كانوا رسلا من المسيح، وكذا قال ابن جريج، عن وهب بن سليمان، عن شعيب الجبائي: كان اسم الرسولين الأولين: شمعون ويوحنا، واسم الثالث بولس، والقرية أنطاكية.

وهذا القول ضعيف جدًّا; لأن أهل أنطاكية لما بعث إليهم المسيح ثلاثة من الحواريين، كانوا أوَّل مدينة آمنت بالمسيح في ذلك الوقت، ولهذا كانت إحدى المدن الأربع التي يكون فيها بطارقة النصارى ; وهن أنطاكية والقدس وإسكندرية، ورومية. ثم بعدها إلى القسطنطينية ولم يهلكوا، وأهل هذه القرية المذكورة في القرآن أهلكوا، كما قال في آخر قصتها بعد قتلهم صديق المرسلين ﴿واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون﴾[يس: 13] لكن إن كانت الرُّسل الثلاثة المذكورون في القرآن، بعثوا إلى أهل أنطاكية قديما، فكذبوهم وأهلكهم الله ثم عمرت بعد ذلك، فلما كان في زمن المسيح آمنوا برسله إليهم، فلا يمنع هذا؛ والله أعلم.

فأمَّا القول بأن هذه القصَّة المذكورة في القرآن هي قصة أصحاب المسيح، فضعيف; لما تقدم، ولأنَّ ظاهر سياق القرآن يقتضي أنَّ هؤلاء الرُّسل من عند الله».[2/ 10-12].

· فوائد القرع وحِكَمُ إنباته لسيدنا يونس عليه السَّلام

«قال الله تعالى: ﴿وأنبتنا عليه شجرة من يقطين﴾[الصافات: 146].

ذهب جمع من السَّلف إلى أنَّه القرع؛ قال بعض العلماء: في إنبات القرع عليه حكم جمة: منها أن ورقه في غاية النعومة، وكثير وظليل، ولا يقربه ذباب، ويؤكل ثمره من أول طلوعه إلى آخره، نيئا ومطبوخا، وبقشره وببزره أيضا، وفيه نفع كثير، وتقوية للدماغ، وغير ذلك».[2/ 24]

· هل إيمان قوم يونس عليه السَّلام نافعٌ لهم في الدار الآخرة أم لا؟

«قال الله تعالى: ﴿إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين﴾[يونس: 98] أي: آمنوا بكمالهم.

وقد اختلف المفسرون هل ينفعهم هذا الإيمان في الدار الآخرة، فينقذهم من العذاب الأخروي، كما أنقذهم من العذاب الدنيوي؟ على قولين:

الأظهر من السياق: نعم إن شاء الله، والله أعلم؛ كما قال تعالى: ﴿لما آمنوا﴾ وقال تعالى: ﴿وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون فآمنوا فمتعناهم إلى حين﴾[الصافات: 147 - 148] وهذا المتاع إلى حين لا ينفي أن يكون معه غيره من رفع العذاب الأخروي؛ والله أعلم».[2/ 17-18]

· بيان منشأ قول بني إسرائيل أنَّه سيكون غلامٌ من ذرية إبراهيم يهلك على يديه ملك مصر!

قال الله تعالى: ﴿إنَّ فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين﴾[القصص: 4].

«كان الحامل له على هذا الصنيع القبيح، أن بني إسرائيل كانوا يتدارسون فيما بينهم ما كانوا يأثرونه عن إبراهيم الخليل، عليه السلام، من أنه سيخرج من ذريته غلام يكون هلاك ملك مصر على يديه، وذلك -والله أعلم- حين جرى على سارة امرأة الخليل من ملك مصر، من إرادته إياها على السوء، وعصمة الله لها».[2/ 32]

· بطلان زعم ابن حزم وغيره من المتكلمين أنَّ وحي الله إلى أمِّ موسى وحي نبوة!

«قال الله تعالى: ﴿وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين وقالت امرأة فرعون قرة عين لي ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا وهم لا يشعرون﴾[القصص: 7 - 9].

هذا الوحي وحي إلهام وإرشاد، كما قال تعالى: ﴿وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللا﴾[النحل: 68 - 69].

وليس هو بوحي نبوة; كما زعمه ابن حزم، وغير واحد من المتكلمين، بل الصحيح الأول، كما حكاه أبو الحسن الأشعري عن مذهب أهل السنة والجماعة». [2/ 36]

· اللام في قوله تعالى: ﴿ليكون لهم عدوا وحزنا﴾ هل هي لام العاقبة أم التعليل؟

«قال الله تعالى: ﴿فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا﴾[القصص: 8] قال بعضهم: هذه لام العاقبة، وهو ظاهر إن كان متعلقا بقوله ﴿فالتقطه﴾ وأمَّا إن جعل متعلقا بمضمون الكلام; وهو أن آل فرعون قيضوا لالتقاطه ليكون لهم عدوا وحزنا، صارت اللام معللة لغيرها، والله أعلم.

ويقوي هذا التفسير الثاني قوله ﴿إن فرعون وهامان﴾[القصص: 8] وهو الوزير السوء وجنودهما المتابعين لهما ﴿كانوا خاطئين﴾ أي: كانوا على خلاف الصواب، فاستحقوا هذه العقوبة والحسرة».[2/ 37]

· درَّة نفيسةٌ في ضمِّ معاني الآي بعضها إلى بعض واجتماع كل تلك المعاني في آية واحدة!

«قال الله تعالى: ﴿فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله ءانس من جاب الطور نارا قال لأهله امكثوا إني ءانست نارا لعلي ءاتيكم منها بخبر أو جذوة من النار لعلكم تصطلون﴾[القصص: 29].

فقال لأهله: ﴿امكثوا إني آنست نارا﴾ كأنه - والله أعلم - رآها دونهم; لأن هذه النار هي نور في الحقيقة، ولا تصلح رؤيتها لكل أحد ﴿لعلي آتيكم منها بخبر﴾ أي: لعلي أستعلم من عندها عن الطريق ﴿أو جذوة من النار لعلكم تصطلون﴾ فدل على أنهم كانوا قد تاهوا عن الطريق في ليلة باردة ومظلمة; لقوله في الآية الأخرى: ﴿وهل أتاك حديث موسى إذ رأى نارا فقال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى﴾[طه: 9 - 10] فدل على وجود الظلام، وكونهم تاهوا عن الطريق.

وجمع الكل في سورة "النَّمل" في قوله تعالى: ﴿إذ قال موسى لأهله إني آنست نارا سآتيكم منها بخبر أو آتيكم بشهاب قبس لعلكم تصطلون﴾[النمل: 7]، وقد أتاهم منها بخبر، وأيِّ خبر؟ ووجد عندها هدى، وأي هدى؟ واقتبس منها نورا، وأي نور؟». [2/ 54]


فتحي إدريس
22/ذو القعدة/1436

يتبع إن شاء الله.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 06 Sep 2015, 09:12 PM
أبو عمر محمد أبو عمر محمد غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2015
المشاركات: 176
افتراضي

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 06 Sep 2015, 09:36 PM
أبو عبد السلام جابر البسكري أبو عبد السلام جابر البسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
المشاركات: 1,229
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبد السلام جابر البسكري
افتراضي

جزاك الله خيرا أخي فتحي على هذه الدرر.

افدتنا كعادتك - زادك الله علما و ثوابا - وجعل ذلك في ميزان حسناتك.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 06 Sep 2015, 10:18 PM
شعبان معتوق شعبان معتوق غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
الدولة: تيزي وزو / معاتقة.
المشاركات: 331
افتراضي

خِزانةٌ علمية نادرة، جزاك الله خيرًا و بارك فيك أخي الفاضل فتحي على هذه التُحف و الفوائد المُتجدّدة.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 07 Sep 2015, 03:01 PM
أبو البراء
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

بارك الله فيك إدريس على هذه النُّخَب المختارة الَّتي تنثرُها في المنتدى كحبَّات الجمان!
فسلَّمك الله من كلِّ مكروه، وبلَّغلك ـ في الدَّارين ـ ما تؤمِّلُه وترجوه.
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 07 Sep 2015, 06:39 PM
فتحي إدريس
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

حفظكم الله إخواني الكرام، وجزاكم الله خيرًا على تعليقاتكم اللطيفة، ومتابعتكم المتواصلة.
أحسن الله إليك شيخنا الحبيب، وشكر الله لك؛ وأرجو أن تتحفنا وتكرمنا برفع مقالٍ فقد اشتقت لكتابتك أيَّما اشتياقٍ، فلا تحرمنا بارك الله فيك ونفع بك.
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
فوائد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013