المنهج المنهج إخوتي في الله وإياكم الأخذ من مجهول الحال للشيخ عبد الله البخاري
المنهج المنهج إخوتي في الله وإياكم الأخذ من مجهول الحال للشيخ عبد الله البخاري سُؤال للشيخ عبد الله بن عبد الرحيم بن حسين البخاري حفظه الله
س / السائل : يقول إذا لم يعرف الرجل من أهل السنة أم من أهل الأهواء هل يتوقف في الأخذ منه ؟ نرجو التفصيل ؟
فأجاب حفظه الله / نعم . العالم أو المدرس أو المعلّم أحد ثلاثة إما إن يكون سنيّاً فهذا ظاهر أمره من حيث التلقي ، وإما أن يكون بدعياً وهذا أمره ظاهر ، وإما أن يكون كما سأل السائل مجهول لا يعرف ،فهذا الأصل فيه التوقف وعدم الأخذ عنه لأنه لا يؤخذ العلم إلا ممن عرف بالاستقامة ،
وكما قال الحافظ ابن الأثير في مقدمة جامع الأصول " إن العدالة تحتاج إلى خبرة تامة بحالة الشيخ " هذا لا يعني أننا بدعناه ولا كفرناه هو مسلم له حق الإسلام , أمر زائد عن هذا الوصف يحتاج إلى بينات لأنه ـ بارك الله فيكم ـ كثير من الناس يخلط بين العدالة والاستقامة وبين مسألة البدعة ، فيقول بما أنه مسلم فالأصل في المسلمين ماذا ؟ أنهم على السنة وأنهم كذا ، وصفه بأنه عدل أمر زائد عن الإسلام ولا لما كان من معنى لقول الله جل وعز {ممن ترضون من الشهداء }
أنت عندك قضية في المحكمة وعندك (زيد ) من الناس شاهد تعرفه وأخر لا تعرفه ، لما تأخذ الذي تعرف وتترك الذي لا تعرف إذا كان أمر الإسلام هو العدالة ؟ إذن ممن ترضون من الشهداء ، وهذا يحتاج إلى خبرة . لذا نقد العلماء وآخذوا الحافظ ابن حبان في توثيقه لجمع من المجاهيل وجعلوا شرطه من الشرط الخفيف ، قال الناظم السيوطي رحمه الله :
* ما ساهل البستي في كتابه /ِ بل شرطه خف وقد وفّى به*
شرط خفيف ولكنه وفّاه ، وهو أن المسلم من لم يثبت فيه الجرح ،إذن فهو عدل ، ولذلك آخذوه ، وقالوا وثق المجاهيل . وهذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم ، هذه الأسماع أمانة فلا يجوز إعارتها لكل أحد ؛ والقلوب ضعيفة والشبه خطّافة ، وأهل الأهواء لهم صور وصور وهم لا يفترون من الأخذ والعطاء للنيل من تلك القاعدة فانتبه ليس الإسلام هو العدالة. العدالة وصف زائد عن الإسلام والأمر فيه كذلك إذا ما قلت سلفي مثلاً، من أهل السنة السلفيين مثلاً نقول أيضا ً السلفية وصف زائد عن الإسلام كوننا لا ندري أنه سلفي أو لا ،لا يعني ذلك أنه مبتدع ، نقول هو مسلم له حق الإسلام ، وحديث الفطرة :" فأبواه يهودانه أو ينصرناه أو يمجسانه "
إذن يتغير الإنسان لو أننا علمنا انه بقي على حقيقته هذا أمر آخر؛ والنفوس ضعيفة والقلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن ،
قال يزيد بن حبيب " إذا رويت الحديث فانشده كما تنشد الضالة "
يقول المغيرة :كنا إذا أتينا لنقل الحديث رمقنا هذا الرجل الذي نروي عنه في صلاته وسمته وهديه ، وإلا تركناه .
أبو العالية الرياحي رحمه الله يقول :كنا إذا أتينا لأخذ الحديث عن فلان من الناس رمقنا صلاته فقلنا إذا أحسنها فهو لما سواها يحسن" أهـ .المسألة دين المجهول لا يؤخذ عنه علم وليس هذا طعن في العدالة ،إنما جهل بعدم العدالة ،
انتبه عندما نقول فلان مبتدع أو فلان ضال هذا تبيّن الطعن في عدالته مثلاً ،أما المجهول الرد ليس لطعن في العدالة إنما بسبب جهل تحقق العدالة والفرق بينهما كبيرولا يدخل في ذمتك شيء أصلاً..