منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 10 Jul 2017, 03:20 PM
أبو همام عبد القادر حري أبو همام عبد القادر حري غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Feb 2013
المشاركات: 102
افتراضي الرد على تفويض الخلف المسمى زورا بعقيدة السلف (رد على البوروبي).

بسم الله الرحمن الرحيم

الرد على تفويض الخلف

المسمى زورا بعقيدة السلف


((الإمرار، والإقرار، والإيمان والإثبات لما ورد من الصفات))



الإمرار: لقول أئمة السنة : أمرّوها كما جاءت"
الإقرار: لحَدِيث " إِن اللَّه يعجب ويضحك " فَقَالَ سُفْيَان: هِيَ كَمَا جَاءَت نُقرُّ بهَا، ونحدث بِلَا كَيفَ. [الحجة في بيان المحجة للأصبهاني 1/474 ت: محمد بن ربيع المدخلي دار الراية]
الايمان والاثبات:- لقول مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عن أحاديث الصفات: ..فَنَحْنُ نَرْوِيهَا وَنُؤْمِنُ بِهَا وَلَا نُفَسِّرُهَا[أخرجه اللَّالَكائي شرح أصول اعتقاد أهل السنة (3/480) ]

المسودة 19:
صح عن الوليد بن مسلم قال: "سألت مالكا، والثوري، والأوزاعي، والليث بن سعد عن الأخبار في الصفات؛ فقالوا: أمرّوها كما جاءت"
التعقيب :
رواية «أَمِرُّوهَا كَمَا جَاءَتْ بِلَا كَيْفَ»
أخرجه [الآجُرِّيُّ في الشريعة (3/1146) ت: الدميجي: دار الوطن]
وأخرجه بهذا اللفظ بن بطة العكبري [الإبانة الكبرى (7/240-241) ت: رضا معطي –دار الراية]
وأخرجه اللَّالَكائي [شرح أصول اعتقاد أهل السنة (3/581) ت: الغامدي دار طيبة] وغيرهم, وقد تقدم ذلك .
[تحريم النظر في كتب الكلام ابن قدامة المقدسي ص38 - عالم الكتب ]
روايات أخرى "أَمِرُّوهَا كَمَا جَاءَتْ بِلَا تَفْسِيرٍ» «أَمِرُّوهَا كَمَا جَاءَتْ بِلَا كَيْفَ» «أَمِرُّوهَا كَمَا جَاءَتْ بِلَا كَيْفية ».

رد البوروبي على البوروبي :
نقل البوروبي في المسودة ص23 .
وقال بن رجب الحنبلي في كتابه ((فضل علم السلف على علم الخلف)) : [والصواب ما عليه السلف الصالح من إمرار آيات الصفات وأحاديثها كما جاءت من غير تفسير ولا تمثيل ولا يصح عن أحد منهم خلاف ذلك البتة خصوصا الإمام أحمد]
نقل هذا النص الدال على إمرار آيات الصفات من غير تحريف ولاتأويل كتأويلات الجهمية.
والكلام بتمامه هكذا:
وقال الحافظ ابن رجب الحنبلي - رحمه الله - في كتابه ((فضل علم السلف على علم الخلف)) بعد كلام سبق: [والصواب ما عليه السلف الصالح من إمرار آيات الصفات وأحاديثها كما جاءت من غير تفسير] لها ولا تكييف [ولا تمثيل ولا يصح عن أحد منهم خلاف ذلك البتة خصوصا الإمام أحمد]، ولا خوض في معانيها ولا ضرب مثل من الأمثال لها، وإن كان بعض من كان قريبا من زمن الإمام أحمد فيهم من فعل شيئا من ذلك اتباعا لطريقة مقاتل فلا يقتدى به في ذلك، إنما الاقتداء بأئمة الإسلام كابن المبارك ومالك والثوري والأوزاعي والشافعي وأحمد وإسحاق وأبي عبيد ونحوهم، وكل هؤلاء لا يوجد في كلامهم شيء من جنس كلام المتكلمين فضلا عن كلام الفلاسفة ولم يدخل ذلك في كلام من سلم من قدح وجرح، وقد قال أبو زرعة الرازي: كل من كان عنده علم فلم يصن علمه احتاج في نشره إلى شيء من الكلام فلستم منه . أ هـ.
نقل البوروبي في المسودة ص25 :
قال الحافظ الذهبي في "العلو" تعليقا على قول الإمام مالك رحمه الله (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ) كما وصف نفسه ,ولا يقال "كيف",وكيف عنه مرفوع ...علق الذهبي فقال :
[وَهُوَ قَول أهل السّنة قاطبة أَن كَيْفيَّة الاسْتوَاء لَا نعقلها بل نجهلها وَأَن استواءه مَعْلُوم كَمَا أخبر فِي كِتَابه وَأَنه كَمَا يَلِيق بِهِ لَا نعمق وَلَا نتحذلق وَلَا نَخُوض فِي لَوَازِم ذَلِك نفيا وَلَا إِثْبَاتًا بل نسكت ونقف كَمَا وقف السّلف]

ونص ما جاء في كتاب العلو مايلي:
وروى يحيى بن يحيى التَّمِيمِي وجعفر بن عبد الله وَطَائِفَة قَالُوا جَاءَ رجل إِلَى مَالك فَقَالَ يَا أَبَا عبد الله {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} كَيفَ اسْتَوَى قَالَ فَمَا رَأَيْت مَالِكًا وجد من شَيْء كموجدته من مقَالَته وعلاه الرحضاء يَعْنِي الْعرق وأطرق الْقَوْم فَسرِّي عَن مَالك وَقَالَ الكيف غير مَعْقُول والاستواء مِنْهُ غير مَجْهُول وَالْإِيمَان بِهِ وَاجِب وَالسُّؤَال عَنهُ بِدعَة وَإِنِّي أَخَاف أَن تكون ضَالًّا وَأمر بِهِ فَأخْرج .
علق الذهبي :
هَذَا ثَابت عَن مَالك وَتقدم نَحوه عَن ربيعَة شيخ مَالك [وَهُوَ قَول أهل السّنة قاطبة أَن كَيْفيَّة الاسْتوَاء لَا نعقلها بل نجهلها وَأَن استواءه مَعْلُوم كَمَا أخبر فِي كِتَابه وَأَنه كَمَا يَلِيق بِهِ لَا نتعمق وَلَا نتحذلق وَلَا نَخُوض فِي لَوَازِم ذَلِك نفيا وَلَا إِثْبَاتًا بل نسكت ونقف كَمَا وقف السّلف]ونعلم أَنه لَو كَانَ لَهُ تَأْوِيل لبادر إِلَى بَيَانه الصَّحَابَة والتابعون وَلما وسعهم إِقْرَاره وإمراره وَالسُّكُوت عَنهُ ونعلم يَقِينا مَعَ ذَلِك أَن الله جلّ جَلَاله لَا مثل لَهُ فِي صِفَاته وَلَا فِي استوائه وَلَا فِي نُزُوله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُول الظَّالِمُونَ علوا كَبِيرا . .[ العلو للعلي الغفار ص139- أشرف بن عبد المقصود –أضواء السلف]

نقل في المسودة ص29 عن بن كثير :
في قَوْلُهُ تَعَالَى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} فَلِلنَّاسِ فِي هَذَا الْمَقَامِ مَقَالَاتٌ كَثِيرَةٌ جِدًّا، لَيْسَ هَذَا مَوْضِعَ بَسْطِهَا، وَإِنَّمَا يُسلك فِي هَذَا الْمَقَامِ مَذْهَبُ السَّلَفِ الصَّالِحِ: مَالِكٌ، وَالْأَوْزَاعِيُّ، والثوري، وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، وَالشَّافِعِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ وَغَيْرُهُمْ، مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ قَدِيمًا وَحَدِيثًا، وَهُوَ إِمْرَارُهَا كَمَا جَاءَتْ مِنْ غَيْرِ تَكْيِيفٍ وَلَا تَشْبِيهٍ وَلَا تَعْطِيلٍ. وَالظَّاهِرُ الْمُتَبَادَرُ إِلَى أَذْهَانِ الْمُشَبِّهِينَ مَنْفِيٌّ عَنِ اللَّهِ، فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُشْبِهُهُ شَيْءٌ مِنْ خَلْقِهِ، وَ {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}
وتكملة الكلام :
بَلِ الْأَمْرُ كَمَا قَالَ الْأَئِمَّةُ -مِنْهُمْ نُعَيْم بْنُ حَمَّادٍ الْخُزَاعِيُّ شَيْخُ الْبُخَارِيِّ -: "مَنْ شَبَّهَ اللَّهَ بِخَلْقِهِ فَقَدْ كَفَرَ، وَمَنْ جَحَدَ مَا وَصَفَ اللَّهُ بِهِ نَفْسَهُ فَقَدْ كَفَرَ". وَلَيْسَ فِيمَا وَصَفَ اللَّهُ بِهِ نَفْسَهُ وَلَا رَسُولَهُ تَشْبِيهٌ، فَمَنْ أَثْبَتَ لِلَّهِ تَعَالَى مَا وَرَدَتْ بِهِ الْآيَاتُ الصَّرِيحَةُ وَالْأَخْبَارُ الصَّحِيحَةُ، عَلَى الْوَجْهِ الَّذِي يَلِيقُ بِجَلَالِ اللَّهِ تَعَالَى، وَنَفَى عَنِ اللَّهِ تَعَالَى النَّقَائِصَ، فَقَدْ سَلَكَ سَبِيلَ الْهُدَى.

نقل في المسودة ص49 عن بن قدامة في "ذم التأويل " :
عن زَكَرِيَّا ابْن عدي أنه سَأَلَ وَكِيعا بن الْجراح فَقَالَ يَا أَبَا سُفْيَان هَذِه الْأَحَادِيث [يَعْنِي مثل الْكُرْسِيّ مَوضِع الْقَدَمَيْنِ ]فَقَالَ أدركنا إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد وسُفْيَان ومسعرا يحدثُونَ بِهَذِهِ الْأَحَادِيث وَلَا يفسرون شَيْئا اه
-حذف البوروبي الكرسي وموضع القدمين وجعل موضعها نقاطا ً.
نقل في المسودة ص 51 عن بن عبد البر في "التمهيد":ما أثبته بين الخاصرتين :
وقال يحيى بن إبرهيم بن مزين إنما كره ملك أَنْ يَتَحَدَّثَ بِتِلْكَ الْأَحَادِيثِ لِأَنَّ فِيهَا حَدًّا وَصِفَةً وَتَشْبِيهًا وَالنَّجَاةُ فِي هَذَا الِانْتِهَاءُ إِلَى مَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَوَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ بِوَجْهٍ وَيَدَيْنِ وَبَسْطٍ وَاسْتِوَاءٍ وَكَلَامٍ فَقَالَ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ وَقَالَ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ وَقَالَ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ القيامة والسموات مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ وَقَالَ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى[ فَلْيَقُلْ قَائِلٌ بِمَا قَالَ اللَّهُ وَلْيَنْتَهِ إِلَيْهِ وَلَا يَعْدُوهُ وَلَا يُفَسِّرُهُ وَلَا يَقُلْ كَيْفَ فَإِنَّ فِي ذَلِكَ الْهَلَاكَ لِأَنَّ اللَّهَ كَلَّفَ عَبِيدَهُ الْإِيمَانَ بِالتَّنْزِيلِ وَلَمْ يُكَلِّفْهُمُ الْخَوْضَ فِي التَّأْوِيلِ الَّذِي لَا يَعْلَمُهُ غَيْرُهُ] وَقَدْ بَلَغَنِي عَنِ ابْنِ الْقَاسِمِ أَنَّهُ لَمْ يَرَ بَأْسًا بِرِوَايَةِ الْحَدِيثِ أَنَّ اللَّهَ ضَحِكَ وَذَلِكَ لِأَنَّ الضَّحِكَ مِنَ اللَّهِ وَالتَّنَزُّلَ وَالْمَلَالَةَ وَالتَّعَجُّبَ مِنْهُ لَيْسَ عَلَى جِهَةِ مَا يَكُونُ مِنْ عِبَادِهِ ..اه
-البوروبي غير مأمون في نقله وقد ثبت عنه هذا مرات كثيرة مما ينبغي أن يفرد بمبحث خاص .

الخلاف بين عقيدة السلف والمفوضة :
[1]-السلف يمرون آيات الصفات بفهم والمفوضة يمرونها بغير فهم:
واتفق السلف في فهم الصفات ولم ينقل عنهم في ذلك خلاف ,قال بن القيم:
(( ولم يتنازعوا في تأويل آيات الصفات وأخبارها في موضع واحد بل اتفقت كلمتهم وكلمة التابعين بعدهم على إقرارها وإمرارها مع فهم معانيها وإثبات حقائقها)) [ الصواعق لابن القيم 1/210]

الواجب أن نمرها كما جاءت، ولا نتعرض بقولنا: كيف
وقيل لسفيان بن عيينة: هذه الأحاديث التي تروى في الصفات فقال: "حق على ما سمعناها ممن نثق به ونرضاه نمرها كما جاءت بلا كيف"[ إبطال التأويلات 1/55.]
قولهم أمروها كما جاءت يقتضي إبقاء دلالتها على ما هي عليه، فإن هذه الألفاظ جاءت دالة على معاني، فلو كانت دلالتها منتفية لكان الواجب أن يقال: "أمرّوا لفظها مع اعتقاد أن المفهوم غير مراد" أو "أمروا لفظها مع اعتقاد أن الله لا يوصف بما دلّت عليه حقيقة" [ الفتوى الحموية ص 112 مجموعة نفائس].

فالواجب علينا أن نمرها كما جاءت وهذا الإمرار ليس إمرارا لفظيا فقط بل هو إمرار لفظي معنوي، أما إمرارها لفظا فقط فإنه مذهب باطل، ويسمى مذهب أهل التفويض أو المفوضة، وهو كما قال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ((من شر أقوال أهل البدع والإلحاد). [ شرح العقيدة السفارينية - للعثيمين ص 1/104دار الوطن للنشر، الرياض]

[2] –عقيدة السلف مبنية على إثبات الصفات وعقيدة المفوضة مبنية على التعطيل :

قولهم : أمروها كما جاءت بلاكيف :
فإنه لا يحتاج إلى نفي العلم بالكيفية إذا لم يفهم عن اللفظ المعنى ,وإنما يحتاج إلى نفي علم الكيفية إذا أثبتت الصفات . من كلام شيخ الإسلام
قال بن القيم رحمه الله:
واحذر سؤال الكيف عن أوصافه *** وأجب بقول العالم الرباني
قل نعلم المعنى ونجهل كيفها *** والسؤل يحرم يا أخا العرفان

[3] – : عقيدة السلف لاتقبل تفسير الجهمية المعطلة ,وعقيدة المفوضة تقبله وزيادة :

المسودة 19:
قال الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام : "ما أدركنا أحدا يفسر هذه الأحاديث ,ونحن لا نفسرها "
والأثر أخرجه اللالكائي [شرح أصول اعتقاد أهل السنة (3/581) ت: الغامدي دار طيبة] تحت باب سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّهْيِ عَنِ التَّفَكُّرِ فِي ذَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ,عَنْ عُمَرَ: «تَفَكَّرُوا فِي خَلْقِ اللَّهِ وَلَا تَفَكَّرُوا فِي اللَّهِ» .
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْجَرَّاحِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَا: ثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدٍ الْقَاسِمَ بْنَ سَلَّامٍ، وَذُكِرَ عِنْدَهُ هَذِهِ الْأَحَادِيثَ: " ضَحِكَ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ مِنْ قُنُوطِ عِبَادِهِ , وَقُرْبِ غِيَرِهِ , وَالْكُرْسِيُّ مَوْضِعَ الْقَدَمَيْنِ , وَأَنَّ جَهَنَّمَ لَتَمْتَلِئُ فَيَضَعُ رَبُّكَ قَدَمَهُ فِيهَا , وَأَشْبَاهُ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ؟ فَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: " هَذِهِ الْأَحَادِيثُ عِنْدَنَا حَقٌّ يَرْوِيهَا الثِّقَاتُ بَعْضُهُمْ عَنْ بَعْضٍ إِلَّا أَنَّا إِذَا سُئِلْنَا عَنْ تَفْسِيرِهَا قُلْنَا: مَا أَدْرَكْنَا أَحَدًا يُفَسِّرُ مِنْهَا شَيْئًا وَنَحْنُ لَا نُفَسِّرُ مِنْهَا شَيْئًا نُصَدِّقُ بِهَا وَنَسْكُتُ ".
المسودة 18
قال مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ،-صاحب أبي حنيفة- فِي الْأَحَادِيثِ الَّتِي جَاءَتْ: «إِنَّ اللَّهَ يَهْبِطُ إِلَى السَمَاءِ الدُّنْيَا» وَنَحْوَ هَذَا [مِنَ الْأَحَادِيثِ]: إِنَّ هَذِهِ الْأَحَادِيثَ قَدْ رَوَتْهَا الثِّقَاتُ، فَنَحْنُ نَرْوِيهَا وَنُؤْمِنُ بِهَا وَلَا نُفَسِّرُهَا.
رواه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة رقم[3/433]. وابن قدامة في إثبات صفة العلو رقم ((82)) ص170، والذهبي في العلو ص113
وفي العرش ص197. "؛ وابن حجر في فتح الباري [13/ 407] والسيوطي في الإتقان [2/6].
الأثر الذي أورده البوروبي هو عند الذهبي في:
[العرش ص 197ت:محمد بن خليفة التميمي دار أضواء السلف ]
وذكر الذهبي قولا آخر قبله مباشرة لمحمد بن الحسن كذلك ,يجد البوروبي في صدره حرج منه ,مفصِّلٌ لما بعده ومبيِّنٌ لمراد صاحبه , جاء فيه :
روى عبد الله بن أبي حنيفة الدبوسي قال سمعت محمد ابن الحسن يقول: "اتفق الفقهاء كلهم، من المشرق إلى المغرب ، على الإيمان بالقرآن، والأحاديث التي جاء بها الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صفة الرب عز وجل من غير تفسير, ولا وصف، ولا تشبيه، فمن فسر شيئاً من ذلك فقد خرج مما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وفارق الجماعة، فإنهم لم يصفوا، ولم يفسروا، ولكن آمنوا بما في الكتاب والسنة، ثم سكتوا، فمن قال بقول جهم فقد فارق الجماعة، لأنه وصفه بصفة لا شيء" .اه
فالنهي عن تفسيرها: معناه لا نقول بقول جهم :
قال شيخ الاسلام في [مجموع الفتاوي 5/50]
وَرُوِيَ أَيْضًا عَنْ أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ قَالَ: هُوَ عَلَى الْعَرْشِ كَمَا وَصَفَ فِي كِتَابِهِ؛ وَعِلْمُهُ وَقُدْرَتُهُ وَسُلْطَانُهُ فِي كُلِّ مَكَانٍ. وَرُوِيَ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ الرَّازِي أَنَّهُ لَمَّا سُئِلَ عَنْ تَفْسِيرِ قَوْلِهِ: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} فَقَالَ:
تَفْسِيرُهُ كَمَا يُقْرَأُ هُوَ عَلَى الْعَرْشِ وَعِلْمُهُ فِي كُلِّ مَكَانٍ؛ وَمَنْ قَالَ غَيْرَ هَذَا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ. وَرَوَى أَبُو الْقَاسِمِ اللالكائي " الْحَافِظُ. الطبري؛ صَاحِبُ أَبِي حَامِدٍ الإسفرائيني فِي كِتَابِهِ الْمَشْهُورِ فِي " أُصُولِ السُّنَّةِ " بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ صَاحِبِ أَبِي حَنِيفَةَ قَالَ: اتَّفَقَ الْفُقَهَاءُ كُلُّهُمْ - مِنْ الْمَشْرِقِ إلَى الْمَغْرِبِ - عَلَى الْإِيمَانِ بِالْقُرْآنِ وَالْأَحَادِيثِ؛ الَّتِي جَاءَ بِهَا الثِّقَاتُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صِفَةِ الرَّبِّ عَزَّ وَجَلَّ: مِنْ غَيْرِ تَفْسِيرٍ؛ وَلَا وَصْفٍ وَلَا تَشْبِيهٍ؛ فَمَنْ فَسَّرَ الْيَوْمَ شَيْئًا مِنْهَا فَقَدْ خَرَجَ مِمَّا كَانَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفَارَقَ الْجَمَاعَةَ؛ فَإِنَّهُمْ لَمْ يَصِفُوا وَلَمْ يُفَسِّرُوا؛ وَلَكِنْ أَفْتَوْا بِمَا فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ ثُمَّ سَكَتُوا؛ فَمَنْ قَالَ: بِقَوْلِ جَهْمٍ فَقَدْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ لِأَنَّهُ قَدْ وَصَفَهُ بِصِفَةِ لَا شَيْءَ. مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ أَخَذَ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ وَمَالِكٍ وَطَبَقَتِهِمَا مِنْ الْعُلَمَاءِ. وَقَدْ حَكَى هَذَا الْإِجْمَاعَ وَأَخْبَرَ أَنَّ الْجَهْمِيَّة تَصِفُهُ بِالْأُمُورِ السَّلْبِيَّةِ غَالِبًا أَوْ دَائِمًا. وَقَوْلُهُ مِنْ غَيْرِ تَفْسِيرٍ: أَرَادَ بِهِ تَفْسِيرَ " الْجَهْمِيَّة الْمُعَطِّلَةِ " الَّذِينَ ابْتَدَعُوا تَفْسِيرَ الصِّفَاتِ بِخِلَافِ مَا كَانَ عَلَيْهِ الصَّحَابَةُ وَالتَّابِعُونَ مِنْ الأثبات.

[4]- عقيدة السلف يدخلها التفويض من جهة الكيف لا من جهة المعنى
وعقيدة المفوضة يدخلها التفويض من جهتي المعنى والكيف:
(أمروها كما جاءت بلا تفسير) يراد به أحد الأمرين:
[1]: أمروها بلا تفسير أي كتفسير الجهمية ونحوهم.
[2]: أمروها بلا تكييف ,كالرواية الأخرى ,وكما قال مالك رحمه الله: (والكيف مجهول).
ساق الذهبي بسنده الى العباس الدوري قال: سمعت أبا عبيد القاسم بن سلاّم -وذكر الباب الذي يروي فيه الرؤية، والكرسي موضع القدمين، وضحك ربنا، وأين كان ربنا- فقال: "هذه أحاديث صحاح، حملها أهل الحديث، والفقهاء، بعضهم عن بعض، وهي عندنا حق، لا شك فيها؛ ولكن إذا قيل كيف وضع قدمه؟ وكيف يضحك؟ قلنا لا نفسر هذا ولا سمعنا أحداً يفسره".[العرش( 2/236) ]

وماذا يقول البوروبي المفوض في أحاديث رؤية المولى تبارك وتعالى ,لايدري معنى الرؤية كما يقرره له من يقلده ,أم يجحدها كالجهمية والمعتزلة ,أم يقول بما يقول به السلفيون تبعا لسلفهم الصالح ومن بعدهم من أئمة الهدى.أن معنى الرؤية معلوم وأننا نرى ربنا يقينا , والله أعلم كيف يكون ذلك.
روى الإمام ابن عبد البر رجمه الله [ التمهيد (7/158)] , عن الوليد بن مسلم قال: سألت الأوزاعي، وسفيان الثوري، ومالك بن أنس، وليث بن سعد، غير مرة عن الأحاديث التي فيها ذكر الرؤية فقال: "أمروها كيف جاءت بلا كيف".
هل يستطيع البوروبي أن يقول أحاديث الرؤية نؤمن بها بلا معنى ولا كيف .والأئمة بما فيهم مالك رحمه الله يمرونها كما جاءت ,مثلها مثل أحاديث الصفات ,لن يجيب قطعا وان تجرَّأ فُضح لِتوِّه وأُلحِق بالجعد والمرِّيسي وأضرابهم.
وانظر إليه وهو يرد على نفسه .بما كتبه في المسودة ص46:
قال بن المديني:[ لَا يُقَالُ لِمَ وَلَا كَيْفَ , إِنَّمَا هُوَ التَّصْدِيقُ بِهَا وَالْإِيمَانُ بِهَا وَإِنْ لَمْ يَعْلَمْ تَفْسِيرَ الْحَدِيثِ وَيَبْلُغْهُ عَقْلُهُ فَقَدْ كُفِيَ ذَلِكَ ],
وهذا هو الأثر بتمامه:
أخرج اللالكائي بسنده عن أَبَي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِسْطَامٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ مُحَمَّدٍ قَرَأَهَا عَلَى عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمَدِينِيِّ , فَقَالَ لَهُ: قُلْتَ أَعَزَّكَ اللَّهُ: " السُّنَّةُ اللَّازِمَةُ الَّتِي مَنْ تَرَكَ مِنْهَا خَصْلَةً لَمْ يَقُلْهَا أَوْ يُؤْمِنْ بِهَا لَمْ يَكُنْ مِنْ أَهْلِهَا: الْإِيمَانُ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ ,ثُمَّ تَصْدِيقٌ بِالْأَحَادِيثِ وَالْإِيمَانُ بِهَا ,[ لَا يُقَالُ لِمَ وَلَا كَيْفَ , إِنَّمَا هُوَ التَّصْدِيقُ بِهَا وَالْإِيمَانُ بِهَا وَإِنْ لَمْ يَعْلَمْ تَفْسِيرَ الْحَدِيثِ وَيَبْلُغْهُ عَقْلُهُ فَقَدْ كُفِيَ ذَلِكَ ], وَأُحْكِمَ عَلَيْهِ الْإِيمَانُ بِهِ وَالتَّسْلِيمُ ".
وكذلك في المسودة ص49:
وَذكر عَبَّاس الدوري قَالَ سَمِعت يحيى بن معِين يَقُول شهِدت زَكَرِيَّا ابْن عدي سَأَلَ وَكِيع بن الْجراح فَقَالَ يَا أَبَا سُفْيَان هَذِه الْأَحَادِيث يَعْنِي مثل الْكُرْسِيّ مَوضِع الْقَدَمَيْنِ فَقَالَ أدركنا إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد وسُفْيَان ومسعرا يحدثُونَ بِهَذِهِ الْأَحَادِيث وَلَا يفسرون شَيْئا. [ذم التأويل لابن قدامة المقدسي ص20 المحقق: بدر بن عبد الله البدر]

[5] – معاني الصفات في عقيدة السلف معلومة وعند المفوضة مجهولة :

البوروبي يقرر فهما من عند نفسه في مسودته ص78:فيقول:
السلف لا ينفون المعنى الذي أراده الله تعالى وإنما ينفون علمهم به فلا أحد من السلف أو من الخلف يقول كما يزعم ابن تيمية أن الآية لا معنى لها أبدا فالآيات والأحاديث لها معان صحيحة ثابتة ولكن السلف يعلنون قصورهم وعجزهم عن تحديد هذه المعاني وينكرون الظاهر الذي تفهمه المجسمة والمشبهة من النصوص وهذا واضح جدا من كلام .......وذكر طائفة ممن نقل عنهم

الرد:
هو كما قرأتم ,يقول أن الله أراد بآيات الصفات معاني لا نعلمها والمعنى الظاهر كفر وهو قول المجسمة سبحان الله ,هل يحتاج هذا الباطل إلى بيان فضلا عن حكايته .
أتقول ياهذا أن الله أراد إضلال عباده بكتابه .فدلَّهم على صفات من قال بظاهرها كفر ومن حرَّفها أو قال لا أدري ماذا أراد الله بها اهتدى . ما الفرق بين قوله وقول الباطنية الذين يدعون أن هناك باطن لألفاظ الكتاب والسنة غير ما فهمه الصحابة و ما وضعت له في لغة العرب .
سبحانك هذا بهتان عظيم . ومما يدل على فساد مذهب المفوضة أن الله عز وجل أمر بتدبر الكتاب كله، وما لا يفهم معناه لا يؤمر بتدبره ولا معنى لتدبره.
وقد وصف الله كتابه بأنه هدى وشفاء وبيان، وما لا يفهم معناه لا يوصف بشيء من ذلك.

وقد رد البوروبي على نفسه في المسودة ص93:
قال القرطبي : في تفسيره ) قال مالك : الاستواء معلوم , يعني في اللغة ...والاستواء في كلام العرب هو العلو والاستقرار اه
وهذا كلام القرطبي بتمامه:
وَلَمْ يُنْكِرْ أَحَدٌ مِنَ السَّلَفِ الصَّالِحِ أَنَّهُ اسْتَوَى عَلَى عَرْشِهِ حَقِيقَةً. وَخُصَّ الْعَرْشُ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ أَعْظَمُ مَخْلُوقَاتِهِ، وَإِنَّمَا جَهِلُوا كَيْفِيَّةَ الِاسْتِوَاءِ فَإِنَّهُ لَا تُعْلَمُ حَقِيقَتُهُ. قَالَ مَالِكٌ رَحِمَهُ اللَّهُ: الِاسْتِوَاءُ مَعْلُومٌ- يَعْنِي في اللغة- والكيف مَجْهُولٌ، وَالسُّؤَالُ عَنْ هَذَا بِدْعَةٌ. وَكَذَا قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا. وَهَذَا الْقَدْرُ كَافٍ، وَمَنْ أَرَادَ زِيَادَةً عَلَيْهِ فَلْيَقِفْ عَلَيْهِ فِي مَوْضِعِهِ مِنْ كُتُبِ الْعُلَمَاءِ. وَالِاسْتِوَاءُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ هُوَ الْعُلُوُّ وَالِاسْتِقْرَارُ. [ الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (7/220) دار الكتب المصرية ]

وكذلك رد على نفسه في المسودة ص94:
الذهبي: في "العلو": [ وَهُوَ قَول أهل السّنة قاطبة أَن كَيْفيَّة الاسْتوَاء لَا نعقلها
بل نجهلها وَأَن استواءه مَعْلُوم كَمَا أخبر فِي كِتَابه وَأَنه كَمَا يَلِيق بِهِ لَا نعمق وَلَا نتحذلق وَلَا نَخُوض فِي لَوَازِم ذَلِك نفيا وَلَا إِثْبَاتًا بل نسكت ونقف كَمَا وقف السّلف ]ونعلم أَنه لَو كَانَ لَهُ تَأْوِيل لبادر إِلَى بَيَانه الصَّحَابَة والتابعون وَلما وسعهم إِقْرَاره وإمراره وَالسُّكُوت عَنهُ ونعلم يَقِينا مَعَ ذَلِك أَن الله جلّ جَلَاله لَا مثل لَهُ فِي صِفَاته وَلَا فِي استوائه وَلَا فِي نُزُوله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُول الظَّالِمُونَ علوا كَبِيرا .اه

القول بالتفويض طعن في القرآن وفي النبي عليه الصلاة والسلام وفي الصحابة الكرام :

تفويضُ معاني الصِّفاتِ حقيقتهُ الإعراضُ عنها وتجاهُلُها وهذا إعراضٌ عن تدبِّر القرآنِ الذِّي أَمَرنا اللهُ به فقال "أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا "(24) محمد [رسالةُ تصحيح المفاهيم من مجموع رسائل الجامي ص107 دار بن رجب ]
القولُ بالتفويض قدحٌ في النبيِّ صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم أنَّهُ لم يُبلِّغِ البلاغَ المبين وقدحٌ في القرآنِ أنَّه غيرُ مفهوم وقدح ٌفي الصَّحابةِ أنهم كانُوا لا يعلمون الكتاب إلا أمانيَّ.وهذَا لاَ شكَّ في بُطلانهِ
قال مجاهدُ: عرضتُ المُصحفَ على ابن عَباسٍ من فاتحتهِ إلَى خاتمته أَقِفه عندَ كلِّ آية وأسألُه عنها.
وقال ابنُ مسعودٍ: ما في كتابِ اللهِ آيةٌ إلَّا وأنا أعلمُ فيم نزَلت.
وقال الحسن البصري: ما أنزل اللهُ آية إلا وهو يحبُّ أن يعلمَ ما أرادَ بها.
ولهذا كانُوا يجعلون القرآن يحيطُ بكل ما يُطلبُ من علمِ الدِّين، كمَا قال مسروقُ: ما نسألُ أصحابَ مُحمَّد عن شيءٍ إلا وعلمُه في القرآن، ولكن علمنا قصُر عنه . [انظر درء التعارض ج1ص202-205-207 طبعةُ جامعة بن سعود الأولى]

يجِبُ أَنْ يُعْلَمَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيَّنَ لِأَصْحَابِهِ مَعَانِيَ الْقُرْآنِ كَمَا بَيَّنَ لَهُمْ أَلْفَاظَهُ فَقَوْلُهُ تَعَالَى: {لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إلَيْهِمْ} يَتَنَاوَلُ هَذَا وَهَذَا وَقَدْ قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِي: حَدَّثَنَا الَّذِينَ كَانُوا يُقْرِئُونَنَا الْقُرْآنَ: كَعُثْمَانِ بْنِ عفان وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَغَيْرِهِمَا أَنَّهُمْ كَانُوا إذَا تَعَلَّمُوا مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرَ آيَاتٍ لَمْ يُجَاوِزُوهَا حَتَّى يَتَعَلَّمُوا مَا فِيهَا مِنْ الْعِلْمِ وَالْعَمَلِ قَالُوا: فَتَعَلَّمْنَا الْقُرْآنَ وَالْعِلْمَ وَالْعَمَلَ جَمِيعًا؛ وَلِهَذَا كَانُوا يَبْقَوْنَ مُدَّةً فِي حِفْظِ السُّورَةِ وَقَالَ أَنَسٌ: كَانَ الرَّجُلُ إذَا قَرَأَ الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ جَلَّ فِي أَعْيُنِنَا وَأَقَامَ ابْنُ عُمَرَ عَلَى حِفْظِ الْبَقَرَةِ عِدَّةَ سِنِينَ قِيلَ: ثَمَانِ سِنِينَ ذَكَرَهُ مَالِكٌ. وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُواآيَاتِهِ} وَقَالَ: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ} وَقَالَ: {أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ} وَتَدَبُّرُ الْكَلَامِ بِدُونِ فَهْمِ مَعَانِيهِ لَا يُمْكِنُ. وَكَذَلِكَ قَالَ تَعَالَى: {إنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} وَعَقْلُ الْكَلَامِ مُتَضَمِّنٌ لِفَهْمِهِ. وَمِنْ الْمَعْلُومِ أَنَّ كُلَّ كَلَامٍ فَالْمَقْصُودُ مِنْهُ فَهْمُ مَعَانِيهِ دُونَ مُجَرَّدِ أَلْفَاظِهِ فَالْقُرْآنُ أَوْلَى بِذَلِك. مجموع الفتاوي (13/311)

أبعد هذا تقول بالتفويض يابوروبي هداك الله ........

تأرجح البوروبي بين التأويل والتفويض:

وما أشبه حاله بجحر النافقاء ,يتكلم تارة بلسان المفوضة وتارة أخرى بلسان المؤولة.(ومن اللطائف أني كنت أصيد اليرابيع في صغري وأعرف الكثير من حيلها ).
البوروبي فيما نقل عنه يرى الحق لا يعدو أن يكون تفويضا أو تأويلا .فيختار هذا تارة والآخر تارة أخرى .والمذهبان مختلفان يرد أحدهما على الآخر فيكون البوروبي مردودا عليه مفوضا ورادا مؤولا ,ومسودته مبنية على المذهبين ومؤسسة على القولين فليت شعري ما المقبول منها الذي يدعو البوروبي إليه وما المردود الذي يرد عليه .

أولا : يجيز الأخذ بالمذهبين (التأويل أوالتفويض):

المسودة ص48:
نقل عن العيني من "عمدة القاري":
وَلَيْسَ فِي هَذَا الْبَاب. وَأَمْثَاله إلاَّ التَّسْلِيم والتفويض إِلَى مَا أَرَادَ الله من ذَلِك، فَإِن الْأَخْذ بِظَاهِرِهِ يُؤَدِّي إِلَى التجسيم، وتأويله يُؤَدِّي إِلَى التعطيل، والسلامة فِي السُّكُوت والتفويض.
يقرر البوروبي التفويض الذي هو مذهب التجهيل ,أو التحريف الذي يسميه تأويلا:

المسودة ص38 :
فلأصحابنا في ذلك طريقان :
أحدهما :الإعراض عن التأويل والإيمان بها كما جاءت واليمان بها صحيح وان لم نعرف معناها كما أن إيماننا بجميع الأنبياء والملائكة صلوات الله عليهم والكتب المنزلة من الله تبارك وتعالى صحيح وان لم يعرف شيئا في ذلك وإيماننا بالحروف المقطعة في أوائل السور صحيح وان لم نعرف معناها وهذا الطريق اقرب للسلامة
ثانيهما : من أصحابنا من صار إلى التأويل .

المسودة ص73:
عنوان للبوروبي : ليس لأهل السنة إلا التفويض أو التأويل

المسودة ص87:
يقرر البوروبي أن أهل الحديث إما مفوضة وإما مؤولة

المسودة ص59 :
قاعدة البوروبي:
وكل نص أوهم التشبيها *** أوله أو فوض ورم تنزيها

الرد :
هذا البيت من جوهرة التوحيد للُّقاني ,يرده ماجاء فيها كذلك:
وكل خير في إتباع من سلف *** وكل شر في ابتداع من خلف

ثانيا: يرد على المؤولة:

الرد من المسودة : ص26:

فإِنَّهُ لَا خلاف فِي أَن مَذْهَب السّلف الْإِقْرَار وَالتَّسْلِيم وَترك التَّعَرُّض للتأويل والتمثيل
ثمَّ إِن الأَصْل عدم تأويلهم فَمن ادّعى أَنهم تأولوها فليأت ببرهان عل قَوْله
وَهَذَا لَا سَبِيل إِلَى مَعْرفَته إِلَّا بِالنَّقْلِ وَالرِّوَايَة فلينقل لنا ذَلِك عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَو عَن صحابته أَو عَن أحد من التَّابِعين أَو الْأَئِمَّة المرضيين
ثمَّ الْمُدَّعِي لذَلِك من أهل الْكَلَام وهم أَجْهَل النَّاس بالآثار وَأَقلهمْ علما بالأخبار وأتركهم للنَّقْل فَمن أَيْن لَهُم علم بِهَذِهِ وَمن نقل مِنْهُم شَيْئا لم يقبل نَقله وَلَا يلْتَفت إِلَيْهِ
وَإِنَّمَا لَهُم الْوَضع وَالْكذب وزور الْكَلَام
[وَلَا خلاف بَين أهل النَّقْل سنيهم وبدعيهم فِي أَن مَذْهَب السّلف رَضِي الله عَنْهُم فِي صِفَات الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى الْإِقْرَار بهَا والإمرار لَهَا وَالتَّسْلِيم لقائلها وَترك التَّعَرُّض لتفسيرها بذلك جَاءَت الْأَخْبَار عَنْهُم مجملة ومفصلة]
فَروِيَ عَن مَالك بن أنس وَالْأَوْزَاعِيّ وسُفْيَان الثَّوْريّ وسُفْيَان بن عُيَيْنَة وَمعمر بن رَاشد فِي الْأَحَادِيث فِي الصِّفَات أمروها كَمَا جَاءَت.

المسودة 19:
قال الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام : "ما أدركنا أحدا يفسر هذه الأحاديث ,ونحن لا نفسرها "
وكذلك في المسودة ص49:
وَذكر عَبَّاس الدوري قَالَ سَمِعت يحيى بن معِين يَقُول شهِدت زَكَرِيَّا ابْن عدي سَأَلَ وَكِيع بن الْجراح فَقَالَ يَا أَبَا سُفْيَان هَذِه الْأَحَادِيث يَعْنِي مثل الْكُرْسِيّ مَوضِع الْقَدَمَيْنِ فَقَالَ أدركنا إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد وسُفْيَان ومسعرا يحدثُونَ بِهَذِهِ الْأَحَادِيث وَلَا يفسرون شَيْئا
ثالثا :ينصر التأويل ويرد على المفوضة :
المسودة ص60 ,61:
يقول بتأويل النزول , والمجيء وقد أبطله من قبل"أمروها كما جاءت"
المسودةص63:
يقول بتأويل الضحك , وقد نص على وجوب تفويضه وإمرار الصفة من غير تأويل.
-وقد بينت في ما سبق –في دفع اعتداء البوروبي على أقوال العلماء- أن قول السلف "أمروها كما جاءت" سيقت في أخبار الصفات عموما وجاء النص صريحا في النزول (نسأله تبارك وتعالى أن يكرمنا بمناجاته في وقت نزوله )والإتيان ( نسأله سبحانه أن يمتعنا بالنظر إلى وجهه الكريم) والضحك ( فاللهم لا خير إلا خيرك وإنا لا نعدم منك خيرا ) .
ونزيد البوروبي في هذا المبحث :
رد المؤولة على المفوضة :
صاحب قانون التأويل الرازي :
ألزم الرازي المفوضة بأحد الأمرين :
الْأَوَّلُ: أَنَّهُ إِنْ قَطَعَ بِأَنَّ اللَّه تَعَالَى مُنَزَّهٌ عَنِ الْمَكَانِ والجهة فقد قطع بأن لَيْسَ مُرَادُ اللَّه تَعَالَى مِنَ الِاسْتِوَاءِ الْجُلُوسَ وَهَذَا هُوَ التَّأْوِيلُ. وَإِنْ لَمْ يَقْطَعْ بِتَنْزِيهِ اللَّه تَعَالَى عَنِ الْمَكَانِ وَالْجِهَةِ بَلْ بَقِيَ شَاكًّا فِيهِ فَهُوَ جَاهِلٌ باللَّه تَعَالَى، اللَّهُمَّ إِلَّا أَنْ يَقُولَ أَنَا قَاطِعٌ بِأَنَّهُ لَيْسَ مُرَادُ اللَّه تَعَالَى مَا يُشْعِرُ بِهِ ظَاهِرُهُ بَلْ مُرَادُهُ بِهِ شَيْءٌ آخَرُ وَلَكِنِّي لَا أُعَيِّنُ ذَلِكَ الْمُرَادَ خَوْفًا مِنَ الْخَطَأِ فَهَذَا يَكُونُ قَرِيبًا، وَهُوَ أَيْضًا ضَعِيفٌ لِأَنَّهُ تَعَالَى لَمَّا خَاطَبَنَا بِلِسَانِ الْعَرَبِ وَجَبَ أَنْ لَا يُرِيدَ بِاللَّفْظِ إِلَّا مَوْضُوعَهُ فِي لِسَانِ الْعَرَبِ [ التفسير الكبير بفخر الدين الرازي (9/22)]
ابن فورك :
فَلَا بُد أَن يكون لهَذِهِ الْأَلْفَاظ معَان صَحِيحَة وَلَا يَخْلُو أَن يكون إِلَى مَعْرفَتهَا طَرِيق أَو لَا يكون إِلَى مَعْرفَتهَا طَرِيق فَإِن لم يكن إِلَى مَعْرفَتهَا طَرِيق وَجب أَن يكون تعذر ذَلِك لأجل أَن اللُّغَة الَّتِي خاطبنا بهَا غير مفهومة الْمَعْنى وَلَا مَعْقُول المُرَاد وَالْأَمر بِخِلَاف ذَلِك فَعلم أَنه لم يعم على المخاطبين من حَيْثُ أَرَادَ بِهَذِهِ الْأَلْفَاظ غير مَا وضعت لَهَا أَو مَا يُقَارب مَعَانِيهَا مِمَّا لَا يخرج من مَفْهُوم خطابها.
إِذا كَانَ كَذَلِك كَانَ تعرُّف مَعَانِيهَا مُمكنا والتوصل إِلَى المُرَاد بِهِ غير مُتَعَذر فَعُلم أَنه مِمَّا لَا يمْتَنع الْوُقُوف على مَعْنَاهُ ومغزاه وَأَن لَا معنى لقَوْل من قَالَ إِن ذَلِك مِمَّا لَا يفهم مَعْنَاهُ إذ لَو كَانَ كَذَلِك لَكَانَ خطابه خلوا من الْفَائِدَة وَكَلَامه معنى عَن مُرَاد صَحِيح وَذَلِكَ مِمَّا لَا يَلِيق بِهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم . [مشكل الحديث وبيانه لأبي بكر بن فورك (ص496)]
أبو حيان الأندلسي:
فجمهور الأمة أنها تفسر على قوانين اللغة ومجاز الاستعارة وغير ذلك من أفانين الكلام . [ التفسير المحيط لأبي حيان الأندلسي(3/535) ]
نقلا من كتاب [ موقف بن حزم من المذهب الأشعري
عبد الرحمن دمشقية ص(20 – 21) دار الصميعي .]
الجويني :
لما اختار الجويني الكبير التفويض رد عليه القشيري في التذكرة الشرقية
وكيف يسوغ لقائل أن يقول في كتاب الله تعالى مالا سبيل لمخلوق إلى معرفته ولا يعلم تأويله إلا الله ..... وان النبي صلى الله عليه وسلم ما عرف تأويل ما ورد في صفات الله تعالى ودعا الخلق إلى علم مالا يعلم أليس الله إذ يقول بلسان عربي مبين فإذا على زعمهم يجب أن يقولوا كذب حيث قال بلسان عربي مبين إذ لم يكن معلوما عندهم وإلا فأين هذا البيان وإذا كان بلغة العرب فكيف يدعى انه مما لاتعلمه العرب لما كان ذلك الشيء عربيا فما قول في مقال ماله إلا تكذيب الرب سبحانه ثم كان النبى صلى الله عليه وسلم يدعو الناس إلى عبادة الله تعالى فلو كان في كلامي وفيما يلقيه إلى أمته شيء لا يعلم تأويله إلا الله تعالى لكان للقوم أن يقولوا بين لنا أولا من تدعونا إليه وما الذي تقول فان الإيمان بما لا يعلم أصله غير متأن ونسبة النبي صلى الله عليه وسلم إلى انه دعا إلى رب موصوف بصفات لا تعقل أمر عظيم لا يتخيله مسلم فان الجهل بالصفات يؤدى إلى الجهل بالموصوف والغرض أن يستبين من معه مسكة من العقل أن قول من يقول استواؤه صفة ذاتية لا يعقل معناها واليد صفة ذاتية لا يعقل معناها والقدم صفة ذاتية لا يعقل معناها تمويه ضمنه تكييف وتشبيه ودعاء إلى الجهل. [ إتحاف السادة المتقين لمرتضى الزبيدي (2/109)] النووي (شرح مسلم 16/218)

"يبعد أن يخاطب الله عباده بما لا سبيل إلى معرفته "
ما سلم من مسودته شيء, وذهبت بين راد ومردود وهذه سنة الله في إزهاق الباطل ومحقه ودمغه وسحقه ,ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله .
[وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا]الإسراء(81)
[بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ] الأنبياء(18)

وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا اله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

كتبه
أبو همام عبد القادر حري
يوم الثلاثاء 19 شعبان 1438
16 ماي 2017

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11 Jul 2017, 12:00 AM
إسماعيل جابر إسماعيل جابر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2017
الدولة: بومرداس
المشاركات: 142
افتراضي

بارك الله فيك شيخنا أبا همام

عندي ملاحظة صغيرة - وقد أكون مخطئا فيها-
ألا وهي قصور الهمم عن قراءة المقالات المطوّلة لذلك نرى قلة التفاعل من الإخوة أعضاء المنتدى
فحبذا لو تختصر المقالات وتُجعل في شكل حلقات
والله تعالى أعلى وأعلم
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 11 Jul 2017, 12:21 AM
عبد الباسط لهويمل عبد الباسط لهويمل غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: May 2017
الدولة: الجزائر
المشاركات: 96
افتراضي

امثال هذا البوروبي من الذين يتبعون المتشابه ابتغاء الفتنة ولا يصدر هذا إلا ممن في قلبه زيغ كما جاء في سورة آل عمران ، وأما قول الأخ جابر إن المقالات الطويلة لا تُقرأ إلا ما كان مختصرا وملخصا ، ففيه ما فيه لأن قد وجدنا مقالات طوال والتفاعل معها بلغ الغاية ووجدنا مقالات قصيرة ولا تعليق ولا تعقيب وغالب الناس إلا من رحم الله يعتنون بصاحب المقال لا بفحوى المقال وهذا وإن كانت له أسبابه المعينة فلا يمنع من التفاعل والتثاقف مع جميع الأطياف والموضوعات
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, مميز, مسائل, البوروبي

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013