ورب محب للسنة ، تتهاوى عليه الشبه تترى ، لتنسف تبجيلا كان يجده في قلبه لهؤلاء الأئمة الكبار .
أنقل هذه الفقرة من إحدى كلمات الشيخ رحمه الله تبين بجلاء شح المراجع السلفية المبصرة بمنهج أهل السنة في تلك الفترة العصيبة. فالعدل العدل والإنصاف الإنصاف يا عباد الله .
يقول الشيخ رحمه الله في كلمته التي ألقاها بمناسبة توديع الشيخ محمد نصيف بالمملكة العربية السعودية :
" إذا لم يُنصف الحجاز شيخه، ومخلد مجده، ورافع رايته أستاذنا الشيخ نصيفاً - فإن العالم الإسلامي كله ينصفه؛ فكلنا أَلْسِنة شاهدة بأنه مجموعة فضائل نعد منها ولا نعددها، وأنه مجمع يلتقي عنده علماء الإسلام وقادته وزعماؤه، فيردون ظماءًا، ويصدرون رواءًا.
وإنني أقولها بصيحة صريحة، وأؤديها شهادة للحق والتاريخ بأنه محيي السنة في الحجاز من يومٍ كان علماؤه - ومنهم أشياخنا- متهورين في الضلالة، وأنه صَنَع للسلفية وإحياء آثارها ما تعجز عنه الجمعيات بل والحكومات، وأنه أنفق عمره وماله في نصرها ونشرها، في هدوء المخلصين وسكون الحكماء، وسيسجل التاريخ العادل آثاره في عقول المسلمين، وسيشكر له الله غزوه للبدع بجيوش السنن المتمثلة في كتبها وعلوم أئمتها.
وجمعية العلماء نفسها مَدِينة له؛ فإن الكتب السلفية لم تصلنا إلا عن يده، وسيسجل أنه مفخرة من مفاخر الإسلام، وأنه كفارة عن تقصير العلماء، وأنه زهرة فواحة في أرض الحجاز، وأنه جماله الذي يغطي كل شين؛ إني كنت قلت في الشيخ نصيف أبياتاً منها:
قل للذي عاب الحجا ز وجانب المثل الحصيفا
هيهات لست ببالغ مدّ الحجاز ولا (نصيفا) ."
|