منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 11 Sep 2016, 03:57 PM
أبو ميمونة منور عشيش أبو ميمونة منور عشيش غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
الدولة: أم البواقي / الجزائر
المشاركات: 582
افتراضي ذَبِيحُ أُمِّ البَوَاقِي!. قَصِيدَةٌ فِي رِثَاءِ الفَتَى "نَصْرِ الدِّينِ"..

بسم الله الرّحمن الرّحيم


الحمد لله ربِّ العالمين، والعاقبة للمتَّقين، ولا عدوان إلَّا على الظَّالمين، وأصلِّي وأسلِّم على المبعوث بالحقِّ المبين، وآله الطَّيِّبين الطَّاهرين، وصحابته الغرِّ المحجَّلين، وعلى التَّابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم القيامة والدِّين، وبعد..

فهذه أبياتٌ متواضعاتٌ خطَّتها اليمين، والقلب يعتصر أسًى ولوعةً، يكاد يسبقُ فيها دمعُ المآقي مداد الدَّواة، رثاءً لفتى أمِّ البواقي المغدور به، الفتى "نصر الدِّين"، أسأل الله تعالى أن يجعله ذخرًا لوالديه يوم القيامة، وأن يعامل بعدله تلك الأيادي الآثمة، الَّتي لم تَرع فيه حقَّ دينٍ ولا قرابةٍ، ولم ترحم فيه صغر سنٍّ ولا براءةً، ولم تعرف لهذه الأيَّام المباركات فضلًا ولا حرمةً!.
كما أسأله تعالى أن يوفِّق ولاة الأمر في هذا البلد، ويعينهم على تطبيق أحكام شرعه المبارك في من ولَّاهم عليهم من المسلمين، ومن هذه الأحكام الثَّابتة: حكم القصاص الَّذي سمَّاه الله عزَّ وجلَّ في كتابه العزيز "حياةً"، فقال تعالى: ﴿وَلَكُمْ فِي القِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (البقرة 179).


قال الشَّيخ السَّعدي -رحمه الله- في تفسيره للآية: ".. ثمَّ بيَّن تعالى حكمته العظيمة في مشروعيََّة القصاص فقال : وَلَكُمْ فِي القِصَاصِ حَيَاةٌ أي: تنحقن بذلك الدِّماء، وتنقمع به الأشقياء، لأنَّ من عرف أنَّه مقتول إذا قتل لا يكاد يصدر منه القتل، وإذا رُئي القاتل مقتولًا انذعر بذلك غيره وانزجر، فلو كانت عقوبة القاتل غير القتل، لم يحصل انكفاف الشَّرِّ، الَّذي يحصل بالقتل، وهكذا سائر الحدود الشَّرعيَّة، فيها من النِّكاية والانزجار ما يدلُّ على حكمة الحكيم الغفَّار، ونكَّر "الحياة " لإفادة التَّعظيم والتَّكثير.
ولمَّا كان هذا الحكم لا يعرف حقيقته إلَّا أهل العقول الكاملة والألباب الثَّقيلة، خصَّهم بالخطاب دون غيرهم، وهذا يدلُّ على أنَّ الله تعالى يحبُّ من عباده أن يُعمِلوا أفكارهم وعقولهم، في تدبُّر ما في أحكامه من الحكم والمصالح الدَّالَّة على كماله وكمال حكمته وحمده وعدله ورحمته الواسعة، وأنَّ من كان بهذه المثابة فقد استحقَّ المدح بأنَّه من ذوي الألباب الَّذين وجَّه إليهم الخطاب، وناداهم ربُّ الأرباب، وكفى بذلك فضلًا وشرفًا لقوم يعقلون.
وقوله: لَعلََّكُمْ تَتَّقُونَ، وذلك أنَّ من عرف ربَّه وعرف ما في دينه وشرعه من الأسرار العظيمة والحكم البديعة والآيات الرَّفيعة، أوجب له ذلك أن ينقاد لأمر الله، ويعظِّم معاصيه فيتركها، فيستحقَّ بذلك أن يكون من المتَّقين."اه.


ذَبِيحُ أُمِّ البَوَاقِي!.
قَصِيدَةٌ فِي رِثَاءِ الفَتَى "نَصْرِ الدِّينِ"..

أَيَا أُمَّ البَوَاقِي مَا دَهَاكِ؟! *** أَلَا تَبْكِينَ يَا هَذِي فَتَاكِ؟!
أَلَا فَلْتَبْكِ نَصْرَ الدِّينِ حَتَّى *** إِذَا جَفَّتْ دُمُوعُك مِنْ بُكَاكِ
فَجُودِي بِالدِّمَاءِ وَلَا تُبَالِي *** لِنَصْرِ الدِّينِ فَلْتَبْكِ البَوَاكِي
فَخَلِّ الكِبْرَ وَلْتُجْرِ المَآقِي *** بِدَمْعٍ لَيْسَ يُجْرِيـهِ سِوَاكِ
فَتًى كَالبَدْرِ لَمَّا تَمَّ نُورًا *** قُبَيْلَ العِيدِ يَرْحَلُ عَنْ حِمَاكِ!
وَمَا كَانَ ارْتِحَالُهُ عَنْكِ بُغْضًا *** لِقُرْبِكِ فَالفَتَى لَا مَا قَلَاكِ
وَلَكِنَّ المَنِيَّـةَ عَاجَلَتْـهُ *** بِلَا ذَنْبٍ؛ لَعَلَّهُ إِذْ هَوَاكِ!
كَأَنِّي بِالفَتَى يَمْضِي صَبَاحًا *** بِمِحْفَظَةٍ سَعِيدًا فِي رُبَاكِ
يُرِيدُ الفَصْلَ قَبَّلَ عِنْدَ بَابٍ *** لَهُ أُمًّا سَنَاهَا مِنْ سَنَاكِ
وَخَاطَبَهَا: أَيَا أُمِّي وَدَاعًا *** سَأَرْجِعُ فِي المَسَاءِ لِكَيْ أَرَاكِ
فَلَا تَنْسَيْ أَعِدِّي بَعْضَ حَلْوَى *** لِتَسْلَمْ يَا حَبِيبَةُ لِي يَدَاكِ
وَأَيْنَ أَبِي؟ أَغَادَرَ وَقْتَ فَجْرٍ *** كَعَادَتِهِ لِيَعْمَلَ فِي انْهِمَاكِ؟
وَهَلْ أَوْصَى بِمَصْرُوفِي صَبَاحًا؟ *** أَدَسَّهُ فِي فِرَاشِكِ أَوْ رِدَاكِ؟
كَأَنِّي بِالفَتَى يَمْضِي بِحُلْمٍ *** جَمِيلٍ حِينَ جَلْبَبَهُ دُجَاكِ
بِكَبْشِ العِيدِ يَحْلُمُ لَهْفَ نَفْسِي *** مَعَ الأَغْنَامِ يَرْعَى فِي رُبَاكِ
سَيُحْضِرُهُ -بِلَا شَكٍّ- أَبُوهُ *** يُقَيِّـدُهُ بِأَشْطَانٍ سِمَاكِ
وَيَذْبَحُهُ صَبِيحَةَ يَوْمِ عِيدٍ *** وَتَعْلُو (اللهُ أَكْبَرُ) فِي سَمَاكِ
وَلَمْ يَدْرِ الفَتَى المِسْكِينُ حَتَّى *** غَدَا كَالصَّيْدِ مُلْقًى فِي شِبَاكِ
وَصَارَ هُوَ الذَّبِيحَ لِشَرِّ أُنْثَى! *** لَحَاكِ اللهُ يَا هَذِي لَحَاكِ
يُسَاقُ إِلَى المَقَابِرِ دُونَ خِلٍّ *** عَلَى خَشَبٍ وَيُودَعُ فِي ثَرَاكِ
وَلَوْ بَيْنَ الوُحُوشِ لَكَانَ يَنْجُو *** فَبَعْضُ الوَحْشِ قَدْ يَأْسَى لِبَاكِ!
وَلَكِنْ تِلْكَ لَمْ تَرْحَمْهُ حَتَّى *** غَدَا المِسْكِينُ ثَمَّ بِلَا حِرَاكِ!
أَلَا قُولُوا لِمَنْ ذَبَحَتْهُ عَنِّي *** أَلَا قُولُوا لَهَا: تَبَّتْ يَدَاكِ
فَإِنْ يَكُنِ القِصَاصُ شَفَوْا غَلِيلِي *** وَكُلَّ المُسْلِمِينَ فَهُمْ عِدَاكِ
أَلَا يَا حَبَّذَا السَّيَّافُ يَهْوِي *** بِسَيْفٍ قَاطِعٍ يَبْغِي قَفَاكِ
قِصَاصًا ذَاكَ شَرْعُ اللهِ رَبِّي *** وَأَكْرِمْ بِالنَّعِيِّ إِذَا نَعَاكِ
وَإِنْ يَأْبَوْا عَلَيْنَا ثَمَّ لُقْيَا *** أَمَامَ اللهِ إِنَّـهُ مَنْ بَرَاكِ


كتبه أبو ميمونة منوّر عشيش عفا الله عنه


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
مميز, نظم, تزكية, رقائق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013