وهنا مسالة ذكرتها الآن أحب أن أنبه عليها وهي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( ما من رجل يسترعيه الله على رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة) وهذه الرعاية تشمل الرعاية الكبرى الواسعة والرعاية الصغرى وتشمل رعاية الرجل في أهله وعلى هذا فمن مات وقد خلف في بيته شيئا من الدشوش فانه قد مات وهو غاش لرعيته وسوف يحرم من الجنة كما جاء في الحديث ولهذا نقول إن أي معصية تترتب على هذا الدش الذي ركبه الإنسان قبل موته إن كل معصية تترتب عليه بعد موت الإنسان فان عليه وزرها وإن طال الزمن وكثرت المعاصي فاحذر أخي المسلم أحذر أن تخلف بعدك ما يكون إثما عليك في قبرك وما كان عندك من هذه الدشوش فان الواجب عليك أن تكسره لانه لا يمكن الانتفاع به إلا على وجه محرم لا يمكن بيعه لانك إذا بعته سلطت المشتري على استعماله في معصية الله وحينئذ تكون ممن أعان على الإثم والعدوان ولا طريق للتوبة من ذلك قبل الموت إلا بتكسير هذه الآلة التي حصل فيها من الشر والبلاء ما هو معلوم اليوم للعام والخاص أحذر يا أخي أن يفجعك الموت وفي بيتك هذه الآلة الخبيثة أحذر، أحذر فان إثمها ستبوء به وسوف يجري عليك بعد موتك نسال الله السلامة والعافية اللهم انا نسالك علما نافعا وعملا صالحا ورزقا طيبا تغنينا به عمن سواك يا رب العالمين اللهم يسرنا لليسرى وجنبنا العسرى واغفر لنا في الآخرة والأولى اللهم صلى وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. الحمد لله الذي بعث النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه بالهدى والحق المبين وأشهد الا اله الا الله وحده لا شريك له اله الأولين والآخرين وأشهد أن محمدا عبده ورسوله خاتم النبيين وإمام المتقين بعثه الله تعالى بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله رحمة للعالمين وقدوة للعاملين فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين