13 Sep 2014, 11:42 AM
|
عضو
|
|
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: الجزائر بسكرة
المشاركات: 703
|
|
في حكم التحدُّث بغير اللغة العربية للشيخ أبي عبد المعز محمد علي فركوس حفظه الله
السؤال:
نحن في البيت غالبُ محادثاتِنا تقع باللغة الفرنسية، ولا نتكلَّم بالعربية إلاَّ نادرًا، فهل التكلُّم بغير العربية حرامٌ؟
الجواب:
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمَّا بعد:
فالأصلُ عدمُ جوازِ التشبُّهِ باليهود والنصارى والأعاجم، ووجوبُ مخالفتِهم للنصوص الكثيرة الواردةِ في هذا الشأن، ومِن آحادها التحدُّثُ بلُغَتهم وتقليدُهم في نبراتهم وحركاتهم حالَ التحدُّث بها، فإنَّ ذلك مُشْعِرٌ بمودَّتهم ومَيْلِ القلبِ إليهم؛ لأنَّ الظاهرَ يُعطي نسبًا وتشاكُلاً بما يحصل في الباطن كما قرَّره شيخُ الإسلام ابنُ تيمية ـ رحمه الله ـ.
غير أنه ـ استثناءً مِن هذا الأصل ـ يجوز التكلُّمُ بها للحاجة كما يجوز تعلُّمُ لغةِ الأعاجم وكتابتِهم، والاستفادةُ مِن علومهم ونقلُها إلى اللغة العربية لأَمْنِ مَكْرِهِمْ وشرِّهم، لقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم لزيدِ بنِ ثابتٍ رضي الله عنه: «تَعَلَّمْ كِتَابَ اليَهُودِ؛ فَإِنِّي لاَ آمَنُهُمْ عَلَى كِتَابِنَا»(١).
هذا، ويجدر التنبيهُ إلى أنَّ تعلُّمَ لغةِ الأعاجمِ إنَّما تكون للعِلَّة السابقة، أمَّا أن تُجعل نمطَ حياةِ المسلمين في خِطاباتهم ومراسلاتهم في سائر شؤون الحياة فلا يجوز ذلك ألبَتَّةَ، واستبدالُ الأعجمية بدلَ العربيةِ استبدالٌ للأدنى بالذي هو خيرٌ، وهو نوعٌ مِن الولاء لأهل الكفر مذمومٌ شَرْعًا على ما نَصَّتْ عليه النصوصُ القرآنيةُ في مبدإ الولاء والبراء الذي هو ثمرة التوحيد وأوثقُ عُرَى الإسلام.
والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلَّم تسليمًا.
الجزائر في: ٤ رمضان ١٤٢٤ﻫ
الموافق ﻟ: ١١ أكتوبر ٢٠٠٣م
(١) أخرجه البيهقي (١٢١٩٥) من حديث زيد بن ثابتٍ رضي الله عنه. وصحَّحه الألباني في «السلسلة الصحيحة» (١/ ٣٦٤) رقم: (١٨٧).
منقول موقع الشيخ
http://ferkous.com/site/rep/Bq27.php
__________________
قال الإمام اللالكائي رحمه الله : ( فهذا دين أُخذ أوله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مشافهة ، لم يشبه لبس و لا شبهة ، ثم نقلها العدول عن العدول من غير تحامل و لا ميل ، ثم الكافة عن الكافة ، و الصافة عن الصافة ، و الجماعة عن الجماعة ، أخذ كف بكف ، و تمسك خلف بسلف ، كالحروف يتلو بعضها بعضاً ، و يتسق اخراها على أولاها ، رصفاً ونظماً )
|