منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24 Dec 2009, 09:32 PM
أبو أحمد ضياء التبسي أبو أحمد ضياء التبسي غير متواجد حالياً
.:. أصلحه الله .:.
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
المشاركات: 325
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو أحمد ضياء التبسي
افتراضي قاعدة تحرك القلوب إلى الله -عز و جل- لشيخ الإسلام -رحمه الله-



قَاعِدَةٌ تُحَرِّكُ الْقُلُوبَ إِلَى اللهِ عَزَّ وَ جَلَّ
لشيخِ الإسلامِ:
تقي الدين أحمد بن عبد الحليم بن تيميَّةَ الحَرَّاني
-قَدَّسَ اللهُ رُوحَهُ-

قال -رحمة الله تعالى عليه-:


فَصْلٌ

ولابد من التنبيه على قاعدة تحرك القلوب إلى الله عز وجل، فتعتصم به، فتقل آفاتها، أو تذهب عنها بالكلية، بحول الله وقوته‏.‏

فنقول‏:‏ اعلم أن محركات القلوب إلى الله عز وجل ثلاثة‏:‏
المحبة،
والخوف،
والرجاء‏.‏
وأقواها المحبة، وهى مقصودة تراد لذاتها؛ لأنها تراد فى الدنيا والآخرة بخلاف الخوف فإنه يزول فى الآخرة، قال الله تعالى‏:‏ ‏{أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}‏ ‏[‏يونس‏:‏ 62‏]‏،
والخوف المقصود منه‏:‏ الزجر والمنع من الخروج عن الطريق،
فالمحبة تلقى العبد فى السير إلى محبوبه، وعلى قدر ضعفها وقوتها يكون سيره إليه،
والخوف يمنعه أن يخرج عن طريق المحبوب،
والرجاء يقوده،
فهذا أصل عظيم، يجب على كل عبد أن ينتبه له، فإنه لا تحصل له العبودية بدونه،
وكل أحد يجب أن يكون عبداً لله لا لغيره‏.‏

فإن قيل‏:‏فالعبد فى بعض الأحيان، قد لا يكون عنده محبة تبعثه على طلب محبوبه، فأى شىء يحرك القلوب ‏؟‏
قلنا‏:‏ يحركها شيئان ‏:‏

أحدهما‏:‏ كثرة الذكر للمحبوب؛ لأن كثرة ذكره تعلق القلوب به، ولهذا أمر الله عز وجل بالذكر الكثير، فقال تعالى‏:‏ ‏{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}‏ الآية ‏[‏الأحزاب‏:‏ 41-42‏]‏
والثانى‏:‏ مطالعة آلائه ونعمائه، قال الله تعالى‏:‏‏{فَاذْكُرُواْ آلاء اللّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}‏ ‏[‏الأعراف‏:‏ 69‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ}‏ ‏[‏النحل‏:‏53‏]‏‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهرَةً وَبَاطِنَةً}‏ ‏[‏لقمان‏:‏ 20‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا}‏ ‏[‏إبراهيم‏:‏ 34‏]‏‏.‏
فإذا ذكر العبد ما أنعم الله به عليه، من تسخير السماء والأرض، وما فيها من الأشجار والحيوان، وما أسبغ عليه من النعم الباطنة، من الإيمان وغيره، فلابد أن يثير ذلك عنده باعثا،
وكذلك الخوف، تحركه مطالعة آيات الوعيد، والزجر، والعرض، والحساب ونحوه،
وكذلك الرجاء، يحركه مطالعة الكرم، والحلم، والعفو‏.‏

وما ورد فى الرجاء والكلام فى التوحيد واسع‏.‏
وإنما الغرض التنبيه على تضمنه الاستغناء بأدنى إشارة،

والله سبحانه وتعالى أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم ‏.


مجموع الفتاوى /المجلد الأول/ 73

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 25 Dec 2009, 07:06 AM
أبو الحارث وليد الجزائري أبو الحارث وليد الجزائري غير متواجد حالياً
وفقه الله وغفر له
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
الدولة: الجزائر
المشاركات: 473
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو الحارث وليد الجزائري
افتراضي

كلام مسبوك من ذهب بل وأغلى ..
رحم الله شيخ الإسلام كيف نسق عباراته وساق كلماته
فهذه الأسطر تحتاج من الواحد منا تكرارها وإمعان النظر فيها وتأمل معانيها ..

والحمد لله الذي جعل في المسلمين مثل ابن تيمية الذي هو شيخ الإسلام بحق

جزاك الله خيرا أخانا الحبيب ضياء
مثل هذه أكثر منها ولا تضن
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 25 Dec 2009, 07:43 AM
حسن بوقليل
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

كلام شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ كالدواء على الجرح!!
وهذا لأن صاحبه لا يتكلم عن فراغ، وإنما اشرأب قلبه بمعاني الآيات والأحاديث النبوية.
جزاك الله خيرا أبا أحمد.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 25 Dec 2009, 01:54 PM
أبو أحمد ضياء التبسي أبو أحمد ضياء التبسي غير متواجد حالياً
.:. أصلحه الله .:.
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
المشاركات: 325
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو أحمد ضياء التبسي
افتراضي

أخي الحبيب الصادق الصديق: أبا الحارث وليد؛ جزاكَ اللهُ خيراً على مرورك وتعليقِكَ؛
أخي الحبيب حسن بن داود؛ سلمتْ يمينُكَ ورفَعَ اللهُ قَدْرَكَ؛

وشيْخُ الإسلامِ -رَحِمَهُ اللهُ- كانَ جبلا لا بل بحراً من العلومِ؛ ولم يُرَ مِثْلُهُ؛
ولم يرَ هُوَ مِثْلَ نفسه -كما ذكر ذلك المترجمون له-
واجتَمَعت فيه صفات الاجتهاد؛
وكان صاحب نقل وعقل؛ لا كما قالَ بعضهُمْ: -وكان علمُهُ أرجحَ من عقله!!!-

فاللهم ارحم عبدك أحمدَ بنَ عبد الحليم وأدخله فسيحَ جنَّاتِكَ وألحقنا به وبسلفنا الصالح -رحمَةُ اللهِ عَلَيْهِم-
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 20 Feb 2010, 05:16 PM
أبو أحمد ضياء التبسي أبو أحمد ضياء التبسي غير متواجد حالياً
.:. أصلحه الله .:.
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
المشاركات: 325
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو أحمد ضياء التبسي
افتراضي

تُرفَعُ
عسى أن ترتفعَ الأدرانُ عن قلوبنا
رحم اللهُ شيخَ الإسلام
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 20 Sep 2010, 05:51 PM
أبو أحمد ضياء التبسي أبو أحمد ضياء التبسي غير متواجد حالياً
.:. أصلحه الله .:.
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
المشاركات: 325
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو أحمد ضياء التبسي
افتراضي

تُرفَعُ
عسى أن ترتفعَ الأدرانُ عن قلوبنا
رحم اللهُ شيخَ الإسلام
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 20 Sep 2010, 06:27 PM
مهدي بن الحسين
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

رحم الله شيخ الاسلام تقي الدين ، كلماته تكتب بماء من ذهب !!! فهم الاسلام حقا كما اراده الله و رسوله-صلى الله عليه وسلم- فاذا نطق ، جاء بمثل ما نقلته يا ابا احمد، فجزاك الله خيرا و بارك فيك.
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 21 Sep 2010, 09:24 AM
أبو الفضل لقمان الجزائري
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا.
فوا أسفاه وواحسرتاه كيف ينقضي الزمان وينفذ العمر والقلب محجوب ما شم لهذا رائحة وخرج من الدنيا كما دخل إليها وما ذاق أطيب ما فيها بل عاش فيها عيش البهائم وانتقل منها انتقال المفاليس فكانت حياته عجزا وموته كمدا ومعاده حسرة وأسفا اللهم فإليك المشتكى وأنت المستعان وبك المستغاث وعليك التكلان ولا حول ولا قوة إلا بك.

اقتباس:
اعلم أن محركات القلوب إلى الله عز وجل ثلاثة‏:‏المحبة، والخوف،والرجاء‏.‏

قال العلامة ابن القيم في بدائع الفوائد(3/ 523_ مكتبة نزار):

"فإذا اقترن بالخوف جمعه على الطريق ورده إليها كلما شرد فكأن الخوف سوط يضرب به مطيته لئلا تخرج عن الدرب والرجاء حاد يحدوها يطيب لها السير والحب قائدها وزمامها الذي يسوقها فإذا لم يكن للمطية سوط ولا عصا يردها إذا حادت عن الطريق وتركت تركب التعاسيف خرجت عن الطريق وضلت عنها فما حفظت حدود الله ومحارمه ووصل الواصلون إليه بمثل خوفه ورجائه ومحبته فمتى خلا القلب عن هذه الثلاثة فسد فسادا لا يرجى صلاحه أبدا ومتى ضعف فيه شيء من هذه ضغف إيمانه بحسبه اقتران الخيفة والخفية بالذكر والدعاء ." اهـ

اقتباس:
فالمحبة تلقى العبد فى السير إلى محبوبه، وعلى قدر ضعفها وقوتها يكون سيره إليه

وقال في الفوئد (53) مبينا هذا المعنى:

"اللذة تابعة للمحبة تقوى بقوتها وتضعف بضعفها فكلما كانت الرغبة في المحبوب والشوق إليه أقوى كانت اللذة بالوصول إليه أتم والمحبة والشوق تابع لمعرفته والعلم به فكلما كان العلم به أتم كانت محبته أكمل ." اهـ
وانظر مدارج السالكين (3/07) منزلة المحبة.

اقتباس:
أحدهما‏:‏كثرة الذكر للمحبوب

قال ابن القيم رحمه الل
ه في
روضة المحبين تحت باب: علامات المحبة وشواهدها (54_دارالكتب العلمية):
"ومنها كثرة ذكر المحبوب واللهج بذكره وحديثه فمن أحب شيئا أكثر من ذكره بقلبه ولسانه ولهذا أمر الله سبحانه عباده بذكره على جميع الأحوال وأمرهم بذكره أخوف ما يكونون فقال تعالى {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} والمحبون يفتخرون بذكرهم أحبابهم وقت المخاوف وملاقاة الأعداء .
كما قال قائلهم:
ذكرتك والخطي يخطر بيننا**وقد نهلت منا المثقفة السمر
وقال آخر
ولقد ذكرتك والرماح كأنها**أشطان بئر في لبان الأدهم
فوددت تقبيل السيوف لأنها**برقت كبارق ثغرك المتبسم." اهـ

وقال في الفوائد (77_دار الكتب العلمية):
"لو صحّت محبتك لاستوحشت ممن لا يذكرك بالحبيب. واعجبا لمن يدعي المحبة, ويحتاج إلى من يذكره بمحبوبه, فلا يذكره إلا بمذكر. أقل ما في المحبة أنها لا تنسيك تذكر المحبوب.
ذكرتك لا أني نسيتك ساعة**وأيسر ما في الذكر ذكر لساني ."اهـ


التعديل الأخير تم بواسطة أبو الفضل لقمان الجزائري ; 21 Sep 2010 الساعة 09:34 AM
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013