منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 17 Jul 2018, 09:04 AM
عز الدين بن سالم أبو زخار عز الدين بن سالم أبو زخار غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2015
الدولة: ليبيا
المشاركات: 548
افتراضي الزنا التقني


الزنا التقني

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد:
ففي برامج التواصل الإلكتروني من المحرمات والمخالفات الشرعية ما الله به عليم.
منها الزنا عند طريق إطلاق النظر والكلام والسماع مع الفتيات والنساء - الزنا التقني - الذي هو بريد الزنا.
فمحادثة النساء والتلذذ بأصواتهن والكلام معهن والنظر إليهن عبر تلك البرامج أو اطلاق البصر إلى الصور الخليعة والأفلام اﻹباحية والمقاطع الهابطة - وهذه أشدها على القلب فالنظرة سهم من سهام إبليس - هذه القبائح تثير الغريزة وتهيج الشهوة وتُوقع كثيرا من الشباب في نكاح اليد بل قد تصل بهم للزنا والسحاق واللواط والعياذ بالله.
فهذه الحواس التي أنعم الله تعالى بها علينا يجب أن نسخرها فيما يرضي الله عز وجل والتمتع بها فيما أباحه لنا.
فاستعمال هذه الحواس في طاعة الله من شكر النعمة التي منحنا الله تعالى إياها، وقد حرمها غيرنا، لا أن نقابله عز شأنه بتلك المعاصي فنكفر النعمة بالوقوع في الزنا التقني وفيما هو أشد منه.
قال أبو هريرة رضي الله عنه: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة، فزنا العينين النظر، وزنا اللسان النطق، والنفس تمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه)).
أخرجه البخاري ومسلم.

فالمجرمون أطلقوا لحواسهم العنان فغرقوا في تلك القاذورات.
وأولياء الله حفظوا تلك الحواس واستعملوها في رضي الرحمن وعملوا الطاعات وتركوا المحرمات.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى قال: ((من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلى عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه)).
أخرجه البخاري.
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في ((شرح الأربعون النووية)): ((فإذا أحببته كنت سمعه الذي سمع به - أي: سددته في كل ما يسمع فلا يسمع إلا ما فيه الخير له وليس المعنى أن الله يكون سمع الإنسان لأن سمع الإنسان صفه من صفاته أي: صفات الإنسان محدث بعد أن لم يكن، وهو صفة فيه أي: في الإنسان وكذلك يقال في بصره الذي يبصر به أي: أن الله فيما يرى إلا ما كان فيه خير ولا ينظر إلا إلى ما كان فيه خير)) اهـ.
هذا وأسأل الله أن يحفظ علينا أبصارنا وأسماعنا وأقوالنا، وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.

والله أعلم وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الثلاثاء 4 ذي القعدة سنة 1439 هـ
الموافق 17 يوليو 2018 ف


التعديل الأخير تم بواسطة عز الدين بن سالم أبو زخار ; 17 Jul 2018 الساعة 06:04 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 17 Jul 2018, 12:17 PM
مكي المهداوي مكي المهداوي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2018
المشاركات: 5
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاك الله خيرا أخي عز الدين على هذا التنبيه الطيب وثقل به موازينك يوم القيامة، ولا مانع إن شاء الله من الزيادة لتعم الفائدة، قال الله تعالى: (ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا) قال شهاب الدين الألوسي: بمباشرة مباديه القريبة أو البعيدة، فضلا عن مباشرته، والنهي عن قربانه على خلاف ما سبق ولحق، للمبالغة في النهي عن نفسه، ولأن قربانه داع إلى مباشرته. اهـ من روح المعاني ج 14 ص 494.
فاعلم وفقنا الله وإياك لما فيه رضاه، أن الحواس الأربع، أبواب إلى القلب ومنافذ نحو النفس، والعين أبلغها، وأصحها دلالة، وأوعاها عملا، ــ اهـ من طوق الحمامةــ فهي من أوائل المقربات دخولا في قوله تعالى: (ولا تقربوا)، وإنما نهى الله سبحانه عن المقاربة لتجتنب المقارفة، وبالرغم من هذا التحذير الإلهي الصريح، كثيرا ما ترى الشباب عاكفين على وسائل التواصل لا يكاد أحدهم ينفك عما هو فيه لشدة ولعه وعظيم أنسه بما هو عليه من لذة مزعومة، ومعصية ذميمة مشؤومة، يحسب المسكين أنه في حبرة وسرور، ولو علم الواقع في هوة الهوى والعشق ما يورثه هذا الداء من ضرر في العاجلة والآجلة، لما رضيه مطية ومركبا، ومن تأمل حال كثير ممن بلوا بالزواج الزانيات نسأل الله العافية، ليجد الداعي إلى ذلك الآز إليه هو ـ العشق المحرم ـ وما يورثه من العمى، فالراغب في الشيء لا يرى عيوبه، حتى إذا زالت رغبته فيه أبصر عيوبه، فشدة الرغبة غشاوة على العين تمنع رؤية الشيء على ما هو به، كما قيل:
هويتك إذ عيني عليها غشاوة***فلما انجلت قطعت نفسي ألومها
والعشق مبادئه سهلة حلوة، وأوسطه هم وشغل قلب وسقم، آخره عطب وقتل، إن لم تتداركه عناية من الله تعالى، كما قيل:
وعش خاليا فالحب أوله عنا***وأوسطه سقم وآخره قتل. اهـ من الجواب الكافي
ناهيك عما يحصل لهؤلاء من ضيق في العيش ووحشة بينهم وبين الله، ووحشة بينهم وبين الخلق، وذلة وهوان على الله تعالى وسقوط من عينه جل وعلا، قال بعض السلف هانوا على الله فعصوه ولو عزوا عليه لعصمهم.
فعلى العاقل أن لا يحكم على نفسه عشق الصور لئلا يؤديه ذلك إلى هذه المفاسد أو أكثرها أو بعضها، فمن فعل ذلك فهو المفرط بنفسه المغرور بها، فإذا هلكت فهو الذي أهلكها. اهـ من الجواب الكافي ص 251 وما بعدها، ومن سأل عن الداء والدواء فليرجع لما خطت يمين الإمام بحق الإمام بن القيم رحمه الله فما كتب أحد في بابه على منواله. والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 30 Jul 2018, 11:02 PM
معاذ أبوجبل معاذ أبوجبل غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2016
الدولة: الجزائر
المشاركات: 76
افتراضي

مقال نافع جزى الله كاتبه خيراً
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013