منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 12 Mar 2019, 02:41 PM
مهدي بن صالح البجائي مهدي بن صالح البجائي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2013
المشاركات: 591
افتراضي مَن هم المفرِّقة؟ «سؤالات تكشف طَرَفًا من الحقيقة»

مَن هم المفرِّقة؟
«سؤالات تكشف طَرَفًا من الحقيقة»



هل دوافع المفرِّقة منهجيَّة؟

إنَّه من المهمَّات في معرفة أحوال الفرق والمقالات الوقوف على الدوافع الحقيقية للمواقف والنزعات، وكشف ذلك من استبيان سبيل المجرمين ومعرفة أحسن السبل لردع باطلهم.
وقد توهَّم كثيرٌ أن الدافع والمحرك لطائفة المفرقين منهجيٌّ بحت، وذلك للشعارات البراقة التي رفعها القوم أول الأمر، فهل يصح ذلك؟
لا شك ولا ريب أن هذا غير صحيح وبعيد كل البعد عن الحقيقة، وذلك لأمور:
الأول: أن صاحب الغيرة المنهجية الحقة يسلك مع مخالفه أقرب الطرق وأنفعها لهدايته، لأن قصده الأعظم هو استقامة الناس على الصراط المستقيم، وأسفه الأكبر هو على تنكبه، فتراه يترفق بالمخالف ويرحم حاله، حتى إذا لم يبق من الدواء إلا الكي لجأ إليه!
الثاني: الصدع بالتحذير من المخالف يكون بمراعاة مرتبته ومرتبة مخالفته، فإذا رأيت من المحذر مجازفة في الأحكام ومغالاة في العقوبة واستطرادا في نشر المعايب علمت أن المحرك له داء دفين متمكن؛ من شفاء غل وحقد وحسد، وهذا ما لم يتخلف منه شيء عند المفرقة.
الثالث: أن صاحب الغيرة المنهجية الصادقة والحرص الشرعي على السنة لا يكون ممن يدخل في بعض السلم دون بعض، ويكون حرصه على سلامة المنهج السلفي مما يشوهه ويشين صورته كحرصه أن يدخل فيه ما ليس منه أو أشد، وهذا ما افتقده واقع المفرقين، فشمت الناس بأهل المنهج السلفي، وأنشؤوا يسخرون منه ويستهزؤون بأهله لِما فتحه المفرقون من أبواب وهتكوه من ستور.
الرابع: من أوضح الدلائل على بطلان دعوى نصرة السنة عند المفرقة أنهم واقعون في جنس ما أنكروه على غيرهم؛ لكن مع ثبوته عليهم وكونه أشد مما نقموه عليهم، وهذا قد قام عليه من الدَّلائل الشَّيء العظيم.
الخامس: أن الذي ينقمونه على غيرهم لا ينكرون أبدا على بعضهم البعض مثله وأشد منه، وهذه حزبية مقيتة، تدل على فساد المعيار؛ بل علم -يقينا- من طريقتهم أن الوقوف معهم يجب ما قبله مهما يكن!
السادس: أن في رؤوس المفرقين من عرف عنه النأي عن الخوض عن أعيان المسائل المنهجية بل كراهة التعرض لأسماء المخالفين والأحكام التي تتعلق بهم، واضطراب السيرة والمواقف من دلائل الهوى الخفي.
السابع: لقد شاهدنا في المفرقة من يغض الطرف عن مواقف من هو واضح التميع، وربما اجتمع بعضهم ببعض رؤوس هذا المنهج الدخيل، بله لين القول مع بعض والثناء على آخرين، ولا تجد منه تجاههم تلك الشراسة التي يلقى بها أهل الإصلاح، وهو من اضطراب المواقف وتناقض السيرة الذي يدل -كذلك- على الهوى الخفي.

لماذا لم يصرِّحوا بالسبب الحقيقي؟

هذا واضح بديهي!
أرأيت لو أن رجلا كان شديد العداوة لجاره حاد اللسان تجاهه وكان سبب ذلك أن حاله أحسن من حاله، وأن ابنه ضرب ابنه يوما، وأنه لا يكرمه كما يستحق! وغير ذلك من أمثال هذه الأسباب، أتراه إذا سئل عن سبب تلك العداوة الشديدة يذكر ما تقدم؟
لو فعل ذلك لاستحمقه الناس ونسبوه إلى السفه، لكنه يختلق أسبابا تروج عند مجتمعه، وربما اختار أشد ما يستنكرونه.

لماذا يتعصب لهم الناس مع كل هذا؟

إذا كان الحال ما ذكر؛ فإنما ساغ أن يقف معهم من وقف لأنهم لعبوا على وتر العواطف الذي يطرب لنغمته عامة الناس، مع ما كثر منهم وعظم أمره من التهويل والتلبيس بله الكذب الصراح.
فلما اجتمع إلى ذلك سكوت مشايخنا مراعاة لمصلحة الدعوة ودرءا للمفاسد العظمى من تشويه الدعوة السلفية وتفريق شملها وزعزعة الثقة بأهلها وشماته الأعداء بها وما إلى ذلك، اختار الأكثرون الانحياز للجانب الذي ظهر لهم أنه الأقوى.
ومن لم تؤثر فيه تلك الدعاوى العريضة جبن عن إعلان فراغها، فلما عظمت سطوة الباطل وعلت صولته تسلل إليهم على استحياء حتى استحكم فيه الداء.

كيف واليوم قد ظهرت براهين الحق وجولة أهله؟

إن اعتراف المرء بخطئه صعب وتأنف منه كثير من النفوس التي قل حظها من التزكية ونقص نصيبها من التربية السلفية، ولهذا قرر أهل العلم فيما قرروه «أن الدفع أسهل من الرفع».
فالقوم لما اختاروا الوقوف مع المفرقة أول مرة عز عليهم أن يكون ما ذهبوا إليه باطل وغي، ولا سيما من سبق منهم ظلم وبغي، وقد قيل قديما: «إذا خاصمت فاترك موضعا للصلح» وممن فاته هذا الأدب من تراه اليوم إنما يكتب ليقنع نفسه بما هو فيه مع أنه في قرارتها غير مطمئن ولا هانئ البال.
وهذه كلمة لرجل خبير بخبايا النفوس ومكامنها ضمها إلى اطلاع واسع على العلوم الشرعية في تحقيق وأمانة؛ وهو العلامة المعلمي اليماني -رحمه الله-، فذكر لماذا ينكص الناس عن الحق بعد تبينه ولا يعترفون به؟
«1- قد يرى الإنسان أن اعترافه بالحق يستلزم اعترافه بأنه كان على باطل، فالمرء ينشا على على دين ومذهب أو اعتقاد، أو رأي يتلقاه من مربيه ومعلمه على أنه حق فيكون عليه مدة، ثم إذا تبين له أنه باطل شق عليه ان يعترف بذلك.
وهكذا إذا كان آباؤه أو اجداده أو متبوعه على شيء وثم تبين له بطلانه، وذلك انه يرى أن نقصهم مستلزم لنقصه. فاعترافه بضلالهم أو خطئهم اعتراف بنقصه.
ومن العجب العجاب في هذا الأمر أنك ترى المرأة إذا وقفت على بعض المسائل التي كان فيها الخلاف بين أم المؤمنين عائشة مع غيرها من الصحابة أخذت تحامي عن قول عائشة، لا لشيء إلا لأن عائشة امرأة مثلها؛ فتحتال عليها نفسها وتتوهم أنها إذا زعمت أن عائشة أصابت وأن من خالفها من الرجال أخطأوا كان ذلك إثبات لفضيلة عائشة على هؤلاء الرجال، فتكون تلك فضيلة للنساء على الرجال مطلقا، فينالها حظ من ذلك.
وبهذا يظهر لك سر تعصب العربي للعربي والفارسي للفارسي والتركي للتركي وغير ذلك، بل قد يتعصب الأعرج في يومنا هذا للأعرج، بل ترى من يتعصب من العميان للمعري.
2- أن يكون قد صار له في الباطل جاه وشهرة ومعيشة، فيشق عليه أن يعترف بأنه كان على باطل فتذهب تلك الفوائد.
3- الكبر وما أدراك ما الكبر! يكون المرء على جهالة أو باطل فيجيء آخر فيبين له الحجة، فيرى أنه ان اعترف كان معنى ذلك أنه ناقص، وأن ذلك الرجل هو الذي هداه.
ولهذا ترى من المنتسبين إلى العلم من لا يشق عليه الاعتراف بالخطأ إذا كان الحق تبين له ببحثه ونظره هو نفسه، ويشق عليه ذلك اذا كان غيره هو الذي بين له.
4- الحسد؛ وذلك إذا كان غيره هو الذي بين الحق فيرى أن اعترافه بذلك الحق يكون اعترافا لذلك المبين بالفضل والعلم، فيعظم ذلك في أعين الناس، ويقول في نفسه: إن شهدت بما بين من الحق كثر أتباعه، وقد تجد من المنتسبين إلى العلم من يحرص على تخطئة غيره من العلماء ولو بالباطل حسدا منه لهم، ومحاولة لحط منزلتهم عند الناس» [القائد إلى تصحيح العقائد (التنكيل 2/194-195)].

فالخلاصة أنَّك إذا عرفت هذا كلَّه تبين لك لماذا مناقشة كثير من المفرقين لا تؤتي ثمارها، ولو نقضت للمفرق كل ما بنى عليه مذهبه.
وعرفت أن دعوى كثير منهم الاستناد لكلام بعض العلماء أو مواقفهم ليس استنادا عن قناعة وعلم، بل هو لمجرد التشويش والتشغيب، وأن إتيانهم ببعض التقريرات العلمية في مقام الدفاع عن رؤسائهم ليس فيه إلا إشباع نهمة التعصب الذي يسري فيهم، وليس فيه إلا تغذية داعية الهوى عندهم وعند الرؤوس.
فالكلام عن الدَّليل ومحاولة توظيف لغة العلم عند المفرِّقة ليس إلَّا تغليفا مزيَّفا لمذهبهم القائم على الهوى والعصبيَّة.

لتحميل المقال من
هنا


كتبه مهدي بن صالح البجائي
الثلاثاء 05 رجب 1440
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013