منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 29 Jul 2011, 07:11 PM
أبو معاذ محمد مرابط
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي درءالأحقاد المتهاوية ونصرة كاتب الوحيّ معاوية

بسم الله الرحمن الرحيم



درء الأحقاد المتهاوية ونصرة كاتب الوحيّ معاوية
( رضي الله عنه )


وقد علمنا أن الذي حملهم على خلافنا البغي والحسد لنا
معاوية - رضي الله عنه -




المقدّمة :

الحمد لله الذي فطر الأفئدة على حبّ الأصحاب, وأبان عن شأنهم في آي الكتاب,الحمد لله الذي أكرمنا بولائهم, وزيّن قلوبنا بودادهم, نحمده حمد العارفين بأنعمه المتوالية, ومن عظيمها حبّنا لمعاوية, صاحب المفاخر العالية, وإن عادته غربان وكلاب عاوية, ثمّ أصلّي وأسلّم على نبيّ الله وخليله, وعلى آله وجميع أصحابه .ثمّ أمّا بعد :
فإنّ من هداه الله صراطا مستقيما, ورزقه عقلا سليما, ليدرك حقّ الإدراك, أن نصرة أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم, لتعتبر من أعظم الواجبات المحتومة, وأنّ لواء نصرتهم لمن أوكد الألوية التي يجب عقدها
وإنّ كاتب الوحيّ معاوية - رضي الله عنه - ليعتبر من بين أعظم الصحابة - إذا لم نقل أعظمهم – تعرضا لحقد الحاقدين ومكر الماكرين
حيث أن عرضه الشريف, أصبح مرتعا لكل كذّاب ومتروك وضعيف, على مرأى من أهل الإسلام الحنيف, فإلى الله المشتكى.
ونأسف أشد الأسف على ضعف وهزالة الدفاع عن معاوية الصحابي الجليل , في وقت نرى التنافس المتهالك بلغ منتهاه في نصرة أذلّ الخلق , فكم دافع الناس عن أسيادهم وانتصروا, وكم ألّفوا الأسفار في الذبّ عنهم وكم سطّروا, ولكلّ واحد نيّة وقصد في نصرة المتبوع, حتّى ولو كان الدفاع غير مشروع
وأماّ إذّا حلّت المعارك الحارقة, وصاحت سيوف الحق البارقة, وشبّ ضرام الحروب, واستشنع الفرار والهروب, وتعالت السيوف, وتلاقت الصفوف, فساعتئذ يعرف الصادق الموالي, من الكاذب المتواري.
والذي أعتقده جازما أن حملات الزنادقة من الرافضة الأخباث قد غزت أرضنا, ونهشت من أعراض أسيادنا , ونحن نشاهد من غير حراك
فأصبح الطعن في معاوية أمرا مسلّما به ومقبولا عند أكثر الجهلة من أهل الإسلام وخصوصا المفكرين المتنكّرين, والكتبة الكذبة الجاهلين
ولكن العاقل المخلص لا يترك ساحة الجهاد شاغرة, فبغيته الأولى الفوز في الآخرة, وشرفه منوط بشرف الأوائل من الصحب الأفاضل
وعلى هذا القصد, أردت المشاركة بأنامل - بالتقصير - مرتعشة, وأنفاس - بالعلم - غير منتعشة, ليس ذلك إلاّ دفعا لهجمة الصائل, والله قادر على منح الفضائل
وقد رقمت المقال على شكل وقفات مع أهمّ المطاعن التي شغلت خاطري وقتا من الزمن, فنبهت على ضلالها بكلمات يسيرة وتنبيهات سريعة



الوقفة الأولى
مطاعن محمود العقاد في كاتب الوحيّ




إنّ العقّاد معدود عند المفكرين والأدباء – كما يزعمون – من العظماء في هذا العصر, فهو رمز من رموز الأمّة , وشخصية لها مكانتها التي لا تنازع
فلا عجب عندئذ, أن يُجعل من مؤلفاته ومقالاته, قبلة يوجّه إليها الناشئة, ويشاد بها, بل وتكون مقياسا وميزانا لمعرفة الأديب من غيره , والمفكر من نقيضه !
وليس ذلك إلا تحقيقا لما أُخبرنا به في شرعنا عن شأن آخر الزمان, من تولية الجهال شؤون الأمّة, وإبعاد العلماء والصادقين
ولعلّ – متعجّلا- تخنقه مثل هذه المقدّمة فيسأل : لم هذا الكلام عن هذا الكاتب العظيم ؟ فنقول له جوابا : مهلا أخيّ حتّى تعرف برهان ذلك, وحتّى تختبر ولاءك الحقيقي لعظماء الأمّة !
وها أنا ذا أنقل – مضطرّا – كلمات من هذا الأديب المعظّم لا يقبلها سامع في نفسه, وصاحب في خليله , فكيف بها وقد قيلت في كاتب الوحيّ وصهر النبيّ صلى الله عليه وسلم وصاحبه معاوية - رضي الله عنه -
فقد ألّف العقّاد كتابا ضمن سلسلته ( شخصيات إسلامية ) (1) عن معاوية - رضي الله عنه - أسّس مضمونه ومحتواه على عقيدة خبيثة في هذا الصحابي الجليل وكأنها نسجت بأنامل رافضية, مبناها على الحقد وسوء الظن بهذا الوليّ الصالح والصحابي الجليل
فكلّ من جهل قدر هذا الصحابي الجليل ثم قرأ هذا الكتاب, يعلم يقينا أن صاحب هذه الشخصية, المكتوب عنها لا يخرج عن كونه, واحدا من جبابرة التاريخ, وظالما من ظلمة هذه الأمة, ولنأخذ شيئا من كلامه :
- قال محمود العقّاد بعدما قرّر أن معاوية - رضي الله عنه - هو رأس الدولة الأمويّة :( زبدة الصفحات التالية أن رأس الدولة الأمويّة كان رجلا قديرا ولكنّه لم يكن بالرجل العظيم )
التعليق : أيّ عقل يقبل هذا الكلام ؟ و أيّ نفس تطيب تجاه هذا الهذيان؟
معاوية الذي ذلّت له رقاب ملوك الروم ليس بعظيم؟
ومقصود كلامه هو الذي بيّنه في جلّ كتابه : وهوأن معاوية كان قديرا على التسلّط وقهر الرعيّة, ولم تكن له أيّ عظمة تذكر, ولا فضيلة تشتهر , وإنّ جهلا كهذا لحقيق بصاحبه أن يبغض نفسه من أجله !
وإنّ معاوية رضي الله عنه عظيم عند العظماء, كريم عند الكرام, عزيز عند الأعزّاء, فالأعور لا تستقيم له رؤية طريق
قال مجاهد : ( لو رأيتم معاوية لقلتم هذا المهدي ) (2)
فهذا قول إمام سيّد من سادات الأمّة, قد شهد لمعاوية بأكثر من العظمة التي يلهج بها العقاد ومن كان على طينته , واللبيب يقول : نعم لو أدركه الأتقياء لقالوا إنه المهدي !!
أما العقاد وسلالته فلا يقولون هذا, بل لعلّه لو أدركه,لكان مع الخوارج الذين خرجوا عليه من أهل الفتن { فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور }
- قال العقّاد في صفحة 547 : ( إلاّ أنّنا مع العلم , بغيرته الدينيّة في شعوره وفعاله, نستطيع أن نعلّل جميع أعماله بعلّة المصلحة الذاتيّة أو مصلحة الأسرة والعشيرة.)
- التعليق : هل يا ترى سيقبل أتباع العقاد وغيره بشيء من هذه الكلمات في متبوعهم, بل هل العقاد كان سيقبل مثل هذا الكلام لو وجّه إليه ؟ وهل سيقبل بأقلّ من هذا في عرضه ؟! طبعا لا ودليله في مثال واحد أسوقه :وهو أنّ بعضا من الصحف تناولت قضية العقّاد مع الكاتب الشاعر شوقي, وطالته ببعض النقد فما كان جوابه يا ترى؟!
قال العقّاد كما نقل عبد اللّطيف شرّارة في كتابه ( معارك أدبية ) ص: 241 بعدما وقف على كلام الصحف :( ومن كان في ريب من ذلك فليتحققه من تتابُع المدح لشوقي, ممن لا يمدح الناس إلا مأجورا, فقد علم الخاصّة والعامّة, شأن تلك الخرق المنتنة نعني بها بعض الصحف الأسبوعية, وعرف من لم يعرف, أنا ما خلقت إلا لثلب الأعراض, والتسول بالمدح والذمّ, وأن ليس للحشرات الآدمية التي تصدرها مُرتزق غير فضلات الجبناء وذوي المآرب والحزازات, خبز مسموم تستمرئه تلك الجيف التي تحركها الحياة لحكمة, كما تحرك الهوام وخشاش الأرض, في بلد لو لم يكن فيه من هو شر منهم لماتوا جوعا أو تواروا عن العيون )
فهل رأيتم يا عباد الله تلكم الفنون من السبّ والشتم؟! لا لشيء إلا لأن عرض العقّاد مسّه النقد الأدبي كما يسمونه !
ونعود إلى ما تركناه ونقول : إن العقاد بهذا الطعن الخطير في كاتب الوحي ليرمي إلى : أنّ كل ما قام به معاوية بالأخصّ في زمن ملكه , بل وحتّى في زمن حياته مع النبي صلى الله عليه و سلم , لأن العقاد و غيره لم يخصّصوا مطاعنهم و لم يحفظوا سابقة معاوية - رضي الله عنه , فكلّ ما قام به كاتب الوحيّ لم يصدر عن إخلاص ومحبّة للأجر والثواب وخدمة دين الله تعالى, وإنما كان همّه الوحيد حماية ملكه وأسرته لا غير!! وكتاب الله ناطق بكذب العقاد, وصدق معاوية وإخلاصه! قال تعالى : { مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعا سُجَّدا يَبْتَغُونَ فَضْلا مِنَ اللهِ وَرِضْوَانا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ}(الفتح 29)
فهاهو إخلاص معاوية رضي الله عنه { يَبْتَغُونَ فَضْلا مِنَ اللهِ وَرِضْوَانا } وليس كما يدّعيه المفترون, فمالكم تخرجون معاوية من هذه المنقبة الربّانية ؟!
وإنّ مثل هذه التهم الخطيرة لا يجوز أن تقال في أظلم رجل في تاريخ الدنيا ! ويُحرم قطعا في ديننا أن تقذف الغير من غير بينة حتى ولو كان من اليهود والنصارى , فكيف إذا كانت التهم الخطيرة توجّه جزافا إلى عرض كاتب الوحيّ معاوية رضي الله عنه !
فمن أين جاء العقّاد بهذه الترجمة الفريدة التي لم يطلع عليها إلاّ هو وأسياده الرافضة ؟! { قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إَلاَّ تَخْرُصُونَ } فما أحرّ تلكم الأقلام على الصحب الكرام , وما أبردها على أعداء الملة و الإسلام
ونقول للعقلاء ! لو أن رجلا جاء اليوم وكتب حول العقّاد, وأبان عن أخلاقه, وخلاله ومعيشته بمثل الوصف الذي قيل في معاوية, والرجل لا يعرفه أحد, وليس من المقربين للعقّاد! ولم يعتمد على تلاميذ العقّاد! أليس من المسلّم به, ومن السهل أن يقول له كلّ الناس :يا كاذب؟ فكيف تطيش الموازين إذا جاء الكلام عن الصحابة
- وها هو يواصل تحليله وترجمته الشيطانية فيقول كما في صفحة : 573 بتصرف : ( كانت له حيلته التي كرّرها وأتقنها ... قِوام تلك الحيلة العمل الدائم على التفرقة والتخذيل بين خصومه ... كان لا يطيق أن يرى رجلين ذوي خطر على وفاق .. )
فانظروا يا أولي الألباب, إلى ذلكم الوصف الدقيق! وكأن الكاتب من بطانة معاوية بل وكأنه نفس معاوية التي بين جنبيه ( كان لا يطيق .. ) !
فمثل هذا الكلام لا يصدر من رجل له أدنى حبّ لهذا الصحابي الجليل, بل لا يصدر إلا من حاقد مبغض, بل لا يمكن وصف هذا الحقد, وتحليل هذه الكراهية, إلا إذا حكمنا على صاحبها بالرفضّ ! لأن السالف كانوا يحكمون برفض وبدعة الرجل بأقلّ من هذا !
فبأيّ ميزان يتكلم هؤلاء؟ هل بميزان أهل الحديث؟ أو بميزان أهل التاريخ, أو بميزان أهل الإسلام ؟ وبأيّ تبرير ندفع التهمة عن صاحب هذا الكلام, فهو لا يتكلّم عن وقائع تاريخية, أوترجمة أخذ منها شيئا من أخبار معاوية العظيم, فالمعتدي يتكلم عن أوصاف وأخلاق لازمة وراسخة في نفس كاتب الوحيّ, فهي طبعه الذي لا يفارقة
- وهاهو يقول ويكرر كما في صفحة 574 : ( ودأبه في الوقيعة بين أهل بيته كدأبه في الوقيعة بين النظراء من أعوانه )
نعم هذا هو دأبه ! وكأنه يتكلم ويترجم لشيطان مارد, والله المستعان
و الحقّ الذي لا مرية فيه, ولا باطل يعتريه أن معاوية - رضي الله عنه ونفعنا بحبه - قد ذُكر لنا في كتاب الله دأبه وحاله الذي كان لا يفارقه - وإن رغمت أنوفكم -
فقال تعالى : { مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ}
فمن يغامر ويقول أن معاوية لا يدخل في قوله تعالى {والذين معه} ؟!
فلو رأى الناظر إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم , لا يجدهم إلا ركّعا سجّدا , وكأن هذا حالهم الذي لا يفارقهم , وكلّ ذلك : { يبتغون فضلا من الله ورضوانا } فهذا حال معاوية وإخوانه الصحابة رضي الله عنهم, فهل نصدق كتاب الله, أم نصدق العقاد وحزبه ؟!
- قال العقّاد كما في صفحة 566 : ( وهكذا كانت الحيلة بين عمرو ومعاوية ... وعلى هذه الخطّة المكشوفة بدأت المعاملة بين الرجلين ... )
أيّ أدب وأيّ فكر يفخر به هذا الكاتب وأتباعه؟ أبمثل هذا الكلام, نتحدّث عن أصحاب نبينا صلى الله عليه وسلم,أين هي الغيرة على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم,وكيف لمثل هذه الكتب أن تطبع عشرات الطبعات, فلا تجد :لا الكاتب ولا الناشر ولا الطابع ولا البائع ولا القارئ يغار على عرض الأخيار,إلاّ أقلّ القليل من بقايا أنصار الصحابة!
- قال العقّاد في صفحة 575 : ( ولو حاسبه التاريخ حسابه الصحيح لما وصفه بغير مفرّق الجماعات )
التعليق : فإنا لله وإنا إليه راجعون! فبمثل هذا الكلام تقتلع قلوب الأتقياء,فأيّ تاريخ يتكلم عليه المفتري؟ ومن ذا الذي يجترئ و ينشر تاريخ معاوية حتى يحاسبه ؟نعم ! لو صدق الكاتب في شيء من كلامه لكان صادقا في هذا !
فمعاوية مفرق للجماعات ! مفرق بين المؤمن والمنافق, مفرق بين السلفيّ والمبتدع المارق, مفرق بين السنيّ النّاصر, والرافضي الفاجر, مفرّق بين العاقل اللبيب, وبين المفكر الكئيب, فهو محنة يوزن به النّاس في كل زمن, وبه عرفنا أن هذا الكاتب لا صلة له بالسنّة ولا بالعقل, بل هو واحد من جهلة الأمة وأتباع الرافضة الأخباث
- يقول ابن المبارك - رحمه الله - : ( معاوية عندنا محنة فمن رأيناه ينظر إليه شزرا اتهمناه على القول - يعني – الصحابة ) (3)
- قال أبو توبة الحلبي - رحمه الله - : ( معاوية ستر لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا كشف الرجل الستر اجترأ على ما وراءه ) (3)
- قال الفضل بن زياد : سمعت أبا عبد الله يُسأل عن رجل تنقص معاوية وعمرو بن العاص أيقال له رافضي؟ فقال : ( إنه لم يجترئ عليهما إلا وله خبيئة سوء, ما انتقص أحد أحدا من الصحابة إلا وله داخلة سوء ) (3)
- قال موسى بن هارون كما في
(تاريخ دمشق 62 / 144 ): بلغني عن بعض أهل العلم - قال الرّاوي : وأظنه وكيع - أنّه قال : ( معاوية بمنزلة حلقة الباب من حرّكه اتّهمناه على من فوقه )
فرحم الله السلف ما أذكاهم وأزكاهم, عرفوا الخبث فاجتثّوا أصله, وتفطّنوا للكيد فأسقطوا أركانه! ونقول في هذا الموطن : إنّ التاريخ يكتب حتما ! وخصوصا عن الملوك والخلفاء , فماذا كتب عن معاوية ؟
وهنا لفتة لطيفة : كأن العقّاد يحاسب التاريخ ويعتب عليه ! فهو يلومه على عدم كتابة ما يدور في رأس العقّاد على معاوية, وإلاّ فكيف نفسر قوله لو حاسبه التاريخ ؟!
والحق أن معاوية كتب بأعماله وجهاده وفتوحاته تاريخا نيّرا, لا تراه إلا أبصار أوليائه وأحبابه, وأما أمثال العقاد فلا يغرفون إلا من كتب الجهلة والإخباريين المتّهمين من الرافضة وغيرهم, كأمثال الواقدي والمسعودي وسيف بن عمر ولوط بن يحيى, والذين هم أحسن حالا بكثير من العقاد وأمثاله, فهم مع ضلالهم فقد حفظوا شيئا من فضائل معاوية وبالأخصّ جاهده والله المستعان
وإنّ العقّاد وأشكاله هرعوا لكتب التاريخ فلم يجدوا بغيتهم حتّى في الباطل المرسوم فيها, فلا عجب أن تكون كتب الحيوانات عمدتهم ومرجعهم ككتاب :
( الحيوان للدميري) وكتاب ( الحيوان للجاحظ )
فهم كما قال شيخ الإسلام - رحمه الله - : ( فإن الجاهل كالذباب الذي لا يقع إلا على العقير - الجريح- ولا يقع على الصحيح ) (4)
ومن عظيم كيد العقاد وحقده على معاوية رضي الله عنه أنه جعل فصلا في كتابه عن حلم معاوية لا لمدحه بل لتجريده من حقيقة هذه الخصلة الحميدة
فقال كما في صفحة 602 : ( ولابدّ من التفرقة هنا بين الحلم إيثارا للنفع الإنساني أو النفع القومي, وبين الحلم إيثارا للسلامة وعملا بطبيعة الأنانيّة وحبّ الذّات )
التعليق : إنّ هؤلاء المعتدين على الصحب الأخيار لمن أعرف الناس بما قيل في الصحابة من المدح والثناء, فالحجة عليهم قائمة, وذلك أن العقاد ليعلم علم اليقين أن من أعظم ما وصف به معاوية – مدحا- في كل كتب التاريخ والتراجم هو ذلكم الحلم العظيم الذي أصبح علما عليه رضي الله عنه
قال قبيصة بن جابر : ( صحبت معاوية فما رأيت رجلا أثقل حلما, ولا أبطأ جهلا, ولا أبعد أناة منه ) (5)
- قال الإمام أحمد : ( السيد الحليم ) (6)
- قال شيخ الإسلام : ( من المعلوم من سيرة معاوية أنه كان من أحلم الناس , أصبرهم على من يؤذيه وأعظم الناس تأليفا لمن يعاديه ) (7)
فها هو شيخ الإسلام, وعلم الأنام, يخبر أن حلم معاوية شيء معلوم في سيرته, ومن أجل وضوح ذلك لم يستطع العقاد نفيه من أصله ولكن بخبث لا يحسنه إلا أعداء الصحابة أراد أن يستخف عقل القارئ , ويحرف معنى هذا الحلم
ومن شدّة حقده على معاوية ساق أثر الأحنف عندما سئل من أحلم أنت أومعاوية ؟ فقال الأحنف: ( تالله ما رأيت أجهل منكم, إنّ معاوية يقدر فيحلم وأنا أحلم ولا أقدر, فكيف أقاس عليه أو أدانيه )
قال معقّبا كما في صفحة 605 : ( ولو أن الأحنف قال برأيه ذاك اعتقادا ولم يقل به تواضعا أو تحالما لكان على خطأ )
فشاهدوا براعة المكر : فعقلاء الأمة يعرفون أن الأحنف قال هذا معتقدا لا مجاملا ولا لشيء آخر, فلأجل ذلك ذهب العقاد إلى تخطئته لو قال ذلك معتقدا
وكأني بالحافظ ابن أبي الدنيا -رحمه الله- وقد عرف كيد القوم, ورآهم بعينه فألّف كتابه: (حلم معاوية) للردّ عليهم
وإنّ العجب لا ينقضي من هذه العقلية الفريدة التي قامت على حقد لا مثيل له , فيا ترى ما هو سببه, وكيف نفسره وهو واقع بين رجل معاصر لا علاقة له بالعلم الشرعيّ والاستقامة على دينه, وبين صحابي جليل, بينهما قرون من الزمن , و الله المستعان
- قال العقّاد كما في صفحة 619 : ( وشغف بالأكّسية كما شغف بالأطعمة فلبس الحرير و تختّم الذهب والجوهر وولع بالثياب المزخرفة والموشاة وتزيّن بالزّينة التي كرهها الإسلام لعامة الرجال فضلا عن الخلفاء والأمراء ) وقال أيضا كما في صفحة 625 : ( ولكنه لم يكد يملك حتى صنع ما يصنعه القياصرة والأكاسرة من اقتناء الخصيان والجواري والتوسع في بذخ القصور والقدور )
التعليق : إنّ معاوية رضي الله عنه كسائر الصحب الكرام, ضربوا أعجب الأمثلة وأعظمها في الزهد , وإنّ من عظيم إكرام الله لمعاوية أن قيّد له حفّاظا ذكروا أقواله وأفعاله في جملة الزاهدين في كتبهم , ومنها على سبيل المثال :
كتاب ( الزهد الكبير ) للبيهقي –رحمه الله-, حيث دُوّن فيه اسم معاوية رضي الله عنه كما في الأثر رقم : 656
وكذلك كتاب ( الزهد ) لهناد بن السري – رحمه الله - دوّن فيه اسم معاوية في موضعين على الأقل كما في رقم : 837 ورقم : 838
وأما لبس الذهب والحرير فلا شكّ أن ذلك من وضع أعداء الصحابة من الروافض وغيرهم, إذ لا يشكّ من عرف للصحابة قدرا أنهم كانوا من أبعد الناس عن اقتراف مثل هذه الموبقات, فهم على صفاتهم القرآنية, تراهم ركعا سجدا
- قال العقّاد بعد تطرقه إلى مقتل عثمان - رضي الله عنه - وموقف معاوية من هذه الفتنة كما في صفحة 631 : ( لم يتغير موقف معاوية في جميع هذه الروايات وهو موقف الرجل الذي لا يبالي بعد أمانه على ولايته أن تنجم الفتنة حيث نجمت وأن يبتلى بها الخليفة بنجوة منه )
تعليق : تنبهوا يا عباد الله إلى قوله الآثم : ( بنجوة منه ) فهي تهمة خطيرة لمعاوية -رضي الله عنه- بأنه شارك في قتل عثمان رضي الله عنهم , وهذا حتى يعرف أهل الإسلام أن هؤلاء الأدباء قالوا بما لم يسبقوا إليه حتى من الرافضة ! والله المستعان
لأنّ الرافضة يعرفون حقيقة محبة معاوية لعثمان, وأنّ من أجلها وقع ما وقع ومن أجلها طالب معاوية بدم عثمان رضي الله عنهم أجمعين, فهو يجعلون عثمان على رأس الدولة الأمويّة التي يعتبر معاوية من أركانها - رضي الله عن الجميع -
فالعقاد وغيره من المفكرين, لا يعرفون طريقا للتاريخ الإسلامي, ولم ينهلوا من العلوم الشرعية, فهم مجتهدون في إحداث الأقوال, وشرط اجتهادهم : التمكّن في الهوى !
وما سطّره العقاد خير مثال على هذا, وما أحسن ما قاله شيخ الإسلام في مثل هذا الموضع, حيث قال – رحمه الله - : (والهوى إذا بلغ بصاحبه إلى هذا الحد, فقد أخرج صاحبه عن ربقة العقل فضلا عن العلم والدين, فنسأل الله العافية من كل بليّة, وإن حقّا على الله أن يذلّ أصحاب مثل هذا الكلام, وينتصر لعباده المؤمنين من أصحاب نبيه وغيرهم من هؤلاء المفترين الظالمين) (8)
- قال العقّاد متحدّثا عن وفاة معاوية - رضي الله عنه - كما في صفحة 667 : ( أدركته الوفاة سنة ستين للهجرة وبطل نصفه قبل وفاته كأنه ضرب من الشلل وأصابته لوقة وسقطت أسنانه جميعا, كأنها من أدواء التخمة التي تعجل إلى الكبد والأسنان, ويبدو أثرها على الجلد واللّثة, وكان يخلط في وفاته أحيانا ولكنه كان يصحو ساعة بعد ساعة حاضر الذهن صحيح اللّسان .. )
التعليق : من يقبل بمثل هذا الكلام من أمة الإسلام؟ لأن هذا هذا التشفّي في معاوية - رضي الله عنه - لينبي عن دخيلة سوء تظهر جلية في هذه الأسطر المقرفة !
فأين وجد هذا المفتري هذه الأشياء؟ أفي كتاب الله أم في السنة النبوية؟ أفي البخاري ومسلم , إنّ حقدا كهذا ليزيل الجبال من أماكنها !
وهبّ أنّ معاوية رضي الله عنه مرض في آخر حياته واشتد به حتى أماته! فهل يطعن فيه بسببه؟ وهل تعبر سوء خاتمة؟ بأي عقل تتكلمون و بأي دين تحكمون ؟
وهنا توضيح لأصحاب العقل الصريح : المتمعّن في مقولة العقّاد يعرف أنّه رجل يبغض معاوية أشدّ البغض , وبسبب هذا الحقد تجده يفسّر كلّ ماثبت عن معاوية بتفسيرات حاقدة , فهو يقول : ( أدركته الوفاة سنة ستين للهجرة وبطل نصفه قبل وفاته كأنه ضرب من الشلل وأصابته لوقة وسقطت أسنانه جميعا ) فنقل مثل هذا الكلام قد يعذر فيه ناقله, لأنّه موجود في بعض تراجم معاوية ولا شرّ فيه, لأن هذا البلاء الذي يعرض لأولياء الله, ولكن المؤسف كلام العقاد في شرح وتفسيره لهذا النقل حيث يقول موضحا : (كأنها من أدواء التخمة التي تعجل إلى الكبد والأسنان, ويبدو أثرها على الجلد واللّثة ) فهل تفطّن العاقل لمثل هذا يا ترى ؟! وهل وقف على مثل هذه التحريفات التاريخية , فقاتل الله الهوى
وأما عن خلطه رضي الله عنه في وفاته فهذا حتما من نسيج أهل الكذب والفجور من أعداء الصحابة, فكتب التاريخ قد حفظت لنا حسن خاتمته النيّرة وعظيم إيمانه رضي الله عنه الذي ظهر جليا عند موته رضي الله عنه
- قال محمد بن سيرين - رحمه الله - : ( جعل معاوية لما احتضر يضع خدّا على الأرض ثم يقلب وجهه ويضع الخدّ الآخر ويبكي ويقول : ( اللهم إنّك قلت في كتابك :{ إن الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء } اللهم فاجعلني فيمن تشاء أن تغفر له ) (9)
- وقال عند موته – رضي الله عنه - : ( اللهم أقلّ العثرة واعف عن الزلّة و تجاوز بحلمك عن جهل من لم يرج غيرك فإنك واسع المغفرة ليس لذي خطيئة مهرب إلا إليك ثم مات, وفي رواية : أغمي عليه ثم أفاق فقال لأهله : ( اتقوا الله فإن الله تعالى يقي من اتقاه , ولا بقي من لا يتقي ) ثم مات ) (10)
وهذا الإمام ابن أبي الدنيا - رحمه الله - يصنّف : (كتاب المحتضرين ) ويسطّر فيه أقوال الأنبياء والصحابة في حسن الخاتمة, وينقل العجب من قصص المحتضرين ولا شكّ أن معاوية -رضي الله عنه- كان له نصيب من هذا الكتاب, حيث ذكره تحت باب : ( مقالة الخلفاء عند حضور الموت ) وذكر له أقوالا كثيرة, ساعة احتضاره فلتراجع من رقم : 54 إلى 74
وذكره أيضا تحت باب ( من تمثّل بالشعر عند الموت ) برقم : 253
ومن تلكم لآثار : قوله رضي الله عنه عند موته : ( فإذا أدرجتموني في جريدتي, ووضعتموني في حفرتي, فخلّوا معاوية وأرحم الراحمين ) (11)

فيا أيها الطاعن : خلّ معاوية وأرحم الراحمين

- قال محمود العقّاد في صفحة 672 : ( وخرج معاوية من الملك بالأيام التي قضاها في نعمته وثرائه, ولا نقول في صولته وعزّه, فقد كان يذلّ لكلّ ذي بيعة منشودة ذلاّ لم يصبر من بايعوه على مثله )
التعليق : فوالله إن صاحب هذا الكلام لهو الذليل الحقير, أمّا معاوية فقد أكرمه الله بنعم حسده الحاسدون لأجلها, والعزّ الذي عاشه في حياته لا ينكره إلا الرافضة الزنادقة وذيولهم من المفكرين الجاهلين, أما أهل الإسلام وزمرة الإيمان فيصدعون - بكرامة وعزّ معاوية ويعتقدونه والحمد لله
يقول الحافظ ابن كثير – رحمه الله - : ( ولم تزل الفتوحات والجهاد قائما على ساقه في أيامه في بلاد الروم والفرنج و غيرهما ... والجهاد في بلاد العدوّ قائم وكلمة الله عالية والغنائم ترد إليه من أطراف الأرض ) (11)
و من المناسب أن أنبّه على أنّ الرافضة لا تنكر فتوح وجهاد معاوية ! بل تجدهم يثبتون هذا ولكن يعتبرونه من سيئاته, لأنه على زعمهم قاد الناس إلى الإسلام بالسيف وكانت قد وقعت جرائم في البلدان التي فتحها, أما العقّاد وإخوانه في الحقد, فلا إلى الرفض لحقوا, ولا مع السنّة بقوا! والله حسيبهم


الوقفة الثانية
مطاعن حسن كمال الملطاوي في كاتب الوحي




فهذه وقفة أخرى مع معول من معاول هدم تاريخ الصحابة الأسياد,وواحد من المعتدين على عرض معاوية -رضي الله عنه- وهو أيضا من كتّاب الأمّة ومفكّريها كما يزعم له الجاهلون, وهو: حسن كمال الملطاوي, الذي ألّف كتابا في موضوع يروق لهم كثيرا ويجد الواحد منهم فيه هواه, مشابهة بالرافضة الأخباث,وهو كتابه :( تاريخ خامس الخلفاء )
وتأسف أشدّ الأسف أنّ مثل هذه الكتب تطبع في معاقل أهل السنة وبلادهم, ولا تجدها تطبع في إيران وطهران, كما هو الشأن مع هذا الكتاب الذي طبعته :
( وزارة الأوقاف المصرية ) (لجنة التعريف بالإسلام )
نعم لجنة التعريف بالإسلام !! هذا هو الإسلام الذي سيعرّف به الكفار وسائر الخلق , إسلام : فيه أن من كتّاب وحيه رجل ظالم عدوّ له , إسلام فيه : شهوده الذين بلّغوه للبشرية لا إيمان لهم ولا صدق عندهم , أهذا هو الإسلام الذي تأمل هذه اللجنة أن تنشره ؟!
- قال الملطاوي في صفحة : 123 – 124 : ( وكان معاوية قد خرج بعد موت الإمام الحسن عن مبدأ الشورى وحمل الناس بالسلطان والسيف على بيعة ابنه يزيد الذي لم يكن أهلا للخلافة )
التعليق : فنحن والله على مثل هذا عاديناكم, وعلى أقلّ من هذا نحذّر منكم ومن كتاباتكم, ولنا أركان نتكئ عليها, وجبال نستظل بها والحمد لله
فقد سئل الإمام أحمد على مثل هذا القول-ولكل قوم وارث- : حيث جاء في كتاب ( السنة ) للخلاّل - رحمه الله - برقم659 : قال أبو الحارث : وجهنا رقعة إلى أبي عبد الله ما تقول رحمك الله فيمن قال : لا أقول إن معاوية كاتب الوحي ولا أقول إنه خال المؤمنين فإنه أخذها بالسيف غصبا ؟ قال أبو عبد الله : ( هذا قول سوء رديء , يجانبون هؤلاء القوم ولا يجالسون و نبين أمرهم للناس ) فرحم الله الإمام , في الذب عن الصحابة ما أصلبه! وعلى حبهم ما أعظمه
- قال الملطاوي بعد ذكره لمبايعة الصحابة لعليّ –رضي الله عنه- صفحة 10:
( والتزم معاوية بيعتهم, فما باله لم يلتزم بيعتهم هذه المرّة )
التعليق : لوكان هؤلاء يعتقدون في معاوية شيئا يسيرا من عقيدة أهل السنة ! لما تكلموا عن كاتب الوحي بهذه الطريقة, وبهذا الأسلوب السيئ , وكأني بهم يعتقدون في معاوية ما يعتقده الرافضة الأنجاس , يقول ابن المطهّر الحلّي الرّافضي - قاتله الله - : ( وقد أحسن بعض الفضلاء في قوله: شرّ من إبليس من لم يسبقه في سالف طاعته,وجرى معه في ميدان معصيته) (12)
فوالذي أكرم معاوية إن المتتبع لما كتبه الطاعنون في هذا الصحابي الجليل من المفكرين الجهال ليعتقد جازما أنّهم يعتقدون فيه كما تعتقده الرافضة! والله المستعان
فانظر إلى قوله : ( فما باله لم يلتزم ) كيف وصل سوء الأدب مع عظماء الأمّة وأسياد الملّة , فما دخلك فيه يا ملطاوي إذا لم يلتزم - على قولك - وقد غفر الله للصحابة وتجاوز عنهم, وأين هي ردودكم على الخارجين على عليّ بل وعلى قاتله وسائر الخوارج؟! أين هو نقدكم وبيانكم وغيرتكم على علي - رضي الله عنه - ؟! أم هو الميزان المجحف, والمكيال المتلف ؟!
- قال الملطاوي في صفحة :10 ( وإذا كنّا مطالبين بحفظ حرمة الصحابة فمعاوية و أعوانه من الصحابة مطالبون بكفّ النفس عن الهوى قبل غيرهم من الأجيال التي تليهم )
التعليق : صدق ورب الكعبة أبو توبة الحلبي - رحمه الله - الذي قال :
( معاوية ستر لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا كشف الرجل الستر اجترأ على ما وراءه ) (3)
فهل تيقن العاقل أن القوم لا يريدون معاوية لذاته ! بل قصدهم سائر إخوانه من المهاجريين والأنصار, ثمّ يالله العجب ! فالقوم يستشعرون منزلة الصحبة وهم يكتبون, فالحجة قائمة عليهم, ويظهر ذلك من قوله : ( أعوانه من الصحابة ) , أولم يكن لهؤلاء ورد من كتاب الله يتلونه ؟ أما وقف هؤلاء على مثل قوله تعالى :{ مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ }
فلو أنكم من الرافضة تعتقدون تحريف كتاب الله لهان الخطب, ولذهب العجب, ولكنكم للأسف تنتسبون لملّة تعظّم كتاب الله ! وهل علم - الجاهل المفتري - أنه يطعن في اختيار الله تعالى ؟
قال ابن مسعود - رضي الله عنه - :( إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد صلى الله عليه و سلم خير قلوب الناس فاختار محمد صلى الله عليه و سلم فبعثه برسالته وانتخبه بعلمه ثم نظر في قلوب الناس بعده فاختار له أصحابه فجعلهم أنصار دينه ) (13)
- قال الملطاوي بعد ذكره لتوبة الصحابة الذين قاتلوا عليّ في زعمه صفحة 11: ( أما معاوية فأبى من دونهم إلاّ كيدا ونفورا وأعلنها حربا شعواء صلى المسلمون بنارها ) , نعم صحيح أن معاوية أعلنها حربا شعواء ! لكن صلى الرّوم بنارها ! وأما المسلمون فلم يجدوا من خليفتهم إلا الرحمة والعدل والأمان,
قال شيخ الإسلام - رحمه الله - : ( وكانت سيرة معاوية مع رعيته من خيار سير الولاة وكان رعيته يحبونه وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:خيارأئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم, وتصلّون عليهم ويصلون عليكم وشرار أئمتكم, الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم )(14)
وهبّ أنّ معاوية ظلم وقاتل وقتل ! ألم تكن هداية القرآن تربّي من جاء بعد الصحابة على الاستغفار لهم ؟! أوليس الله يعلم السرّ والعلن ويعلم ما كان وما سيكون!
قال ابن عباس - رضي الله عنها - : ( لا تسبوا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فإنّ الله عز وجل قد أمر بالاستغفار لهم وهو يعلم أنهم سيقتتلون ) (15)
وأضف إلى ذلك: إنّ سبب ضلالكم, أن عقولكم الضعيفة ونفوسكم المهزوزة, وبعدكم عن العلم الشرعي والمعتقد السنيّ, أرداكم وجعلكم في الحضيض
يقول شيخ الإسلام - رحمه الله - : ( وقتال المسلمين بعضهم بعضا بتأويل, وسب بعضهم بعضا بتأويل, وتكفير بعضهم بعضا بتأويل : باب عظيم, ومن لم يعلم حقيقة الواجب فيه, وإلا ضلّ ) (16)
نعم وإلا ضلّ كما ضلّ الملطاوي, والله الهادي
- قال الملطاوي كما في صفحة 12 : ( فكيف بالله أجاري من يقول إنّ معاوية كان مجتهدا )
التعليق : يلاحظ من هذا القول أن مثل هذا من الكتّاب يعرفون الحق ويخالفونه, فقوله هذا يثبت أنهم على دراية بأقوال أهل الإسلام الذين دافعوا عن معاوية, وجعلوه إماما مجتهدا والمسكين لا يدري أنّه يقابل نصوص الدّين وإجماع المسلمين, لأنّ معاوية مجتهد قطعا
قال الحافظ ابن كثير-رحمه الله- (ومعاوية معذور عند جمهور العلماء سلفا وخلفا)(17)
بل في صحيح البخاري (3764) ما يثبت ذلك, فعن عكرمة قال : قلت لابن عباس : إن معاوية أوتر بركعة, فقال : ( إنه فقيه, إنه صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ) , قال العلاّمة عبد العزيز بن حامد - رحمه الله - :( قال الشرّاح أي : مجتهد) (18)
- قال الملطاوي كما في صفحة 13 : ( وإني أقول بعدما سردت كارها لمعاوية وعمرو تلك المساوئ كما نقلها ثقات المؤرخين :ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان )
التعليق : إن مكر هؤلاء لمدروس, وكيدهم لمقصود! فكيف يفسّر قوله هذا مع ما جاء في كتابه من طعن خبيث, يُظهر ذلكم الحقد الدفين ثم يختم بقوله هذا التمسكن ؟!
إنه الضحك على عقول الناس, وإنه بهذا الأسلوب يستخف عقول بعض الجهلة, وأما عقلاء الإسلام وجمهور أهل السنة فلا ينطلي عليهم هذا المكر الكبار
أويظنّ هذا الأفّاك أن كتب التاريخ لم تؤلّف إلا له ولأتباعه ؟! ولم تجعل إلا في مكاتبهم ! حتى يصل بهم الكذب والفجور إلى هذا الحدّ , أتريد أن تُفهم الناس أن كتب التاريخ لم تحفظ لمعاوية إلا هذه المساوئ؟!كلاّ - والذي أخزاكم وأكرم معاوية - والملاحظ أنّ الراّفضة الأوائل من أهل التواريخ التالفة والذين يعتبرون من أعداء الصحابة, لأحسن حالا من هذا الكاذب وأمثاله, فتجد الواحد منهم يروي شيئا من محاسن معاوية, بخلاف هؤلاء المعتدين, الذين شابهوا اليهود في جحدهم الحق وكتمانهم له بعد ما عرفوه:{ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }
ولنترك كتب التاريخ جانبا ونقول : إن حرمة معاوية وعظيم حسناته ليجدها العاقل الغيور في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم , وحتّى كتب التاريخ لتشهد صارخة بكذب هذا الأفاك, قال ابن كثير : ( وكان يغزو الروم في كلّ سنة مرّتين مرّة في الصيف ومرّة في الشتاء و يأمر رجلا من قومه أن يحجّ بالنّاس ) (19)
- قال الحافظ أبو نعيم - رحمه الله - : ( ملك الناس كلهم عشرين سنة منفردا بالملك يفتح الله به الفتوح ويغزو الروم, ويقسم الفيء والغنيمة, ويقيم الحدود, والله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملا ) (20)
قال شيخ الإسلام : ( وكانت سيرة معاوية مع رعيته من خيار سير الولاة و كان رعيته يحبونه وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : خيار أئمتكم الذين تحبونهم و يحبونكم , و تصلّون عليهم و يصلون عليكم وشرار أئمتكم , الذين تبغضونهم و يبغضونكم و تلعنونهم و يلعنونكم ) (21)
فكيف بالله لا تذكر هذه الحسنات ؟ولماذا هذه الحرب المقصودة ؟! فرحماك ربي
- قال الملطاوي في صفحة 85 : ( وكان لمعاوية أكبر ضلع في تلك الفتنة المشؤومة )
قال تعالى : {الَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا} هلك - والله - من كان خصمه معاوية يوم القيامة !
إن هذه الشهادة الآثمة ليستحق صاحبها أشدّ أنواع التعزيرات, هذا إذا قالها في آحاد الناس فكيف إذا قيلت في صحابيّ جليل ؟! لكن في زمن عمر بن عبد العزيز !
قال إبراهيم بن ميسرة : ( ما رأيت عمر بن عبد العزيز ضرب إنسانا قط إلا إنسانا شتم معاوية فإنه ضربه أسواطا ) (البداية والنمهاية 8 /535)
- قال الملطاوي في صفحة 96: ( وقد ذهب المال وذهب الرجال وسجّل التاريخ موقفا مخزيا لكلّ من معاوية وعبيد الله بن عبّاس )
إنّ عين الباطل لا تبصر في الحق شيئا, ولسان المفكّر لا يعرف أن يقول الحسنى في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم , وهل يعقل بحال أن نختزل تاريخ معاوية - رضي الله عنه - في واقعة مخزية كما يسمّيها هذا المفتري ؟!

هذا بيان للملطاوي وغيره :
قال الإمام البخاري - رحمه الله - ( باب ما قيل في قتال الروم ) ثمّ ساق حديث أمّ حرام -رضي الله عنها- (2924) أنّها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول :
( أوّل جيش من أمّتي يغزون البحر قد أوجبوا )
قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - : ( وقوله : قد أوجبوا, أي فعلوا فعلا وجبت لهم به الجنة ) وقال أيضا : ( قال مهلب : في هذا الحديث منقبة لمعاوية لأنه أول من غزا البحر ) (22)
فكيف تترك هذه المنقبة الرهيبة يا ملطاوي, والتي مصدرها البخاري وما أدراك ما البخاري ؟! ثم تلجأ إلى مغارات التواريخ التالفة, فتخرج منها من الأخبار الواهية ما تشوّه به تاريخ معاوية , فلا حرمنا الله نعمة الإيمان و العقل
- قال الملطاوي كما في صفحة 104 : ( ولقد غلب على معاوية في سياسته جانب الدنيا على جانب الدين )
من باب تذكير القارئ أقول :إن صاحب هذا الكلام رجل من المحسوبين على أهل السنة وأهل الإسلام,و هذا حتى لا يفهم القارئ أن صاحب الكلام رافضي أو زنديق !
ونقول للملطاوي : من أين لك هذا الإستقراء الدقيق, وأي مصدر تكلّم على سياسة معاوية بكل تفصيل ؟! و الذي ما جعلك تنقل وتستخلص من نقولاتك سياسة معاوية ؟!
أوليس من أسس منهجكم الأدبي النقدي ما سطّره سيدكم قطب وأبانه, حيث قال في كتابه ( النقد الأدبي ) صفحة : 167 – 168 : ( فالاستقراء الناقص يؤدّي بنا دائما على الخطأ في الحكم ومن الاستقراء الناقص ,الاعتماد على الحوادث البارزة والظواهر الفذة التي لا تمثل سيرة الحياة الطبيعي, فألمع الحوادث وأبرز الظواهر ليست أكثر دلالة من الحوادث العامة و الظواهر الصغيرة, وما نراه نحن أكثر دلالة قد لا يكون كذلك في ذاته, بل ربما كان انجذابنا الخاص للإعجاب به أو عليه هو علة ما نرى فيه من دلالة بارزة! والأسلم أن نجمع أقصى ما نستطيع الحصول عليه من الظواهر والدلائل : حادثة أو نصا أو مستندا ...وألاّ نصدر أحكامنا إلاّ بعد الانتهاء من جميع هذه الأسانيد, فذلك أضمن وأكفل وأصوب )
إن مثل هذا الكلام لم يجد تطبيقا في الواقع لا من قائله ولا من أتباعه وخلاّنه , لأّنه من الشدائد على أنفسهم الضعيفة الظالمة ! والله المستعان



الوقفة الثالثة
مع الكاتب الفلسطيني صالح عوض


إنّ هذا الكاتب يعتبر حلقة من تلكم القلادة البالية, التي شغلت نفسها في سبيل النيل من هذا الصحابي الجليل معاوية رضي الله عنه
فقد طلع علينا هذا الكاتب بمقالات أدبية وكتابات سياسية في جريدة الشروق الجزائرية ومن تلكم المقالات مقال كتبه بعناون :
( الحسين بن علي : رمز الإنسانية دفاعا عن حقوقها ) (23)
وإذا رأيت مثل هذه العناوين, من أمثال هذا الأفاك فاعلم أن الطّعن في معاوية مرسوم تحتها , كشأن هذا المقال
قال المفتري صالح عوض : ( عندما اغتصب معاوية بن أبي سفيان الحكم ودمر النسيج الإسلامي الرائع في الخلافة الراشدة أرسي أسس الحكم بالجبر متصديا بذلك للتصور الإسلامي في الحكم ومخالفا لجمهرة علماء الأمة وقادتها من كبار الصحابة..وكانت الطامة عندما أخذ البيعة لابنه يزيد بقوة السيف من رجال كثير من علماء الأمة..فجاء ابنه يزيد حاكما لأمة محمد بغير ما عهدته في دين الإسلام)
التعليق : أبقلم رافضي كتب هذا أم بقلم معتوه ؟! إنّها والله أقلام الرافضة تجري على صفحات هؤلاء الجهّال, فأيّ حكم اغتصبه معاوية يا هذا ؟! وأي جبر وأي قوة استعملها ؟! أخرجوا لنا أخباركم يا مثقفين !
ونقول لهذا الكاتب ما قاله هو لغيره : ( أصبح التصنيف سريعا ولا يراعي الموضوعية والعلمية ولا المصالح العليا للأمة)(24)
وإلاّ فليظهر لنا أسانيده لو كان صادقا هو وأمثاله وأشياعه ؟! ولن يستطيعوا إظهار المعدوم, لأننا واثقون ببطلانه وكذبه , يقول شيخ الإسلام - رحمه الله - : ( نحن نطالب بصحة هذا الحديث فإن الاحتجاج بالحديث لا يجوز إلا بعد ثبوته, ونحن نقول هذا في مقام المناظرة , وإلا فنحن نعلم قطعا أنه كذب ) (25)
وأما عن بيعة معاوية وطريقة ولايته فمحفوظة مبثوثة في كتب أهل الحديث فلا داعي للكذب والفجور
يقول ابن كثير-رحمه الله -:( أجمعت الرعايا على بيعته في سنة إحدى وأربعين كما قدمنا فلم يزل مستقلا بالأمر في هذه المدّة إلى هذه السنة التي كانت فيها وفاته) (26)
ويقول الحافظ ابن عبد البرّ - رحمه الله - : ( واجتمع الناس عليه حين بايع له الحسن بن علي رضي الله عنه و جماعة ممن معه ) (27)
فالقارئ الكريم يجد البون الشاسع بين أقوال الأئمة و بين هذيان هؤلاء الجهلة
ومن محاسن الزمان أن عاما سمّي : (بعام الجماعة) كان سببه الصّلح بين الحسن ومعاوية -رضي الله عنهما- فدخل الناس طوعا تحت إمرة معاوية, فما هو السبب يا ترى من قلب هؤلاء لتاريخ الأمة وجعل حسناته مساوئ
يقول الإمام المحدّث المؤرخ خليفة بن خياط - رحمه الله - وهو يتحدّث عن حوادث سنة إحدى وأربعين : ( فيها سنة الجماعة : اجتمع الحسن بن علي بن أبي طالب ومعاوية , فاجتمعا بمسكن من أرض السواد من ناحية الأنبار فاصطلحا وسلّم الحسن بن علي على معاوية .... واجتمع الناس على معاوية ) (28)
فأين هو ذكر القوّة والتجبر والتسلط ؟! أم هي عقول الرافضة تذرف ضلالها !
إن أمثال هذا الدعيّ ليعتمدون على أكاذيب الرافضة وأسيادهم من أتباع تلكم الملة الخبيثة والنحلة الكافرة , بل هم جزء من التربية الرافضية
وها هو هذا الكاتب يعترف ويصرح بقوله في أحد كتاباته : ( وقد منحني الله فرصا عزيزة التقيت فيها برجالات ذوي قامات عالية من الشيعة واستمعت لأقوالهم ودرست كتبا جمة من كتب مفكريهم وعلمائهم، ولكثير منهم قيمة علمية فائقة لن أنسى أبدا المرحوم العلامة آية الله محمد حسين فضل الله الذي كان مثالا للإحساس بالمسئولية والأمانة ) (29) فهل بقي شكّ لمتريّث فيما ذكرته ؟!
وانتبهوا يا أولي الأبصار إلى قوله : ( واستمعت لأقوالهم ودرست كتبا جمة من كتب مفكريهم وعلمائهم ) حتى تعرفوا سبب تسطيره لتلكم المفتريات الخبيثة عن معاوية -رضي الله عنه- وأرضاه وهذا بعد دراسة الكتب الجمّة في دين الرافضة ! فهل نحن منتبهون ؟!
والدّارس الفصيح : يعرف الفرق بين ( الدّراسة) و( القراءة )
وملاحظة هامّة عن هؤلاء الأفّاكين : أنّ أسلوبهم - الهجوميّ - في حق الصحابة يُمسخ إلى أسلوب دفاعيّ في حق الشيعة الرافضة, فهم لا يقبلون أي طعن في سبّابة الصحابة, وتجدهم عند الكلام في قضية إيران و ( حزب أعداء الله ) من أعقل الناس وأعرفهم بمصالح الأمة , وهذا الكاتب ضرب أعظم الأمثلة في هذا
فهاهو يقول مدافعا عن إيران : (ولنسلم بكل ما يقول الملأ من أنصاف المتعلمين وأنصاف الساسة وأنصاف المثقفين عن إيران الفارسية الشيعية..ولنسأل أسئلة عديدة وهل إسرائيل عربية سنية؟؟!! )(30)
الملاحظة الأولى : كل من عرف حقيقة إيران المجوسية - فهو من الأنصاف - سواء في السياسة أوالثقافة, أوالعلم الشرعي!, أما الطعن والنيل من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو عين الكمال .
الملاحظة الثانية : هل يا ترى في مسألة معاوية يا عوض : لا نسأل الأسئلة العديدة الذي طالبت بها في قضية إيران ؟ أم هي القسمة الظالمة
وقال أيضا في نفس العدد : ( لماذا إذن كل هذا العداء وهذه الحساسية من إيران؟؟ صحيح إيران ليست نحن بالضبط ولكن ما بيننا وبينها قواسم مشتركة عديدة بيننا وبينها تاريخ حضارة طويل مشترك أسهم الإيرانيون فيه بكثافة بيننا وبينهم تقديس الإسلام وأركانه والتوجه لقبلة واحدة وتعظيم نبي واحد ومحبة لآل بيته )
إنّ لسان الغيور يقول : ولماذا يا عوض كل هذه الحساسية من معاوية ؟؟! ولماذا كل هذا العداء على كاتب الوحيّ ؟! أوليس بيننا وبين معاوية قواسم تحفظ له حرمته ؟! أوليس التاريخ الذي تبكي عليه قد صنعه معاوية وأصحابة ؟سل أهل فلسطين وأهل الشام وأنت منهم! عن تاريخ معاوية وفتوحه, وولايته على الشامّ !
يقول الحافظ الذهبي - رحمه الله - : ( وكان محبّبا إلى رعيّته, عمل نيابة الشامّ عشرين سنة والخلافة عشرين سنة ولم يهجه أحد في دولته, بل دانت له الأمم, وحكم على العرب والعجم, وكان ملكه على الحرمين, ومصر والشام والعراق وخراسان, وفارس والجزيرة واليمن والمغرب وغير ذلك ) (31)
وحتى نبيّن أن الدفاع عن الرافضة هو منهج يرتسمه أمثال عوض أنقل دافعا آخر عن حزب رافضي خبيث ألا وهو ( حزب - أعداء- الله )
حيث قال : (نرى أن حزب الله اللبناني قاتل إسرائيل شهرا كاملا كان القتال الأعنف في تاريخ إسرائيل .. وكانت الأمة كلها مع حزب الله.. لأنها في تلك اللحظات بحثت عن المشترك الذي يجمعها والشيعة ورأت فيه ما ينوب عنها في معركة الواجب في الحين الذي تطوع الحكام بشن الحرب الضروس على حزب الله واتهامه بتخريب البلاد وإهلاك العباد ومنذ تلك اللحظات بدأت المؤامرات المتنوعة على حزب الله لإسقاط ظاهرة نبيلة كريمة بزغت في الأمة.. ومن هذه المؤامرات الخبيثة أن يزج حزب الله في دوامة الدعاية الطائفية، وأن تلصق به تهم طائفية..) (32) وقال أيضا في نفس العدد:(حزب الله أذل إسرائيل وأعز العرب والمسلمين وأغاظ الأمريكان،وأن هذا لعمري العمل الصالح الذي يرفعه الله ويكرمه )
التعليق : من وقف على مطاعنكم في تاريخ معاوية - وهو يجهل - لقال إنكم من أعلم الناس بخبايا التاريخ ! ومن وقف على مثل هذا الهراء ليتيقن أنكم من أجهل الناس بتاريخ الأمة وماضيها الزاهر
فأيّ ذلّ ألحقه حزب الرافضة باليهود ؟! في أي سنة كان ؟ وفي أيّ بلد وقع ؟ هل يعيش صالح عوض في عالم الغيب ! فلا نرى ما يراه, أم هل يستوطن كوكبا آخر ؟! فاللهم رحماك , ولو فرضنا صدق ما تقول, فهل يقارن هذا بما قام به معاوية الفاتح الغازي المجاهد مذلّ الرّوم وقياصرة الكفر والشرك ؟!
قال الحافظ ابن كثير - رحمه الله - وهو يتكلّم عن الفتنة التي وقعت بين عليّ ومعاوية - رضي الله عنهما - : ( لم يقع في تلك الأيام فتح بالكلية, لا على يديه ولا على يد علي وطمع في معاوية ملك الروم بعد أن كان قد أخشاه وأذله وقهر جنده ودحاهم فلما رأى ملك الروم اشتغال معاوية بحرب علي تدانى إلى بعض البلاد في جنود عظيمة وطمع فيه, فكتب معاوية إليه : والله لئن لم تنته, وترجع إلى بلادك يا لعين لأصطلحنّ أنا وابن عمي عليك ولأخرجنّك من جميع بلادك, ولأضيقن عليك الأرض بما رحبت, فعند ذلك خاف ملك الروم وانكفّ وبعث يطلب الهدنة ) (33)
فهل يا عوض وجدت إذلال لأعداء الله أكثر من هذا ؟ وهل تقارن دولة اليهود الجبانة المعاصرة بمملكة الروم ؟! فمالكم لا تعقلون
وقال الحافظ ابن كثير -رحمه الله-أيضا : ( وكان يغزو الروم في كلّ سنة مرّتين مرّة في الصيف ومرّة في الشتاء ويأمر رجلا من قومه أن يحجّ بالنّاس )(19)
هل تستشعر يا عوض هذا العزّ الذي لا أظنه يدور بخلدك ! يغزو في كل سنة مرتين! ويغزو من ؟! الرّوم ! الله اكبر , فما أضيق صدوركم وما أصغر عقولكم
وأما ( حزب أعداء الله ) الرافضي فلم نر منهم إلا إذلال أهل السنة ,وكيف يغيب عنك ما صنع بإخوانك الفلسطينين يوم أن كان بتسميته الأولى (حركة أمل) ؟!
إنّك يا عوض لم تعرف للصحابة قدرا, ويظهر ذلك عندما نقف على أقوالك في معظّميك الذين عاصرتهم وانبهرت أمام شخصياتهم المهزوزة
فها أنت تقول وترتعد عند ذكر أسيادك : (عندما يقف المرء أمام قامة عالية مثل العلامة المجاهد الشيخ يوسف القرضاوي لا يملك إلا أن يدعو الله تعالى بأن يهبه مزيدا من اللياقة وحسن الأدب لأن العلماء ورثة الأنبياء، وإن قلة الأدب في حضرتهم ليست إلا تعبيرا عن سوء خلق وفساد جبلة ) (34)
فأيّ قامة يارجل تدعيها لمحبوبك ؟! ونحن بكلامك ندينك, فأنت عبّرت عن سوء خلقك بطعنك في معاوية وأظهرت فساد جبلتك , وهل تجد معتوها يشهد معك على تفضيل القرضاوي على معاوية ؟! وأنّ مقامه أشدّ وأعلى من مقام كاتب الوحيّ
يا مسكين : أسمعت بكبير من كبراء الأمة يقال له : عمر بن عبد العزيز - رحمه الله - ؟! أتدري مقامه الفاخر أمام مقام معاوية ماذا يساوي عند أئمتنا وكبرائنا ؟! فاسمع وتعلّم
سئل ابن المبارك عن معاوية وعمر بن عبد العزيز أيهما أفضل فقال: (لتراب في أنف منخري معاوية مع رسول الله صلى الله عليه و سلم خير و أفضل من عمر بن عبد العزيز)(35)
قال العلامة عبد العزيز بن حامد - رحمه الله - موضّحا : ( فتأمّل في هذه المنقبة, وإنّما يظهر عليك فضيلة هذه الكلمة وإذا عرفت فضائل عبد الله بن المبارك, وعمر بن عبد العزيز وهي لا تحصى ) (36)
وقيل للمعافى بن عمران : معاوية أفضل أو عمربن عبد العزيز ؟ فقال :( كان معاوية أفضل من ستمائة مثل عمر بن عبد العزيز ) (37)
فهل عرفت حسن تعليم مثل هذا ؟ ولا أستبعد منك قولا سيئا في ابن المبارك !
أما كان بوسع الإمام ابن المبارك أن يقول جوابا : معاوية أفضل ؟ نعم كان بوسعه, لكن قد عرف مقاصد قوم, وغايات قد لاحت من كلمات وأسئلة, فأراد حسمها وقلعها من أصولها فرحمه الله
فهذا شأن معاوية أما عمر بن عبد العزيز , فكيف الشأن مع القرضاوي ؟!
وإنّك يا عوض لأحوج للدعاء بأن يصفّي الله قلبك من الحقد الأسود على كاتب الوحي وأن ترزق محبة هذا الصحابي الجليل
قال عوض أيضا مثنيا ومفتخرا بأسياده : ( إن تهيبا كبيرا يجتاحني وأنا أقترب من الحديث عن علمين من أعلام نهضة الفكر العربي الإسلامي المعاصر سيد قطب ومالك بن نبي.. وأدرك بداية صعوبة التناول وحساسيته ) (38)
نعم الكلام عن سيد قطب ومالك بن نبي له الحساسية والصعوبة ما يجعله يهابه ويخافه
أمّا معاوية فقد ( اغتصب الحكم ودمر النسيج الإسلامي الرائع في الخلافة الراشدة أرسي أسس الحكم بالجبر متصديا بذلك للتصور الإسلامي في الحكم ومخالفا لجمهرة علماء الأمة وقادتها من كبار الصحابة ) هكذا بكل سهولة ودون حساسية وصعوبة ؟ أظن أن في هذا كفاية لمن عظّم الصحب الكرام





الوقفة الرّابعة
مطاعن المفتري صادق - كاذب - سلايمية



هالني ما وقفت عليه من صفحة فاجرة سوّدها هذا المفتون بطعن خبيث في كاتب الوحي الجليل معاوية رضي الله عنه وأرضاه , فهو بطعنه هذا في معاوية سار بمسيرة الزنادقة من الرافضة وأشياعهم, فبئس السير وبئس المسير
قال الحاقد سلايمية وهو يتحدّث عن الانتخابات والأحزاب التي تجري في عروقه : ( وما صحّ في هذه الانتخابات الملغاة وغير الملغاة لمعاوية لم يصح لعليّ, وما صحّ لمروان بن الحكم لم يصحّ لأبي ذرّ وعمار ) (39)
انظر لشدّة مكر هؤلاء : فقد ذكر معاوية في مقابلة عليّ رضي الله عنهما, وأما مروان بن الحكم فقد ذكره بمقابلة أبي ذرّ ! وكان عليه أن يحسن المشي ويحكم المسير حتى لا يخرج على مضمار الرافضة الذي يرتع فيه ! لأن القضية المفتراة هي بين أبي ذر وعثمان وليست بين مروان ! وبما أنّ الكاتب المفتري يعلم ما في قلوب أهل الإسلام تجاه عثمان لا تجده يغامر, أما في معاوية فيسهل القول السيء , لأنه رضي الله عنه قد جهل حاله الكثير, وضعف عن الدفاع عنه الجمّ الغفير, فلا ضير حالتئذ أن يلمزه ويغمزه , والله الموعد
وحتى لا أطيل مع من لا يصلح معه إلا التعزير, أنقل قصّة معبّرة وفيها ردّ من معاوية-رضي الله عنه- على هذا المفتري الضالّ وعلى كلّ حاقد طاعن فيه وفيها الكفاية
قال الزهري : حدثني عروة : أن المسور بن مخرمة أخبره : ( أنه وفد على معاوية فقضى حاجته، ثم خلا به فقال : يا مسور ما فعل طعنك على الأئمة ؟ قال : دعنا من هذا وأحسن، قال : (لا والله لتكلمني بذات نفسك بالذي تعيب علي، قال مسور : فلم أترك شيئا أعيبه عليه إلا بينت له، فقال : لا أبرأ من الذنب، فهل تعد لنا يا مسور ما نالي من الإصلاح في أمر العامة ؟ فإن الحسنة بعشر أمثالها، أم تعد الذنوب وتترك الإحسان ؟ قال : ما تذكر إلا الذنوب ، قال معاوية : فإنا نعترف لله بكل ذنب أذنبناه، فهل لك يا مسور ذنوب في خاصتك، تخشى أن تهلكك إن لم تغفر؟ قال : نعم ، قال : فما يجعلك الله برجاء المغفرة أحق مني؟ فوالله ما ألي من الإصلاح أكثر مما تلي، ولكن والله لا أخير بين أمرين بين الله وبين غيره، إلا اخترت الله على ما سواه، وإني لعلى دين يقبل فيه العمل، ويجزى فيه بالحسنات، ويجزى فيه بالذنوب إلا أن يعفو الله عنها، قال : فخصمني ، قال عروة : فلم أسمع المسور ذكر معاوية إلا صلى عليه ) (40)
قال الحافظ ابن عبد البر - رحمه الله - عن هذه القصّة : ( وهذا الخبر من أصحّ ما يروى من حديث ابن شهاب ) (41)
إنّ والله مثل هذا القصّة لتعتبر لجاما حارقا لأفواه المفترين, لأنّ همّة معاوية -رضي الله عنه - كانت في عليّين, ولم يكن يرضى بالدّون من القربات والعبادات , فكان مجاهدا عابدا غازيا , وأما همّة المفتري سلايمية فكانت في أسفل سافلين, وجهاده وغنائمه وأحسن ما ظفر به, وفرح به هو ما حدّث به , قال مخبرا عن محفوظ نحناح :
( وأردف يقول لي : خذ معك التلفاز - الذي كان في مكتبه - وهو ذو حجم صغير بالأبيض والأسود وأعتبره الغنيمة الوحيدة التي صحبتني وآنستني وأصبحت رأس الأثاث في البيت) (42) وأما معاوية فحاله و سجاياه ترتسم في كلام الحافظ ابن كثير – رحمه الله - :
( ولم تزل الفتوحات والجهاد قائما على ساقه في أيامه في بلاد الروم والفرنج و غيرهما ... والجهاد في بلاد العدوّ قائم وكلمة الله عالية والغنائم ترد إليه من أطراف الأرض )
فليقارن المؤمن بين غنائم معاوية وغنيمة سلايمية , فقوم - التلفاز- يتحدّثون عمّن بالجنّة فاز !! فهل حقيقة هذه أو مجاز



الوقفة الخامسة
مع بعض من قُدّم للأمّة على أنهم شيعة قد تابوا



وهذه الوقفة أراها من الأهمية بمكان , لأن خيانة الأمّة من أعظم المصائب
وذلك أن أقواما عُرفوا بمحاربتهم للرافضة - نسأل الله أن يكتب لهم الأجر - قاموا بتوجيه الشباب وعامّة الناس إلى كتب بعض من تاب من دين الرافضة ويعتبر من علمائهم البارزين من غير تبين ولا توضيح وذلك :
أن هؤلاء التائبين من أمثال البرقعي وموسى الموسوي , وغيرهم هم في حقيقة الأمر من زمرة الشيعة الذين حاربوا الخرافات والشركيات وأعلنوا الحرب على مراجع الرافضة, مع بقائهم على حسب أقوالهم على مذهب الشيعة, ولعلّ الوقت لم يسعفهم حتى يدرسوا أصول أهل السنة , ومن تلكم المعتقدات الباطلة التي بقوا عليها طعنهم في معاوية - رضي الله عنه - وحقدهم عليه , فكيف بعد هذا يأتي الرجل في قنوات التلفاز وينصح بكتب هؤلاء ويثني عليهم ثناء عظيما من غير تقييد ولا تنبيه , ومن أجل هذا أردت التبيين

مطاعن موسى الموسوي في كاتب الوحي :
إنّ موسى الموسوي - حقا - من أشد الناس محاربة للرافضة الأخباث, وإنكارا لعقائدهم الباطلة في التوحيد والصحابة, وهو من أبرز علمائهم وكما يشهد الرّافضة أنفسهم, فشخصيته معروفة غير خافية ولا مجهولة عندهم كما يزعمون ذلك في غيره
وهو ليس من علماء المسلمين بل كما وصفه وذكر حاله الشيخ المجاهد محمد مال الله - رحمه الله - في كتابه ( الرافضة وطهارة المولد ) بقوله : (من علماء الشيعة الذي يحاولون التخلص من قيود الرفض )
ومن الأمور التي لم يتخلّص منها طعنه في كاتب الوحيّ حيث أنّ الرجل المسكين بقي سيّء المعتقد في الصحابي الجليل معاوية رضي الله عنه وأرضاه, حيث ألّف كتابا منحرفا بعنوان :( المتآمرون على المسلمين الشيعة : من معاوية إلى ولاّة الفقه ) ط : مدبولى , ويظهر سوء المعتقد من عنوان الكتاب والله المستعان
وتزيد الحسرة عندما يقدّم للكتاب المفكر إبراهيم بسيوني ويقول في تصديره : ( أتصوّر الآن أنّه لو أحسن النّاس استقبال هذا الكتاب وأخواته فإنّهم يحسنون إلى أنفسهم وإلى الحقيقة وإلى عقيدتهم ) (43)
وهاهي بعض مطاعنه الخبيثة في معاوية رضي الله عنه أنقلها على عجل من غير تعليق, فنقلها يغني عن نقدها, وما ذكرته آنفا فيه الغنية إن شاء الله إلا ما رأيته من واجب البيان
- قال موسى الموسوي في مقدّمته : ( إلاّ أنّ معاوية خان الشروط كلّها وعمل جاهدا للقضاء على الخلافة والإمامة معا )
وقال أيضا كما في صفحة : 33 : ( ومعاوية طليق ابن طليق دخل الإسلام رغم إرادته وحارب الإسلام والمسلمين ملء إرادته )

قال شيخ الإسلام في منهاج السنّة (4/381-382) : ( وَأَمَّا قَوْلُهُ: " إِنَّهُ الطَّلِيقُ ابْنُ الطَّلِيقِ ". فَهَذَا لَيْسَ نَعْتُ ذَمٍّ ; فَإِنَّ الطُّلَقَاءَ هُمْ مُسْلِمَةُ الْفَتْحِ، الَّذِينَ أَسْلَمُوا عَامَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَأَطْلَقَهُمُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَكَانُوا نَحْوًا مَنْ أَلْفَيْ رَجُلٍ، وَفِيهِمْ مَنْ صَارَ مِنْ خِيَارِ الْمُسْلِمِينَ، كَالْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، وَسَهْلِ بْنِ عَمْرٍو، وَصَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ، وَعِكْرِمَةَ بْنِ أَبِي جَهْلٍ، وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، وَحَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ، وَأَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ابْنِ عَمِّ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الَّذِي كَانَ يَهْجُوهُ ثُمَّ حَسُنَ إِسْلَامُهُ، وَعَتَّابِ بْنِ أَسِيدٍ الَّذِي وَلَّاهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَكَّةَ لَمَّا فَتَحَهَا، وَغَيْرِ هَؤُلَاءِ مِمَّنْ حَسُنَ إِسْلَامُهُ. وَمُعَاوِيَةُ مِمَّنْ حَسُنَ إِسْلَامُهُ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ الْعِلْمِ. وَلِهَذَا وَلَّاهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - مَوْضِعَ أَخِيهِ يَزِيدَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ لَمَّا مَاتَ أَخُوهُ يَزِيدُ بِالشَّامِ، وَكَانَ يَزِيدُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ مِنْ خِيَارِ النَّاسِ، وَكَانَ أَحَدَ الْأُمَرَاءِ الَّذِينَ بَعَثَهُمْ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ لِفَتْحِ الشَّامِ: يَزِيدُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، وَشُرَحْبِيلُ بْنُ حَسَنَةَ، وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، مَعَ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ، وَخَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، فَلَمَّا تُوُفِّي يَزِيدُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ وَلَّى عُمَرُ مَكَانَهُ أَخَاهُ مُعَاوِيَةَ، وَعُمْرُ لَمْ يَكُنْ تَأْخُذُهُ فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ، وَلَيْسَ هُوَ مِمَّنْ يُحَابِي فِي الْوِلَايَةِ، وَلَا كَانَ مِمَّنْ يُحِبُّ أَبَا سُفْيَانَ أَبَاهُ، بَلْ كَانَ مِنْ أَعْظَمِ النَّاسِ عَدَاوَةً لِأَبِيهِ أَبِي سُفْيَانَ قَبْلَ الْإِسْلَامِ،...) فلا مزيد
قال الموسوي في صفحة : 46 ( فهو أوّل من ابتكر التعذيب الجسدي في الإسلام بعد العهد الجاهلي )
وإن تعجب أخي القارئ فاعجب من هذه المصيبة التي رسمها الموسوي في كتابه هذا, حيث أنّه يزعم أنّ ثناء الأمة على معاوية عبر التاريخ ناتج عن دهائه - خداعه - فهل أصبحت الأمة تجتمع على الضلالة عند الموسوي
قال الموسوي كما في صفحة 69: ( وتتجلى عبقرية معاوية ودهاؤه وعبقرية المدرسة التي أرسى قواعدها أنه بعد 14 قرنا يذكره أغلبية المسلمين برضي الله عنه وعبروا عنه عبر التاريخ بالصحابي الجليل وكاتب الوحي ودافعوا عنه وعن أعماله )
وانظروا إلى هذا الدّاعي إلى الوحدة الإسلامية, كيف يحاول عبثا الجمع بين النقيضين من العقائد بأسلوب عجيب وغريب حيث قال في صفحة 70 : ( إن موقف الشيعة من معاوية وتجريحه بتلك الصورة العنيفة أحدث رد فعل لدى السنة, كان نتيجته هو الإغماض عما ارتكبه من أعمال لهدم الإسلام وحمل أعماله على الاجتهاد, ولا شك أن السبب الآخر هو الخلط في تجريح معاوية والخلفاء الراشدين معا ...وبهذا الخلط بين العمل الصالح والعمل الطالح, حصّن معاوية وأعماله وموقعه من تاريخ الإسلام )
وبعدما نقلت بعض المطاعن الخطيرة من موسى الموسوي أعيد وأكرر التنبيه والتحذير حتى لا يغترّ عامة الناس وحتى الطلبة من مثل هذه المكائد, فإني رأيت حتى بعض المتصدرين للتدريس والتأليف من أهل السنة ينصح به وبكتبه !

وقفة مع كتاب البرقعي :
إنّ أبا الفضل البرقعي لواحد من خصوم الرافضة, وقد عادوه أشدّ العداء, بسب حربه على خرافاتهم وشركياتهم, ولكن للأسف لم يسلم من الرواسب العالقة بمعتقدة من دين الرافضة , فقد ألّف مذكراته بعنوان (سوانح الأيّام ) يذكر فيد تاريخ معاناته في إيران, وشدّة ما لاقاه من مراجع الكفر , وقد أشاد به وأثنى عليه كثيرا بعض من يخرج في وسائل الإعلام, وممن له جهود في الردّ على الرافضة !
ومن عرف حقيقة هؤلاء المراجع, ليدرك أن التوجيه لهم ولكتبهم من عظيم الخيانة, لأن ذلك يضرّ حتما من كان جاهلا بمسالك القوم
ومثاله أنّ طعنا في الصحابي الجليل معاوية رضي الله عنه ساقه البرقعي في كتابه هذا ضمن بعض الردود التي دافعت عنه وجاء فيه :
( والبيان إنما كتب لخداع العوام, ويذكرني صاحب البيان بمعاوية, الذي خادع الناس ليسبوا عليا عليه السلام ويلعنونه )(44)
فهذا الكلام الخبيث في معاوية رضي الله عنه يروّج له أناس يدعون أنهم حرب على الرافضة من حيث لا يشعرون , فكتب البرقعي الآن تطبع بأيادي أهل السنة والله المستعان
وأمّا ما ادّعاه الكاتب فهو من نسيج أهواء الرافضة وأشياعهم ومن وضع أركان الكذب في التاريخ الإسلاميّ , فلم يأمر معاوية لا بسبّ علي ولا بلعنه - رضي الله عنهما - بل لم يكن بينهما إلا التقدير والمودّة, وما كان بينهما إنّما سببه الاجتهاد المحضّ, ولكن عقول القوم لا تتحمّل هذه الحقيقة
- قال معاوية عن مكانة عليّ عنده - رضي الله عنهما - : ( والله إنّي لأعلم أنّه خير منّي وأفضل , وأحقّ بالأمر منّي ) (45)
ولما سمع معاوية بمقتل عليّ جعل يبكي وقال : ( ما فقد الناس من الفضل والفقه والعلم ) (46)
فما دخل المبغضين بين الأحباب ؟!
عن أبي زرعة الرازي : ( أنه قال له رجل: إني أبغض معاوية .فقال له:ولم؟ قال: لأنه قاتل عليا, فقال له أبو زرعة :ويحك! إن رب معاوية رب رحيم، وخصم معاوية خصم كريم؛ فأيش دخولك أنت بينهما ؟رضي الله عنهما ؟ ) (47)
وكلّ من سعد بمعتقد أهل الحديث يقول للمغرضين:

فأيش دخولكم أنتم بينهما ؟!


الخاتمة رزقنا الله حسنها :
بعد هذه التنبيهات السريعة, والتي كان المقصود منها, تنبيه عامّة الناس أولا- فهم أول المعنيين بما أبيّنه دائما ,وكذا تذكير إخواني من طلبة العلم يتبيّن لنا :
1 - أنّ معاوية رضي الله عنه صحابي جليل لحقه عظيم الأجر بعد موته بسبب كثرة أعدائه وشانئيه
2 - أنّ الرّافضة الأخباث فعلوا فعلتهم الخبيثة, واستعملوا أقلاما تدّعي السنّة والإسلام لهدم هذا الصرح العظيم
3 - أن أكثر أساطين الأدب والفكر - كما يسمونهم - قد شاركوا في الحرب الخبيثة على كاتب الوحي
4 - أنّ أتباعهم ساروا على خطاهم فلم ينكروا هذا المنكر الخبيث بل صفقوا له
5 - أنّ ضعفا كبيرا قابل هذه الحرب على معاوية ولم يقم أكثر المسلمين بالواجب تجاه هذا الصحابي الجليل



وفي الأخير أقول :
إنّا - والله - لمعتزّون ومفتخرون بحبّنا ودفاعنا عن معاوية
قاهر الرّوم وفاتح البلدان, وإنّا لموقنون أنّ الطعن فيه خبث ظاهر

ولا يصدر إلا من رافضيّ أو جاهل مغرض

وإنّا على الذبّ عن عرض معاوية جاهزون

وفي نصرته ماضون

وباتّباعنا لهديه مفتخرون

وإن كره المفترون

والحمد لله رب العالمين


كتبه المعتزّ بكاتب الوحيّ معاوية

والمبغض لأعدائه من الفرقة الغاوية

أبو معاذ محمد مرابط الجزائري
مساء الجمعة 28 شعبان 1432 ه






الهامش :

(1) كتاب ( شخصيّات إسلامية ص: 546 ط دار الكتاب العربيّ ضمن موسوعة محمود العقّاد ج3 )

(2) البداية والنهاية 8 / 530

(3) البداية والنهاية 8 /535

(4) منهاج السنّة 6/150

(5) سير أعلام النبلاء 3 / 153

(6) منهاج السنة 4 / 445

(7) منهاج السنة 4/516- 517

(8) منهاج السنة 4 /516 - 517

(9) البداية والنهاية 8 /538

(10) كتاب المحتضرين برقم : 65

(11) البداية والنهاية 8 / 513 - 514 بتصرف

(12) منهاج السنة 4 / 506

(13) أحمد في المسند برقم 3600، والبيهقي في الاعتقاد صفحة 322، والآجري في الشريعة برقم 1144.

(14) منهاج السنة 6 / 247

(15) الحجّة في بيان المحجّة للأصبهاني برقم 364

(16) منهاج السنّة 4/471

(17) البداية والنهاية 8/521

(18) كتاب (الناهية عن طعن أمير المؤمنين معاوية ) صفحة : 40 وهو كتاب عظيم من أفضل ما ألف في هذا الباب كما ذكر ذلك العلاّمة عبد الله بن عقيل في تقديمه للكتاب

(19) البداية والنهاية 8 /522

(20) معرفة الصحابة ترجمة 2654

(21) منهاج السنة 6 / 247

(22) فتح الباري 6 / 125 - 126

(23) عدد : 16 / 12 / 2010 من جريدة الشروق الجزائرية

(24) عدد : 28 / 04/2009 من جريدة الشروق الجزائرية

(25) منهاج السنة 4/444

(26) البداية والنهاية 8/ 514

(27) الإستيعاب 677

(28) تاريخ خليفة ص : 123

(29) عدد: 10/10/2010 من جريدة الشروق الجزائرية

(30) كما في عدد 28 / 04/2009 من جريدة الشروق الجزائرية

(31) سير أعلام النبلاء ترجمة 25

(32) عدد : 15 /06 / 2011 من جريدة الشروق الجزائرية تحت عنوان : حزب الله في الدوامة

(33) البداية والنهاية 8/ 514

(34) عدد :20/ 09/ 2008 من جريدة الشروق الجزائرية تحت عنوان : الشيخ القرضاوي بين السنة والشيعة

(35) البداية والنهاية 8 /534 - 535

(36) الناهية ص: 42

(37) السنة للخلال برقم :664

(38) عدد : 22 / 12 / 2010 من جريدة الشروق الجزائرية تحت عنوان : ثنائية الرد الإسلاميعلى التحدي الحضاري سيد قطب ومالك بن نبي

(39) جريدة الجزائر عدد 30/05 / 2011

(40) سير أعلام النبلاء 3/ 150- 151

(41) الإستيعاب ص: 679 واستشهد بالقصّة كذلك شيخ الإسلام كما في المنهاج 4 / 385

(42) عدد 29 / 05 / 2011 من جريدة الجزائر

(43) تصدير كتاب الموسوي

(44) سوانح الأيام صفحة : 247

(45) البداية والنهاية 8 / 524

(46) نفس المصدر 8 / 526

(47) تاريخ دمشق 62/98



التعديل الأخير تم بواسطة أبو معاذ محمد مرابط ; 01 Aug 2011 الساعة 12:03 AM
  #2  
قديم 29 Jul 2011, 09:04 PM
أبو معاوية كمال الجزائري أبو معاوية كمال الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الدولة: الجزائر(قادرية- ولاية البويرة)
المشاركات: 513
افتراضي

أخي الحبيب ، الفاضل أبو معاذ وفقه الله إلى ما يحبه ويرضاه

أسأل الله أن يجزيكم بردكم هذا سكنى الفردوس ، وأن يرد عنكم كل سوء في دنياكم وآخراكم .
ولقد أحسنتَ صنعاً والله في مقالكم عبر تناولكم لموضوع الطعن في خال المؤمنين ، وكاتب الوحي معاوية رضي الله عنه ، حيث أصبح جل من أراد أن يتقيّأ علينا ـ عافاني الله وإياكم ـ حثالة فكره الثوري أو يحكي سوءة ميوله السياسي والحزبي أن يجعل الموضوع قنطرة توصل همس الكلِم واعوجاج القلَم .

والمتأمّل في طعونات القوم ـ أراح الله الأمة من فسادهم ـ يجدهم ينهلون من فكر سيدهم في التنظير لمبدأ الخروج بشقيه السياسي والعسكري ، في تناولهم لمسألة توريث الحكم والتعدي على حق الأمة السياسي في اختيار من يحكمها فلم يجدوا ما يثلبون به ديانة الرجل وعدالته سوى إخراج بعض حقدهم على بني أمية ومن ثم طعنوا في عثمان رضي الله عنه طعونات جلية وخفية ، ولا زال القوم في غيهم يعمهون .وأعجِب لأقنومهم حين تصدر لتفسير وحيٍ معاوية كاتبُه في مصرَ عمرو فاتحُه ولله في خلقه شؤون.
فالمدرسة الفكرية التي أخرجت ولا زالت هؤلاء وأمثالهم من أشباه المفكرين ورجال الأدب حين ذُبح الأدب ، مدرسة قديمة لبست لبوساً عصريا يتماشى مع مبادئ الديمقراطية وحقوق الدول والشعوب السياسية وزلل الأقلام ينبيك عن خفايا العقول والأفهام ، وما تخبؤه من شبه وأوهام.
والسهام التي صوّبت إلى كاتب الوحي رضي الله عنه هي في الحقيقة سهام إلى الحق الذي جاهد وأصحابُه رضوان الله عنهم في سبيل إعلاء رايته ونشر نوره وهو شيئ من ردهم لسبيل أولئك الأخيار في التعامل مع نصوص الوحي بأدب ووقار مفارقين سبيل المبغضين لها من أهل النفاق والكفار .
وليس غريباً أن ينبري أمثال من ذكرت للقدح في من يرونه قد قضى على بقايا أحلامهم السياسية الموهومة ، وليس غريباً أن يكتب عن معاوية رضي الله عنه " قوم التلفاز"، ومن للكذب والندامة قد حاز فله في مذكراته شطحات قد ترديه قتيلا بين أسطرها دون أن تفارقها على أيدي من أرضعه سوء الأدب مع أهل الأدب.

لكنّ غريباً محيّراً ذاك الذي تراه العين فتنكره من التقاء بعض من ينتسب إلى السنة مع القوم في مفترق الطريق ، تعاطفاً مع الأحباب في الفكرة ، و الأهل في الوهم والحيرة بما يشبه عشاق الكرة والفريق !.


أكرّر دعائي لأخي الفاضل محمد على ما كتب : جهاد دفع وطلب وغيرة وحسن أدب .

فجزاكم الباري على بياض في ساحة جهاد رسمتموه: بياض الوجوه يوم تبيض وجوه وتسود وجوه
.

التعديل الأخير تم بواسطة أبو معاوية كمال الجزائري ; 29 Jul 2011 الساعة 10:05 PM
  #3  
قديم 29 Jul 2011, 09:36 PM
مصطفى قالية
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

بارك الله فيك أخي أبا معاذ على هذا المقال القيم النافع.
وجزاك خيرا على هذا الجهد المبذول.
أسأل الله العظيم أن يجعله في ميزان حسناتك في يوم الدين، وأن يذب عن عرضك السوء. آمين.
  #4  
قديم 30 Jul 2011, 08:01 AM
حسن بوقليل
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

جزاك الله خيرا أبا معاذ على ما سطر قلمك.
وأرجو من الإدارة الموقرة أن تدفع المقال للطبع والنشر حتى يعم به النفع.
  #5  
قديم 30 Jul 2011, 10:57 AM
ابو عثمان هشام بن رابح الاثري ابو عثمان هشام بن رابح الاثري غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
المشاركات: 57
افتراضي السلام عليكم

بارك الله فيك أجدت وأصبت .
  #6  
قديم 30 Jul 2011, 03:27 PM
أبو حذيفة عبد القادر السيقي أبو حذيفة عبد القادر السيقي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 112
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن بوقليل مشاهدة المشاركة
جزاك الله خيرا أبا معاذ على ما سطر قلمك.
وأرجو من الإدارة الموقرة أن تدفع المقال للطبع والنشر حتى يعم به النفع.
وأنا مع أخي حسن في رجائه
  #7  
قديم 31 Jul 2011, 12:17 AM
محمد رحيل
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

بارك الله فيك أخانا أبا معاذ على هذا البيان السلفي القوي,أسأل الله أن يكتبك من المجاهدين الذابين عن حياض هذا الدين.
  #8  
قديم 31 Jul 2011, 05:12 AM
أبو زيد رياض الجزائري أبو زيد رياض الجزائري غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
الدولة: تنس
المشاركات: 221
افتراضي

جزاك الله خيرا و ذب عن وجهك النار
  #9  
قديم 31 Jul 2011, 11:49 PM
أبو الحارث وليد الجزائري أبو الحارث وليد الجزائري غير متواجد حالياً
وفقه الله وغفر له
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
الدولة: الجزائر
المشاركات: 473
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو الحارث وليد الجزائري
افتراضي

جزاكم الله خيرا أخي الفاضل أبا معاذ
قد كتبتم فأجدتم ونصحتم فأفدتم
فلله درّك
ذب الله عنك ورفع قدرك
  #10  
قديم 01 Aug 2011, 04:16 PM
أبو معاذ محمد مرابط
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

جزاكم الله خيرا أيها الأفاضل على كلماتكم الزكية

وبارك الله فيكم على هذا التجواب
  #11  
قديم 02 Aug 2011, 11:17 AM
هشام بقالم هشام بقالم غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
الدولة: الجزائر-الدار البيضاء
المشاركات: 20
افتراضي

بارك الله فيك أخي أبا معاذ على ما خطت يمينك و جعله في ميزان حسناتك



التعديل الأخير تم بواسطة أبو معاذ محمد مرابط ; 02 Aug 2011 الساعة 02:38 PM
  #12  
قديم 03 Aug 2011, 01:18 PM
مهدي بن الحسين
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

أخي محمّد...و رب الكعبة لا أجد ما أقوله سوى"اللهم اغفر لي و لأخي محمّدا و لجميع من يحب و يتولى الصحابي الجليل الملك الصالح أول ملوك الإسلام و أفضلهم على الإطلاق معاوية بن أبي سفيان-رضي الله عنهما-...آمين"،و صلّ اللهم و سلّم على سيد البشر العبد الرسول محمّد بن عبد الله

التعديل الأخير تم بواسطة مهدي بن الحسين ; 03 Aug 2011 الساعة 01:21 PM
  #13  
قديم 22 Aug 2011, 08:57 PM
أبو معاذ محمد مرابط
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

جزاكم الله خيرا

وهاهو الخبيث المجرم عمرو خالد يطعن في معاوية في محاضرته حول سيرة الحسن في ليالي رمضان

وكأن شيئا لم يحدث و الله المستعان
  #14  
قديم 16 Nov 2011, 11:04 PM
حاتم خضراوي حاتم خضراوي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2007
الدولة: بومرداس
المشاركات: 1,115
إرسال رسالة عبر Skype إلى حاتم خضراوي
افتراضي

جزاك الله خيرا أبا معاذ


ويرفع المقال في وجوه الشيعة الهاوية.
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013