الحديث الواحد والثاني والثالث والرابع والخامس بعد المائتين
وليتَّقِ سؤالَه عند الغضب:
201 - لما حدثني أحمد بن يحى بن زهير ، ثنا أبو كريب ، ثنا أبو أسامة، عن بريد، عن أبي بردة ، عن أبي موسى ، قال: سُئل النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن أشياءَ كرِهَها، فلما كثر عليه غضب ، ثم قال للناس : "سلوني عَمَّا شئتم"، فلما رأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه ما في وجه رسول اللّه صلى الله عليه وسلم من الغضب، قال : يا رسول اللّه! إنا نتوب إلى اللهّ عز وجل، رضينا باللّه ربًّا، وبك رسولا، فسُرِّيَ عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم غَضَبُه(1).
-----------------------------------
(1) أخرجه البخاري (92) [وكذلك في كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة باب ما يكره من كثرة السؤال وتكلف ما لا يعنيه] ومسلم (2360) من طريق أبي أسامة.
-----------------------------الحواشي-----------------------------
وقع عند جمعة (كرِهَها) ووقع عند اليعقوبي(فكرِهَها). وفي المخطوط فكرهها.
وقع عند جمعة (كثر) ووقع عند اليعقوبي(أُكثِر). وفي المخطوط أكثر.
وكذلك إذا رآه مشغول القلب، فَإِنَّ شُغْلَ القلب مَضَلة للفَهْم:
202 - كما أخبرنا أبو عبد الرحمن ، أنبا أحمد بن حفص ، حدثني أبي ، ثنا إبراهيم بن طهمان ، عن عباد بن إسحاق ، عن ابن أبي عتاب - يعني زيدا -، عن عبيد بن جريج -كذا قال -، عن عبداللُّه بن عمر، أنه قال : رأيتُ رسولَ اللّه صلى الله عليه وسلم على المنبر يخطُبُ الناسَ ، فخرج حسن بن علي في رقبته خرقة يجرها يعثر فيها، فسقط على وجهه ، فنزل رسولُ اللّه صلى الله عليه وسلم عن المنبر يُريده ، فلما رآه الناسُ أخذوا الصبيَّ فأتوه به، فحمله فقال : "قاتل الله الشيطانَ ، إن الولد فِتْنة ، واللّه ما علمتُ أني نزلتُ عن المنبر حتى أُتِيتُ به"(1).
-----------------------------------
(1) في الأصل: (إن للولد ...)، والتصويب من مصادر التخريج.
(2) أخرجه الطبراني في الكبير (42/3) من طريق أحمد بن حفص، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (155/8): رواه الطبراني [عن شيخه حسن، ولم ينسبه] عن عبد الله بن علي الجارودي ولم أعرفهما، وبقية رجاله ثقات، ، ووافقه الشيخ الألباني في الضعيفة (6266)، وقد علمت أن المصنف قد رواه عن النسائي، فهي متابعة قوية وإسناده حسن، أحمد بن حفص وأبوه صدوقان، كما في التقريب.
-----------------------------الحواشي-----------------------------
وقع عند جمعة (أنبا) ووقع عند اليعقوبي(أبنا).
وكذلك لا يسأله إذا اشتد فرحُه، لأنه يُغيِّر فَهْمَه:
203 - فقد أخبرنا أبو يعلى ، ثنا أبو خثيمة ، ئنا عمر بن يونس ، ثنا عكرمة بن عمار، ثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، حدثني أنس بن مالك ، قال : قال
رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "لله عز وجل أشدُّ فرحاَ بتوبة عبده حين يتوبُ إليه من أحدِكم كان على راحلته بأرض فَلاة فانفلتَتْ منه [و](1)عليها طعامُه وشرابُه ، فأَيِسَ منها ، فأتى شجرة فاضطجع في ظِلِّها قد يئس من راحلته ، وبينما هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده، فقام فأخذ بخِطامها، ثم قال: اللهم أنت عبدي وأنا ربك! أخطأ من شِدَّة الفرح "(2).
-----------------------------------
(1) سقط من الأصل، فاستدركته من مصدر التخريج.
(2) أخرجه مسلم (2747) من طريق عمر بن يونس، وله شواهد عن جمع من الصحابة.
وكذلك لا يسألُه أذا نالته عِلة تَغْلِبُ على عقلِه:
204 - فقد حدثني إسماعيل بن داود، ثنا عيسى بن حماد، ثنا الليث بن سعد، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، أنها قالت: سُحِر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حتى إنْ كان لَيُخَيلُ إليه أنه يفعلُ الشيءَ وما يفعلَه(1)،
-----------------------------------
(1) أخرجه البخاري (5766) من طريق هشام مطولا.
وكذلك لا يسألُه إن كان حاقنا:
205- لما أخبرنا أبو عبد الرحمن ، أنبا قتيبة بن سعيد، عن مالك ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، أن عبد الله بن الأرقم قال : سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول : "إذا وجد أحدُكم الغائطَ فليبدأْ به قبلَ الصلاة "(1).
-----------------------------------
(1) أخرجه مالك (49)، وعنه النسائي (852)، وكذا ابن ماجه (616)، وصححه ابن الملقن في البدر المنير (428/4)، والشيخ الألباني في صحيح السنن.
-----------------------------الحواشي-----------------------------
وقع عند جمعة (أنبا) ووقع عند اليعقوبي(أبنا).
رواه عن مالك:
الشافعي كما في الأم
و
عبد الله بن مسلمة القعنبي كما في التاريخ للفسوي والمسند للجوهري
و
عبد الله بن وهب كما في المشكل للطحاوي وابن المنذر في الأوسط
و
أحمد بن أبي بكر القرشي كما في صحيح ابن خزيمة
و
عبد الله بن الحكم كما في المعجم الكبير للطبراني
وغيرهم
وتابع مالك:
شعبة كما في الطبراني الكبير
و
سفيان الثوري كما في مصنف عبد الرزاق ومسند الحميدي ومعجم الطبراني الأوسط
و
سفيان بن عيينة كما في سنن ابن ماجه [وهنا تعلم عدم دقته في قوله وكذا ابن ماجه فهو لم يرويه من طريق مالك] وفي الآحاد والمثاني لابن أبي عاصم ومستخرج الطوسي ومستدرك الحاكم
و
يحيى بن سعيد القطان في مسند أحمد
و
أيوب السختياني كما في صحيح ابن خزيمة ومعجم الطبراني الكبير
و
معمر كما في مصنف عبد الرزاق ومعجم الطبراني الكبير
و
عيسى بن يونس في مشكل الآثار للطحاوي
و
زائدة بن قدامة في معجم الطبراني الكبير
و
حماد بن أسامة في صحيح ابن خزيمة
و
وكيع كما في تاريخ ابن أبي خيثمة السفر الثاني
و
حماد بن زيد كما في صحيح بن خزيمة ومعجم الطبراني الكبير
هؤلاء كلهم ثقات أثبات ومنهم جبال في الحفظ
وغيرهم من الثقات مما يطول ذكره
وقال الترمذي وفي الباب عن
عائشة [رواه مسلم وأبي داود وأحمد وإسحاق وابن أبي يعلى في مسندهم وابن خزيمة وابت حبان في صحيحيهما والحاكم في المستدرك وأبي عوانة وأبي نعيم في مستخرجيهما وابن أبي شيبة في مصنفه وغيرهم]
وأبي هريرة [ رواه أبو داود ابن ماجه، وأحمد وإسحاق في مسنديهما، ابن خزيمة وابن حبان في صحيحهما، وابن الأعرابي في معجمه وغيرهم]
وثوبان [رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وأحمد والطبراني في مسند الشاميين وغيرهم]
وأبي أمامة [ابن ماجه وأحمد وابن أبي شيبة والطبراني في الكبيبر وغيرهم]،
وقال الترمذي حديث عبد الله بن الأرقم حديث حسن صحيح، هكذا روى مالك بن أنس ويحيى بن سعيد القطان وغير واحد من الحفاظ، عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الأرقم، وروى وهيب [أخرجه ابن أبي خيثمة في تاريخه والبخاري في الأوسط] وغيره [كأنس بن عياض الليثي عند البخاري في التاريخ الأوسط، وشعيب بن إسحاق وابن جريج]، عن هشام بن عروة عن أبيه عن رجل عن عبد الله بن الأرقم.
وصحح الحديث البغوي في شرح السنة والخليلي في الإرشاد ...
|