.. تابع
الحمد لله وبعد: فهذا هو الرد الثاني على سلطان بركاني بعدما نشر حلقته الثانية من مقاله: «الفتنة المدخلية وثلث قرن من الكيد والمكر» وقد نشره على جريدة الشروق بتاريخ: «14 /08/2024».
وقبل الشروع في بيان مجازفات الرجل أنبّه إلى أمرين:
الأول: أن سلطان وأضرابه متخصّصون في سدّ الفراغ! فهم على دراية تامّة بأنّ المشايخ والطلبة قد شغلتهم الدعوة إلى الله عن قراءة هرائهم، لهذا تجد سلطان مثلا وهو صاحب المستوى العلمي الأكاديمي يستعرض عضلاته الهزيلة على شباب الفيس بوك لكن بمجرد أن يُدعى إلى النزال بالحجة يصير أصما أبكما! فقد كنت على يقين بأنّ الرجل لن يتكلم ببنت شفة لأنّه تعمد المغالطة وتقصد مخالفة الحق، لهذا ما كتبت ردي عليه إلا لإفادة الناس وتنبيه المغرّر بهم.
الثاني: كميّة التحريف والتلبيس التي ظهرت في مقالات سلطان جعلتني أفكر بحيرة كبيرة في أصحاب جريدة الشروق! كيف سمحوا بمثل هذه الكتابات الخطيرة وفيها ما هو متعلق بالأمن والفتن والتهجّم على شريحة كبيرة من الجزائريين! وكيف أجازوا لأنفسهم أخذ الأموال عن طريق هذه المقالات الظالمة الخالية من العلم والإنصاف! لكن عندما استحضرت وظيفة الإعلام في عصرنا زالت عني الحيرة، ولن أجد للقارئ أفضل من كلام سلطان بركاني حول فساد الإعلام! يقول في مقاله: «أئمة المساجد وعصبة الإفك 03/06/2024 الشروق»:
«كان من الطبيعيّ أن يكون العلماء والدّعاة وأئمّة المساجد هم الهدف الأوّل لهذه الوسائل الإعلاميّة، لأنّ من ذُكروا هم صفوة الأمّة الذين يثير الكلام فيهم انتباه مختلف شرائح المجتمع، لا يهمّ أن يكون الكلام المثار حولهم صادقا أو كاذبا، المهمّ بالنّسبة لهذه الطينة من وسائل الإعلام هو الإثارة والجدل الذي تثيره العناوين الغريبة! حالها كحال ذلك الرجل الذي بال ذات زمن في بئر زمزم، فلمّا أحيط به وسئل عن فعلته، أجاب قائلا: أردت أن يذكرني النّاس».
هدية ثمينة: بقراءة منصفة لكثير من مقالات سلطان يتأكد القارئ المنصف بأنّ الرجل خصم عنيد وليس طرفا محايدا، فأكثر كلامه عن المجاهدين والجهاد وهذا غالبا ما يضفي على منشوراته تلك النبرة الهائجة المندفعة البعيدة عن التعقل والعدل، وهذا هو حال أكثر خصوم السلفيين! ولقائل أنْ يقول: هل فعلا يوجد خصوم للمداخلة ولماذا في كل مرّة تفسرون قصد المتكلم وتقولون بأن السلفي هو نفسه المدخلي في حديثهم! وهنا أجيب السائل بكلام سلطان نفسه فهو من أخبرنا قديما عن خصوم المداخلة وانتقد ظلمهم وصرّح وهو لا يشعر بأنّ المداخلة هم السلفيون! فقد قال في مقاله: «السلفية المدخلية 15/08/2016 الشروق»:
«خصوم السلفية المدخليّة ليسوا سواءً؛ فمنهم من يخاصمها إحقاقا للحقّ ونصرة للدّين، ولا تدفعه خصومته إلى إنكار ما معها من الحقّ والخير، ومنهم من يخاصمها نصرة لمذهب أو جماعة أو حزب، فيمنعه تعصّبُه الإنصافَ في الحكم عليها،ومنهم من يخاصمها خدمة لمشاريع مشبوهة، تريد أن تجد لها موطئ قدم في بعض بلاد الإسلام، وتسعى جهدَها لإسقاط السلفية التي تحُول بينها وبين تحقيق أهدافها، ويأتي على رأس هذه المشاريع المشروعُ الشّيعيّ الصّفويّ الذي أدرك منظّروه أنّ السّلفيين بمختلف طوائفهم هم أكثر المسلمين تحمّسا للدّفاع عن سلف هذه الأمّة من الصّحابة والتّابعين والأئمّة العاملين، وأكثرهم إنكارا للعقائد الباطنية والقبورية التي تشكّل حجر الأساس أدبيا وماليا في هذا المشروع، كما أنّهم أيضا من أكثر طوائف المسلمين معرفة بعقائد الشّيعة واطّلاعًا على مصادرهم».
قلت: قد تبيّن الآن من خلال تقرير سلطان بأنّ السلفيين هم من يلقبون اليوم بالمداخلة وظهر كذلك من كلام بركاني بأن طوائف خطيرة تخصّصت في مهاجمة السلفيين والسبب أنهّم وقفوا في وجهها وهي شهادة عزيزة من سلطان الأمس نهديها لسلطان اليوم وأرجو ألا يرد الهديّة! وأدعوه في هذا المقام إلى مراجعة نفسه والتخلّي عن العواطف فهي من جففت محبرة عدله، وكسرت قلم إنصافه.
مواساة وتطمين: قبل أن أزعج القرّاء بتخليط سلطان وثرثرته في قضايا سياسية كبيرة أجدني مضطرا لتهدئة القلوب بكلام لأحد شيوخ سلطان وهو محمد الغزالي حيث تكلم عن حقيقة عبث الدعاة بقضايا السياسة، وقبل نقل كلامه أنقل كلاما لسلطان يعرف منه القارئ منزلة الغزالي عند كاتبنا، هذا من جهة ومن جهة أخرى ليفهم مشرب الرجل ومصدر إلهامه فكيف لا يكون من هذا حاله عدوا للسلفيين! يقول سلطان في مقاله: «حين تخلّى الدعاة عن رسالة الشيخ الغزالي 08/01/2024 الشروق»:
«في سنوات مضت، كنّا نقرأ للشّيخ محمّد الغزالي -رحمه الله- فنستمتع بأسلوبه الأدبي، وترقى هممنا برقي خطابه الدّعويّ الذي يعالج قضايا الأمّة الكبرى، بمنهج راسخ رصين، يشير بوضوح ومن دون مواربة إلى مواطن الدّاء، ويسرد أسبابه، ثمّ يشخّص العلاج النّاجع».
قلت: بعد الوقوف على تبجيل سلطان للغزالي أنقل له كلام شيخه فلعلّ الله يفتح على قلبه ويضع حدّا لعبثه تأسيّا بأستاذه! يقول الغزالي في كتابه «من معالم الحق ص:194»:
«عندما قامت الحرب العالمية الثانية أَعطيتُ نفسي حقّ الباحث المدقّق في أسبابها ونتائجها ونهاياتها، وتنبّأتُ بمصير أسوَد لحضارة الغرب ونظمه، كما تنبّأتُ بمستقبل لبلدان الشرق الإسلامي المتعب، وجلست أنتظر من الأيّام أن تصدّق ظنوني، فإذا الأيام تتكشّف عن نقائص مزعجة، وإذا بي أجد أنّ آرائي كلّها أو أكثرها خطأ في خطأ، ولم تُجدِ فلسفتي الفارغة شيئا في تغيير الواقع».
قلت: ها هو الغزالي -قدوة سلطان- يعترف بالحقيقة ويصف حاله قائلا:
«فلسفتي الفارغة»! فهل سيتواضع سلطان ويتخلّى عن فلسفته المستوحاة من فلسفة شيوخه الفارغة، ويترك ثرثرته لا سيما في الفيس بوك ويبتعد عن التخليط في قضايا الأمة وأحداث السياسة؟! تواضع يا رجل فلست في مقام شيخك!
قال بركاني: «في بداية التسعينات من القرن الماضي، تمّ استدراج العراق لدخول الكويت، فكان ما كان، ووجدت أمريكا وحلفاؤها الذّريعة السّانحة لدخول الخليج ونصب قواعد لها في أرض المسلمين قريبا من اليهود، لحمايتهم، نصب الغرب قواعده العسكرية واحتلّ أرض المسلمين بطريقة غير مباشرة، وقال لليهود: «نحن هنا، ولن نبرح أماكننا» وهكذا دفعت الأمّة فاتورة تهوّر صدّام وغفلة غيره باهظة».
قلت: المؤرخ الكبير بركاني وكأنه على مائدة إفطار يمدّ يده ليختار من أطباق الطعام ما تشتهيه نفسه! فقد اختار للقارئ حقبة زمنية وجعلها بداية نشأة فرقته الوهمية «المداخلة»! هكذا من غير إحالة إلى مصدر موثوق أو على الأقل إسناد الكلام إلى أحد شيوخه، فكاتبنا لم يكن يومها راشدا بل يقينا لم يبلغ العشرين سنة في أفضل أحواله، وهذا ما يؤكد لنا ورطة هؤلاء مع المصادر سواء كتب التاريخ أو كتب الفرق والنحل، وحتى شيوخهم القدامى لم يجدوا في كلامهم ما يسعفهم في تعزيز كلامهم عن المداخلة بخلاف الكلام عن الخوارج والإخوان والصوفية والرافضة، فصغار المسلمين بإمكانهم الحصول على كتب ودروس فيها بيان أصول هذه الفرق وأسماء شيوخها والإحالات الموثوقة لأقوال منظّري الطوائف، فهذا أصل عند الإخوان قال به حسن البنا في كتاب كذا، وهذه عقيدة الروافض نقل الإجماع آيتهم فلان في كتابه كذا، وهذا قول القاعدة أو الدواعش صرّح به زعيمهم في فيديو كذا، نعم هذا كله حُرِم منه المتطاولون على المداخلة، فكلّ كلامهم طعونات مجردة خاوية، وفي أحسن أحوالهم يناقشون زلّة صدرت من فرد واحد حتى لو كان شابا جاهلا مجهولا في الفيس بوك، ثم يجعلونه أصلا ومنهجا يشنعون به على الشيخ الإمام ربيع المدخلي.
مفاجأة كبيرة وخبر صادم: قد يتعجب القارئ حين أخبره بأن سلطان بركاني الذي يقضي أوقاته في محاولات يائسة لإقناع النّاس بأنّ هناك طائفة اسمها
«المداخلة» هو نفسه ومن نفس المنبر الذي يكتب فيه الآن قد صرّح مختارا لا مكرها في وقت سابق بأنّ المداخلة ليسوا طائفة! لا تستغرب أخي القارئ وخذ كلامه: فقد قال في مقاله: «السلفية المدخلية 15/08/2016 الشروق»:
«السّلفية المدخلية ليست طائفة مارقة ولا جماعة ضالّة منحرفة كما يروّج بعض خصومها، وهي في المقابل على خلاف ما يزعم أتباعها ليست جماعة معصومة، والحقّ لا ينحصر في أدبياتها ولا بين منظّريها وعلمائها، وأتباعُها بينهم العالم والمتعلّم والجاهل، وبينهم المحسن والظّالم لنفسه، أصابت الحقّ في كثير من القضايا والمسائل والمواقف، وحادت عن الصّواب ومالت إلى الغلوّ في مسائل منهجية وعلمية وعملية كثيرة، اعتمدت فيها على أقوال شاذّة أو اختيارات مرجوحة أو مواقف فردية لا يصحّ أن تتّخذ منهجا».
قلت: كل هذا التهويل يا سلطان وفي آخر المطاف نقبض عليك وأنت تقرر بأنّ المداخلة ليسوا طائفة؟! فلماذا تترجم لهم اليوم وتتكلّف الحديث عن تاريخ نشأتهم؟! وحتى في توصيفك لحالهم فأنت لم تخرج عن توصيف عموم المسلمين فهم كذلك كما تحدثت عن المداخلة فيهم الجاهل والعالم والمتعلم وبينهم المحسن والظالم لنفسه! وكثير من المسلمين حادوا عن الصواب ومالوا إلى الغلو ووقعوا في الشذوذ! فلماذا التخصيص؟!
بكل صراحة: في هذا الموضع من مقالي فكرت وقلت في نفسي: مجرد هذا النقل عن سلطان سيكفيني قطعا ويعفيني من مواصلة الرد عليه لأنّ كل ما هو آتٍ متفرع عن هذه المسألة! فإذا كانت هذه الطائفة وهمية لا وجود لها فلماذا أستمر في نقد الرجل وأضيّع وقتي في قراءة قصة خيالية تتحدث عن نشأة طائفة لا وجود لها بشهادة منتج المسرحية! لكن استقر الرأي على المواصلة خدمة للقارئين.
صفعة مباغتة: عندما تقرأ لسلطان وهو يقول «في بداية التسعينات» يُخيّل إليك بأنّ الفتنة ما عُرفت إلاّ في تلك المرحلة، ويظن الغافل حينها بأنّ النّوازل ما وقعت إلا في تلك الحقبة! سلطان بصنيعه هذا يريد إقناع القارئ بأن الفتنة بدأها الشيخ ربيع في ذلك الوقت بتأليفه ذاك الكتاب! وعليه: هل يأذن لي سلطان بأن أفاجئ الجزائريين بحقيقة صادمة لها علاقة وطيدة بالجماعات وعملهم في تلك السنوات؟! اطمئن يا سلطان فلن أسافر بالقرّاء إلى العراق ولن أقحمهم في قضايا الدول وشؤونهم الخاصة، بل سأقطع معهم رحلة قصيرة على أرض الوطن وأطلعهم على قنبلة مدمّرة طالما بركَ عليها خصوم السلفيين لاسيما الإخوان وهي الجماعة الأمّ لأكثر كتّابنا فأكثرهم يميلون إلى هذه الجماعة لكن قليل منهم فقط من يصرح بانتمائه!
أخي الجزائري: هل تعلم بأنّ قيادات من جماعة الإخوان في الجزائر خطّطت لاغتيال الرئيس السابق هواري بومدين رحمه الله؟! أكيد لا تعلم ذلك! لأن سلطان وجماعته اتخذوا عهدا على أنفسهم بأن يُضلوا القرّاء ويحرفوا لهم تاريخ أمّتهم!
فقد اعترف القيادي الإخواني البارز بوجمعة عياد في مذكراته المطبوعة، وصرّح كذلك في حواره مع
محمد يعقوبي على
«قناة الشروق» ضمن برنامجه
«الحلقة المفقودة» بتاريخ:
«30/10/2013» وشهد بأنّه خطط لاغتيال الرئيس الراحل هواري بومدين وأكّد بأنّ محفوظ نحناح كان على دراية بالتخطيط! وشهد أمام الخلق بأنّهم كانوا وراء عملية تخريب أعمدة الكهرباء سنة 1976!
هذا ما وقع في السبعينات أما الثمانينات فقد وقعت نازلة عظيمة
حيث شهدت الجزائر أوّل عمل مسلح بقيادة مصطفى بويعلي وكان وراء عملية كبيرة بمنطقة الصومعة سنة 1986 حيث استولى على كميّة كبيرة من السلاح! فيا سلطان لماذا تركت كل هذا وذهبت بنا إلى العراق؟! لماذا حدثتنا عن قصص المداخلة الخيالية وحرمتنا من قصص الإخوان والجماعات الثابتة؟! أليس هذا من كتمان الحق؟! ألا تُعتبر فعلتك هذه خيانة قبيحة للقراء والمتابعين؟!
اسمع مني: والله يا سلطان ما أكتبه لك هو قليل من كثير! وإنّي يعلم الله أدفع بالأسهل فالأسهل، وأنتظر بشغف كبير استفاقتكم وتوبتكم حتى لا أدفع لبيان حقائق أخرى أكثر خطورة مما ذكرته، وحتى في كتاباتكم أنقل أخف ما أجده فيها من أفكار وعقائد ومواقف! وأتغافل عن أشياء خطيرة رحمة بكم! فأرجو من أعماق قلبي أن تتركوا موضوع السلفيين والمداخلة، وأن تكفوا ألسنتكم وأقلامكم عن الإمام ربيع المدخلي –حفظه الله- فإن أبيتم إلاّ المواصلة فأبشركم بأنني مستعد لكم بإذن الله.
قال بركاني: «حتّى تبرّر هذه النّكسة باسم الدّين، ألف الشيخ ربيع بن هادي المدخلي شيخ هذه الطائفة كتابا يبرّر فيه الاستعانة بالأمريكان ضدّ العراق المسلم، عنوانه «صدّ عدوان الملحدين، وحكم الاستعانة على قتالهم بغير المسلمين» ولك أن تلحظ أنّه وصف صدّام ومن معه بـ«الملحدين»، ووصف الأمريكان ومن معه بـ«غير المسلمين» ولم يصفهم بالكفار ولا المشركين، كان ذلك أواخر سبتمبر من العام 1990م هذا الكتاب اعتبر بمثابة «القول الفصل» الذي يعرض نازلة الاستعانة بأنّها مسألة قد حسم فيها الجدل، وصكٍّ أخضرَ للتنكيل بالعلماء الذين خالفوا فيها وحذّروا من المخطّط الأمريكيّ».
قلت: تعقيبا على هذه الفقرة العجيبة أسجّل الملاحظات التالية:
أولا: ما هو السبب الحقيقي الذي جعل سلطان يقرّر بأن ظهور هذه الطائفة كان في حرب الخليج وتحديدا سنة 1990؟! هل كان الشيخ ربيع المدخلي قبلها على الجادة؟! وما هي الأفكار والعقائد والأصول التي أعلنها الشيخ في تلك السنة؟!
ثانيا: إذا كان تأليف الشيخ لكتابه صد عدوان الملحدين هو نقطة الانطلاقة فلماذا تدلّس على القارئ أيها الباحث الأكاديمي وتخفي عنه فتاوى أئمة كبار قالوا بنفس قول الشيخ؟! لماذا لا تخبر الناس
بأنّ الإمام ابن باز رحمه الله بتاريخ «31/01/1991» أجاز الاستعانة بالكفار وقال في فتواه المشهورة كما في «مجموع فتاويه 6/107»:
«لهذا درست هيئة كبار العلماء هذا الحادث، وتأملوه من جميع الوجوه وقرروا أنه لا حرج فيما فعلت الدولة من هذا الاستنصار للضرورة إليه وشدة الحاجة إلى إعانتهم للمسلمين، وللخطر العظيم الذي يهدد البلاد لو استمر هذا الظالم في غشمه واجتياحه للبلاد، وربما ساعده قوم آخرون وتمالأوا معه على الباطل».
ثالثا: تدندنون كثيرا حول كتاب العلامة ربيع وتكتفون فقط إضلالا للناس بنشر صورة غلاف الكتاب والتعليق عليه بعناوين كاذبة مغرضة، وهاكم جوابا يستأصل -بإذن الله- كذبتكم هذه ويقتلعها من جذورها:
1- تشنّعون على الإمام ربيع المدخلي تكفيره لصدام وحكمه عليه بالإلحاد لكنّكم تكذبون على متابعيكم ولا تنقلون الحقيقة كما هي! لأنّ كثيرا من العلماء حكموا على صدام بمثل ما حكم الشيخ وعلى رأسهم الإمام ابن باز $ والذي بدوره حكم على الرجل بالإلحاد مثل ما فعل الشيخ ربيع! يقول رحمه الله في «مجموع فتاويه 18/330»:
«ففي هذه الفتنة معلوم أن حاكم العراق ظالم معتد على دولة آمنة مسلمة، بغى عليها واعتدى ظلما وعدوانا، وهو بعثي ملحد».
قلت: يا سلطان ألا تستشعر هول وقوفك بين يدي الله؟! ألا تستحضر مشهد الحساب يوم القيامة؟! كيف أجزت لنفسك هذه الخديعة وكيف سمحت لك نفسك أن تخدع القارئ؟! فأنت تعرف حق المعرفة مكانة الإمام ابن باز $ في قلوب المسلمين لهذا أخفيت اسمه حتى لا ينتفض عليك المسلمون، وقدّمت الشيخ ربيعا لسفهاء الأمة لينالوا من عرضه وأظهرت الشيخ وكأنه تفرّد بالرد على صدام وتكفيره، وكأنه شذّ عن الأئمة فأجاز الاستعانة بغير المسلمين والحقيقة على خلاف ذلك، ولا داعي لنقل كلام باقي الأئمة كالعثيمين رحمه الله ممّن قالوا بنفس قول الشيخ، لأن ذكر موقف ابن باز وما أدراك ما ابن باز يكفي العقلاء!
2- تتقصد مخادعة القارئ يا سلطان وتخفي عنه حقيقة جنسية الكاتب! حتى لا يستشعر الغافل بأن الكاتب سعودي يكتب دفاعا عن وطنه ونصرة لبلاده، وكتابه لم يصدر إلا بعد إذن وليّ أمره فقد جاء في صفحة الكتاب الأولى:
«صدر الإذن بطبع هذه الرسالة من المديرية العامة للمطبوعات بوزارة الإعلام برقم 223/م وتاريخ 3/3/1411»، وقد تكفلت كذلك الجامعة الإسلامية بطباعته ونشره.
3- وهنا لفتة مهمة لها الأثر الكبير في موضوعنا: وهو أن العلماء يوم أن تكلموا في صدام لم يكن حينذاك على ما عرفه الناس بعد بداية الحرب، لأنه بمجرد أن وقع الهجوم عليه أضاف كلمة الله أكبر في العَلَم وظهر مصليا مكبرا على شاشات التلفزيون لاسيما بعد سقوط بغداد وبعد اعتقاله ثم إعدامه ويومها كثير من المتتبعين رجحوا توبته من البعث، ونطقه بالشهادة عند إعدامه اعتبره الكثير قرينة على تغير حاله إلى ما هو أحسن، من أجل هذا لم يمنع بعض علماء المملكة كالإمام المحدث أحمد النجمي الترحم عليه! فجماعة سلطاني خادعت كما هي عادتها جمهور القراء فأوهمت الناس بأن نسخة صدام القديمة البعثية الطاغية هي نفسها نسخة صدام الأخيرة التي تعاطف معها الجمهور!
4- قوة السلفيين في الاحتجاج هي أكثر ما يعاني منه خصومهم، لذلك لا تجد -إلا نادرا- من يناقش فتاوى ومواقف السلفيين بالحجة وبنفسٍ هادئة وبطريقة علمية، لأن فاقد الشيء لا يعطيه! وقضيتنا هذه أفضل ما نمثل به فدائما يذكرون كتاب العلامة ربيع المدخلي وينقلون صورة غلافه كما أسلفت لكن لا تجد فيهم جريئا يقدم على مناقشة الشيخ في مضمون الكتاب مناقشة علمية! وفعلتهم هذه مقصودة لأنهم من أجهل الخلق بالشريعة بعدما أفنوا شبابهم في تتبع قصاصات الجرائد وشاشات التلفاز، وقطعوا أوقاتهم في الخوض في السياسية أمّا العلم الشرعي فهم غرباء عنه لهذا تجد بضاعتهم في الفقه كاسدة مزجاة! فكيف لمثل هؤلاء أن يناقشوا عالما مثل الشيخ ربيع قارب المائة سنة ونال الدكتوراه قبل أن يولدوا وربما قبل أن يولد آباؤهم؟!
المثال أمامكم: فقد استهلّ الإمام ربيع المدخلي كتابه ببيان عقيدة البعث ليثبتَ صحّة ما ذكره عن صدام في العنوان، فقال في أوّل فصل من فصول كتابه «صفحة:5»:
«عقيدة حزب البعث وأعماله» ثم قال:
«وكفى هذا الحزب الملحد خزيا إنّ إمامه ومربيه ومؤسسّه ملحد زنديق ينتمي إلى النصرانية ألا وهو ميشيل عفلق الذي ربّى حزبه على الكفر والإلحاد.. وأحبّ أن أسوق نصوصا من عبارات عدو الله صدّام» ثم شرع –حفظه الله- في نقل كلام صدام ومنه قوله عن نفسه «صفحة:8»:
«لولا الأستاذ ميشيل عفلق لما وصل صدام حسين إلى هذا المكان» ثم نقل عنه أيضا «صفحة:8»:
«بأية روحية صنعنا الثورة وبأية روحية ناضل البعثيون؟ وضحّوا تحت لواء أي عقيدة؟ بروح البعث وروحية البعث وأن مؤسس البعث هو الأستاذ ميشيل لذلك يجب أن نحترمه»! وكما هي طريقة الإمام ربيع فقد أحال إلى مصدر كلام صدام وهو كتاب
«البعث والثورة»! وفي أثناء كتابتي لهذه الفقرة حمّلت كتاب صدام ورجعت إلى الصفحة كما ذكرها الشيخ فوجدت الشيخ نقل الكلام بحروفه! نعم هذا هو الإمام وهذه هي أمانته!
5- صُناع هذه التهمة يصرون على المكر بالقرّاء والمستمعين، فلا تجد واحدا منهم يصدع بحقيقة القضية وأنها مسألة علمية وقع فيها الخلاف من قديم الأزمان فتنازع فيها الفقهاء وحتى في عصرنا هذا وفي نفس النازلة اختلف العلماء وعارض الألباني فتوى ابن باز وبقي الأمر في نطاقه العلمي، فسلطان ومن دار في فلكه يتحرون التلبيس فأظهروا كتاب الشيخ ربيع المدخلي وكأنه أُلِّف لسبّ وتكفير صدام مع أنه كتاب علمي حشد فيه الشيخ أدلته وحججه في جواز الاستعانة وممّا قال ونقل كما في
«صفحة:19-20 بتصرف»:
«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو إلى الله في حماية عمّه أبي طالب ولمّا اشتدّ أذى قريش على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد موت أبي طالب وخديجة رضي الله عنها ونالت قريش من رسول الله صلى الله عليه وسلم مالم تكن تناله منه في حياة أبي طالب ذهب إلى الطائف وهم مشركون يلتمس النصرة من ثقيف ويطلب المنعة بهم ورجاء أن يقبلوا ما جاء به من الله عز وجل».
قلت: إضافة إلى هذه النصوص فقد نقل الإمام ربيع أقوال الأئمة ومن ذلك كما في
«صفحة:46-51»:
«قال الشوكاني: ومما يدل على جواز الاستعانة بالمشركين أن قزمان خرج مع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهو مشرك.. وقال الإمام ابن القيم رحمه الله وهو يعدد فوائد غزوة حنين: ومنها أنّ للإمام أن يستعير سلاح المشركين وعدّتهم لقتال عدوه»، ومن أعظم فصول الكتاب وأفيدِها كما في
«صفحة:51» فصل:
«مذهب الأئمة في حكم الاستعانة بالمشركين» ظهر فيه عدل الشيخ وإنصافه حيث ساق أقوال المذاهب الأربعة ورجّح منها ما وافق الدليل الصحيح فأين هو سلطان من كل هذا؟! فالكتاب من أوّله إلى آخره نقولات علمية أكثرها أخبار نبوية يتيقّن بها القارئ ويدرك وهو يتصفح الكتاب بأنه ينهل من كتاب فقه.
6- أما قول سلطان:
«ولك أن تلحظ أنّه وصف صدّام ومن معه بـ«الملحدين»، ووصف الأمريكان ومن معه بـ«غير المسلمين» ولم يصفهم بالكفار ولا المشركين»!
فجوابه: أن الشيخ تكلم عن مناط الحكم وهو الاستعانة بمن ليسوا مسلمين سواء كانوا من الهندوس أو الوثنيين أو المشركين أو الملحدين! أما غمزك القبيح في الشيخ وزعمك بأنه شدد على صدام المسلم وليّن القول مع الكفار فالله حسيبك على هذا الظلم المتعمد! لن أذكر لك أقوال الفقهاء وإنما أنقل لك كلام شيخك القرضاوي والذي عبّر فيه بنفس تعبير الشيخ حيث جعل فصلا في كتابه
«فقه الجهاد ص:723» تحت عنوان:
«الاستعانة بغير المسلمين في الجهاد».
7- وبها أختم الحديث عن الكتاب: وهي نوع الفتوى وظرفها فهي فتوى ضرورة لا فتوى اختيار! فقد وجدت دولة مسلمة نفسها في مواجهة غزو حقيقي فاضطرت إلى الاستعانة بقوة تفوق قوة المعتدي! لهذا ذكر العلامة العثيمين رحمه الله في فتواه بأن شرط جواز الاستعانة بالمشركين أن يكون عند الحاجة ناهيك عن شروط أخرى! قال رحمه الله في «تفسير سورة آل عمران»:
«لهذا لا يجوز أن نستعين بكافر إذا لم يكن هناك حاجة، ولا نستعين إذا كنا لا نأمنه، لا نأمنه على أسرارنا، أن نخشى أن يخذلنا عند القتال».
قلت: فحال سلطان وجماعته مع الشيخ كحال رجل اضطر لأكل الخنزير حتّى لا يموت، وبعد مرور السنين عيّره الناس بما وقع فيه واتّهموه بأكل الحرام!
وبعد حديثنا عن كتاب الشيخ ربيع المدخلي –حفظه الله- لا بأس أن نعرّج قليلا على حرب الخليج وننظر في شيء من حقائقها، والتي منها:
الحقيقة الأولى: حرب الخليج سبقها غزو العراق للكويت وهو بلد مسلم شقيق وهي سابقة خطيرة، ولو لا أنّ الله سلم لكانت الكويت محتلة إلى يومنا هذا! والأمر المحزن هو أن الجماعات ومنها الإخوان أسهموا إسهاما كبيرا في التهوين من هذا الغزو ويكفي من ذلك أنهم لا يتطرقون إليه في كتاباتهم منذ ذلك الوقت وإلى يوم الناس هذا، فلا غرابة أن نجد الناشئة وأصحاب الغفلة والجهل يدندنون حول ضرب العراق والاستعانة بالكفار ويتجاهلون جريمة احتلال الكويت!
بالله عليكم فكروا جيدا: كيف استطاع حاكم عربي أن يفكر في غزو بلاد عربية مسلمة؟! والعجيب أن هذه الجريمة التي استنكرتها كل دول العالم وكل الشعوب ومنها الجزائر وبسببها قتل المسلمون في الكويت وعذبوا وانتهكت أعراضهم يأتي سلطان ويمر عليها مرور الكرام بقوله:
«في بداية التسعينات من القرن الماضي، تمّ استدراج العراق لدخول الكويت، فكان ما كان، ووجدت أمريكا وحلفاؤها الذّريعة السّانحة لدخول الخليج»، تأمل أخي القارئ في كلامه فهو أولا يعتذر للظالم الغازي ويزعم بأنه استدرج لدخول الكويت! هكذا دخول وليس غزو! وكأنه لم يقرأ شيئا عن مساعي دول العالم خصوصا الدول العربية وجهود الجميع في نصح صدام ونهيه عن الإقدام على هذا الفعل الشنيع! وتأمل كيف اعتبر بركاني فعلة صدام تهوّرا مع أنّه يدرك جيدا بأن التهور يطلق على تهور الرضيع عندما يخطف الطعام بيده! أما اختطاف دولة كاملة فهي جريمة شنعاء! واعجب من بركاني كيف اختصر فصول المأساة قائلا:
«فكان ما كان» استعجالا منه ليصل بسرعة إلى محطة تشتهيها نفسه! فمن أجل الطعن في العلامة ربيع المدخلي تنازل عن الكويت حكومة وشعبا وقفز سريعا للحديث عن ضرب العراق!
الحقيقة الثانية: أنّ أي حاكم عنده غيرة على بلاده سينتفض لا محالة إذا ما تجرأ حاكم آخر على غزو بلد مجاور له لاسيما إذا كان أقوى منه! فهل ستسكت أيها العاقل وأنت تشاهد السارق يدخل بيت جارك الذي ليس بينك وبينه إلا جدار؟! هذه في البيوت وما بالكم بالأوطان الغالية! لذلك صدّرت هيئة كبار العلماء بيانها بقولها:
«فإنّه لم يغب عن علم هيئة كبار العلماء، وغيرهم، في المملكة العربية السعودية، ما حدث على حدودها، من حشود كبيرة، وعدوان على دولة مجاورة من دولة العراق»! وهنا أذكر ببعض الموقعين على البيان وهم المشايخ الأعلام:
العثيمين، صالح اللحيدان، عبد الرزاق عفيفي، صالح الفوزان، عبد الله الغديان، عبد الله البسّام وغيرهم! فلماذا لا تذكرهم يا سلطان لاسيما والبيان نشر قبل تأليف الإمام ربيع لكتابه بـشهرين!
وإعانة مني لسلطان على التراجع والتوبة: أنقل له شهادة شيخه القرضاوي على تهديد صدام للسعودية كما في كتابه «فقه الجهاد ص:732» حيث قال:
«بل ازداد عتوًّا وأصبح يهدّد المملكة العربية السعودية»! بدون تعليق!
الحاصل: الذي قامت به السعودية أجزم بأن كل دول العالم ستقوم به بما أتيح لها من قوة! فالجيش العراقي يومها كان أقوى من الجيش السعودي وأكثر منه تجربة بحكم حربه مع إيران التي دامت أكثر من سبع سنوات! أقول هذا وأنا أتجنب قصدا الحديث عن خفايا السياسة وما قيل عن مشروع صدام يومها في احتلال كل دول الخليج لأن هذا الباب لا يفيدنا كثيرا، فغرضي هو تسهيل فهم القضية على القراء بعدما أقحمهم فيها سلطان.
الحقيقة الثالثة: وهي من خبايا التاريخ فالكثير لا يعلم بأن حاكم العراق صدام دخل الأراضي السعودية تحديدا منطقة الخفجي ووقعت معركة كبيرة على إثرها انسحب الجيش العراقي، وأيضا الكثير لا يعلم بأن حاكم العراق قصف السعودية بصواريخ سكود مستهدفا الرياض والظهران، وأحداث أخرى كثيرة، فخصوم السلفيين عند حديثهم عن واقعة الخليج يخفون قصدا هذه الجرائم ليظهروا حاكم العراق في ثوب المظلوم البطل! ولو كانت هذه القضايا مطلبا عندي في محاورة القوم لدخلت بهم في حرب العراق مع إيران وما ظهر فيها من الدعم الأمريكي لصدام، وحقائق أخرى عن العلاقة السرية بين أمريكا وصدام!
الحقيقة الرابعة: متعلقة بموازين الحزبيين والإخوان فالدم المعصوم عندهم يحرّم فقط في القضايا التي تخدم توجههم أما إذا كانت الواقعة متوافقة مع قواعدهم وأصولهم الحزبية فحينها يشغلون آلة الإعلام، فصدام مثلا لا يهمهم ما كان يفعله في أهل السنة في العراق خصوصا الأئمة والدعاة ولا تعنيهم الجرائم التي وقعت في فترة حكمه في العراق
كمجزرة حلبجة 1988 ومجزرة الدجيل 1982 وكذلك إعدام المعارضين بأقل شبهة لاسيما من حزبه! كل هذا لا يعني القوم شيئا وإنما الذي يهمهم من تاريخ العراق هو استعانة السعودية بالأمريكان.
الحقيقة الخامسة: وهي واحدة من أدق القضايا، متعلقة بعلاقة السعودية بأمريكا فأكثر من يخوض في هذا الموضوع يخفي عمدا أو جهلا تاريخ العلاقة بين البلدين ولا يتطرق إلى دور الملك عبد العزيز $ في حماية بلاده من الغزو البريطاني يوم أن كانت الجيوش البريطانية على أعتاب المملكة ولولا حنكة ودهاء هذا الملك عندما وطد العلاقة مع أمريكا لتم تنازل العثمانيين عن الأراضي الحجازية لصالح الانجليز! فمعرفة هذه الحقيقة تجلّي المشهدَ للقارئ وتجعله يفهم معنى استعانة المملكة بالأمريكان وأنّها استعانة حليف بحليفه تجمع بينهما علاقة نديّة،
والسؤال الآن: كيف سيكون موقف سلطان لو حدث للجزائر ما حدث للكويت؟ فهل سيقف ضد بلاده لو أنها استعانت بدولة حليفة أو شريكة من أوروبا أو أمريكا أو حتى آسيا! وهل سيتنازل عن وطنه ويسمح بغزوه؟! وهذا ما يجرنا إلى مسألة خطيرة حساسة قد أتطرق إليها يوما وهي: موقف إخوان الكويت وإخوان العالم من غزو الكويت! وكذلك موقف الإخوان في العراق من الحرب العراقية الإيرانية وهل وقف الإخوان مع بلدانهم أم وقفوا ضدها! والجواب الذي يقرب الفكرة هو معرفة حقيقة بيعة الإخواني لمرشده العام خارج وطنه! وبما أن غالبية من يجتهد اليوم في تشويه السلفيين من كتابنا لهم انتماء إخواني فإن شاء الله سنفتح ملف الإخوان وننقل للناس حقائق مرعبة من تاريخ القوم! ولا بأس أن أبادر وأقدم شيئا يسيرا من تلك الحقائق له علاقة بموضوعنا.
إلزام وإلجام: عندما تنظر في تناول القوم لقضية الخليج تجدهم يحصرون كلامهم في حكم الاستعانة بالأمريكان ويوظفون هذا في تشويه الأئمة والعلماء، لكن العارف بحقائق التاريخ يدرك بأن قضية الاستعانة بالكفار وقعت في أحداث كثيرة وأجاز دعاة وشيوخ الاستعانة بالكفار ومع ذلك لا تجد من يذكرهم والسبب واضح وهو متعلق بتوجه أولئك الشيوخ فما دام توجهم إخواني حزبي فالواجب هو السكوت عنهم والتستر على فعلتهم عكس ما يفعل مع شيوخ السلفيين!
وأضرب مثالا واحدا أثبت به صدق ادعائي: فهذا شيخ الإخوان الأكبر يوسف القرضاوي قد أفتى بجواز الاستعانة بالكفار –أمريكا نفسها- في أحداث سوريا ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل تعداه إلى شكرها! جاء في جريدة «القدس العربي» بتاريخ: «29/04/2013»:
«شكرَ رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يوسف القرضاوي الولايات المتحدة الأمريكية، على دعمها للمسلحين السوريين الذين يقاتلون ضد الجيش السوري، وقال القرضاوي في خطبة الجمعة من جامع عمر بن الخطاب بالعاصمة القطرية الدوحة «نشكر الولايات المتحدة الامريكية على تقديمها السلاح للمقاتلين بقيمة 60 مليون دولار، ونطلب المزيد»، وأردف: «لماذا لم تفعل أمريكا مثلما فعلت في ليبيا؟ على أمريكا أن تدافع عن السوريين وأن تقف وقفة رجولة، ووقفة لله، وللخير والحق»، وكان القرضاوي أجاز الاستعانة بقوات «الناتو» في ليبيا، واجاز للسوريين الطلب من دول أجنبية التدخل في بلادهم في حال فشلت الدول العربية وقف ما أسماه «حمام الدم في سورية»».
قلت: إن كنت نسيت يا سلطان فها أنا قد ذكّرتُك! وإن كنت جهلت فها أنا قد علّمتك! وإن كنت تقصّدت التلبيس فها أنا قد وعظتك!
جواب اللغز: أما سبب اختيار سلطان لتلك الحقبة فهو لغز محير وجوابه: أنّ كل من عاش سنوات التسعينيات بداية من 1990 يتذكر جيدا تلك الأحداث الكثيرة بملخصّها يفهم الذكي سبب تهجم سلطان على السلفيين وعلى الشيخ ربيع لأن الحقيقة الثابتة تكمن فيما يلي:
أن جماعات التكفير والفوضى وعلى رأسهم جماعة الإخوان نشطت نشاطا رهيبا في تلك السنوات، بل السلفي هو من له الحق في جعل حرب الخليج هي بداية ظهور القطبية التكفيرية! ويكفي في إثبات هذه الحقيقة تذكير الناس بتجمّع أنصار الجبهة الإسلامية للإنقاذ في ملعب 5 جويلية نصرة لصدام حسين!
وفي تلك المرحلة كذلك: صدرت كتب الشيخ ربيع المدخلي في الرد على سيد قطب التكفيري ويومها وقفت جماعة عبد الرحمن عبد الخالق لأول مرة في وجه الشيخ ربيع دفاعا عن الجماعات! وفي تلك الأيام اشتهر شيوخ التحريض وعلى رأسهم سلمان العودة وناصر العمر ووصل تأييدهم لجماعات التخريب في الجزائر! فهل فهمت أخي القارئ لماذا يصر القوم على التحدث عن تلك الحقبة؟ نعم ينتقمون من الشيخ ربيع المدخلي الذي وقف في وجه الإرهاب بمختلف فروعه!
ثم هل يعلم القارئ بأن تلك المرحلة كانت معروفة بمرحلة الصحوة؟! وقد انتشرت يومها دعوة الإمام الألباني بشكل كبير ويومها كان خصوم السنة يلقبون السلفيين بالألبانيين؟! لقد كتب رأس الحدادية في وقته عبد اللطيف باشميل كتابا بعنوان
«الفتح الرباني في الردّ على أخطاء دعوة الألباني» تحدث فيه كما في «ص:28» عن نفس الحقبة التي تكلم عنها سلطان وقال:
«منذ أيّام حرب الخليج بدأت تظهر في العالم الإسلامي دعوة جديدة تزداد ظهورا يوما بعد يوم يحمل أصحابها شعار السلفية ويسمون أنفسهم سلفيين».
سبحان الله! مع أن باشميل من أكثر الناس خصومة للشيخ ربيع ومع ذلك لم يذكر المداخلة وإنما ذكر السلفيين وعلى رأسهم الألباني فكان أشجع من سلطان!
قلت: بعدما أدرك خصوم الحق بأنّ ألقاب: الوهابية والتيمية والألبانية لم يعد لها تأثير كبير انتقلوا سريعا بعد موت الأئمة إلى تعيير السلفيين بالمداخلة بسبب انتشار الجهل! تتعجب أخي القارئ وتقول وهل كان خصوم السنة فعلا يلقبون من يعارضهم بالتيمية؟! أجيبك: تفضل فسلطان هو من يحدثك كما في مقاله: «عندما تمسي الدعوة إلى التوحيد جرما 10/07/2024 الشروق» قال:
«فإنّ معتمد مروّجي العقائد القبورية بين أهل السنّة هو ما يصفونه بمظلومية عموم الأمّة أمام ما يسمّونه "الفكر التيميّ التكفيريّ" على اعتبار أنّ ابن تيمية رحمه الله هو بحسب هؤلاء المفتونين هو أوّل من حذّر من الاستغاثة بالأموات».
قلت: بعدما استقرت هيبة ابن تيمية في قلوب المسلمين -موافقهم ومخالفهم- قفز خصوم الحق إلى ألقاب أخرى منها الوهابية لكن سرعان ما اكتشف الناس المكيدة فانتقل القوم بسرعة البرق إلى لقب الجامية نسبة إلى العلامة محمد أمان الجامي رحمه الله وهو أحد شيوخ الشيخ ربيع، ومع ذلك افتضحوا بعدما عرف الناس قيمة ومنزلة هذا الإمام الذي كان مدرسا في المسجد النبوي، ففكر القوم جيدا فاخترعوا لقبا جديدا ألا وهو المداخلة، وبإذن الله سيزول قريبا وسيجد صناع هذه الطائفة أنفسهم في ورطة حقيقية عندما يتهمهم خصومهم كالعلمانيين والطرقيين بأنهم مداخلة وقد وقع هذا، يومها سينقلب السحر على الساحر ويضطر القوم إلى نفي تهمة المدخلية عن أنفسهم لأن هذه التهمة ستوجه إلى كل داعية يعارض أهواء الناس ولو في مسائل فرعية!
قلت: لقد علم القوم بأن الألباني وابن باز والعثيمين لهم مكانة كبيرة في قلوب المسلمين فحرصوا كل الحرص على تشويه صورة الشيخ ربيع وإظهاره في كل مواقفه وفتاويه في مظهر المتفرد! وإنّني أرفع التحدي في وجه سلطان وجماعته بأن يخرجوا للناس ولو على سبيل الانتقاد فتاوى الأئمة الثلاثة في قضية فلسطين لاسيما فتوى الألباني التي بسببها اتّهم بالعمالة لليهود! وفتوى العثيمين في قضية التطبيع وموقف ابن باز من الصلح! كونوا رجالا ولا تخافوا في الله لومة لائم!
المكر بالقارئ: إن من أوضع أساليب المواجهة هي تلك الطريقة السيئة التي يستعملها سلطان في طرح قضايا الأمة المتعلقة بالنوازل والدماء فتجده يرمي من بعيد إذا تعلق الأمر بنقد العلماء والأئمة أما إذا تعلق الأمر بالإمام ربيع فيبرز في كامل جرأته ولا يفوت أي فرصة ليذكر الشيخ باسمه واسم عائلته لكن عندما يشتد حنقه على العلماء يسارع إلى تفجير قنابله الضوئية التي لا تحدث أي دمار وإنما تضيء فقط للقراء المنصفين ودونكم مثالين من أمثلة كثيرة يظهر فيهما موقف سلطان من العلماء! قال في مقاله:
«ركن الإسلام السادس 05/02/2024 الشروق»:
«صحيح أنّ بعض طوائف الأمّة التي جنحت إلى الغلوّ أساءت إلى شعيرة الجهاد تنظيرا وتطبيقا، لكنّ هذا لا يسوّغ أبدا أن يجنح من يوصفون بكبار علماء الأمّة إلى الطّرف المقابل، فيسوّغوا تعطيل الجهاد بتحريف الكلم عن مواضعه والسّعي في إرضاء جهات علمانية»، إلى أن قال: «ولعلّ من أكثر ما يؤسف له في هذا الزّمان أن يضيّع أكثر المسلمين -عامّة وخاصّة- هذه الشّعيرة الواجبة، كنتيجة لاستشراء الثقافة العلمانية التي تعُدّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تدخلا في خصوصيات الآخرين! بل إنّ هذه الثقافة سرت بين كثير من العلماء الذين ألبسوها لباس الدّين»، وقال في مقاله:
«عندما يتنكر العلماء للمرابطين 22/05/2024 الشروق»:
«العلماء لا يجوز لهم ولا يليق بهم أبدا أن يؤْثروا الفاني على الباقي، ويتبعوا أهواء قوم أخلدوا إلى الأرض ورضوا بالدنية في دينهم ودنياهم، ويبرروا لهم رضاهم بالقعود والخنوع، على حساب أعراض المرابطين الذين حملوا أرواحهم في أكفّهم».
قلت: وحتى أقضي على أي احتمال أو اعتذار لسلطان وأُسكت كل من يعترض بأن الرجل لا يقصد علماء السنة أنقل له ما يدفع كل هذه الإيرادات!
قال سلطان في مقال كتبه حديثا بعنوان:
«لا صلح مع الصهاينة المحتلّين 26/08/2024 الشروق»:
«لا تزال الأمّة تُبتلى في القرن الأخير، بدعوات وفتاوى وآراء شاذّة، تناقض أصول الدّين وقواعده، وتخالف الفطرة التي فطر الله النّاس عليها، بل إنّ منها ما يؤدّي العمل به إلى هدم دين الأمّة وإفساد دنيا المسلمين، ولعلّ من أغرب تلك الفتاوى التي رزئت بها الأمّة في قرن الاستضعاف الفتوى المشهورة بهجرة الفلسطينيين من الأرض المباركة بحجّة أنّه ليس في إمكانهم مقارعة المحتل! وأختها الفتوى الأخرى القاضية بجواز عقد الصّلح مع الصّهاينة المغتصبين لأرض الإسراء، كان في الوُسع التغاضي عن هذه الفتاوى التي ترفضها أصول الدين وقواعده، وتأباها الفطرة الإنسانية السليمة، لأنّها تبرّر للخضوع والخنوع للمحتلّ الغاصب، وتضفي الشرعية على الاحتلال».
قلت: عندما تعلق الأمر بالإمامين الألباني وابن باز رحمهما الله لم يتطرق سلطان في مقاله إلى موضوع المداخلة وتكلم بنبرة أقل قسوة -على ما فيها من قسوة- لأنه مرعوب من فطنة القراء فهو يدرك جيدا بأن في الزوايا خبايا ويوجد في القراء من يفهم بأنه يقصد الألباني وابن باز رحمهما الله لأنّ فتوى الهجرة اشتهرت عن الألباني كما اشتهرت فتوى الصلح عن ابن باز، وقد علم الناس حجم الهجمة التي تعرضا لها يومها رحمهما الله وفي ذلك الوقت اتهما بالعمالة لليهود مثل ما اتهم الشيخ ربيع المدخلي في هذا الوقت! فهل أدرك العاقل حقيقة الصراع؟! والغريب أن القوم يتوارثون هذه الأساليب أبا عن جد وتلميذ عن شيخ فمثل ما شنعوا على الشيخ ربيع اليوم من غير مناقشة لكلامه فكذلك فعلوا مع الألباني فأكثر ما يذكرونه هو عنوان الفتوى حتى تنفر منها نفوس العامة إذ كيف تتحمل نفوس العامة قضية عنوانها: خروج الفلسطينيين من أرضهم! وهنا تكمن جريمة قطاع الطرق فلو أنهم ذكروا مصدر الفتوى ونقلوا فحواها كما هو لوجد المنصف ضالته في كلام الشيخ، وأستغل الفرصة وأدعو القراء إلى الرجوع إلى فتوى الألباني وهي بعنوان:
«حكم الهجرة من فلسطين» ومدتها على اليوتيوب أكثر من ساعة شرح فيها الشيخ وذكر الأدلة وأجاب عن الإشكالات ومع ذلك لم يشفع هذا الجهد عند سلطان الذي اكتفى بعنوان الفتوى وفوق هذا أبهم صاحبها!
من أجل هذا أسأله: ألست المجاهد الثائر؟! ألست ذاك البطل المقدام الذي يصرخ ليل نهار في قضية الجهاد والمواجهة؟! فلماذا تجبن مع أن ميدانك هو ميدان الثرثرة والكلام وليس فيه ما يعرضك للقتل مع أنّها شهادة وشرف! يا سلطان مجرد البوح بأسرار قلبك لا تقوى عليه؟! أخبر الناس بأن قضيتك ليست مع الإمام ربيع المدخلي بل قضيتك من زمان مع الألباني وابن باز والعثيمين واليوم مع الفوزان والعباد وباقي شيوخ السنة وكل الهيئات العلمية بمختلف مشاربها فكل من يعارض فكرة الجهاد القائمة في نفسك فهو عميل جبان! والعجيب أنكم تشيدون كثيرا بأبطالكم مثل الراشد والطريفي وسلمان وتمتدحون شجاعتهم في قول الحق فلماذا لا تقاسمونهم هذه الفضائل الجليلة؟!
وقد يستشكل القارئ قضيتين:
الأولى: علاقة سلطان بمن ذكرتهم كالطريفي!
وجوابه: أن سلطان لا يخفي هذه العلاقة وفي كل مرة يثبتها ويفتخر بها مستغلا جهل الناس بحقيقة هؤلاء الدعاة الذين عُرفوا بتحريض المسلمين على القتال لاسيما ما وقع منهم في سوريا وعلى رأسهم الطريفي! يقول سلطان في مقاله:
«عندما يتنكر العلماء للمرابطين 22/05/2024 الشروق»:
«من الحِكم السيّارة التي كتبها الداعية المسدّد عبد العزيز الطريفي قوله: «العلماء يحمون الأمة من داخلها، والمجاهدون يحمونها من خارجها، وإذا تنكّر حماة الأمة بعضهم لبعض؛ تسلل العدو من بينهم، فجعل بأس الأمة بينها»، ولا شكّ أنّ كلّ من تقع عينه على هذه الكلمات، يرتدّ بطرفه حسيرا إلى واقع الأمّة في هذا الزّمان، وهي تعيش مصداق هذه الكلمات التي خطّها رجل أوتي من الحكمة حظا وافرا، وكتب الله القبول لكلماته حتى أصبح وهو المغيّب عن واقع النّاس كأنّه معهم».
قلت: هذا النقل يغنيني عن بيان حقيقة الطريفي الذي عرفها ولاة أموره في بلاده فزجوا به في السجن بتهمة التحريض وإثارة العامة، فمن خلال الكلام الذي نقله سلطان يتضح للمنصف بأن الداعية العاقل لا يقحم نفسه في قضية الجهاد وهو يعيش في دولة يحكمها ولي أمر هو المسؤول عن شؤون الرعية! وكل متتبع لقضايا الأمة منذ القديم يدرك بأن الجزائر أكثر دولة في العالم عانت من ويلات التحريض أيام التسعينيات بل قبل ذلك أيام الثمانينيات كما أسلفنا عندما حمل «بويعلي» السلاح في وجه الدولة الجزائرية وهي حقبة يتقصد ثوار الفيس بوك إخفاءها عن القراء! وإن شاء الله سأتطرق إليها لاحقا بشيء من التفصيل.
إن جوهر الخلاف الواقع بين السلفيين وبين طوائف التكفير والتحريض هي مسألة التعامل مع ولاة الأمور وحكم النكير عليهم وإثارة الناس ضدهم لاسيما في قضايا الجهاد، نعم هذا هو أصل الخلاف وقد صرح به سلطان نفسه في مقاله: «الجزائريون بين المداخلة والشيعة 09/01/2017 الشروق»:
«السلفية المدخلية طائفة من طوائف أهل السنّة والجماعة، جنحت إلى الغلوّ في الدّفاع عن ولاة الأمر وتهوين أخطائهم وفي تجريح العلماء والدّعاة وتصنيف الجماعات المنتسبة إلى أهل السنّة، وتعصّبَ منظّروها وأتباعُها في مسائل الاجتهاد».
قلت: هذا هو مربط الفرس يا سلطان فلماذا ترجع بنا إلى أحداث الماضي وقضية الخليج وهي أزمة سياسية كبيرة حدثت بين دول عربية مسلمة تربطها علاقة وطيدة مع الجزائر؟! لماذا توظف هذه الأحداث لشيطنة خصومك؟! أليس لك من الرصيد العلمي ما يكفيك لانتقاد العلامة ربيع بعدل وإنصاف وتنقل من كتبه ودروسه ما يدينه؟! ألم تفكر يوما في فحوى كتاباتك الخالية من النقولات والمصادر؟! ألم تفكر يوما في التخلص من هذه الطريقة الفوضوية في النقد؟!
والثانية: قد يعترض القارئ ويقول بأن جهاد اليهود فريضة فما الذي تنقمه على سلطان؟ والجواب: أن الطاعنين في العلامة ربيع يتقصدون مخادعة الناس فيكثرون من ذكر فلسطين لأنها موضع جرح الأمة وحتى بغض اليهود هو محل إجماع بين المسلمين، وغالبية الناس تؤمن بمشروعية جهاد الصهاينة لهذا استغل القوم قضية فلسطين ووسعوا حديثهم عن الجهاد ثم زعموا بأن العلامة ربيع المدخلي وقف لهم في طريق هذا الجهاد المزعوم!
يقول سلطان في مقاله:
«التوحيد شعلة وليس مخدرا 03/07/2024 الشروق»:
«المُبتلى بسوء توظيف التوحيد والسنّة، حينما يجد الأمة تتفاعل بكل أسى مع ما يحصل في أرض الرباط فلسطين أو في أيّ مكان في هذا العالم».
وهنا أسأل سلطان: حتى لا أغوص معك في بحر مقاصدك أخبرني بكل جرأة عن أماكن الجهاد في العالم؟ طبعا عدا فلسطين! في سوريا والعراق أم في ليبيا ومالي؟! في أفغانستان وباكستان أم في أوروبا وأمريكا؟! تفضل اشرح لنا حتى نفهم عنك أكثر! وهذا آخر ما أقوله في هذه الحلقة، والحمد لله رب العالمين.
كتبه بالجزائر العاصمة:
أبو معاذ محمد مرابط
مساء الإثنين 07 ربيع الأول 1446 هـ
الموافق لـ 09 /09/2024 نصراني